لمسة قلم
يكتبها صلاح هاشم
رفيق الصبان الناقد الموسوعي، إني أتذكر
رفيق في آخر لقطة له
تذكرت فجأة أنه قد مات ،عندما شاهدت الصورة
الأخيرة المرفقة التي التقطت له في صحبة وليد وفوزية وخيرية ونعمة الله في حفل
إفطار رمضاني، وحزنت لأني اكتشفت وللمرة الأولي أني سأفتقده بالفعل. صورة
تسجل "لمة وداع" بإمتياز . لم تكن علاقتنا الصبان وأنا بهذه الحميمية، لكنه
كان دوما يثني على خياراتي من أفلام السينما الفرنسية لمهرجان اسكندرية، وجلبي
للمخرجين والنقاد المبدعين ، فيروح يردد أمام الحضري ويعقوب، إن ياهاشم أنت أكثر من
رائع ، وكاد مرة ينحني لي اعجابا ويقبل جبهتي، عندما علم بحضور الروائي والمخرج الفرنسي الكبير آلان روب جرييه( قطار أوروبا السريع، والعام الماضي في مارينباد " الى مصر، وكانت ضربة معلم وبحق للمهرجان، وقام الصبان بإدارة الموتمر الصحفي، فترجم لروب جرييه، وكان يرتعش من فرط اعجابه بكلمات وأفكارالمخرج الفرنسي والروائي الكبير،بخصوص السينما المغايرة والخارجة عن المألوف التي يصنع.. وعلى الرغم من أنه لف الدنيا ، كانت أول زيارة لجرييه الى مصر، وكان الصبان يترجم له، ثم يروح يتطلع قلقا الي ليتأكد من أن الترجمة وكل شيي على مايرام، وكان كل شييء يسر على مايرام، وفوق مايرام وزيادـ وكنت أهز له رأسي أثناء ذلك، مطمئنا و مشجعا.رقيقا كان رفيق الصبان
هكذا مثل فراشة ،بحبه للناس، بنهمه للمعرفة، بموسوعيته ،وإنسانيته الجمة، فكان معلما
ناقدا ذواقة من نوع فريد، وقدوة. الله يرحمه، الآن فقط أدركت أنه مات!
صلاح هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق