قراءة في كتاب " السينما العربية خارج الحدود " لصلاح هاشم
ربط الكاتب بين مفهوم الحضارة والفن السابع ومدى تأثيرهما على ملامح حياة الشعوب
السينما العربية خارج الحدود..تجارب مضيئة
يعتبر الكتاب اكتشافاً للحضور السينمائي العربي في الخارج، وشهادة على
لحظات ووقائع تاريخية تعد مهمة وبصمات
في ذاكرة السينما العربية
بقلم
أمينة عادل
الكاتب والناقد السينمائي صلاح هاشم، أخلص في كتابه لرؤيته النقدية ولم تغره الأسماء الكبيرة
صدر مؤخراً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب «السينما العربية خارج الحدود»، حيث يرصد خلاله الكاتب صلاح هاشم، وضع السينما العربية في المحافل السينمائية الدولية والمهرجانات المتنوعة التي خلقت سوقًا جديدًا للسينما العربية في العالم.
وينقل الكاتب من خلال متابعاته التي استمرت أكثر من 30 عامًا في مجال السينما من موقعه في فرنسا التي عاش بها طويلاً، كواليس السينما العربية في هذه المهرجانات العديدة التي شهدت حضورًا مبهرًا للسينما العربية بدولها العديدة، وذلك من خلال مقالات نشرت في جريدة «الأهرام» الدولية، ومجلة «الشرق الأوسط» ومجلة «لندن» وغيرهما من المجلات والجرائد المختلفة التي راسلها الكاتب صلاح هاشم بمقالاته أثناء عرض الأفلام وإقامة المهرجانات
.فاتن حمامة تتحدث الى صلاح هاشم في كتاب " السينما العربية خارج الحدود
وفي الكتاب، يجمع ويقدم رئيس أكاديمية الفنون السابق الدكتور مدكور ثابت، مجموعة المقالات التي كتبها الناقد صلاح هاشم، خلال تاريخه مع المهرجانات، وينقل خبرته الواسعة من الكتابات الضيقة الموجهة بالإنجليزية إلى العالم العربي ليوفر مادة لمحبي السينما، كذلك لتكون مرجعاً تحدد قيمته في ضوء خصوصية الفكرة الأساسية؛ لتجميع هذه المادة التي كانت من قبل شتاتاً متفرقاً.
ويتكون الكتاب من أربعة محاور، الأول بعنوان «السينما سفير حضارة»، ويتكون من 33 مقالاً، حيث يتناول به كيف يمكن للسينما أن تكون منبراً لفكر وحضارة الشعوب، وملامح فلسفة الحياة التي تعيشها هذه المجتمعات، مستشهداً على هذا بالأفلام العربية التي عرضت ومستواها الفني، في صيغة نقدية تحليلية
.
الحضارة والسينما
ويربط الكاتب في هذا المحور بمقالاته الـ33 بين مفهوم الحضارة والسينما، ومدى تأثيرها على ملامح حياة الشعوب وحاضرهم ومستقبلهم، مستشهداً بأفلام لمخرج الواقعية المصري صلاح أبو سيف، كذلك السينما الطليعية للمخرج يوسف شاهين، الذي شق طريقه إلى العالمية.
كما يُلقي بالضوء على التحف الفنية التي كشفها المخرج شادي عبد السلام للعالم، رغم مشواره السينمائي القصير جدًا، والذي أوضح من خلاله ملامح الفرعون الدفين بداخله، كما عبر صلاح هاشم بمقالاته على شوارع المخرج عاطف الطيب.
وعلى نفس الوتيرة يأتي المحور الثاني بعنوان قراءة نقدية ووسط مغاير، ويقدم به 12 مقالاً، متناولاً بالنقد أفلاماً بعينها منها «إسكندرية كمان وكمان» ليوسف شاهين، و«طوق الحمامة المفقود» للمخرج التونسي ناصر خمير، والذي غير النظر للسينما العربية وأخرجها من النطاق الضيق الذي كانت تدور في فلكه، لتسبح في المجال الصوفي وبحور الأندلس الضائعة.
ويقدم المحور الثالث تحت عنوان «التفكير المعاصر في السينما»، وبه عشرة مقالات، حيث اهتم الكتاب في هذا المحور بسبل التفكير المعاصر في السينما العربية والانطلاق لآفاق جديدة، منها السينما التي تقدم تحت توقيع المرأة أو ذات أفكار نسوية، ويناقش «هل سينما المرأة تهتم بالمضمون على حساب الشكل؟»، وهي إشكالية تم طرحها كثيراً
.
لقاءات
ويختتم بالمحور الرابع والذي يأتي تحت عنوان لقاءات خارج الحدود ويحتوي على 11 مقالاً، وهي عبارة عن بورتريهات لفناني ومخرجي وكتاب السيناريو العرب الذين انطلقت أعمالهم كالسهام المصيبة للغرب والعالم اللامحدود من الإبداع.
ويبدأها مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والتي تألقت في العالم العربي بأفلامها المتنوعة الموضوعية التي تطرح جوانب من المجتمع وأوجه المرأة المختلفة الشكل والتكوين، من الفلاحة في فيلم «الحرام»، والفتاة الساذجة التي تتحول إلى الكيد والدهاء في فيلم «دعاء الكروان»، أو المرأة التي تعاني من القهر والظلم المجتمعي كما حدث معها في فيلم «أفواه وأرانب» أو السيدة الأرستقراطية التي تتعرض لصفعة من المجتمع في «أريد حلاً».
ويُقدم الكاتب مجموعة من المقالات التي تتناول مخرجين كباراً أثروا السينما العربية بجرعات فنية مكثفة ومنهم هنري بركات، وكذلك التونسي فريد بوغدير ولغته العميقة الجريئة وتعرضه لمشكلات مجتمعية وأيديولوجية في مجتمعه، كذلك التونسي أيضاً نوري بوزيد، كما أطل الكاتب بمقالاته على المخرج المغربي سهيل بن بركة، كما أشار للمخرج الفلسطيني ذي الرؤية المتجددة إيليا سليمان، ويختتم مع المخرج السوري عمر أميرالاي الذي عانى من المنع هو وأفلامه طوال حياته داخل سوريا
.
مدخل نموذجي
هذا الكتاب وما يحويه من مقالات قيمة في مجال السينما، يعتبر مجرد مدخل نموذجي لفكرة السينما العربية خارج حدودها الطبيعية، والتي عبرت بالفن القيم لأقطار العالم المتفرقة والمحبة للسينما، وهو ما نجده منعكساً في تقدير السينما العربية خلال العقود الماضية.
ويعتبر الكتاب اكتشافاً للحضور السينمائي العربي في الخارج، وشهادة على لحظات ووقائع تاريخية تعد مهمة وبصمات في ذاكرة السينما العربية
.
المؤلف في سطور
صلاح هاشم، كاتب وصحافي وناقد سينمائي مصري من جيل الستينات، مقيم في فرنسا، وذلك بعد حصوله على «ليسانس» الأدب الإنجليزي من جامعة القاهرة في العام 1969، وماجستير في الحضارة الأميركية وأدب الزنوج، وله العديد من الكتب والمترجمات والقصص والدراسات الأدبية والفنية، التي نشرت في العديد من المجلات والجرائد العربية، كما شارك في عضوية لجان التحكيم الدولية للعديد من مهرجانات السينما.
الكتاب:
السينما العربية خارج الحدود
تأليف:
صلاح هاشم
الناشر:
الهيئة المصرية العامة للكتاب
- 2014
صدر مؤخراً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب «السينما العربية خارج الحدود»، حيث يرصد خلاله الكاتب صلاح هاشم، وضع السينما العربية في المحافل السينمائية الدولية والمهرجانات المتنوعة التي خلقت سوقًا جديدًا للسينما العربية في العالم.
وينقل الكاتب من خلال متابعاته التي استمرت أكثر من 30 عامًا في مجال السينما من موقعه في فرنسا التي عاش بها طويلاً، كواليس السينما العربية في هذه المهرجانات العديدة التي شهدت حضورًا مبهرًا للسينما العربية بدولها العديدة، وذلك من خلال مقالات نشرت في جريدة «الأهرام» الدولية، ومجلة «الشرق الأوسط» ومجلة «لندن» وغيرهما من المجلات والجرائد المختلفة التي راسلها الكاتب صلاح هاشم بمقالاته أثناء عرض الأفلام وإقامة المهرجانات
.فاتن حمامة تتحدث الى صلاح هاشم في كتاب " السينما العربية خارج الحدود
وفي الكتاب، يجمع ويقدم رئيس أكاديمية الفنون السابق الدكتور مدكور ثابت، مجموعة المقالات التي كتبها الناقد صلاح هاشم، خلال تاريخه مع المهرجانات، وينقل خبرته الواسعة من الكتابات الضيقة الموجهة بالإنجليزية إلى العالم العربي ليوفر مادة لمحبي السينما، كذلك لتكون مرجعاً تحدد قيمته في ضوء خصوصية الفكرة الأساسية؛ لتجميع هذه المادة التي كانت من قبل شتاتاً متفرقاً.
ويتكون الكتاب من أربعة محاور، الأول بعنوان «السينما سفير حضارة»، ويتكون من 33 مقالاً، حيث يتناول به كيف يمكن للسينما أن تكون منبراً لفكر وحضارة الشعوب، وملامح فلسفة الحياة التي تعيشها هذه المجتمعات، مستشهداً على هذا بالأفلام العربية التي عرضت ومستواها الفني، في صيغة نقدية تحليلية
.
الحضارة والسينما
ويربط الكاتب في هذا المحور بمقالاته الـ33 بين مفهوم الحضارة والسينما، ومدى تأثيرها على ملامح حياة الشعوب وحاضرهم ومستقبلهم، مستشهداً بأفلام لمخرج الواقعية المصري صلاح أبو سيف، كذلك السينما الطليعية للمخرج يوسف شاهين، الذي شق طريقه إلى العالمية.
كما يُلقي بالضوء على التحف الفنية التي كشفها المخرج شادي عبد السلام للعالم، رغم مشواره السينمائي القصير جدًا، والذي أوضح من خلاله ملامح الفرعون الدفين بداخله، كما عبر صلاح هاشم بمقالاته على شوارع المخرج عاطف الطيب.
وعلى نفس الوتيرة يأتي المحور الثاني بعنوان قراءة نقدية ووسط مغاير، ويقدم به 12 مقالاً، متناولاً بالنقد أفلاماً بعينها منها «إسكندرية كمان وكمان» ليوسف شاهين، و«طوق الحمامة المفقود» للمخرج التونسي ناصر خمير، والذي غير النظر للسينما العربية وأخرجها من النطاق الضيق الذي كانت تدور في فلكه، لتسبح في المجال الصوفي وبحور الأندلس الضائعة.
ويقدم المحور الثالث تحت عنوان «التفكير المعاصر في السينما»، وبه عشرة مقالات، حيث اهتم الكتاب في هذا المحور بسبل التفكير المعاصر في السينما العربية والانطلاق لآفاق جديدة، منها السينما التي تقدم تحت توقيع المرأة أو ذات أفكار نسوية، ويناقش «هل سينما المرأة تهتم بالمضمون على حساب الشكل؟»، وهي إشكالية تم طرحها كثيراً
.
لقاءات
ويختتم بالمحور الرابع والذي يأتي تحت عنوان لقاءات خارج الحدود ويحتوي على 11 مقالاً، وهي عبارة عن بورتريهات لفناني ومخرجي وكتاب السيناريو العرب الذين انطلقت أعمالهم كالسهام المصيبة للغرب والعالم اللامحدود من الإبداع.
ويبدأها مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والتي تألقت في العالم العربي بأفلامها المتنوعة الموضوعية التي تطرح جوانب من المجتمع وأوجه المرأة المختلفة الشكل والتكوين، من الفلاحة في فيلم «الحرام»، والفتاة الساذجة التي تتحول إلى الكيد والدهاء في فيلم «دعاء الكروان»، أو المرأة التي تعاني من القهر والظلم المجتمعي كما حدث معها في فيلم «أفواه وأرانب» أو السيدة الأرستقراطية التي تتعرض لصفعة من المجتمع في «أريد حلاً».
ويُقدم الكاتب مجموعة من المقالات التي تتناول مخرجين كباراً أثروا السينما العربية بجرعات فنية مكثفة ومنهم هنري بركات، وكذلك التونسي فريد بوغدير ولغته العميقة الجريئة وتعرضه لمشكلات مجتمعية وأيديولوجية في مجتمعه، كذلك التونسي أيضاً نوري بوزيد، كما أطل الكاتب بمقالاته على المخرج المغربي سهيل بن بركة، كما أشار للمخرج الفلسطيني ذي الرؤية المتجددة إيليا سليمان، ويختتم مع المخرج السوري عمر أميرالاي الذي عانى من المنع هو وأفلامه طوال حياته داخل سوريا
.
مدخل نموذجي
هذا الكتاب وما يحويه من مقالات قيمة في مجال السينما، يعتبر مجرد مدخل نموذجي لفكرة السينما العربية خارج حدودها الطبيعية، والتي عبرت بالفن القيم لأقطار العالم المتفرقة والمحبة للسينما، وهو ما نجده منعكساً في تقدير السينما العربية خلال العقود الماضية.
ويعتبر الكتاب اكتشافاً للحضور السينمائي العربي في الخارج، وشهادة على لحظات ووقائع تاريخية تعد مهمة وبصمات في ذاكرة السينما العربية
.
المؤلف في سطور
صلاح هاشم، كاتب وصحافي وناقد سينمائي مصري من جيل الستينات، مقيم في فرنسا، وذلك بعد حصوله على «ليسانس» الأدب الإنجليزي من جامعة القاهرة في العام 1969، وماجستير في الحضارة الأميركية وأدب الزنوج، وله العديد من الكتب والمترجمات والقصص والدراسات الأدبية والفنية، التي نشرت في العديد من المجلات والجرائد العربية، كما شارك في عضوية لجان التحكيم الدولية للعديد من مهرجانات السينما.
الكتاب:
السينما العربية خارج الحدود
تأليف:
صلاح هاشم
الناشر:
الهيئة المصرية العامة للكتاب
- 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق