السبت، نوفمبر 10، 2012

حصاد مهرجان مونبلييه السينمائي 34 بقلم صلاح هاشم


حصاد مونبلييه السينمائي 34


لقطة من فيلم " الشتا اللي فات " لابراهيم البطوط الذي فاز بجائزة لجنة تحكيم النقاد

***

صلاح هاشم .باريس


حققت الدورة 34 من مهرجان مونبلييه السينمائي الدولي التي عقدت في الفترة من 26 اكتوبر وحتى 3 نوفمبر 2012 الكثير، وكان لكاتب هذه السطور شرف المشاركة خلالها كعضو في لجنة تحكيم النقاد، وهي المشاركة الثامنة له ومنذ سنوات في ذات اللجنة.
 
وكانت الدورة 34 جد ناجحة حقا وبكل المقاييس. فقد استضافت العديد من نجوم السينما المتوسطية من مخرجين ونقاد وممثلين مثل المخرج الفرنسي الكبير كوستا جافراس الذي عرض فيلمه  الجديد "رأس المال" في حفل افتتاح الدورة، والممثل الفرنسي من أصل مغربي جاد المالح بطل الفيلم المذكور آنفا، والممثل المخرج جليل لسبيروهو فرنسي من أصل جزائري حيث تم تكريمه في المهرجان بعرض بعض الأفلام الفرنسية التي اضطلع ببطولتها وبعض الأفلام الأخرى من إخراجه.


المخرج الفرنسي من أصل يوناني كوستا جافراس

 
 كما استضافت الدورة 34 بإدارة جان فرانسو بورجو ورئاسة هنري تالفيا المخرج الجزائري الكبير مرزاق علواش من الجزائر الذي عرض فيلمه "التائب"في برنامج "بانوراما" على هامش المسابقة الرسمية، والمخرج المغربي الكبير نبيل عيوش الذي شارك بفيلمه "ياخيل الله" في مسابقة الأفلام الروائية وحصل على جائزة من لجنة تحكيم الشباب.

لقطة من فيلم " خيول الله " للمغربي نبيل عيوش
 
 واستقبل المهرجان أيضا الممثلة القديرة هيام عباس من فلسطين التي عرضت هنا فيلمها الأول من اخراجها بعنوان "ميراث"والممثلة الفرنسية من أصل عربي حفصية حرزي بمناسبة اضطلاعها ببطولة فيلم " كيس الدقيق" البلجيكي الذي دخل مسابقة المهرجان، وقيام هيام عباس أيضا بتمثيل أحد الادوار الكبيرة في الفيلم 


حفصية حرزي وهيام عباس في خلفية اللقطة من فيلم كيس الدقيق
 
كما حضر الدورة 34 المنتج الايطالي الكبير رينزو روسيلليني، بمناسبة تكريم والده روبرتو روسيلليني أحد رواد الواقعية الجديدة في ايطاليا، وحاضر عن السينما التي كان روسيلليني يبدعها، ليرسم من خلالها صورة للواقع الذي عاشته ايطاليا بعد الحرب العالمية الثانية من خلال مجموعة من الروائع السينمائية التي دخلت تاريخ السينما العالمية من أوسع باب، مثل فيلم "روما مدينة مفتوحة " وفيلم "سترومبولي" وفيلم "رحلة في ايطاليا" وجعل انجريد برجمان الممثلة في الفيلم الأخير تشمخ بتمثيلها وربما كان روسيلليني أعطى أيضا الممثلة القديرة آنا مانياني أعظم أدوارها على الشاشة  في رائعته "روما مدينة مفتوحة".

المخرج الايطالي الكبير روبرتو روسوليني
  لقطة من فيلم " روما مدينة مفتوحة " لروسوليني


 نظرات متقاطعة

وفي قسم "نظرات متقاطعة الجزائر- فرنسا " أقام مهرجان مونبلييه معرضا يكشف عن تطور العلاقات بين البلدين تاريخيا وسياسيا واجتماعيا، في فترات ما قبل وبعد احتلال الجزائر، ثم حصول الجزائر على الاستقلال عام 1962 ثم استكشاف لتاريخ الهجرة الجزائرية الى فرنسا البلاد، وكان محور "نظرات متقاطعة" من أهم محاور المهرجان هذا العام بمناسبة مرور خمسين عاما على معاهدة افيان، التي حصلت الجزائر بموجبها على الاستقلال.
 
ودعا المهرجان المؤرخ الفرنسي الكبير بنجامان سورا لمحاضرة جد قيمة ،وثقت لتاريخ وتطور العلاقات الثنائية بين البلدين، وعرضت لتاريخ لم يكتب في حينه، وجروح لم تندمل بعد عند الطرفين 



لقطتان من معرض الجزائر وفرنسا
 
كما استقبل المهرجان الممثل المصري عمرو واكد الذي شارك فيلمه من بطولته وانتاجه " الشتا اللي فات" من اخراج ابراهيم البطوط في مسابقة الأفلام الروائية، وكان الجمهور في مونبلييه قد أقبل بكثافة على الفيلم بمشاركة الجالية العربية في المدينة، واستقبل عمرو وفيلمه بحفاوة بالغة وتصفيق رائع اهتزت له جدران قاعة" باستور" المخصصة لعرض أفلام المسابقة في المهرجان.
 
وحصل الفيلم على أرفع الجوائز "الفنية" قيمة في نظر المحترفين المتخصصين، وذلك بحصوله على جائزة لجنة تحكيم النقاد الدوليين (بمشاركة 7 نقاد) في المهرجان (وقيمتها الفي يورو)  بينما منحت لجنة التحكيم الرسمية في المهرجان التي شارك فيها الناقد يوسف شريف رزق الله من مصر جائزة انتيجون الكبرى لفيلم "ابتسموا دوما" من جورجيا للمخرجة الشابة روسودان شكونيا وهو أول فيلم روائي تضطلع بإخراجه، كما حصل " الشتا اللي فات" على تنويه خاص..

عمرو واكد بطل ومنتج فيلم " الشتا اللي فات " لابراهيم البطوط
 
وكان الفيلم وصل على ما يبدو مع فيلم شكونيا الى آخر مرحلة في التصويت على الفيلم المحظوظ، من ضمن  الـ 12 فيلم التي دخلت مسابقة الأفلام الروائية.
لكن.. تري ماذا حقق مونبلييه السينمائي الرابع والثلاثون الذي يتقدم حثيثا ليكون "عاصمة" للمتوسط السينمائي وعن جدارة سنة وراء سنة،  وماذا أنجز عمليا،  وبالأرقام؟


 
ملصق الدورة 34
 
حقق مونبلييه الكثير فقد عرض في دورته 34 أكثر من 217 فيلما عبر أقسامه المختلفة، وأقام 3 معارض، ونظم العديد من الحلقات الدراسية والندوات، مثل ندوة النقد السينمائي الآن في فرنسا مدارسه واتجاهاته، وذلك بمناسب الاحتفال بمرور خمسين سنة على اصدار مجلة "بوزيتيف" السينمائية الفرنسية الشهيرة، كما وزع المهرجان 13 جائزة في مسابقاته الثلاثة للفيلم الروائي الطويل والفيلم القصير والفيلم الوثائقي، وبلغت قيمة تلك الجوائز ماديا أو على شكل خدمات أكثر من 60000 يورو 

لقطة من الفيلم التركي " خلف التل "  الذي شارك في المسابقة الرسمية

وإستقطب مهرجان مونبلييه خلال دورته 34 أكثر من 82000 متفرج بزيادة 5 % عن العام  2011، وزار موقع المهرجان أكثر من 16000 زائر في الفترة من 25 اكتوبر وحتى 3 نوفمبر. واستقبل فصل السينما التقليدي الذي يقام هنا كل سنة وبحضور الممثل برونو بوداليديس أكثر من  468 طالب من جميع أنحاء فرنسا ممن يدرسون مادة السينما في المدارس الثانوية.
 
وحضر معرض المهن السينمائية بمشاركة 29 جناح ، وهي المرة الثانية التي يقام فيها هذا المعرض،  أكثر من 1700 زائر، واستقبل المهرجان 314 مدعو رسمي وحضره أكثر من 216 محترف و113 صحفي 
..

 فيلم " بلانش نيج" الاسباني في المسابقة
 
وفي مسابقة دعم وتطوير السيناريو التي تقدم اليها أكثر من 200 مشروع وتم اختيار 18 مشروع فقط من بينها لمناقشتها مع مخرج ومنتج الفيلم وعلى مدار يومي 1 و2 نوفمبر، حصلت 6 مشروعات على 6 منح بلغت قيمتها المادية وعلى شكل خدمات 42000 يورو، مما يؤكد على أن مونبلييه السينمائي الذي أتابع شخصيا أعماله منذ أكثر من 25 سنة عن كثب  يتقدم حثيثا باتجاه أن يكون " عاصمة " لذلك  "المتوسط السينمائي الكبير"  وعن جدارة ، سنة وراء سنة ، وقبلة لابداعاته وانتاجاته الملهمة. ولنا  "وقفة "  قريبا جدا لتقييم أعمال المهرجان  فنيا ونقديا  وانسانيا والولوج في بحرها، فالى لقاء

 لقطة من الفيلم الاوكراني الذي فاز بالجائزة الكبرى " أنتيجون الذهبية "
عن  موقع " عين على السينما " بإذن خاص

ليست هناك تعليقات: