ختام «دبى السينمائى»: حضور قوى للسينما المصرية
«بتوقيت
القاهرة» استلهم واقعة فتوى: «زواج الممثلين على الشاشة صحيح»
كتب : مجدى الطيب
تُختتم الليلة وقائع وأحداث الدورة الحادية عشرة لمهرجان
دبى السينمائى الدولي، حيث تعلن لجنة تحكيم مسابقة المُهر الطويل، برئاسة المخرج
الأمريكى لى دانيالز، النتائج التى توصلت إليها، بينما يُعلن الناقد اللبنانى محمد
رضا، رئيس لجنة تحكيم مسابقة المُهر الإماراتى القصير نتائج لجنته، ويتولى سمو
الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم توزيع الجوائز، التى تبلغ قيمتها المالية
حوالى 576 ألف دولار أمريكى، وبانتهاء مراسم توزيع الجوائز يعرض فيلم الختام «فى
الغابة» (الولايات المتحدة / روائى 125 دقيقة) إخراج روب مارشال.
يقول كشف الحساب المبدئى إن 118 فيلماً ما بين روائى
طويل وقصير وتسجيلى عُرضت على مدى ثمانية أيام هى عمر هذه الدورة (10 - 17 ديسمبر
2014)، من بينها 55 عرضاً عالمياً ودولياً أوّل، تمثل 48 دولة وتنطق بـ34 لغة، كما
كان من اللافت للنظر أن السينما المصرية وجدت بشكل جيد للغاية؛ حيث عُرض الفيلمان
الروائيان الطويلان «قدرات غير عادية»، الذى مثل مصر فى مسابقة المُهر الطويل،
و«بتوقيت القاهرة»، الذى عُرض فى برنامج «ليال عربية»، بالإضافة إلى ثلاثة أفلام
روائية قصيرة تنافس على جوائز مسابقة المُهر القصير، وهى: «ما بعد وضع حجر الأساس
لمشروع الحمام بالكيلو 375» إخراج عمر الزهيرى، و«الماتور» إخراج أحمد إبراهيم،
و«سكر أبيض» إخراج أحمد خالد. وكانت الأفلام الثلاثة قد عُرضت يومى الأحد والاثنين
الماضيين، وقوبلت باستحسان؛ خصوصاً المخرج عمر الزهيرى، الذى انطلقت الضحكات فى
«صالة 11» بمول الإمارات بمجرد أن نطق عنوان فيلمه الساخر «ما بعد وضع حجر الأساس
لمشروع الحمام بالكيلو 375»، المأخوذ عن قصة «موت موظف» للكاتب الروسى الشهير
أنطون تشيخوف، وتبدأ أحداثه بمسئول كبير يصل إلى منطقة صحراوية نائية ليفتتح مشروع
مرحاض عمومى «تواليت» تُشرف على تدشينه وزارة الصناعة والتعمير، ووسط احتفاء
وتصفيق ثلاثة موظفين، ورابعهم فى الخلفية مع حمار ينتظر انتهاء الزيارة، لم يستطع
أحدهم أن يتمالك نفسه، وعَطَسَ، ويُصبح كل همه أن يطارد المسئول الكبير، ليعتذر
له!
من جهة أخرى، وفى مفاجأة مدوية، انتزع المخرج الشاب أمير
رمسيس إعجاب الجميع بفيلم «بتوقيت القاهرة»، وكان على قدر المسئولية والثقة عندما
نجح فى إعادة نور الشريف وميرفت أمين وسمير صبرى إلى الشاشة الكبيرة من خلال تجربة
إنسانية اتسمت بالرقى، والبساطة، والعذوبة، والمشاعر الإنسانية، ومزج بين خبرة
النجوم المخضرمين وأبناء الجيل الجديد: شريف رمزى، أيتن عامر، درة، وكريم قاسم.
وظهر التأثير الإيجابى للفيلم واضحاً على النجم الكبير نور الشريف، الذى بدا فى
حالة من الإعياء الشديد قبل بداية المؤتمر الصحفى للفيلم، لكن الإعياء انقلب إلى
فرحة طاغية، وسعادة بالغة، بعد الاحتفاء النقدى والجماهيرى الكبير بالفيلم،
والثناء الذى انهال على أبطاله ومخرجه، الأمر الذى كان سبباً فى ارتفاع روحه
المعنوية بدرجة كبيرة للغاية.
«بتوقيت
القاهرة».. فى توقيته
فى المؤتمر الصحفى لفيلم «بتوقيت القاهرة» رد المخرج
أمير رمسيس على سؤال جريدة «الوطن» حول حقيقة الأسباب التى أدت إلى حرمان الفيلم
من المشاركة فى المسابقة الرسمية للمهرجان، وأسفرت عن عرضه فى برنامج «ليال
عربية»، فأرجع ذلك إلى تأخره شخصياً فى إنجاز نسخة الفيلم، وأثنى على حرص إدارة
المهرجان على مشاركة الفيلم، بدليل أنها لم تستبعده نهائياً، وتشبثت بعرضه فى أحد
برامج الدورة. وأكد أن السيناريو استغرق منه عامين فى الكتابة، واعتمد على ثلاث
قصص مركبة؛ من بينها قصة استلهمها من واقعة الفتوى التى زعم صاحبها أن «زواج الممثلين
على الشاشة صحيح شرعاً، ويحتاج للطلاق قبل أن يشرع الواحد أو الواحدة منهم فى
الزواج»!
من ناحيته، أعرب النجم نور الشريف عن سعادته بالتجربة،
مؤكداً أن أهمية الفيلم تكمن فى علاقته بالذاكرة، التى تحتل جزءاً كبيراً من
اهتماماته، فهو «مرعوب» من وسائل الإعلام التى تحاصر العقل، ولا تترك للمرء وقتاً
ليخلو بنفسه، وبالتالى فالفيلم محاولة جادة لتنشيط الذاكرة. وحول مغزى إطلاق اسم
«يحيى شكرى مراد» على الشخصية الدرامية التى يؤديها فى الفيلم قال: «المخرج أمير
رمسيس أراد أن يوجه تحية لى وللأستاذ يوسف شاهين من خلال هذا الاسم». وسجلت صحفية
آسيوية إعجابها بالفيلم لكنها تحفظت على النهاية التى رأت أنها لا تتسق وخط
الفيلم، فعلق المخرج بأنه واجه مشكلة كبيرة فى وضع نهاية واحدة للثلاث قصص، ورأى
أن تأخذ كل قصة حقها دون تهميش. وانتهز النجم نور الشريف الفرصة ووجه التحية لمنتج
الفيلم سامح عجمى، الذى يخوض تجربة الإنتاج السينمائى لأول مرة، وقال: فى ظل تعثر
السينما المصرية، ووجود شركات لا يهمها سوى المكسب التجارى يأتى هذا المنتج ليتحمس
لفيلم «بتوقيت القاهرة»، ويؤكد أنه عاشق للسينما. وقبل أن يُختتم المؤتمر، الذى
أداره أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربى، تساءل المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى
عن السبب الذى دفع النجم نور الشريف إلى القول بأنه «خايف على السينما»، وطالب
النجم سمير صبرى بأن يتحدث عن الفارق بين تجربة العمل مع «نور» و«ميرفت» قديماً
والآن؛ فبدأ «صبرى» الحديث بقوله: «الدنيا كلها تغيرت، وليست السينما فحسب، بدليل
مشاعر الود والوفاء والحب التى اختفت فى المجتمعات العربية». أما نور الشريف فكان
أكثر تفاؤلاً عندما قال: لا أنكر أننى ما زلت خائفاً على السينما المصرية والعربية
لكن لو أن كل بلد فيه ثلاثة مخرجين مثل أمير رمسيس لتغير الحال، وأصبح لدينا أمل»،
وعند هذه اللحظة غادر «رمسيس» مقعده، وعانق نور الشريف بحرارة، وقبل رأسه.
«قدرات
غير عادية»
كعادة أفلام المخرج داود عبدالسيد أثار فيلمه الجديد
«قدرات غير عادية»، الذى يمثل مصر فى مسابقة «المُهر العربى»، حالة من الجدل، بين
اتهامه من جانب عدد من النقاد ببطء الإيقاع وترهل الأحداث، وانبهار البعض الآخر
بالفيلم، وتدليلهم على هذا بالتصفيق الذى دوى فى قاعة مسرح إرينا بمدينة جميرا،
عقب العرض الجماهيرى، والمشاعر الدافئة التى قوبل بها المخرج وأبطال فيلمه.
كان فيلم «قدرات غير عادية» قد عُرض للنقاد والصحفيين
صباح الأحد، وفى الظهيرة تم تنظيم مؤتمر صحفى للفيلم حضره المخرج داود عبدالسيد،
خالد أبوالنجا، نجلاء بدر، أحمد بدوى، ممثل الشركة المنتجة، وياسر هويدى موزع
الفيلم، وأداره الناقد عرفان رشيد. وطوال المؤتمر رفض «داود» أن يكون مجاملاً،
كعادة المخرجين فى المؤتمرات الصحفية، ووضع الأمور فى نصابها الصحيح؛ ففى اللحظة
التى قيل فيها، على لسان إحدى الصحفيات، إن شحنة الفيلم قد لا تصل للجمهور غير
العربى، رد عليها: «كان ينبغى عليك أن تبحثى هذا مع الجمهور الذى لا يتحدث
العربية». ورغم اجتهاد خالد أبوالنجا فى البحث عن إجابة لسؤال حول ما إذا كان قد
أجرى بحثاً قبل تجسيد الشخصية الدرامية فى الفيلم إلا أن «داود» علّق ساخراً: «أنا
نفسى لم أقم بأى بحث، ولم أهتم بهذا، بقدر اهتمامى بأن تكون هناك مصداقية». وعما
إذا كان قد واجه مشاكل أثناء التصوير رد قائلاً: «وظيفة المخرج تذليل العقبات،
التى تبدأ باختيار الطاقم، وزوايا التصوير، وقدرته على شحذ مهاراته فى الاختيار
وتقدير المواقف». وعندما أبدت صحفية خشيتها من ألا يتواصل الجمهور فى مصر والعالم
العربى مع فيلم يتناول ظواهر «ميتافيزيقية» أو خارقة للطبيعة، قال: يبدو أننى جئت
هذا المؤتمر لأختلف؛ فالشعب المصرى يعيش بالفعل حالة «ميتافيزيقية»، بدليل أنه
يتقبل كل ما يحدث، ولا يخطر على بال، والأهم من هذا أن الحديث عن الظواهر الخارقة
لا يستغرق إلا الحد الأدنى من الفيلم، الذى أقول من خلاله إن تعايشنا، وتفاهمنا،
وتواصلنا، وانتزاعنا لحقوقنا التى يكفلها القانون نفسه، يتطلب منا «قدرات غير
عادية»، ولا أعرف إن كانت قضية كهذه تمثل أهمية لمن لا يدرك أبعاد «الحالة
المصرية» أو لم يعشها!
السينما المصرية خارج المولد
خرجت
السينما المصرية من سباق الجوائز في الدورة الحادية عشرة لمهرجان دبي السينمائي
الدولي، بلا جائزة واحدة أو حتى شهادة تقدير أو تنويه، ليتكرر نفس المشهد الذي
تعرَّضت له في الدورة 25 لأيام قرطاج السينمائية، التي أقيمت في الفترة من 29
نوفمبر وحتى 6 ديسمبر الجاري، عندما "خرجت من المولد بلا حمص".
كان
حفل توزيع جوائز مهرجان دبي السينمائي أُقيم مساء اليوم في فندق "برج
العرب"، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس
الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل
مكتوم، الذي سلَّم جوائز "المهر" الإماراتي والقصير والمهر الطويل على
الفائزين، بحضور نخبة من نجوم السينما العربية والعالمية، وصانعيها من ممثلين،
ومخرجين، ونقاد، ووسائل إعلام عربية وعالمية.
وبدأ
الحفل بإعلان اسم الفائز بجائزة وزارة الداخلية "لأفضل سيناريو مجتمعي"،
وقدرها مائة ألف دولار، وذهبت إلى سيناريو "ساير الجنة" للمخرج
الإماراتي سعيد سالمين المري، كما تضمَّن الحفل تكريم لجنتي تحكيم المهر الطويل،
برئاسة المخرج الأمريكي لي دانيالز، الذي ارتدى اللباس الوطني الإماراتي، والمهر
الإماراتي والقصير، برئاسة الناقد اللبناني محمد رضا الذي سجَّل على الملأ أن
المستوى العام لأفلام المهر الإماراتي لم يكن جيدًا، وجاءت النتائج على الوجه
التالي:
- المهر الإماراتي
جائزة
لجنة التحكيم
محمد
سويدان
"الاعتراف"
فرنسا،
الإمارات
أفضل
فيلم
عائشة
الزعابي
"البُعد الآخر"
الإمارات
العربية المتحدة
- المهر القصير
شهادة
تقدير
رامي
ياسين
"في الوقت الضائع"
الأردن،
فلسطين
شهادة
تقدير
كريم
الرحباني
"وَ مَعَ روحِك"
لبنان
جائزة
لجنة التحكيم
سهيم
عمر خليفة
"الصياد السيئ"
بلجيكا،
الإمارات
أفضل
فيلم
هند
بو جمعة
"...فتزوج روميو جولييت"
تونس
- المهر الطويل
شهادة
تقدير
هشام
زمان
"رسالة إلى الملك"
الإمارات،
النرويج
شهادة
تقدير
ياسين
محمد بن الحاج
"راني ميت"
الجزائر،
الإمارات
شهادة
تقدير
يحيى
العبدالله
"المجلس"
الأردن،
الإمارات
جائزة
لجنة التحكيم
سليم
أبو جبل
"روشمي"
فلسطين،
الإمارات، قطر، سوريا
أفضل
فيلم غير روائي
نجوم
الغانم
"سماء قريبة"
الإمارات
أفضل
فيلم روائي
خديجة
السلامي
"أنا نجوم بنت العاشرة
ومطلقة"
اليمن،الإمارات،
فرنسا
عن جريدة " الوطن " المصرية بتاريخ 17 ديسمبر 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق