لقطات من كتالوج مهرجان سينما الواقع المخصص للأفلام الوثائقية في باريس
رسالة الى صنّاع السينما في بلدنا
بقلم
عاطف يوسف
كاتب مصري مقيم في أمريكا
هذا ليس مقال ترفيهى بل دراسة جريئة اخترتها لنرى أنفسنا بوضوح لكى نبنى مستقبلنا بناءا سليما.
سكان
مصر على الهامش هم مواطنوا العشوائيات في مصر كارثة يندى لها الجبين، نساء
ورجال، شيوخ وأطفال يعيشون على الهامش في دائرة النسيان محرومون من ادنى
حد للحياة الكريمة.
هم
ربع سكان مصر وهذا رقم مخيف والعدد التقريبي هو8 ملايين نسمة يعيشون
في88 منطقة عشوائية علي مستوي الجمهورية تحتل محافظة أسيوط وحدها حسبما
تنص الأرقام الرسمية نصيب الأسد تليها محافظة القاهرة وهي المفروض أن تكون
العاصمة النظيفة لكنها تحتوي علي68 منطقة عشوائية تحيط القاهرة من شمالها
إلي جنوبها من شرقها إلي غربها وهكذا حين تزور عين شمس مثلا أو المطرية
فإن فيهما مناطق راقية ومناطق عشوائية يصعب عليك دخولها أو المرور فيها
وبين مساكنها أو في شوارعها.
الجنوب,
حيث هواء حلوان الملوث بشكل مزمن وخطير بالأتربة والأسمنت والتلوث البيئي
ومع نظافة بعض مناطق حلوان, إلا أنها لم تخل من مناطق عشوائية ملتصقة
بالمقابر مثل عرب غنيم والحكر وعرب راشد وكفر العلو والتبين, والبساتين
منطقة دار السلام والتي تسمي منطقة الصين الشعبية والبناء فيها عشوائي
بشكل كبير والخروج منها أصعب من الدخول فيها. وعلي ذكر دار السلام هناك في
شرق القاهرة مدينة السلام علي مشارف الصحراء الشرقية والمكونة من مناطق
النهضة والسلام الشرقية والغربية والعصارة الجديدة ومنطقة بركة النصر
والمقامة مبانيها علي الكثبان الرملية بشكل غريب مما جعلها وكرا
للمخدرات. أما في وسط القاهرة بجوار منطقة السيدة زينب فهناك
المكان وهو قلعة الكبش "إقرأ للناقد السنيمائي صلاح هاشم من سكان قلعة
الكبش الأوفياء", وتستوي مبانيها وسكانها البالغ عددهم حوالي40 ألف نسمة
والتي سميت عاصمة الماكس في مصر وتحوطها مقابر سيدي زين العابدين وعزبة
خير الله وكفر قنديل بالجيزة وأرض عزيز عزت بإمبابة وأرض مطار إمبابة .
عزبة
القرود بمصر القديمة وعزبة أبو حشيش المتاخمة لمنطقة حدائق القبة وحكر
الشرابية المتاخم لشارع شركات البترول بغمرة, فإن البنايات السكنية في
الأماكن المذكورة في حالة تردي تام فهي مبنية من الصفيح أو الطين أو الخشب
والبشر هناك يعيشون مع الحيوانات في حالة تآلف تام وسعي مشترك علي الرزق
ولقمة العيش.
أموات
فوق الأرض هذا ما يمكننا أن نقوله على سكان المقابر والعشوائيات في مصر،
فمن منا يصدق أن مصر أم الدنيا وبلد السبع آلاف سنة حضارة يسكن مقابرها
أكثر من 1.5 مليون مواطن يعيشون في مقابر القاهرة مثل مقابر البساتين
والتونسي والامام الشافعي والإمام الليثي وباب الوزير وجبانات عين شمس
ومدينة نصر ومصر الجديدة، هل هرب هؤلاء من ظلم الأحياء ليختاروا رفقة
الأموات؟
هل هربوا من الفساد والظلم لينعموا براحة البال مع إخوانهم الأموات؟ هل يعانون الموت الاجتماعي أم ما زلت قلوبهم تعرف النبض والأمل في حياة كريمة؟ ولكن متى وكيف وهم المهمشون في الأرض كما تقول الأدبيات الاجتماعية، ويعيشون حياة لا يذوقون فيها سوى طعم الموت مع أرواح وأشباح الموتي في المقابر، يصحون على منظر شواهد القبور الصماء وينامون عليها، لا يسمعون سوى صمت الموتى أو صراخ أقاربهم، كل شىء في حياتهم يعبر عن الموت الذي يحاصرهم حتي ابتسامة الأطفال اختفت لتحل محلها هموم عميقة أكبر من أعمارهم. سكان العشوائيات، ليسو بأحسن حال من سكان المقابر فكلاهما في كفة واحدة، وهي كفة الفقر والحرمان والشقاء.
هل هربوا من الفساد والظلم لينعموا براحة البال مع إخوانهم الأموات؟ هل يعانون الموت الاجتماعي أم ما زلت قلوبهم تعرف النبض والأمل في حياة كريمة؟ ولكن متى وكيف وهم المهمشون في الأرض كما تقول الأدبيات الاجتماعية، ويعيشون حياة لا يذوقون فيها سوى طعم الموت مع أرواح وأشباح الموتي في المقابر، يصحون على منظر شواهد القبور الصماء وينامون عليها، لا يسمعون سوى صمت الموتى أو صراخ أقاربهم، كل شىء في حياتهم يعبر عن الموت الذي يحاصرهم حتي ابتسامة الأطفال اختفت لتحل محلها هموم عميقة أكبر من أعمارهم. سكان العشوائيات، ليسو بأحسن حال من سكان المقابر فكلاهما في كفة واحدة، وهي كفة الفقر والحرمان والشقاء.
الأطفال
لا يجدون سوي القمامة والشوارع الضيقة ملعباً لهم. ظروف قاسية أطلب أن
يعايشها أحد الوزراء أو أحد المسئولين بمصر كيف سيكون شعوره؟! رائحة الفقر
والمرض تنبعث من كل مكان، رائحة لا يعرفها حكامنا الذين لا يعملون إلا
لمصلحة قلة من الأغنياء ساكني القصور والفيلات.
أحمد..
الطفل الصغير الذي يبلغ من العمر 4 سنوات، لم يذق طعم اللبن لأن أسرته لا
تستطيع شراء كيلو اللبن الذي أصبح سعره 6 جنيهات وعبير ذات السنوات التسع،
تركت المدرسة بعد أن فشلت أسرتها في توفير مصاريف المدرسة لها ووليم ذا
العشر سنوات لم يعرف طعم الموز.
ولا
تختلف العاصمة الثانية لمصر الإسكندرية عن القاهرة وأسيوط إذ أنه هناك
انتشارًا غير عادي للعشوائيات في الإسكندرية كمنطقة الهضبة الصينية التابعة
لحى العجمى، العامرية، المكس، خورشيد وتوابعها، كرموز، الحضرة الجديدة،
المراغي، سيدى بشر قبلى، العصافرة قبلى، المندرة قبلى، الحرمين، المعمورة
البلد، وغربال ومحرم بك وكرموز وغيرها من المناطق التي على الهامش.
وبالإسكندرية
وحدها أكثر من ثلاثين منطقة عشوائية منها "6" مناطق في حي غرب وهي نجع
العرب ومأوى الصيادين والطوبجية ووابور الجاز وحرم السكة الحديد وكوم
الملح، و8 في حي العامرية هي الدخيلة الجبلية وزاوية عبدالقادر والعامرية
القديمة والدريسة وعلام وغرب الهانوفيل ومستعمرة الجزام ومرغم ونجع عبدا
لروان وقبلي كينج مريوط ومنطقتان في حي وسط هما نادي الصيد والحضرة الجديدة
وتوابعهما
أما
في حي شرق فيوجد "5" مناطق عشوائية هي المطار وتوابعها وجنايوتي وتوابعها
وسكينة وتوابعها والظاهرية والمحروسة ودنا، وأخيرًا في حي المنتزه الأكثر
عشوائية توجد «9» مناطق هي خورشيد وتوابعها والمهاجرين وتوابعها ومحسن
الكبري والعمراوي وسيدي بشر قبلي والعصافرة قبلي والمندرة قبلي والحرمين
والمعمورة البلد
أطالب
السنيمائيين بدلا من المسلسلات الهابطة أن يقوموا بعمل أفلام وثائقية عن
سكان القبور والعشوائيات في مدينة الإسكندرية والقاهرة وأسيوط وكل التجمعات
البشرية التي على الهامش لتبين كيفية التعامل معهم وأنهم فئة مهمشة يريدون
عيشة كريمة دون إهانة وأيضا لكي تعترف الدولة بهم وكيفية تفاعل الشباب
السكندري في حل قضية أصبحت قضية أمن قومي من الدرجة الأولى ويجب حلها خلال
الأيام المقبلة وإلا ستكون العواقب وخيمة والثورة ستكون من على الهامش
لتدخل في وسط الصفحة وتمسح كل من سيقابلها لتكون صفحة بيضاء تكتب عليها
بحروف من نور مصر للمصريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق