نزهة الناقد : فقرة بعنوان
تجليات الخطاب الصوفي
في
فيلم البلدة الصغيرة
بقلم
صلاح هاشم
فيلم القصبة KASABA أو البلدة
الصغيرة للمخرج التركي نوري بيلغ سيلان الذي
شاهدته مساء اليوم السبت 23 يناير في نادي سينما الجيزويت هو بالأبيض والأسود أكثر من فيلم
انه قصيدة سينمائية باهرة بالابيض والاسود
ومحاولة لاستكشاف أسرار الحياة الكبرى ولغز الوجود، قبل الشروع في رحلة الى تلك " الهند
" الأسطورة التي تختفي وراء التلال ، وعبر حقول الذرة الممتدة الى ما لانهاية بإتجاه
" المطلق" والتوحد بكل العناصر
البلدة الصغيرة ليس فيلما ، بل
" سينما خالصة" ، مثل اللوز المقشر، وكما يجب للسينما أن تكون في اعظم تجلياتها بـ " خطاب الحب " الصوفيMYSTIC
سينما تتوهج
بالابيض والاسود مثل ترنيمة في تلك القرى التركية التي لاتسكنها سوى الأشجار،وتعبرها الريح في حضن الطبيعة
وهويستحوذ على كل كيانك حين يضع كل جمال
السينما في لقطة تداعب فيها يد صغيرة سمكة او يحنو فيها معلم في فصل على تلميذ صغير سار عشرات الكيلومترات في الطرق الجبلية
الوعرة التي تغطيها الثلوج لكي يصل الى فصله المدرسي في الميعاد، وحين يدلف الى الداخل
يخلع معطفه المبتل ويعلقه على ماسورة مدفأة الفصل لكي يجف..
فيلم البلدة الصغيرة يحول
مادة الفيلم ذاتها وهو يتلو علينا الحكايات تلو الحكايات الى قصيدة شعر صوفية أقرب ماتكون الى صلاة
..لمجد الحياة ذاتها
فيلم ساحر لمخرج فذ يعيد الى السينما وظيفتها الأصلية في طرح تساؤلات الوجود الكبرى ويجعلنا مع لقطة في الفيلم نتصالح مع أنفسنا والعالم .. ويشجينا..
لقطة من فيلم البلدة الصغيرة الساحر لنوري بيلغ سيلان
صلاح هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق