فيلم " حكاية سناء ": هدية من الكواكب
بقلم
صلاح هاشم
اكتشفت بعض الحقائق المذهلة التي لم أكن أعرفها من قبل عن الفنانة الكبيرة الراحلة سناء جميل من خلال فيلم " حكاية سناء " الجميل للمخرجة روجينا بسالي الذي عرض بالأمس الخميس 28 ابريل في مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية للاحتفال مع زوجها العاشق الكاتب الكبير لويس جريس بعيد ميلادها وبحضور عدد كبير من أبطال الفيلم من قامات مصر الفنية الرفيعة مثل الفنانة الكبيرة العظيمة سميحة أيوب..
من ضمن هذه الحقائق المرعبة مثلا أن والدها الذي كان يعمل محاميا أودعها مدرسة فرنسية داخلية في القاهرة ودفع مصاريف دراستها ثم اختفى مع شقيقتها وأمها من حياتها لتجد نفسها في سن التاسعة وحيدة وبلا أهل على رصيف الحياة ويالظلم القدر والمصير الانساني لكنها استطاعت رغم ذلك أن تصنع نفسها وتكون فنانة عصامية بفضل رعاية وصفل زكي طليمات لموهبتها في التمثيل واستطاعت ان تصعد سلم الشهرة والتفوق في الأداء درجة درجة حتى وصلت الى قمة المجد بغنها الرائع وحضورها الأثير..
ولايستطيع أحد حتى لو كان شاهد فيلما مصريا واحدا فقط في حياته أن ينسى لها دورها - دور نفيسة - في فيلم بداية ونهاية لصلاح أبو سيف. نفيسة التي تحولت الى مومس لكي ترضي طموحات شقيقها الضابط في الفيلم ، ويقوم بدوره عمر الشريف ،وتنتحر نفيسة في آخرالفيلم بإلقاء نفسها في بحر النيل والكل يتذكر ايضا الاغنية التي كانت تتغنى بها بائعات الهوى عند رؤيتها" آه يا بلحة... ياحلوة ..يامدورة أو منورة( أو شيء من هذا القبيل ) .. شرفتي اخواتك الأربعة." هذه الاغنية مازالت تتردد في ذهني ولحد الآن واحفظها على الرغم من مرور أكثر من 50 عاما على مشاهدة الفيلم المذكور في قاعة " سينما الأهلي " الترسو بالسيدة زينب..
ومن ضمن تلك الحقائق التي يسردها علينا الفيلم أيضا أن زوجها العاشق لويس جريس الذي كتب على صفحته على الفيس بوك يدعونا لحضور الفيلم ومشاركته الاحتفال بعيد ميلادها قائلا : " ..سناء لازلت أحتفل بعيد ميلادك، كل عام وانت تعيشين بالقلب والروح والجسد، وبانتظاركم جميعا للاحتفال بعيد ميلاد سناء جميل"
يذكر لويس جريس في الفيلم انه احتفظ بجثتها بعد الوفاة لمدة ثلاثة أيام وعلى أمل أن يحضر بعد الاعلان عن وفاتها في الصحف العربية والاجنبية أحد من أفراد عائلتها حين يطلع على الخبر، ويلقي نظرة وداع أخيرة على ذلك السناء الجميل الذي انطفأ والى الأبد، لكن للأسف لم يحضر أحد..
سناء جميل التي ترسخت في وجداننا بدور واحد فقط.. دور " نفيسة " مثل جوهرة في حياتنا وماسة في تاريخ السينما المصرية وتراثها الفني ..هي الفنانة الممثلة العملاقة التي طلبت من زوجها العاشق لويس جريس أن يكتب في نعيها " .. سناء جميل حبيبة ونسيبة كل المصريين . " سوف تكون علامة مضيئة من علامات السينما المصرية العظيمة وتراثها الفني العريق ولكل العصور ..
فيلم " حكاية سناء " لايحكي عن تلك حقائق وأسرار فقط بل يكشف ايضا وكما تمثلته بإحساسي الباطني الجواني من خلال قصة سناء جميل كـ " صورة مصغرة لمصر " ..
يكشف عن حكاية عشق صوفي يتواصل مع " روح " مصر من خلال قصة حب ويعزز من الاحساس بالانتماء والولاء لوطن ، ويستحق المشاهدة عن جدارة ..
صلاح هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق