د مدكور ثابت
وداعا مدكور ثابت
كان محبا و متواضعا ونزيها ، ولم يستغل مركزه للاثراء على حساب السينما والبلد كما فعل آخرون
بقلم صلاح هاشم
عرفت الفنان المخرج الصديق الانسان المفكر السينمائي والناقد الكبير د. مدكور ثابت خلال الفترة التي ترأس فيها المركز القومي للسينما عام 1997، وقد تفاجأت حين التقيت به في باريس لأول مرة حين وجدته يتابع مقالاتي التي أكتبها عن السينما في الدوريات المصرية والعربية ، وكان مدكور من القلة التي تعرف اني من جيل الستينيات الأدبي في مصر، وقد اشتهرت بكتابة القصة القصيرة ، وبرزت فيها كصوت فريد ومتميز ، وأنا أنقل هنا فقط ماكتبه د . غالي شكري عني، ولا أريد أن أتحدث عن نفسي . أجل كان مدكور يعرف اني من ضمن ذلك الجيل الستيني الذي كان ينتمي اليه هو أيضا بأفلامه ، وهو صاحب " بصمة " سينمائية أصيلة لا تخطئها العين . الجيل الذي دفع به الاستاذ عبد الفتاح الجمل من خلال جريدة المساء الى صدارة المشهد - جيل بلا أساتذة - الأدبي والفني والنقدي والابداعي في مصر، وكان مدكور يعلم اني دلفت الى باب الكتابة عن السينما من باب الأدب . وكنت غادرت مصر في رحلة مع صديقة من الجامعة للتجوال والترحال في أوروبا على طريقة الاتوستوب، بعد أن صدرت لي مجموعة " الحصان الأبيض . قصص قصيرة" في مصر، وصرف عليها الصديق عبده جبير من جيبه ، وبعد عودة صديقتي الى مصر، قررت بعد جولة طويلة في بلاد الغال أن أستقر في باريس لدراسة السينما، وأقمت منذ ذلك الوقت هناك .
والحقيقة اني أدين للدكتور مدكور ثابت بالكثير، ولن أنسى له ذاك الجميل أبدا ، فقد حمل الي في باريس محل اقامتي عشرين نسخة من كتاب " السينما العربية خارج الحدود " وهو أول كتاب يصدر لي في السينما، الذي صدر عن المركز القومي للسينما في سلسلة " ملفات السينما رقم 11 ، وهي السلسلة التي أشرف عليها مدكور هو ذاته ، واعتبرها من أبرز انجازاته في الفترة التي تولى فيها رئاسة المركز، وأرفق بالكتاب مقدمة كتبها بنفسه عني، وكانت مفاجأة اسعدتني كثيرا.
واعتبر هذه المقدمة من أقيم وأجمل ماكتب عني ككاتب وكناقد سينمائي فقد جاء فيها بقلمه : " .. سوف يكتشف القاريء ما تحمله سطور تلك المواد من جديد مشوق ، عندما يقرأ المكتوب هنا عن أي فيلم يعرفه القاريء من قبل جيدا ، بل ويكون قد سبق له أن قرأ العديد من الكتابات النقدية عنه، ومع ذلك فانه سوف يجد هنا شيئا مختلفا ، بسبب طرح تجربة العرض ضمن سياقها المختلف هناك خارج الحدود ، وهو ما يحقق حاجة معرفية، كما يلبي اشتياقا فضوليا تغذيه عذوبة الصياغات التي يسبح بها قلم صلاح هاشم ، مثل سباحته هو الهائمة خارج الحدود ، متابعا قدر الإمكان زحف أشرطة السينما العربية وعلى متنها المصرية هنا وهناك ، راصدا ومقيما ومحبا وعاشقا لتك الشاشة ، حتى عندما ينتقدها " الله عليك يا عم مدكور يافاهم ومحب ونزيه .. !
والحقيقة اني أدين للدكتور مدكور ثابت بالكثير، ولن أنسى له ذاك الجميل أبدا ، فقد حمل الي في باريس محل اقامتي عشرين نسخة من كتاب " السينما العربية خارج الحدود " وهو أول كتاب يصدر لي في السينما، الذي صدر عن المركز القومي للسينما في سلسلة " ملفات السينما رقم 11 ، وهي السلسلة التي أشرف عليها مدكور هو ذاته ، واعتبرها من أبرز انجازاته في الفترة التي تولى فيها رئاسة المركز، وأرفق بالكتاب مقدمة كتبها بنفسه عني، وكانت مفاجأة اسعدتني كثيرا.
واعتبر هذه المقدمة من أقيم وأجمل ماكتب عني ككاتب وكناقد سينمائي فقد جاء فيها بقلمه : " .. سوف يكتشف القاريء ما تحمله سطور تلك المواد من جديد مشوق ، عندما يقرأ المكتوب هنا عن أي فيلم يعرفه القاريء من قبل جيدا ، بل ويكون قد سبق له أن قرأ العديد من الكتابات النقدية عنه، ومع ذلك فانه سوف يجد هنا شيئا مختلفا ، بسبب طرح تجربة العرض ضمن سياقها المختلف هناك خارج الحدود ، وهو ما يحقق حاجة معرفية، كما يلبي اشتياقا فضوليا تغذيه عذوبة الصياغات التي يسبح بها قلم صلاح هاشم ، مثل سباحته هو الهائمة خارج الحدود ، متابعا قدر الإمكان زحف أشرطة السينما العربية وعلى متنها المصرية هنا وهناك ، راصدا ومقيما ومحبا وعاشقا لتك الشاشة ، حتى عندما ينتقدها " الله عليك يا عم مدكور يافاهم ومحب ونزيه .. !
ثم توطدت صداقتنا بعد ذلك حتى صار مدكور من أعز أصدقائي في الوسط السينمائي المصري وكان يحضر لزيارتي في باريس وكنت عندما أذهب الى مصر أكاد أقيم بصفة دائمة في مكتبه في المركز. وأعتبر مدكور أحد أهم من شغلوا منصب رئيس المركز القومي للسينما في مصر، وأنه خدم السينما المصرية بالتظاهرات التي أشرف عليها في الخارج للتعريف بروادها ومخرجيها وفنانيها الكبار في أبرز المهرجانات السينمائية الفرنسية مثل مهرجان القارات الثلاث في نانت ومهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية ومهرجان لاروشيل السينمائي وكان مدكور خير سفير ومتحدث عن هذه السينما لوعيه بانجازاتها وتاريخها العريق ، كما خدم مدكورالسينما المصرية من خلال عمله كأستاذ للاخراج في المعهد العالي للسينما ، وكذلك رئاسته لأكاديمية الفنون، وايمانه بأنه لن تتحقق لمصرنا نهضة وتقدما الا إذا وعينا تاريخنا وهويتنا، وكان مدكور ابن بلد أصيل ونزيها ، فلم يستغل مركزه للاثراء على حساب السينما والبلد كما فعل آخرون ونهبوا مع من نهبوا مصرنا ، وكانت أهم صفة في مدكور الفنان المخرج و الموظف الكبير، مدكور الإنسان الذي يحب الناس ويقبل عليهم ببساطته وعلمه وانسانيته وتواضعه وكرمه . رحم الله صديقي المحب العزيز ، وأسكنه فسيح جناته..
__________________________________
وفاة السينمائي المصري مدكور ثابت | |
توفي مساء امس – السبت- الناقد والمخرج السينمائي المصري مدكور ثابت
بعد إصابته بهبوط في الدورة الدموية الدموية قبل أن يكمل فيلمه التسجيلي عن
"ثورة 25 يناير" التي أنهت حكم الرئيس حسني مبارك العام الماضي وتم دفن
جثمان الفقيد بمقابر الاسرة يوم الأحد في مدينة الفيوم الواقعة على بعد
نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من القاهرة علي حد قول مدير التصوير
ثابت مدكور ثابت
وكان ثابت الاب قد قطع شوطا كبيرا في ألاعداد لمادة فيلم (كل مصري هيسمع اسمه) عن ثورة الشباب المصري التي انطلقت يوم 25 من يناير 2011 وأجبرت مبارك على التنحي بعد 18 يوماولد مدكور ثابت فى قرية "كوم أشقاو" بطما سوهاج فى 30 سبتمبر 1945، وتلقى مراحل تعليمه بشبرا، تخرج ضمن الرعيل الأول فى المعهد العالى للسينما بحصوله على بكالوريس قسم الإخراج دفعة يونيو 1965، وكان ترتيبه الأول بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، فعين معيدا بالمعهد فى يناير 1966، ثم مدرسًا فى مارس 1972، ليكون من أوائل أعضاء هيئة التدريس بالمعهد، وتم اختياره رئيسًا للمركز القومى للسينما (1993 حتى 1999)، ثم مديرا عامًّا للرقابة على المصنفات الفنية (من 1999 - 2004)، حيث أصبح فى 8 أغسطس 2004 رئيسًا لأكاديمية الفنون وحتى عام 2006 اهتم ثابت بالسينما التسجيلية منذ منتصف الستينات وكان آخر أعماله (سحر ما فات في كنوز المرئيات) والذي يؤرخ لمصر خلال أكثر من 100 عام منذ منتصف تسعينات القرن التاسع عشر من خلال أفلام الأخوين لوميير في مصروالذي نال شرف العرض في العديد من المناسبات السينمائية مثل افتتاح الدورة العاشرة لمهرجان الفيلم العربي بروتردام الهولندية عام 210 ليكسر بذلك احد التقاليد المستقرة بعرض فيلم روائي كما شهدت هذة الدورة تكريمه باختياره رئيسا للجنة تحكيم المسابقة الرسمية للافلام الروائية (سحر ما فات في كنوز المرئيات) تأليف وإنتاج وإخراج مدكور ثابت، تصوير سعيد شيمي وموسيقى حسن شرارة، السرد الصوتي مشاركة بين الفنان محمود الجندي ومحمد وفيق وثابت من المخرجين الذين بشروا بما يسميه النقاد "السينما الجديدة" في نهاية الستينات حين أخرج فيلمه الأول عن قصة عنوانها (صورة) لنجيب محفوظ وعرض عام 1972 فيلم (حكاية الأصل والصورة في قصة نجيب محفوظ المسماة صورة) وهو البطولة الأولى للممثلين الزوجين محمود ياسين وشهيرة وقال عنه نجيب محفوظ آنذاك إنه متقدم على السينما السائدة بما لا يقل عن 30 عاما وهي المقوله التي تحققت للفيلم عندما عرض جماهيريا فى مهرجان "جرش " الأردني للثقافة والفنون (2001) فى إطار احتفاليته بالعروض السينمائية المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ |
ولكن انتشار السينما التجارية عقب دخول مصر الي عالم الانفتاح الاقتصادي
جعلته يتبرأ من وتجربته الروائية الطويلة الوحيدة وهي فيلم الولد الغبى
لمحمد عوض اضافة الي عمل ثابت الأكاديمي شغله عن تقديم الأفلام الروائية
بعد ذلك حيث عمل أستاذا للسيناريو في أكاديمية الفنون التي تولى رئاستها
أيضا ونشر سيناريو الفيلم في كتاب أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب
بعنوان (إعادة اكتشاف فيلم مصري مختلف) عام 2005في اطار احدي الاحتفالات
المصرية باديب نوبل وأصدر المخرج الراحل كتبا منها (النظرية والإبداع في
سيناريو وإخراج الفيلم السينمائي) و(كيف تكسر الإيهام في الأفلام؟) و(ألعاب
الدراما السينمائية)
|
وأصدر أيضا (موسوعة نجيب محفوظ والسينما 1947-2000) في مجلدين من القطع
الكبير جدا يقعان في نحو 1600 صفحة. وقال في مقدمتها إنه جلس على مقعدين
سبق أن شغلها محفوظ هما رئاسة المركز القومي للسينما والرقابة على المصنفات
الفنية
اضافة الي اشرافه علي اصدار سلسلة ملفات السينما اثناء رئاسته للمركز القومي للسينما وهو المشروع الذي اثري المكتبه العربية بالعديد من الاصدارات المتنوعة وحظي ثابت بالتكريم في مهرجانات فنية آخرها مهرجان مسقط السينمائي الذي كرمه في دورته السادسة عام 2010 على مجمل إنجازه العلمي والفن عن موقع السينما العربية . أشرف نهاد |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق