مختارات سينما إيزيس
نديم جرجورة
السفير
لأفلام حصلت على منح من الصندوق ولم تحصل على فرصتها في العرض داخل القاعات
الصندوق العربي للثقافة والفنون
ينظم اسبوعا سينمائيا في الفترة من
4 الى 11 مارس
كتب الناقد السينمائي اللبناني نديم جرجورة في جريدة " السفير " :
أسبابٌ عديدة حدت بـ"آفاق" (الصندوق العربي للثقافة والفنون) إلى
تنظيم أسبوع سينمائي هو الأول له منذ تأسيسه في العام 2007. أسبابٌ عملية دفعت الصندوق
إلى تقديم نماذج متفرّقة من اشتغالاته السينمائية، عبر "أسبوع آفاق السينمائي"،
المُقام في صالة سينما "متروبوليس" (مركز صوفيل، الأشرفية) بين 4 و11 آذار
2014، بالتعاون مع "جمعية متروبوليس". ففي مؤتمر صحافي عقده المدير التنفيذي
للصندوق أسامة الرفاعي ومسؤولة البرنامج السينمائي ريما المسمار، 11 قبل ظهر أمس الثلاثاء
في مكتب "آفاق" (الوردية، بيروت)، بدا واضحاً أن الاهتمام الأول منصبٌ على
ضرورة إيجاد حيّز عمليّ لتواصل ما بين مُشاهدين ونتاجات سينمائية عربية قدّم الصندوق
لها منحاً مختلفة منذ 7 أعوام.
لا تكتفي "آفاق" بتقديم منح مالية لمشاريع متنوّعة الأشكال والمضامين،
بلغ عدد المدعوم منها 150 فيلماً في 7 أعوام، لأن الصندوق، بحسب الرفاعي، مستمرٌّ في
مساعدة السينمائيين على مواصلة نشاطاتهم، فيدعوهم إلى ورش عمل تُقام في بيروت أو القاهرة
أو دبي مثلاً، بهدف تفعيل تواصل مطلوب بينهم وبين سينمائيين (مخرجين ومنتجين) أجانب.
ويأتي "أسبوع آفاق السينمائي" ضمن هذه الخطّة، لأنه سيكون "ترويجاً
لبعض الأفلام التي قدّم لها منحاً، أمام الجمهور العربي". هذا يعني أن "آفاق"
تتجاوز مجرّد الدعم المالي إلى ما هو متساو والمشاركة في الإنتاج، عبر إتاحة الفرص
المناسبة للمخرجين وأفلامهم من جهة أولى، وللمُشاهدين المهتمّين بسينما مستقلّة ومختلفة
(اعتادت "آفاق" دعمها) من جهة ثانية، لتواصل ملموس يتجلّى بعرض أفلام مختارة
في صالة سينمائية، أي وفقاً لشروط عرض ملائمة للسينما، ومتوافقة وطقوس المُشاهدة الحقّة.
من جهتها، حدّدت المسمار أسباب تنظيم الأسبوع، بقولها إن الفكرة منطلقة أولاً وأساساً
من "إحساسنا بأن ظلماً لاحقاً بالمخرجين متمثّل بعدم عرض أفلامهم خارج إطار المهرجانات
السينمائية، إذ أننا منتبهون إلى واقع يعرفه الجميع، وهو أن هناك أزمة توزيع للأفلام
المستقلّة العربية". الأفلام المختارة للعرض البيروتي تلقت ردود فعل إيجابية عند
عرضها في مهرجانات متفرّقة، لكنها لم تلق رواجاً جماهيرياً: "لا نعرف ما هي ردود
الفعل الجماهيرية عليها، لأنها لا تُعرض في الصالات"، وهذا سببٌ ثان لتنظيم الأسبوع:
"الأسبوع المذكور خطوة مُكمِّلة للمهرجانات، وهو ليس مهرجاناً بل مجرّد أسبوع
واحد فقط لعرض 11 فيلماً طويلاً وقصيراً، روائياً ووثائقياً. لم نشأ اختيار عدد أكبر،
لأننا ارتأينا أن تكون الخطوة الأولى هادئة ومتواضعة". أضافت المسمار: "نطمح
إلى أن يكون الأسبوع سنوياً، وأن يُقام في مدن عربية مختلفة". أما عن كيفية الاختيار،
فقالت إن معيارين اثنين اعتُمدا: الأول مرتبط بعدم عرض هذه الأفلام في بيروت سابقاً،
والثاني كامنٌ في أن موعد إقامة الأسبوع لا يتعارض وإمكانية مشاركة أحد هذه الأفلام
في مهرجانات أخرى في الوقت نفسه.
اللافت للانتباه أن لا شروط في عملية الاختيار، باستثناء مشاركة "آفاق"
في تمويلها، وعدم عرض الأفلام سابقاً في بيروت. علماً أنه يُمكن أن يكون إنتاج فيلم
مختار عائداً إلى أعوام سابقة، فالأهمّ كامنٌ في ضرورة عرضه جماهيرياً. هذا الأسبوع
مفتوح أمام المُشاهدين جيمعهم مجاناً، فـ"الصندوق مؤسّسة لا تبغي الربح"
كما قالت المسمار، و"الأهمّ كامنٌ في ضرورة عرض الأفلام أمام المُشاهدين"
كما أشار الرفاعي. ثم إن العرض اليومي سيُستكمل بلقاءات مباشرة مع مخرجي الأفلام المختارة
الذين يحضرون عروض أفلامهم، ويناقشونها مع من يرغب من المُشاهدين.
تجربة سينمائية جديدة تشهدها بيروت. تجربة مفتوحة على أسئلة جمّة، تتناول الفني
والدرامي والجمالي، وتبحث في كيفية تفعيل التواصل الحيّ بين مُشاهدين راغبين في أفلام
مختلفة، وسينمائيين يحاولون صناعة المختلف.
عن جريدة " السفير " بتاريخ 25 فبراير 2014
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق