وراء كل مهرجان عظيم ، نقاد سينمائيون
(2 من 2)
بقلم : خالد الخضري
(الجديدة – المغرب)
الناقد المغربي خالد الخضري
1-
ورطة النقاد:
في إطار ترسيخ وتعزيز فعالية دور النقد
والبحث السينمائيين في خدمة أي مهرجان،
سعى سمير فريد، رئيس الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي إلى دعوة كم
محترم من النقاد العرب إضافة إلى تكريم واحد من أهمهم، المغربي نور الدين الصايل،
هذا التكريم الذي هو في حد ذاته تكريم للنقد والنقاد المغاربة بصفة
خاصة فالعرب
بصفة عامة .. وكما أشرت في الجزء الأول من هذه الورقة إلى أن سمير فريد عمل على
توريط هؤلاء النقاد في تركيبة هذا المهرجان الذي تحمل عبء إدارته لأول مرة، موكلا
إليهم مهام جد حيوية وفاعلة ضمنها لجان التحكيم .. وهكذا نجد الناقد اللبناني
إبراهيم العريس، عضوا في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية .. وخميس خياطي، الناقد
السينمائي التونسي رئيس لجنة تحكيم مسابقة "أسبوع النقاد".. ومحمد رضا،
الناقد اللبناني عضو لجنة تحكيم مسابقة "آفاق السينما العربية" .
كما أوكل مهمة إنجاز البحوث المقدمة في فقرة "حلقة
البحث" والتي خصصت هذه السنة للمهرجانات السينمائية الدولية في العالم العربي
إلى عينة من النقاد والباحثين السينمائيين المتمرسين تحت إشراف وإدارة الباحث
والناقد السينمائي المصري الدكتور ناجي فوزي .. وهؤلاء النقاد هم: بشار إبراهيم من
فلسطين بعرض حول "مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي" - ناجح حسن من الأردن
: " مهرجان دمشق السينمائي الدولي" - عبد الرحمن نجدي من السودان:"
مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية" - محمد بوغلاب من تونس:" مهرجان
أيام قرطاج السينمائية للأفلام العربية والإفريقية" – زياد عبد الله من سوريا
:"مهرجان دبي السينمائي الدولي" - إبراهيم الدسوقي من مصر: "مهرجان
الإسكندرية لأفلام دول البحر الأبيض المتوسط" - سامي حلمي من مصر أيضا
:" مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة"- ثم معد هذه
الورقة ببحث حول: "المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بين الهوية المحلية والتعددية
الدولية". وكانت هذه العروض تقدم يوميا بقاعة الاجتماعات الكبرى الكائنة بالمجلس الأعلى للثقافة في دار الأوبرا
حيث يتمركز سائر أنشطة وفعاليات المهرجان
من 4 إلى 6 مساء بمعدل عرض واحد كل يوم.
2-
إصدارات بالجملة:
واشتغل سمير فريد أيضا في هذه الدورة على إصدار عدد من الكتب
التي تهتم إما بشخصيات أو قضايا سينمائية أو بسينمات معينة، أوكل مهمة تأليفها إلى
نقاد وباحثين وأيضا إلى سينمائيين محليين مشهود لهم بالحركية والإنتاج المتواتر
على النحو التالي: (بركات، زعيم المحافظين في السينما المصرية) تأليف: مجدي الطيب –
(فطين عبد الوهاب) لأشرف غريب – (السينما
الكردية) لإبراهيم الحاج عبدي – (خالد السرجاني) –لإبراهيم منصور – (حسين صدقي)
لناهد صلاح – (حوارات سينمائية) لنبيل فرج – (الكتابة بالضوء) لسعيد شيمي – (كمال
سليم) لوليد سيف – (غسان عبد الخالق) لمحمود الغيطاني – (غارسيا ماركيز والسينما)
لعصام زكريا – (السينما العربية) لمحمود قاسم – (الأفلام المصرية في المهرجانات
الدولية) لأمل الجمل .. هذا وقد كان
يتم توقيع كل هذه الإصدارات يوميا وبالتناوب، من طرف مؤلفيها بحضور رئيس تحريرها
الناقد كمال رمزي وسكرتير التحرير محمد عبد الفتاح فالمشرف الفني إسلام رمزي، وذلك
أيضا بقاعة الاجتماعات الكبرى بالمجلس الأعلى للثقافة من 2 إلى 4 مساء بمعدل
كتابين في اليوم. إضافة إلى كتاب بعنوان: (بركات1914- 1997 حيث يصدح الكروان)
للناقدة والمونتيرة صفاء الليثي التي أنجزت كذلك شريطا وثائقيا قصيرا عن مبدع
(الحرام) و(دعاء الكروان). وبمناسبة مئوية هنري بركات نظم المهرجان بالموازاة لهذا
الكتاب وتحت إشراف نفس الناقدة، معرضا خاصا بصوره وملصقات أفلامه ونياشينه وأوسمته
كما باقة من أهم المقالات التي كتبت عنه ... وكل هذا طبعا يدخل في دائرة تفعيل
النقد والبحث السينمائي بمختلف وسائطه في المهرجان السينمائي.
كما استحدث مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي ولأول مرة فقرة جديدة في إطار المسابقات تحت اسم: "أسبوع
أفلام النقاد" من تنظيم جمعية نقاد السينما المصريين وهي التي ترأسها – كما
أومأت إلى ذلك أعلاه – الناقد السينمائي التونسي خميس خياطي. وفي فقرة المعارض
أضاف المهرجان كذلك "معرض المطبوعات السينمائية" والذي اعتبر بمثابة سوق
كبير عني بتقديم سائر أشكال المطبوعات المتخصصة في مجال الفن السينمائي من مطبوعات
ورقية: (كتب عربية مؤلفة – كتب مترجمة – دوريات سينمائية – أفيشات أفلام –
سيناريوهات أفلام طويلة ثم روايات محولة لأفلام ) وصور فوتوغرافية، نسخ أفلام على
متن أقراص مدمجة: (روائية وتسجيلية ، طويلة وقصيرة كما أفلام التحريك أو رسوم
متحركة) وهذا المعرض وحده حقق رقما قياسيا من حيث المبيعات حسبما عبر عن ذلك سمير
فريد بفرح طفولي "نقدي" نسبة إلى النقد والتقييم بطبيعة الحال في حفل
الاختتام.
وفي التفاتة إنسانية نبيلة نظم المهرجان حفلا تأبينيا لصناع
السينما المصريين الذين العرب الذين رحلوا مِؤخرا مطلقا على هذا الحفل اسم: "يوم
أن تحصى السنون" ويعرف كل النقاد والمهتمين بتاريخ وأرشيف السينما العربية
والمصرية تحديدا، أن هذه العبارة هي العنوان الثاني للفيلم / التحفة (المومياء)
للمخرج الراحل شادي عبد السلام. ومن ضمن المحتفى بهم في هذا الحفل بعض النقاد وهم
المرحومون: الدكتور رفيق الصبان المصري ثم قصي صالح الدرويش السوري فاللبناني غسان
عبد الخالق الذي ألف في حقه الكاتب محمود الغيطاني كتابا كما سبق ذكره، وأيضا
مذكور ثابت المصري الذي كان يعتبر زيادة على كونه مخرجا تسجيليا، ناقدا وباحثا سينمائيا ذا منهج أكاديمي متميز.
ودائما في سياق اهتمام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في
دورته الأخيرة، بحملة القلم والمهتمين بالتأريخ والأرشفة والحفاظ على التراث السينمائي،
نظم هذا الأخير ندوة بمناسبة مئوية ميلاد الباحث والمؤرخ الفرنسي – محدث
السينماتيك الفرنسية – هنري لانغلو بحضور كل من
المدير الحالي لنفس المؤسسة جان ميشيل أرنولد والباحثة الأكاديمية التونسية
إنصاف وهيبة كما مدير المهرجان الناقد والباحث سمير فريد الذي اقتبس العديد من
كلمات هنري لانغلو من بينها: "لا نقول عن فيلم إنه مفقود حتى ينتهي البحث عنه
..والبحث لا ينتهي".. وهذه طبعا
إحالة قوية على نجاعة وفعالية البحث والتنقيب في منظومة السينما بمختلف دهاليزها
وشعبها.
كما نظم المهرجان ندوة خاصة بالنقد
السينمائي ضمن فعاليات الأسبوع الدولي
للنقد بالمجلس الأعلى للثقافة بحضور
ومشاركة عدد من النقاد المحليين والأجانب ضمنهم: من مصر رامي عبد الرازق، أحمد
شوقي، محمد الروبي نائب رئيس جمعية النقاد السينمائيين ثم أحمد حسونة مدير أسبوع
النقاد الدولي بمهرجان القاهرة .. ومن إيطاليا شارك فرانشيسكو مدير أسبوع النقاد
الدولي بمهرجان البندقية .. هذا دون نسيان كم لا يستهان به من النقاد العرب
والأجانب الذي حضروا الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي حتى
وإن لم يساهموا في أية فقرة من فقراته رسميا، لكنهم ساهموا بحضورهم ونقاشاتهم
للأفلام وللندوات وتوقيعات الكتب وحلقات البحث كما التكريمات ... وحتى في الجلسات
االحميمية التي تذكي شعلة النقاش والحوار
إضافة إلى خلق فرص التواصل الإنساني والفكري بين بعضهم البعض/ بعضنا البعض.
رغم علمي بخبر تقديم مدير الدورة
36 لمهرجان القاهرة
السينمائي الدولي، السيد
سمير فريد لاستقالته من منصبه ..
وهو حقا خبر مؤسف آمل - كما يأمل كثير من الزملاء النقاد العرب سواء الذين حضروا
المهرجان أم لم يحضروه - أن يتراجع الأستاذ سمير عن هذا القرار وأن ترفض استقالته
من طرف وزير الثقافة المصري، السيد جابر عصفور لعدة أسباب على رأسها : نجاح هذه الدورة بكافة المقاييس
كما شرحت سالفا وحاليا في هذه الورقة .. وكما كتب كثير من الزملاء النقاد
والصحفيين في نفس الموضوع ..وفيما يلي بقية المادة:
شخصيا تأثرت في الجلسة التي خصصت
لتأبين ونقاش إبداعات زملائنا الذين رحلوا عنا رحمهم الله (قصي- الصبان وغسان) حيث
بكى أكثر من ناقد (صلاح هاشم على سبيل المثال) مما يدل على أن المهرجانات
السينمائية الراسخة والتي تحترم نفسها باحترام الناقد والباحث السينمائي، هي "الوطن
الوجداني" لكل هؤلاء النقاد .. وبالتالي فوجود الناقد السينمائي بشخصه في أي
مهرجان أقل ما يقل عنه إنه خير من عدمه .. لأنه أكثر فعالية من وجود الصحفي أو
بالأحرى "المخبر السينمائي" – وإن كان لا غنى عن هذا الأخير لمنح
المهرجان إشعاعه الإعلامي الخارجي – إلا أن الناقد يغني الحدث السينمائي من الداخل
بمختلف تجلياته ويمنحه مصداقيته الثقافية التي لا غنى لأي مهرجان عنها.
وهكذا كنا نصادف ونحاور يوميا سواء في ردهات الفندق أو حديقته كما في مقهى
ومختلف مرافق دار الأوبرا من بين النقاد العرب، الزملاء: عدنان مدانات من الأردن
بمشيته الهادئة وصوته الهامس الذي بالكاد يسمع .. صلاح هاشم المقيم بباريس، بسمرته
الصعيدية وابتسامته الطافحة.. ومن المغرب مصطفى المسناوي بقفشاته الخفيفة وهو صاحب
العمود الشهير"يا أمة ضحكت ..." بإحدى الجرائد المغربية سابقا .. وكذلك
زميلنا محمد شويكة المبتسم والحركي دوما والذي يسير النقد السينمائي لديه جنبا إلى
جنب الإبداع الأدبي حيث أصدر كتبا في المجالين معا.. ومن الجزائر الزميل نبيل حاجي
بقامته النحيفة ونهمه الدسم لمشاهدة أكبر عدد من الأفلام والذي أناديه كلما
رأيته:" أهلا بنبيل النبلاء وزميل الزملاء" والذي يكون هو والزميلتان الجزائريتان:
رابحة أشيت (صحفية بالتلفزيون الجزائري) ونبيلة رزايف (رئيسة دائرة السينما
والسمعي البصري بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي) ثلاثيا منسجما ومبتسما على
طول .. ونبيل حاجي هذا - كما محمد شويكة - يمكن اعتبارهما من جيل النقاد الشباب
الذي يلي جيل معظم من ذكر من النقاد .
ومن مصر طبعا كنا نسلم ونتبادل آخر الأخبار
كما المستملحات – المرتجل أغلبها – مع (الرايس) علي أبو شادي الأنيق على الدوام
والخفيف الظل الذي لا تفارقه روح الدعابة.. ويوسف شريف رزق الله بفرنسيته السليمة
وإن بلهجة مصرية .. وكمال رمزي الذي يستحيل أن تلقاه دون أن يكون متأبطا لشر
الكتاب !! وسليمان فوزي
رغم تعبه وتقدمه في السن ولكن إصراره على حضور الحدث السينمائي هو في حد ذاته
"فعل سينمائي" .. وكامل القليوبي الذي ينتمي لحملة الكاميرا كمخرج
تسجيلي والقلم كناقد وباحث أكاديمي، على غرار المرحوم مذكور ثابت وسيد سعيد شافاه
الله وأطال عمره ..كما غيب ضعف البصر زميلنا وصديقنا الناقد والمخرج التسجيلي
أيضا، هاشم النحاس الذي أدعو له بهذه المناسبة بالشفاء التام إن شاء الله .. ومن
النساء كانت هناك خيرية البشلاوي وماجدة واصف وماجدة موريس وصفاء الليثي ... هؤلاء السيدات
اللواتي نال منهن الزمن ما ناله، إلا أنه لم ينل من حيويتهن وحركيتهن في المشهد
السينمائي المصري والعربي ككل .. إضافة إلى الزميلة علا الشافعي المنتمية إلى الجيل التالي،
فبقية الشلة أو "العصابة" النقدية المعلومة والتي سبقت الإيماءة إليها
في الجزء الأول من هذه الورقة .
إضافة طبعا إلى الزملاء الذين شاركوا
رسميا في بعض فقرات المهرجان : من لبنان إبراهيم العريس بطيبته ووداعته وعمق
نظرته وتحليله للمشهد السينمائي الدولي والعربي خصوصا.. ومحمد رضا الذي لم تثنه إقامته
الطويلة في لندن عن التحدث بلهجة لبنانية صارمة يضطر معها أحيانا لاستعمال العربية
الفصحى حتى يتم فهمه. من تونس خميس خياطي شيخ النقاد التونسيين الذي يستهويني
تلقيبه ب "زميلي اللدود" لما دار بيني وبينه من سجالات - نقدية ثقافية
ومجدية طبعا لم تفسد للود ولا للنقد قضية -
على صفحات مجلة (اليوم السابع) التي كان يصدرها الزميل إبراهيم العريس بباريس في مستهل تسعينيات
القرن الماضي، حيث كنا في ذلك الحين نوقع مقالاتنا بنفس الحرفين: (خ-خ) تونس
و(خ-خ) المغرب.. ثم زميله عبد الكريم قابوس الذي ينطق بخمس جمل فرنسية قبل أن
يتدارك الأمر ليمنح اللغة العربية نصيبها ! ورغم أن عبد
الكريم لا يحب العرب - على حد قوله جادا أو مازحا - فأجمل ما فيه أنه صاحب نكثة
وجد متمسك بالزي التونسي التقليدي ذي الجبة القصيرة والطربوش الأحمر المفرطح سواء في
المناسبات الرسمية كما في غيرها .. وحدث
أن دخلت وإياه خلال هذا المهرجان، في مسابقة لإلقاء النكث مع ترجمتها للفرنسية
أمام لجنة تحكيم ضمت في عضويتها الصديق الشاعر الموريتاني ومدير مهرجان نواكشوط
للفيلم القصير، محمد إيدومو وترأسها الكاتب والناقد الفرنسي ميشيل سيرسو – رئيس
تحرير مجلة "سيمنا أكسيون " – الذي لا زال إلى الآن لم يعلن عن النتيجة،
ولكنه ضحك من أعماقه لما أمطرناه به من مستملحات دون إخفاء إعجابه بالاطلاع الواسع
والعميق للزميل قابوس على الفعل السينمائي الدولي وسبر العديد من خباياه.
ومن السودان عبد الرحمن نجدي، رجل لا
تكاد تحس بحضوره حتى يتكلم بصوت خافت تكسوه بحة خاصة تجبرك على إرهاف السمع لاستيعاب ما
ينطق به فتحبه .. ثم هذا سامي حلمي الأسكندراني، طويل بقده وكعبه النقدي
تسبقه ابتسامته قبل سلامه أو كلامه .. فزميله إبراهيم الدسوقي الذي يعتمد شعار:
"العجلة من الشيطان والتأني من الرحمان" فلا يتسرع في اللفظ ولا في
الحركة إلى أن يبلغك المعلومة عن آخرها مغموسة في طيبة إنسانية شهية .. ومن باب
الشهادة والاعتراف بالجميل، فقد أسدى هذان الناقدان والباحثان الأسكندرانيان
إبراهيم وسامي، خدمة قيمة لحلقة البحث وللمهرجان ككل، إذ زيادة على بحثيهما المومأ
إليهما أعلاه ، حيث نابا عن الزميلين الناقدين اللذين تعذر عليهما الحضور، في
تقديم عرضيهما فناب الزميل إبراهيم الدسوقي عن الفلسطيني بشار إبراهيم في تقديم
بحثه عن مهرجان أبو ظبي، في حين ناب الزميل سامي حلمي عن السوري زياد عبد الله في تقديم بحثه عن مهرجان
دبي .. وطبعا كان لزاما عليهما أن يقرءا بحثي هذين المتغيبين في ليلة واحدة وتقديم
ملخص عنهما في الندوة كما مناقشتها أيضا مع الحضور في اليوم التالي !
خلاصة القول من كل هذه الفقرات والأنشطة التي نظمها مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي في دورته 36 والمتعلقة في مجملها بفعل النقد والبحث
السينمائيين، كونها تميزت باهتمامها بالسينمائيين الذين لم يحملوا كاميرات ولا
وقفوا أمامها ولا خلفها .. ولا أداروا دفة إنتاج أو توزيع ..ولا هيئوا مواقع تصوير
أو بنوا ديكورات أو جلسوا وراء طاولات مونتاج أو ميكساج ... ولكنهم حملوا أقلام
النقد .. وامتشقوا أزاميل النحث .. وتسلحوا بمعاول النبش في جدارية الحدث والفعل السينمائي للمساهمة في بلورة هذه
الجدارية ومنحها شحنتها الثقافية والفكرية ألا وهم "النقاد السينمائيون"
.. ولا غرو في ذلك متى تذكرنا أن وراء كل هذا الزخم "النقدي" في مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي ناقد وباحـــــث سينمائـــي اسمـــه:
"سمير فريد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق