السينمائي الصحافي الليبي محمد مخلوف
هنيئاً لكم يا عرب ... مجازر بالألوان
بقلمٍٍٍٍ: محمد مخلوف *
يتبلد العقل وينوح القلب وأنا أشاهد الأشلاء والضحايا ...
أجتر أفكاري .. كيف يمكن أن أكتب عن هذه المجازر النازية الجديدة ؟ .. أفتش بين أوراقي عن سطور وكلمات قديمة وما أشبه اليوم بالبارحة : دير ياسين, صبرا وشاتيلا, الانتفاضة الأولى, الانتفاضة الثانية , مجزرة قنا الأولى, مجزرة قنا الثانية , نفس المحارق والمجازر , ولكنها الآن مجازر ملونة, بالألوان الطبيعية والفاقعة .. ويومياً على جهاز التلفاز ووسط غرف جلوسنا
أقلّب أوراقي القديمة – الجديدة , وأقرر أن أكتب بعنف , وبسطور من وجع , فأنا
رخيص ومهدور كدم الكلام
حرّك ذلك الريموت .. أنقره بسرعة , فمناظر مجازر تذبيح اللبنانيين والفلسطينيين الملوّنة أصبحت لا تحتمل
أنقر , وغيّر إلى ملاعب كرة القدم , فاليوم هناك مباراة مسلية وساخنة , أسخن من فوهات مدافع وصواريخ الصهاينة
حسناً , أنت لا تحب كرة القدم , إذاً أنقر وشاهد أخر أغاني روبي , أو شاكيرا , تلك اللاتينية التي تجيد هزّ وسطها أفضل من هزّ رونالدو لتلك الكرة
وإذا زهقت من الهزّ والرقص والتنطيط , فأنقر إلى تلك القبيحة " الغمّازة " بفمها وحواجبها وجسدها .. أنتقل إلي " رزّان " يا طويل العمر على القناة إياها , المتخصصة في " الأمركة " وعمليات تشويش وغسل الأدمغة وتغييب وقتل العقول والقلوب ..إنها فضائية مجانية , طازجة , ولذيذة وتغسل أكثر بياضاً
أقتل قلبك وغيّب عقلك يا هذا , امتزج بحرارة مع حضارة " ماما أمريكا " فتلك هي العولمة اللذيذة. واحفظ جيدا مقررات أول نازية سوداء في تاريخ البشرية , احفظ عن ظهر قلب كلام " العمة كونداليزا " وخاصة مقولاتها حول الشرق الأوسط الجديد ، وهنيئا لك ولنا جميعا أخي العربي بهذا الشرق الجديد , فهلل وزغرد , بل وارقص فرحا بهذه الهدية المسخ
دعك من مناظر قصف وتهديم بيوت اللبنانيين والفلسطينيين . دعك من مناظر الأمهات وهن يقبلن فلذات أكبادهن
هنيئاً لكم يا عرب ... مجازر بالألوان
بقلمٍٍٍٍ: محمد مخلوف *
يتبلد العقل وينوح القلب وأنا أشاهد الأشلاء والضحايا ...
أجتر أفكاري .. كيف يمكن أن أكتب عن هذه المجازر النازية الجديدة ؟ .. أفتش بين أوراقي عن سطور وكلمات قديمة وما أشبه اليوم بالبارحة : دير ياسين, صبرا وشاتيلا, الانتفاضة الأولى, الانتفاضة الثانية , مجزرة قنا الأولى, مجزرة قنا الثانية , نفس المحارق والمجازر , ولكنها الآن مجازر ملونة, بالألوان الطبيعية والفاقعة .. ويومياً على جهاز التلفاز ووسط غرف جلوسنا
أقلّب أوراقي القديمة – الجديدة , وأقرر أن أكتب بعنف , وبسطور من وجع , فأنا
رخيص ومهدور كدم الكلام
حرّك ذلك الريموت .. أنقره بسرعة , فمناظر مجازر تذبيح اللبنانيين والفلسطينيين الملوّنة أصبحت لا تحتمل
أنقر , وغيّر إلى ملاعب كرة القدم , فاليوم هناك مباراة مسلية وساخنة , أسخن من فوهات مدافع وصواريخ الصهاينة
حسناً , أنت لا تحب كرة القدم , إذاً أنقر وشاهد أخر أغاني روبي , أو شاكيرا , تلك اللاتينية التي تجيد هزّ وسطها أفضل من هزّ رونالدو لتلك الكرة
وإذا زهقت من الهزّ والرقص والتنطيط , فأنقر إلى تلك القبيحة " الغمّازة " بفمها وحواجبها وجسدها .. أنتقل إلي " رزّان " يا طويل العمر على القناة إياها , المتخصصة في " الأمركة " وعمليات تشويش وغسل الأدمغة وتغييب وقتل العقول والقلوب ..إنها فضائية مجانية , طازجة , ولذيذة وتغسل أكثر بياضاً
أقتل قلبك وغيّب عقلك يا هذا , امتزج بحرارة مع حضارة " ماما أمريكا " فتلك هي العولمة اللذيذة. واحفظ جيدا مقررات أول نازية سوداء في تاريخ البشرية , احفظ عن ظهر قلب كلام " العمة كونداليزا " وخاصة مقولاتها حول الشرق الأوسط الجديد ، وهنيئا لك ولنا جميعا أخي العربي بهذا الشرق الجديد , فهلل وزغرد , بل وارقص فرحا بهذه الهدية المسخ
دعك من مناظر قصف وتهديم بيوت اللبنانيين والفلسطينيين . دعك من مناظر الأمهات وهن يقبلن فلذات أكبادهن
دعك من دموع الأطفال المضمّخة بالأسى والقهر , وهم يمشون في جنازات أشقائهم وأترابهم
ودعك , حفظك الله , من خطابات أولياء أمورنا وقادتنا وحكامنا وتهديداتهم وأراجيفهم الكاذبة .... فقد تصاب , حتماً, بداء الذلّة والخنوع
ودعك, حماك الله , من التفكير الجدي , في أسباب "الإكثار" من بث برامج الرياضة عبر قنواتنا الأرضية والفضائية كلما زادت حدة قصفنا وذبحنا
ودعك كذلك من التساؤلات المريبة، حول أسباب "زيادة جرعات" بث أغاني الهز والفسق والمجون , كلما اشتدت وتكاثرت مجازر آل صهيون واليانكي, ورجاء , دعك من المحاولات المستميتة لفهم فتاوي شيوخنا وفقهائينا الرسميين , فيما إذا كان "حزب الله" ورجاله كفار أم مسلمين؟! , أو فيما إذا كان شباب ورجال لبنان وفلسطين بعملياتهم الخالدة " شهداء " أم " انتحاريين " ؟ وإذا تكرمت , دعك من هرش دماغك الفاضي وطرح أسئلة غبية وسخيفة مثل : تري هل يتحرك حكامنا ويأمرون بقطع البترول عن الغرب وأمريكا أم الصهيونية وعاهرتها المفضلة والدائمة , احتجاجاً وحفظا وصونا لكرامة شعوبهم
دعك من هذا كله , أكرمك الله , وانقر ذلك الريموت، فلقد ماتت مشاعرك وتبلد عقلك ،وفطس قلبك العربي النابض بالنخوة والرجولة ... سابقاً .انقر ياطويل العمر , فما احلي " هيفاء " بصرتها اللذيذة ومؤخرتها شبه العارية وما احلي فرفشة وغمزات " الواواح " وما أجمل " أليسا " بأسنانها المشعة وأكتافها الحمراء , ولاتنسي بالطبع " ماريا " فهي في انتظارك بنهديها النافرين وفمها الأحمر القاني , الأشد احمراراً من دماء شهداء فلسطين ولبنان
دعك من هذا كله , بالله عليك , وثبّت مؤخرتك المترهلة علي كرسي الصالون الوثير . ولاتنسي تحريك كرشك المنفوخ بأكلات " ماكدونالد " وغازات البطر والتخمة , خلال بث إعلانات الرأسمالية الشرق أوسطية الجديدة , التي تغسل اكثر بياضاً
ثم لا تنسى أن تخلد بعدها الي النوم الجميل بعمق ... فمالك بمصائب أخوتك وأخواتك وأبناء عمومتك في هذا العالم العربي الخانع ....... التعيس والمريض
ألم اقل لك أن قلبك انتحر ومات , ولا رجاء فيه
لقد قتلته " العولمة " وأخواتها، بكل أسلحتها الفتاكة, المرئية وغير المرئية
فنم يا طويل العمر .. نم جبانا , فوالله لافائدة منك حيا ..أو ميتا
و.. الآتي اعظم
سينمائي وصحافي ليبي يقيم في بريطانيا *
ودعك , حفظك الله , من خطابات أولياء أمورنا وقادتنا وحكامنا وتهديداتهم وأراجيفهم الكاذبة .... فقد تصاب , حتماً, بداء الذلّة والخنوع
ودعك, حماك الله , من التفكير الجدي , في أسباب "الإكثار" من بث برامج الرياضة عبر قنواتنا الأرضية والفضائية كلما زادت حدة قصفنا وذبحنا
ودعك كذلك من التساؤلات المريبة، حول أسباب "زيادة جرعات" بث أغاني الهز والفسق والمجون , كلما اشتدت وتكاثرت مجازر آل صهيون واليانكي, ورجاء , دعك من المحاولات المستميتة لفهم فتاوي شيوخنا وفقهائينا الرسميين , فيما إذا كان "حزب الله" ورجاله كفار أم مسلمين؟! , أو فيما إذا كان شباب ورجال لبنان وفلسطين بعملياتهم الخالدة " شهداء " أم " انتحاريين " ؟ وإذا تكرمت , دعك من هرش دماغك الفاضي وطرح أسئلة غبية وسخيفة مثل : تري هل يتحرك حكامنا ويأمرون بقطع البترول عن الغرب وأمريكا أم الصهيونية وعاهرتها المفضلة والدائمة , احتجاجاً وحفظا وصونا لكرامة شعوبهم
دعك من هذا كله , أكرمك الله , وانقر ذلك الريموت، فلقد ماتت مشاعرك وتبلد عقلك ،وفطس قلبك العربي النابض بالنخوة والرجولة ... سابقاً .انقر ياطويل العمر , فما احلي " هيفاء " بصرتها اللذيذة ومؤخرتها شبه العارية وما احلي فرفشة وغمزات " الواواح " وما أجمل " أليسا " بأسنانها المشعة وأكتافها الحمراء , ولاتنسي بالطبع " ماريا " فهي في انتظارك بنهديها النافرين وفمها الأحمر القاني , الأشد احمراراً من دماء شهداء فلسطين ولبنان
دعك من هذا كله , بالله عليك , وثبّت مؤخرتك المترهلة علي كرسي الصالون الوثير . ولاتنسي تحريك كرشك المنفوخ بأكلات " ماكدونالد " وغازات البطر والتخمة , خلال بث إعلانات الرأسمالية الشرق أوسطية الجديدة , التي تغسل اكثر بياضاً
ثم لا تنسى أن تخلد بعدها الي النوم الجميل بعمق ... فمالك بمصائب أخوتك وأخواتك وأبناء عمومتك في هذا العالم العربي الخانع ....... التعيس والمريض
ألم اقل لك أن قلبك انتحر ومات , ولا رجاء فيه
لقد قتلته " العولمة " وأخواتها، بكل أسلحتها الفتاكة, المرئية وغير المرئية
فنم يا طويل العمر .. نم جبانا , فوالله لافائدة منك حيا ..أو ميتا
و.. الآتي اعظم
سينمائي وصحافي ليبي يقيم في بريطانيا *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق