صلاح هاشم
مخرجون تسجيليون يروون
تجاربهم مع ثورة ٢٥ يناير
كتب محسن حسنى ٢٧/ ٢/ ٢٠١١
بمجرد اندلاع ثورة ٢٥ يناير خرج عشرات المخرجين التسجيليين بكاميراتهم لتسجيل تلك اللحظات الفارقة فى تاريخ مصر الحديث، لم يكن لدى أى مخرج فكرة محددة، لكن الأفكار تولدت بعد تطور الأحداث بدءا من نجاح بعض المتظاهرين فى اقتحام ميدان التحرير مرورا بتطورات الوضع يوم جمعة الغضب حين انسحبت قوات الأمن المركزى وأحرقت السجون وأقسام الشرطة، وصولا لموقعة الجمل بين المؤيدين والمعارضين وحتى تنحى الرئيس مبارك.
وعلى الرغم من عدم اكتمال معظم التجارب التسجيلية حتى الآن، حيث لا يزال المخرجون متواجدين فى ميدان التحرير يرصدون ردود الأفعال والتظاهرات الفئوية أمام النقابات والشركات، والمظاهرات المليونية كل جمعة، فقد رصدت «المصرى اليوم» عدة تجارب تسجيلية عن ثورة ٢٥ يناير ننقلها خلال السطور التالية.
المخرج والناقد صلاح هاشم، الذى درس السينما فى فرنسا، وأخرج العديد من الأعمال التسجيلية هناك، استفزته «موقعة الجمل» حين شاهدها عبر الفضائيات، فقرر العودة إلى مصر حاملا كاميرته، وبمجرد وصوله اتجه إلى ميدان التحرير، وصور ٣ ساعات خام حتى الآن، ولا يزال يجوب بكاميرته شوارع مصر لتسجيل ردود الأفعال تجاه كل قرار تتخذه القوات المسلحة من محاسبات لمسؤولين سابقين أو تغييرات وزارية أو غير ذلك.
يقول صلاح: حتى الآن لم تتبلور فى ذهنى فكرة محددة، لكننى كمخرج تسجيلى أحرص على تصوير ما أستطيع من مواقف حول هذه الثورة، التى غيرت معالم التاريخ المصرى الحديث، ولدى عدة أفكار سأختار واحدة منها لعمل فيلمى.
يضيف: لدى بوابة إلكترونية اسمها «سينما إيزيس» طرحت عليها فكرة حازت إعجاب، وتأييد الكثير من التسجيليين، وهى دعوة لتأسيس مركز توثيقى لثورة ٢٥ يناير، وكل من لديه لقطات تسجيلية عن تلك الثورة يمكنه إرسالها لهذا المركز، وقد بدأت بوضع بعض المشاهد التى صورتها بنفسى كما أُرسِلت إلى عدة أفلام ولقطات تسجيلية نادرة سيتم وضعها فى هذا المركز، لتكون متاحة للاطلاع وتكون ذاكرة خالدة لهذا الحدث الكبير.
وقال المخرج إياد صالح: صورت خلال الثورة ١٨ شريطا سينمائيا كل شريط مدته ٤٠ دقيقة، ومن هذا التصوير الخام سوف أصنع عدة أفلام، أهمها بالنسبة لى فيلم بعنوان «كواليس الثورة» أتحدث خلاله عن علامات الاستفهام التى لا تزال غامضة حتى الآن، وتعددت حولها الروايات، ومنها مثلا «من الفاعل الحقيقى لحرق أقسام الشرطة، وتهريب المساجين؟» و«ما هوية راكبى الجمال والأحصنة، الذين اقتحموا ميدان التحرير فيما عرف بموقعة الجمل؟»
هل هم بلطجية الحزب الوطنى أم عدد من العاملين بالسياحة فى منطقة الهرم؟» و«هل بدأ إطلاق الرصاص الحى يوم جمعة الغضب من قبل متظاهرين فى منطقة الدقى فعلا؟
أم أن قيادة أمنية أمرت بإطلاق الرصاص الحى؟» وغير ذلك من علامات الاستفهام.
وأضاف صالح: لدى فكرة أخرى نشترك فيها أنا واثنان من المخرجين هما كريم الشناوى وهيثم الصاوى، وهى فكرة ذات بعد إنسانى تقوم على متابعة كل منا شخصية ما من المتظاهرين منذ أن بدأت المظاهرات حتى تنحى الرئيس مبارك،
وقد اخترت الفنان التشكيلى كريم حسن عثمان، المعيد بكلية التربية الفنية، وصورت معه ٨ أيام منذ خروجه يوم ٢٦ يناير، ثم حبسه فى أمن الدولة يوم ٢٧، وخروجه يوم جمعة الغضب، وسجلت يوميات اعتصامه فى ميدان التحرير، حيث تابعته بالكاميرا حتى يوم ١١ فبراير، وأعتقد أن هذا الفيلم سيكون مفاجأة، لأنه يتميز بتنوع الرؤى، نتيجة اشتراك ٣ مخرجين شباب فى تصويره.
وقال المخرج مصطفى عزت: صورت فيلما مدته ٥ دقائق بعنوان «الثورة يصنعها الشرفاء»،، وينتمى لنوعية من التسجيلى تسمى «ديكيودراما»، بسبب احتوائه على مشاهد روائية تمثيلية، ويتناول تغير فكرة المجتمع عن الشباب الحاليين، الذين كان ينظر إليهم باعتبارهم فوضويين، ولا يتحملون المسؤولية ولا أمل فيهم، والفيلم يبدأ بلقطات تمثيلية عن نظرة الاستهجان لهؤلاء الشباب، لكن سرعان ما تتغير تلك النظرة بزاوية ١٨٠ درجة بعد نجاح الثورة.
ويؤكد «عزت» أن كل من شاركوه فى صناعة هذا الفيلم كانت مشاركتهم تطوعية، لإيمانهم بأنهم يصنعون عملا وطنيا ليس هدفه الربح، وقال كل الممثلين، الذين ظهروا لم يتقاضوا مليما واحدا، وكذلك مدير التصوير باسم سعد الدين، والمونتير أحمد عزت، والمخرج المنفذ محمد عبدالتواب.
وقال المخرج تامر عشرى: أخرجت فيلما مدته ٤ دقائق عنوانه «أنا المصرى» وهو تصوير المصور الصحفى أحمد هيمن، ونقوم خلاله باستضافة عدد كبير من ثوار التحرير، بعضهم ليسوا مشاهير، والبعض الآخر معروف مثل الكاتب علاء الأسوانى والممثلة بسمة والممثلة منى هلا، وكل شخصية كانت تجيب عن ٣ أسئلة هى «ما اسمك؟» و«لماذا جئت إلى ميدان التحرير؟» و«نفسك تشوف مصر عاملة إزاى؟» .
ويؤكد عشرى أن لديه فكرة فيلم جديد يصوره حاليا اختار له اسما مبدئيا هو «مصر بعد ٢٥ يناير» يصور خلاله الشباب، الذين يتطوعون بطلاء الأرصفة، وتنظيف الشوارع، ويرصد التغيرات الإيجابية فى سلوكيات كل المصريين من احترام لقواعد المرور، وعدم إلقاء مهملات فى الشوارع، وغير ذلك من سلوكيات التحضر، التى ظهرت بعد الثورة.
أما المخرج محمد حمدى حسن، الذى يعمل فى نيويورك منذ حوالى ٥ سنوات، فقد استهوته ثورة ٢٥ يناير، فحضر إلى مصر بكاميرته ليصور فيلما لم يستقر على اسم نهائى له، ويتناول خلاله فكرة التصوير السينمائى فى الثورة، حيث يجرى لقاءات مع كل شخص حمل كاميرا سينمائية للتصوير فى تلك الأحداث العصيبة، وكيف تعرض للمخاطر.
يقول محمد: من بين من صورت معهم مواطنون يحملون كاميرات كهواة ولا ينوون عمل فيلم، وإنما كانوا يسجلون تلك اللحظات التاريخية، وأثناء ذلك تعرضوا لمخاطر كبيرة، بعضهم أصيب والبعض الآخر فقد كاميرته، أو تعرضت للتلف نتيجة تساقط مياه الأمن المركزى عليها. ويؤكد «محمد» أنه صور ٣٥ ساعة خام، ويعكف حاليا على اختيار مشاهد محددة تخدم فكرة فيلمه، الذى دخل مرحلة المونتاج.
عن جريدة " المصري اليوم " بتاريخ 27 فبراير 2011
مخرجون تسجيليون يروون
تجاربهم مع ثورة ٢٥ يناير
كتب محسن حسنى ٢٧/ ٢/ ٢٠١١
بمجرد اندلاع ثورة ٢٥ يناير خرج عشرات المخرجين التسجيليين بكاميراتهم لتسجيل تلك اللحظات الفارقة فى تاريخ مصر الحديث، لم يكن لدى أى مخرج فكرة محددة، لكن الأفكار تولدت بعد تطور الأحداث بدءا من نجاح بعض المتظاهرين فى اقتحام ميدان التحرير مرورا بتطورات الوضع يوم جمعة الغضب حين انسحبت قوات الأمن المركزى وأحرقت السجون وأقسام الشرطة، وصولا لموقعة الجمل بين المؤيدين والمعارضين وحتى تنحى الرئيس مبارك.
وعلى الرغم من عدم اكتمال معظم التجارب التسجيلية حتى الآن، حيث لا يزال المخرجون متواجدين فى ميدان التحرير يرصدون ردود الأفعال والتظاهرات الفئوية أمام النقابات والشركات، والمظاهرات المليونية كل جمعة، فقد رصدت «المصرى اليوم» عدة تجارب تسجيلية عن ثورة ٢٥ يناير ننقلها خلال السطور التالية.
المخرج والناقد صلاح هاشم، الذى درس السينما فى فرنسا، وأخرج العديد من الأعمال التسجيلية هناك، استفزته «موقعة الجمل» حين شاهدها عبر الفضائيات، فقرر العودة إلى مصر حاملا كاميرته، وبمجرد وصوله اتجه إلى ميدان التحرير، وصور ٣ ساعات خام حتى الآن، ولا يزال يجوب بكاميرته شوارع مصر لتسجيل ردود الأفعال تجاه كل قرار تتخذه القوات المسلحة من محاسبات لمسؤولين سابقين أو تغييرات وزارية أو غير ذلك.
يقول صلاح: حتى الآن لم تتبلور فى ذهنى فكرة محددة، لكننى كمخرج تسجيلى أحرص على تصوير ما أستطيع من مواقف حول هذه الثورة، التى غيرت معالم التاريخ المصرى الحديث، ولدى عدة أفكار سأختار واحدة منها لعمل فيلمى.
يضيف: لدى بوابة إلكترونية اسمها «سينما إيزيس» طرحت عليها فكرة حازت إعجاب، وتأييد الكثير من التسجيليين، وهى دعوة لتأسيس مركز توثيقى لثورة ٢٥ يناير، وكل من لديه لقطات تسجيلية عن تلك الثورة يمكنه إرسالها لهذا المركز، وقد بدأت بوضع بعض المشاهد التى صورتها بنفسى كما أُرسِلت إلى عدة أفلام ولقطات تسجيلية نادرة سيتم وضعها فى هذا المركز، لتكون متاحة للاطلاع وتكون ذاكرة خالدة لهذا الحدث الكبير.
وقال المخرج إياد صالح: صورت خلال الثورة ١٨ شريطا سينمائيا كل شريط مدته ٤٠ دقيقة، ومن هذا التصوير الخام سوف أصنع عدة أفلام، أهمها بالنسبة لى فيلم بعنوان «كواليس الثورة» أتحدث خلاله عن علامات الاستفهام التى لا تزال غامضة حتى الآن، وتعددت حولها الروايات، ومنها مثلا «من الفاعل الحقيقى لحرق أقسام الشرطة، وتهريب المساجين؟» و«ما هوية راكبى الجمال والأحصنة، الذين اقتحموا ميدان التحرير فيما عرف بموقعة الجمل؟»
هل هم بلطجية الحزب الوطنى أم عدد من العاملين بالسياحة فى منطقة الهرم؟» و«هل بدأ إطلاق الرصاص الحى يوم جمعة الغضب من قبل متظاهرين فى منطقة الدقى فعلا؟
أم أن قيادة أمنية أمرت بإطلاق الرصاص الحى؟» وغير ذلك من علامات الاستفهام.
وأضاف صالح: لدى فكرة أخرى نشترك فيها أنا واثنان من المخرجين هما كريم الشناوى وهيثم الصاوى، وهى فكرة ذات بعد إنسانى تقوم على متابعة كل منا شخصية ما من المتظاهرين منذ أن بدأت المظاهرات حتى تنحى الرئيس مبارك،
وقد اخترت الفنان التشكيلى كريم حسن عثمان، المعيد بكلية التربية الفنية، وصورت معه ٨ أيام منذ خروجه يوم ٢٦ يناير، ثم حبسه فى أمن الدولة يوم ٢٧، وخروجه يوم جمعة الغضب، وسجلت يوميات اعتصامه فى ميدان التحرير، حيث تابعته بالكاميرا حتى يوم ١١ فبراير، وأعتقد أن هذا الفيلم سيكون مفاجأة، لأنه يتميز بتنوع الرؤى، نتيجة اشتراك ٣ مخرجين شباب فى تصويره.
وقال المخرج مصطفى عزت: صورت فيلما مدته ٥ دقائق بعنوان «الثورة يصنعها الشرفاء»،، وينتمى لنوعية من التسجيلى تسمى «ديكيودراما»، بسبب احتوائه على مشاهد روائية تمثيلية، ويتناول تغير فكرة المجتمع عن الشباب الحاليين، الذين كان ينظر إليهم باعتبارهم فوضويين، ولا يتحملون المسؤولية ولا أمل فيهم، والفيلم يبدأ بلقطات تمثيلية عن نظرة الاستهجان لهؤلاء الشباب، لكن سرعان ما تتغير تلك النظرة بزاوية ١٨٠ درجة بعد نجاح الثورة.
ويؤكد «عزت» أن كل من شاركوه فى صناعة هذا الفيلم كانت مشاركتهم تطوعية، لإيمانهم بأنهم يصنعون عملا وطنيا ليس هدفه الربح، وقال كل الممثلين، الذين ظهروا لم يتقاضوا مليما واحدا، وكذلك مدير التصوير باسم سعد الدين، والمونتير أحمد عزت، والمخرج المنفذ محمد عبدالتواب.
وقال المخرج تامر عشرى: أخرجت فيلما مدته ٤ دقائق عنوانه «أنا المصرى» وهو تصوير المصور الصحفى أحمد هيمن، ونقوم خلاله باستضافة عدد كبير من ثوار التحرير، بعضهم ليسوا مشاهير، والبعض الآخر معروف مثل الكاتب علاء الأسوانى والممثلة بسمة والممثلة منى هلا، وكل شخصية كانت تجيب عن ٣ أسئلة هى «ما اسمك؟» و«لماذا جئت إلى ميدان التحرير؟» و«نفسك تشوف مصر عاملة إزاى؟» .
ويؤكد عشرى أن لديه فكرة فيلم جديد يصوره حاليا اختار له اسما مبدئيا هو «مصر بعد ٢٥ يناير» يصور خلاله الشباب، الذين يتطوعون بطلاء الأرصفة، وتنظيف الشوارع، ويرصد التغيرات الإيجابية فى سلوكيات كل المصريين من احترام لقواعد المرور، وعدم إلقاء مهملات فى الشوارع، وغير ذلك من سلوكيات التحضر، التى ظهرت بعد الثورة.
أما المخرج محمد حمدى حسن، الذى يعمل فى نيويورك منذ حوالى ٥ سنوات، فقد استهوته ثورة ٢٥ يناير، فحضر إلى مصر بكاميرته ليصور فيلما لم يستقر على اسم نهائى له، ويتناول خلاله فكرة التصوير السينمائى فى الثورة، حيث يجرى لقاءات مع كل شخص حمل كاميرا سينمائية للتصوير فى تلك الأحداث العصيبة، وكيف تعرض للمخاطر.
يقول محمد: من بين من صورت معهم مواطنون يحملون كاميرات كهواة ولا ينوون عمل فيلم، وإنما كانوا يسجلون تلك اللحظات التاريخية، وأثناء ذلك تعرضوا لمخاطر كبيرة، بعضهم أصيب والبعض الآخر فقد كاميرته، أو تعرضت للتلف نتيجة تساقط مياه الأمن المركزى عليها. ويؤكد «محمد» أنه صور ٣٥ ساعة خام، ويعكف حاليا على اختيار مشاهد محددة تخدم فكرة فيلمه، الذى دخل مرحلة المونتاج.
عن جريدة " المصري اليوم " بتاريخ 27 فبراير 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق