جاز وأفلام في مهرجان الاسماعيلية السينمائي 21 بقلم نجلاء عبد الفتاح

الناقد المصري الكبير صلاح هاشم المقيم في باريس

كولترين

بيلي هوليداي

موسيقى الجاز امريكية النشأة افريقية الجذور

" جاز وأفلام " في مهرجان الاسماعيلية السينمائي 21

موسيقى الجاز، جسر الى افريقيا ، وفنون وثقافات القارة 

بقلم

 نجلاء عبد الفتاح

كانت سهرة " جاز وأفلام "الموسيقية السينمائية  التي اقيمت في مهرجان الاسماعيلية السينمائي 21 يوم الخميس 11 ابريل سهرة رائعة بالفعل، باجماع كل من حضر السهرة ،من جمهور الاسماعيلية، وضيوف المهرجان، حيث انطلقت السهرة المدرجة في قسم البانوراما ، في الدورة 21 لمهرجان الاسماعيلية ببث بعض المقطوعات الموسيقية " الجازية " الشهيرة ، لأساطير موسيقى الجاز، من أمثال لوي آرمسترونج "ملك الجاز"، وسيدني بيشيت ، ومايلز ديفيز ، وجون كولترين، وشيت باركر، ونينا سيمون وغيرهم ، فاشاعت تلك الباقة من الألحان والأنغام ،التي اختارها الناقد الكبيرصلاح هاشم  المقيم في باريس بمعرفته، وعلى ذوقه، كمدخل للولوج الى والتعرف على عالم موسيقى الجاز الساحر، أشاعت نوعا من البهجة في أنحاء قاعة 2 بقصر ثقافة الاسماعيلية. 

آرمسترونج

وكانت تلك الباقة بمثابة "فتح شهية" للحضور الكريم، قبل أن يصعد هاشم في السابعة مساء تماما الى خشبة مسرح قصر الثقافة، فيشكر ادارة المهرجان على استضافته، ويتحدث  في القسم الأول من السهرة ،عن نشأة وتطور موسيقى الجاز في الربع الأول من القرن العشرين ، كفن جديد من اختراع العبد الافريقي الأسود ،الذي اختطف وحمل قسرا ، وتحت ضربات السوط ، للعمل في مزارع التبغ والقطن وقصب السكر في ولايات الجنوب الأمريكي ..ويشرح كيف نشأت موسيقى الجاز في مدينة نيو اورليانز عام 1890 ، وكيف نهلت من موسيقى الجماعات الانسانية الفرنسية والاسبانية والايطالية والكاريبية التي كانت تسكن هناك، كما استلهمت  من عروضها الفنية

 ثم عرض هاشم عدة مشاهد من الفيلم الوثائقي "  جاز. مائة سنة من الاسطورة " للأمريكي كيم بيرنز،الذي يؤكد فيه وينتون مارسيلس عازف الترومبيت الامريكي الشهير، أن القيمة الكبري لموسيقى الجاز الامريكية النشأة الافريقية الجذور، تكمن في كونها أصلا إحتفال بالحياة -   A CELEBRATION OF LIFE - وانها حملت تاريخ وذاكرة الأفارقة ، الذين اختطفوا من موطنهم الأصلي، وتعتبر هدية الزنوج الى أمريكا، وهدية أمريكا الى  الفنون والعالم

مايلز ديفيز وجان مورو

ثم ينتقل بعد ذلك في القسم الثاني من المحاضرة الى الحديث عن موسيقى الجاز في مصر، وأسطورة موسيقى الجاز الفنان الكبير يحيى خليل، الذي خلق للمصريين " ذائقة جديدة "، وقدم الألحان الشرقية، بصبغة جازية ، نفث فيها من روحه وكيانه وخبراته ..وتجربة حياة كاملة.

 ثم عرض هاشم بعض مشاهد من حفل للفنان يحيى خليل، على رصيف الشارع المصري، كشفت كيف ان المصريين جازيون بالفطرة من خلال ردود افعالهم تجاه ألحان يحيى خليل- الفنان الكبير- الشهيرة، مثل " حكاوي القهاوي "

يحيى خليل وصلاح هاشم

 وانتهت السهرة بعرض الفيلم الوثائقي" وكأنهم كانوا سينمائيين. شهادات على سينما وعصر " 56 دقيقة . انتاج 2008 للمخرج صلاح هاشم ،وهو الجزء الأول من ثلاثية  فيلمية ، تحكي عن التأثيرات التي أحدثتها السينما المصرية ،في الوعي الجمعي المصري ، وحياة المصريين، من خلال ثلاث شهادات، للروائي المصري بكر الشرقاوي، والناقد والمخرج والمفكر السينمائي الكبير د. صبحي شفيق، ومدير التصوير الكبير د. رمسيس مرزوق، وكان الفيلم عرض في الدورة الرابعة من مهرجان " جاز وأفلام " في إطار تكريم السينما المصرية - السينما الأم في قارة افريقيا- وتراثنا السينمائي المصري العريق

جاز وأفلام ضمن إصدارت الدورة 21 من كتب

والجدير بالذكر أن إدارة المهرجان الممثلة برئيس المركز القومي للسينما د. خالد عبد الجليل رئيس المهرجان والناقد عصام زكريا مدير المهرجان، حرصت على أن يصدر للناقد صلاح هاشم كتاب مهم يضع الأساس الفكري والفني والتاريخي لموسيقى الجاز، كتاب يمهد ويوثق للسهرة بعنوان " جاز وأفلام : سينما السود المقاومة بأنغام الجاز " ضمن اصدارته  للدورة 21

 وأن  سهرة " جاز وأفلام " التي نجحت بإمتياز، استقطبت  أيضا جمهورا كبيرا،  وحضر السهرة عدد كبير من النقاد والسينمائيين من ضيوف المهرجان، من أمثال  الناقدة ماجدة موريس، والناقد عماد النويري، والناقد احمد عسر والناقدة وفاء السعيد وغيرهم، والمخرج الكبير علي الغزولي، ومدير التصوير المصري الكبير محمود عبد السميع، والمخرج عمرو بيومي والمخرج الافريقي الكبير موازيه نجانجورا، والأخيركرمه المهرجان في دورته 21 هذه المتميزة..

الناقد أحمد عسر طالب في نهاية اللقاء أن يعرض فيلم هاشم عن السينما المصرية " وكأنهم كانوا سينمائيين . شهادات على سينما وعصر" في جميع نوادي السينما التي يشرف عليها المركز القومي للسينما ودار الأوبرا المصرية..

سحر السينما المصرية الخفي