فيلم " الممر" ..الروح المصرية من معدن نبيل
بقلم
صلاح هاشم
..
كنت
قد قررت بعد أن كتبت عن أفلام مهرجان " كان " السينمائي الأخير لجريدة
" القاهرة، وموقع " سيينما إيزيس "، أن استمتع بأجازتي في مصر بلدي ، ولا أكتب عن أي فيلم ، ولا أشغل
نفسي بأي شييء.وأنا أنطلق ومنذ عودتى من باريس، في إتجاه البحر والوادي والجبل، وأمارس صعلكتي المنتجة، في أم الدنيا الجميلة، بشغف وحرية..
لكني وجدت، أنه من الضروري أن أقطع أجازتي ،وأسجل هنا كلمة
عن فيلم مصري بديع، وسط جبال القمامة المصرية،ممن يطلق عليه بأفلام، ومسلسلات
تليفزيونية، والسينما والتليفزيون منهما براء،وبخاصة، بعد أن قرأت نقدا للفيلم،
بقلم ناقد صديق، فسارعت بمشاهدة فيلم " الممر" المذكورالذي أعجبني كثيرا..
وأعتبره
فيلما مصريا خالصا ورائعا، خارج ،وبعيد جدا، عن ذلك " العبث " المرعب
الذي صارت اليه للأسف السينما المصرية العظيمة، التي يتحكم فيها الآن التجار
الحقراء للأسف، وشركات الدعاية والاعلان الكبرى، وتكاد تكون، تلك السينما التي خبرناها
وعرفناها وأصبحت قطعة منا، قد اختفت تماما من حياتنا..
ويكفي
أن " اللمر " ذكرني ،على مستوى المتعة التي تتحقق فقط من مشاهدة العمل
بمجموعة من أهم الأفلام الحربية، التي أصبحت " كلاسيكية " في تاريخ
النوع- أفلام الحرب- مثل فيلم " انقاذ الجندي رايان " لستيفن سبيلبيرغ
أو تحفة ستانلي كوبريك" فول ميتال جاكيت "
وأعتبره فيلما سياسيا بالدرجة الأولى، حيث يناقش
وهو يحكي عن هزيمة ونكسة الجيش المصري في 67، يحكي عن تناقضات المجتمع المصري خلال
تلك الفترة في محاولة الخروج من نفق الهزيمة المظلم، واستعادة كرامة المصريين
المنهوبة، وكما لم يتحقق في اي فيلم مصري حربي ولحد الآن في تاريخ السينما المصرية
وعلى
العكس من بعض التحفظات، التي ابداها الناقد المصري الصديق عن الفيلم
لم أتضايق ابدا من بعض " الخطب والمواعظ "المباشرة في العمل المهم، التي وجدها ا" معيبة "..فلا اعتقد أن تلك " المباشرية "..قد عاقت الفيلم عن تطوره الطبيعي الضروري الدرامي ،وجعلته مملا، ويستطيع المرء بالطبع أن يغفر للفيلم أي شييء، كما يقول المخرج الأسباني الكبير لوي بونويل إلا أن يكون مملا
وفيلم " الممر" الذي لاتوجد فيه لحظة أو لقطة أو مشهد ثرثار وممل، يحافظ في المقابل على الزمن المصري ..
لم أتضايق ابدا من بعض " الخطب والمواعظ "المباشرة في العمل المهم، التي وجدها ا" معيبة "..فلا اعتقد أن تلك " المباشرية "..قد عاقت الفيلم عن تطوره الطبيعي الضروري الدرامي ،وجعلته مملا، ويستطيع المرء بالطبع أن يغفر للفيلم أي شييء، كما يقول المخرج الأسباني الكبير لوي بونويل إلا أن يكون مملا
وفيلم " الممر" الذي لاتوجد فيه لحظة أو لقطة أو مشهد ثرثار وممل، يحافظ في المقابل على الزمن المصري ..
والكلام
المصري، والايقاع المصري، والروح المصرية الجميلة ، وحسها الفكاهي الساخر،
واحساسها الجمالي الرفيع النبيل، ولذلك ينساب ويتسلل تحت الجلد،وتخرج من الفيلم
وأنت تشعر بالفخر كونك تنتمي الى هذا البلد العظيم، وبأنه قد أعاد الروح للسينما
المصرية الجميلة، التي تنهض في الفيلم من كبوتها، وهي تردد " إحنا
المصريين"..
" الممر
" يعيد الينا، سحر وبهجة ومتعة السينما المصرية الجميلة التي افتقدناها،
ويؤكد على أن "الروح المصرية" من معدن نبيل، ويستحق المشاهدة عن جدارة
تحية لمخرج الفيلم الفنان المخرج المصري الكبير شريف عرفة، وكل من ساهم في إخراج هذا العمل السينمائي المصري البديع..
تحية لمخرج الفيلم الفنان المخرج المصري الكبير شريف عرفة، وكل من ساهم في إخراج هذا العمل السينمائي المصري البديع..
صلاح
هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق