نزهة الناقد .التفكير المعاصر في السينما*
فقرة بعنوان
المجد لتلك الشاشات التي صنعتنا
تم ترم.. ترم.. ترم
تم ترم.. ترم.. ترم
بقلم
صلاح هاشم
المخرج الأمريكي الكبيرأورسون ويلز شاهدنا له فيلم " الرجل الثالث " في سينما إيزيس وخرجنا ونحن نردد موسيقى الفيلم تترم ترم تتا رم ترم التي صارت من أشهر موسيقى الأفلام في تاريخ السينما الحديثة
كنت أحببت ولا أدري من أين في صغري تلاوة الشعر وحفظه ،ومن خلال تلك النعمة أو الموهبة التي وهبها الله لي صرت كلما هبطت الى مكان، اردد اشعار اصدقائي مثل الصديق المرحوم الروائي محمد ناجي صاحب خافية قمر الذي بدأ حياته معنا في شلة كلية الآداب في فترة الستينيات في الجامعة كشاعر
وكانت تلك الفترة كما يتذكر البعض ممن عاشوا في تلك " الفكرة "على مستوى التأمل والتفكر الفلسفي من أخصب الفترات الثقافية التي مرت بها مصر، وكانت فترة تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية كثيرة وكبرى، وفترة تضم عدة فترات في فترة واحدة على أمل رصد تلك المناخات الفكرية من الثقافة والوعى والبهجة التي كانت تضيي وتلمع مثا الماسات في حياتنا، و من ضمن تلك الفترات مثلا: فترة الشاشات العظيمة التي صنعتنا في زمن الستينيات : شاشة نادي
سينما القاهرة وشاشة المركز الثقافي التشيكي وشاشات المراكز الثقافية الاجنبية وشاشة دار عرض سينما إيزيس على مقربة من حديقة حوض المرصود الملاصقة لمركز شباب السيدة زينب على الرصيف المقابل لمستشفى حوض المرصود للرمد وكنا نحن الاطفال الاشقياء في حينا العريق قلعة الكبش التي تربض فوق جبل الكبش ومسجد جدنا الأكبر أحمد بن طولون يتسامق في السماء بمئذنته
كنا نقف قبل ان ندلف الى قاعة عرض سينما إيزيس نقلب في مجلات " سندباد " أو نتصفح في خلسة من عم " منعم " بائع الكتب الذي يعرضها أمام مدخل الحديقة على سورها الخارج
رواية من روايت الجيب وكانت عناوينها مثل هي أو عائشة لسير اريدار هاجارد" أو " الكونت دي مونت كريستو " لاكسندر دوماس الابن أو " جريمة على النيل " لأجاثا كريستي تجذبنا فنلتهم منها في خلسة عدة صفحات قبل ان يضبطنا عم منعم فيلعننا - حرام أن نتثقف ببلاش ! - وينتزع الرواية من بين ايدينا، فنهرب الى شاشة سينما إيزيس التي تفتح لنا ذراعيها مرحبة
المجد للشعر ومخيلة تلك الشاشات العظيمة التي صنعتنا، ثم صارت ترابا وأثرا عزيزا لطفولة آسرة وروح الجسارة.تم ترم ترم ترم .
صلاح هاشم
من كتاب " نزهة النقد : التفكير المعاصر في السينما " لصلاح هاشم . تحت الطبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق