ردا على أحلام التميمي التي حولها إلى وقائع
انعقاد الدورة العاشرة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام سنة الأزمة أكبر دليل على نجاح هذه التظاهرة الثقافية العربية الرائدة في أوربا
1- كتب انتشال التميمي متابعة للدورة العاشرة لمهرجان الفيلم العربي، دون أن يحضر أي من فعاليات الدورة، واعتمادا فيما يبدو على عيونه الخائبة التي بثها، والتي يبدو أنها أسمعته ما يود سماعه، فكان أن كتب نصا نشره في القدس وفي مواقع أخرى، حول فيه أحلامه البائسة إلى وقائع.
2- و قد كذبت صور فعاليات المهرجان المختلفة افتراءات الرجل، وهي صور منشورة على موقع المهرجان، وفي مواقع كثيرة، حيث أثبتت أن حضور المهرجان كان كثيفا، على الأقل في حفلتي الافتتاح والاختتام كعادة المهرجان، كما كان الحضور مقبولا عموما في بقية العروض، على الرغم من تزامن فعاليات الدورة العاشرة مع مباريات كأس العالم لكرة القدم. ومعروف أنه لا نشاط بمقدوره مزاحمة هذه اللعبة الأكثر شعبية على الصعيد العالمي.
3- و لقد كان الحضور الدبلوماسي العربي واضحا أيضا في هذه الدورة، فقد حضر السفير السوداني والقائم بالأعمال المصري و نائب السفير العراقي، فضلا عن السفيرة الجزائرية التي أصرت – خلافا لما أورده التميمي- على الاستمتاع بأمسيتها و ظلت مع ضيوف المهرجان إلى آخر وقت ممكن، و تناولت معهم العشاء ضيفة على المهرجان.
4- أما حضور النجوم هذا العام فقد كان أيضا لافتا، حيث حضر المهرجان إلى جانب النجمة إلهام شاهين، كل من النجوم فتحي الهداوي و محمد علي بن جمعة و انتصار وأحمد الفيشاوي ويسرا اللوزي و كريم قاسم وسميرة عبد العزيز، بل لربما نزعم أنه لم يسبق لدورة من الدورات أن استضافت هذا الكم من النجوم مرة واحدة.
5- و من مميزات هذه الدورة أيضا انفتاحها على بقية الفنون، حيث كان مهرجان هذا العام مهرجانا للعالم العربي، وليس مهرجانا للسينما العربية فقط، حيث حضرت فنون الموسيقى والرقص والفن التشكيلي و الشعر وعروض الأزياء إلى جانب العروض السينمائية. هذا فضلا عن إصدارات المهرجان التي تمثلت في كتابين أحدهما عن السينما والهجرة والثاني في النقد السينمائي بعنوان "قص ولصق" من تأليف الشاعر والناقد العراقي صلاح حسن.
6- و خلافا لمزاعم الرجل – الذي ظل يتآمر من أجل إفشال المهرجان حتى يومه الأخير باستعمال أكثر الأساليب قذارة وخسة- فإن حضور الجالية العراقية في هولندا كان لافتا ونوعيا، دون ذكر أسماء كما فعل هو، حيث عدد الكثير من الشخصيات التي لم يسعفها الوقت أو الظروف ربما للحضور، فما كان من الرجل إلا أن ضمها لقائمة مفتعلة للمقاطعة.
7- و على الرغم من تعداد التميمي لأسماء المقاطعين، فإنه نسي أن يعدد 17 إسما من الخبرات التي قال أن المهرجان قد استغنى عنها، كما نسي تماما أن يضيف أسماء الستة عشر مليون هولندي الذين لم يحضروا المهرجان أيضا. وأما بالنسبة لأعضاء الهيئة الإدارية الموقرين، ممن استقالوا لفقدان المهرجان الشفافية الإدارية والمالية، فإننا لم نسمع لهم ركزا أو مبادرة جديدة يثرون بها الحياة الثقافية العربية في هولندا، تماما كما كانوا من قبل شخصيات غير معروفة، قرروا الخروج من الدائرة لعدم قدرتهم على تحقيق الإضافة، باعترافاتهم الشخصية المدونة في محاضر الجلستين الإداريتين اللتين حضروها طيلة سنة من عضويتهم لهذه الهيئة.
8- و أما أفلام الحركة المصرية التي أبدى التميمي أسفه على عدم مشاركتها، ونسي أنه وقف ضد حضورها طيلة السنوات التسع الماضية، فإنه ستحضر لا محالة في أنشطة المهرجان خلال الربع الأخير من السنة، على غرار السنوات الماضية، حيث لا تكفي أيام المهرجان الخمسة لاستيعاب كافة برامجه، و عادة ما ترحل بعض الأنشطة إلى دورات المهرجان المصغرة في المدن الهولندية الأخرى.
9- و في إشارته إلى حفل القاهرة، زعم التميمي أن القاهرة قد ولت ظهرها للمهرجان، بينما الحقيقة خلاف ذلك، و صور الحفل ووقائعة التي تنقل على شاشة الفضائيات إلى اليوم خير دليل على كذب الافتراء، حيث جرى تكريم ثلاثين شخصية فنية مصرية، كما استمتع الحضور بفقرات موسيقية وغنائية مميزة، في نشاط لم يكلف إدارة المهرجان أكثر من ألفي يورو فقط، حيث تكفل شركاء وداعمون محليون بتغطية المصاريف الباقية. و لا شك أن حفل القاهرة أفضل دليل على قدرة الحلول المبتكرة في ايجاد حلول لمشاكل التمويل المطروحة دائما.
10- و أما استهزاء الرجل من المعرض السياحي والعقاري، وقوله أن هدفه "اصطياد بعض الممولين"، فهو خير دليل على انعدام حس الرجل الإداري، لأن البحث عن حلول جديدة لدعم المهرجان ماليا شيء مطلوب ومحمود، وليس إدانة يمكن أن يخشاها مسؤول عن تظاهرة ثقافية وفنية عربية متميزة، لم تتلق إلى اليوم سنتا واحدا من أي حكومة عربية.
11- و فيما يتصل بإشاراته المتكررة للمحتوى الفني للمهرجان، فإننا نؤكد على أن كل الأفلام المشاركة في مسابقات المهرجان هي من انتاج 2009 و2010، و أن 35 من بين 45 فيلما أدرجوا ضمن البرنامج الرسمي للمهرجان، هي عروض أولى إما هولنديا أو أوربيا أو عربيا، وهي نسبة كبيرة تشكل مصدر فخر للمهرجان. وعموما فإن المهرجان قد حصل تقريبا على كل الأفلام التي يريدها رغم سعي الكائدين، الذين حاولوا إلى آخر لحظة الضغط بالابتزاز و التخويف، على المنتجين أو المخرجين لاثنائهم عن المشاركة، لكنهم فشلوا في مسعاهم أيما فشل. و تبقى الإشارة إلى أن المهرجان هو جهة عرض وليس جهة انتاج، وأنه ليس بمقدور مهرجان أن يضمن مستوى السينما العربية.
12- كما تأتي إشارة التميمي إلى كتالوغ المهرجان مضللة أيضا، ففي رأي كثير من النقاد، فإن كتالوغ هذه الدورة هو الأفضل طيلة العشر سنوات الماضية، لوجود أقل عدد من الأخطاء فيه، فضلا عن تميز تصميمه، و أما طباعته بالأبيض والأسود فقد كان اختيارا فنيا وليس تقشفيا مثلما زعم، حيث أن هذه اللونين هما الأكثر تعبيرا وتجانسا مع الفن السابع، و هو اختيار موجود لدى مهرجانات سينمائية كبيرة لا تعوزها الامكانيات المادية.
13- و بالنسبة لهمز الرجل في قناة لجنة تحكيم النقاد والصحفيين العرب، فإنه همز غير موفق، باعتبار أن هذه اللجنة غير رسمية وغير تابعة للجان المهرجان، وإن ضمت في عضويتها من يشغل مواقع استشارية – وليس وظيفية- من شخصيات مشهود لها بسعة الاطلاع والمعرفة السينمائية، ولا مجال للمزايدة عليها.
14- و في الختام، ليس لمتابع إلا أن يتساءل ما سر اهتمام التميمي بالمهرجان ما دام قد غادره و أعلن بنفسه منذ صائفة 2009 أنه انتهى ومات، وما يهم التأكيد على أنه فشل ما دام الفاشل ميتا أصلا، أفلم يكن أجدى بالتميمي و زمرة أخرى من أعداء النجاح ومدمني الفشل أن يشغلوا أنفسهم بما ينفع الناس لا ما يدمر ويخرب. و ليكن التحدي بيننا وبينهم، أن نتنافس في الانتاج و تقديم الجديد للأقلية العربية، أم أنهم لا يحسنون غير المؤامرات صنعا.
15- و إنه لا يسعنا إلا أن نوجه نداء لبعض وسائل الإعلام من صحف و مواقع الكترونية، أن لا تجعل من صفحاتها مطية لبث أحقاد الحاقدين و تصفية الحسابات الشخصية، و أن تلتزم معايير المهنية في التعامل مع ما ينقل من أخبار وآراء، بحيث تمحص الحقائق وتتصل بالأطراف جميعا لتستوضح مواقفها إزاء ما يوجه إليها من اتهامات مثلا.
16- وإن إدارة مهرجان الفيلم العربي في روتردام، التي لا تسندها في عملها حكومة أو دولة، و لعل ذلك سر استضعاف بعض ضعاف النفوس لها، لتدرك أن هذه التظاهرة الثقافية العربية، حالة غير مسبوقة في تاريخ الوجود العربي في أوربا، و أن التكالب عليها إنما يخدم بالدرجة الأولى أجندة من لا يروقهم أن تستمر إضاءة عربية بإمكانيات ذاتية محدودة، لا تزيد عن ربع مليون يورو، في حين تصرف مليارات عربية على حدائق حيوانات غربية ومشاريع وهمية وتذهب بعد ذلك هباء منثورا.
إدارة مهرجان الفيلم العربي في روتردام
9 يوليو
قصتي مع خالد زهراو
خالد شوكات
خرج المهاجر العراقي المقيم في هولندا خالد زهراو، خلال اليوم الأول لمهرجان الفيلم العربي في روتردام، بفرية كبيرة أعانه على نشرها مرجفون لنوايا مبيتة، آخر أهدافها بيان الحقيقة بطبيعة الحال، مفادها أنني "نصبت" عليه، وسرقت فيلمه "الذي لم يستكمله بعد" حول الأديب المغربي الراحل محمد شكري. ولأن الموضوع أثار لغطا كبيرا و ألبس على كثيرين الحقائق، بما أساء لسمعتي كرئيس للمهرجان ومنتج، فإنه يهمني توضيح الأمور التالية:
1. خالد زهراو لا يمكن وصفه بالمخرج إلى حد الآن على الأقل، لأنه لم يخرج شيئا ولو فيلما واحدا إلى الآن، و لعل "الطنجاوي" كان سيشفع له لو أنه أكمله، لكن يا للأسف لم يفعل باعترافه هو شخصيا.
2. المبلغ الذي تحدث عنه زهراو، ليس منحة كما أشير إلى ذلك، بل هو قرض مشروط منح إلى المنتج " شركة زينة زوم" المملوكة لي، من قبل صندوق دعم الميديا في روتردام، و لا يحتاج طلب القرض إلى توقيع المخرج المرشح عليه، حتى يزعم زهراو أنني وضعت توقيعه دون علمه.
3. بمجرد الموافقة على طلب القرض، قمت بتسليم خالد زهراو نسخة منه حرصا مني على الشفافية التامة معه، وكل وثيقة زعم أنه يمتلكها مقدمة مني شخصيا له، وهو ما يعني أنني لم أكن مبيتا شيئا دونه، لو لا ظهور ما دفعني لاحقا إلى الاستغناء عنه كمخرج للعمل.
4. بعد تسلم القسط الأول من القرض الذي يساوي 50% من المبلغ الإجمالي ( في حدود 19 ألف وسنمائة يورو) جائني المخرج العراقي حميد حداد، وأخبرني أن خالد زهراو قام بسرقة سيناريو فيلمه الجديد " مجنون القرية" حول المخرج الهولندي الراحل تيو فان خوخ، حرفيا بما في ذلك العنوان، محتجا على أنني سأقوم بانتاج هذا الفيلم أيضا لصالح زهراو، فما كان مني إلا أن طلبت من هذا الأخير الاعتذار لحميد حداد وتسوية الأمر معه أولا قبل المضي قدما في تنفيذ أي مشروع مشترك بما في ذلك فيلم الطنجاوي.
5. لم يرد زهراو على اتصالاتي المتعلقة بموضوع الاعتذار لحميد حداد وتسوية الأمر معه، باعتبار أن سرقته كانت مفضوحة. وكانت نيتي في هذا الأمر، أن أستر على الرجل وأن لا أفضحه، بل لقد سعيت لدى حميد أن يقبل مجرد اعتذاره الشفوي، لكي أمضي قدما في مساعدته.
6. و لأن زهراو لم يعتذر عن سرقته و لم يجد في وجهه ماء حياء يقابل به حداد أو يقابلني، فقد قرر السكوت والابتعاد و لم نسمع له صوتا حتى يوم افتتاح الدورة العاشرة للمهرجان، أي بعد ما يناهز السنة.
7. و بعد مضي مدة كافية، لم يقم فيها زهراو بما طلب منه كشرط لاستئناف التعاون معه، كان ضروريا أن أبحث عن بديل له، وهو ما حدث، حيث قمت باختيار مخرج جديد للعمل هو الأسعد الوسلاتي، كما اخترت خطا آخر لسيناريو العمل ابتعد نهائيا عن الأفكار التي طرحها زهراو، و جاء الفيلم الوثائقي " شكري..المشي على حافة الغرب" مختلفا مائة بالمائة في بنائه والمواضيع التي ناقشها ومدته الزمنية و الحوارات التي استفاد منها، عن تلك التي شكلت مشروع زهراو غير المكتمل.
8. و قد أخبرت الجهة المقرضة بأمر التغيير المحدث، و تلقيت موافقتها الكتابية على ذلك. وقد سبق لهذه الجهة أن بينت لزهراو لما اصطحبته معي في لقائي الأول مع مدير الصندوق، أن المنتج هو رب العمل و ملك المشروع، وأن المخرج مجرد موظف لدى جهة الانتاج حسب القوانين الهولندية.
9. و لا شك أن المنطق والعقل والقانون يمنحني كمنتج حق مراجعة العمل المشترك مع أي طرف، خصوصا إذا تبين لي أن هذا الطرف متورط في عملية سطو مفضوحة، لم يجد في النهاية مخرجا لها إلا تحويلها إلى تهمة للمجني عليه الذي هو أنا، في عملية غاية في قلة الحياء والافتراء والكذب وقلب الحقائق.
10. و أما زعمه أننا قمنا بتنظيم عرض خاص للطنجاوي في مهرجان 2008، ففرية أخرى تكذبها الصور و تناقض زهراو نفسه في نقل وقائعها، فالعرض كان عاما لجميع الناس، و قد سبق أن زعم صاحبه أننا قمنا بعرضه دون اذن منه، فطالبناه بمقاضاتنا إن كان صادقا، لكنه لم و لن يفعل، لأنه يعلم قبل غيره أن صور تواجده مع جمهور المهرجان خلال العرض ستفضحه.
11. وإن كان من شيء أبديه في خاتمة الأمر، هو ندمي على أني فكرت يوما في مساعدة هذا الرجل الفاشل لكي يكون مخرجا فعلا، وهو لم يخرج في حياته سوى برنامج وثائقي كان من إنتاجي، وقد تسبب لضعفه الفني في تضييع مصالح كبيرة علي، بل لعل زهراو لم يتلق مبلغا طيلة حياته عن عمل قام به في المجال الإعلامي، قدر المبلغ الذي استفاده من العمل لصالح شركتي.
12. والله فاضحه على أية حال، إذ قررت يوما ستره وعدم بيان حقيقة ما فعله في مجنون القرية مع حميد حداد، فما كان منه إلا أن رد على إحساني له بالنكران، و عاقبة السوء على الظالمين.
13. و أخيرا فإنني أتحداه إن كان صادقا في مزاعمه أن يذهب فعلا إلى المحكمة الهولندية ليثب حقه، وإلا فإنه من الكاذبين.
روتردام في 9 يوليو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق