رسالة مجلة " الفيلم "
بقلم
صلاح هاشم
والصورة المرفقة للمخرج والمفكر السينمائي الكبير جان لوك جودار في صحبة
بريجيت باردو أثناء إخراج فيلمه الأثير " الإحتقار " والذي إعتمد مهرجان " كان
" لقطة من الفيلم لتكون أفيشا للدورة 69 القادمة
لقطة من فيلم الإحتقار لجان لوك جودار
سألني صحفي
عربي التقي بي في باريس وأنا أتابع أفلام مهرجان سينما الواقع المخصص
لأفلام السينما الوثائقية ..ماهي الأشياء التي تتميز بها مجلة " الفيلم "
التي تصدر عن الجمعية الثقافية والعلمية .جيزويت مصر التي يتراسها الأب
وليم سيدهم كما هو معروف، وجعلتها بعد صدور خمسة أعداد منها ولحد الآن
تتصدر المشهد السينمائي الثقافي الآن في مصر ؟
قلت له له أن أهم
مايميز مجلة " الفيلم " التي أتشرف وأسعد بأني أحد مؤسسيها خمسة اشياء أو
عوامل أو عناصر تحققت لها بالفعل ..وتفسر سر نجاحها..
اولا أن
المجلة اجتمع لها " فريق عمل " مترابط محب من الأصدقاء من عشاق السينما
الجادين المتميزين، وقد قرر الفريق بسبب وضع " التصحر " في المشهد
السينمائي والثقافي المصري المتدهورالمعيب، وفي غياب المجلات الثقافية
الجادة والتي ينتظر البعض أن تصدرها وزارة الثقافة المصرية لهم ،أو توزعها
عليهم مجانا، كما توزع بعض المهرجانات السينمائية في بلدنا على بعض
المقربين من رجالات الوزارة..
قرر فريق العمل المذكور ومن دون اي
دعم مادي رسمي حكومي وبرعاية جمعية النهضة الثقافية والعلمية المذكورة فقط
أن يؤسس لجسر توصيل حقيقي للمعارف والأفكار والرؤى السينمائية الجديدة
الجادة ، موظفا له عصارة كل تجاربه وخبراته ..
ومن دون فريق عمل جاد
ومخلص ومحب ورغبته في خدمة السينما في بلده وهذا هو العنصر الأساسي، ما
كان يمكن أن تقوم لهذه المجلة قائمة..من ناحية اعتماد قيم الجماعية ، ووحدة
" فريق العمل "في مقابل القيم الفردية ، وخدمة الثقافة تحت راية ورعاية
النظام ووزارة الثقافة والحكومة ومتطلباتها..
وثانيا أن المجلة لا
تحقق وفي كل عدد من أعدادها " متعة الفهم " فقط من خلال المقالات
والدراسات والترجمات السينمائية المتميزة المكتوبة والمترجمة بحب
واستمتاع حقيقي التي تنشرها ، بل تحقق أيضا وربما كان هذا هو الأهم تحقق "
متعة " القراءة وتوصلها بمتعة الوعي والفهم. انها مجلة " الفيلم " بمثابة "
بوصلة " على الطريق الى السينما والوعي بأهمية وخطورة الصورة في عصرنا
ولعلها تلك البوصلة تنتشلنا من غربتنا داخل مجتمعاتنا..
ثالثا : ان
مجلة " الفيلم " تعتمد فكرة أو " منهج " أن وظيفة السينما كما يقول المخرج
والمفكر الفرنسي جان لوك جودار أن تكون " أداة تفكير " في مشاكل الواقع
وقضايا عصرنا الكبرى، وانها ليست للتسلية فحسب، وكذلك إعتماد فكرة الشاعر
الفرنسي العظيم أبولينير: أن فن السينما يستحق مثله مثل فن الرواية أو فن
المسرح أو فن الشعر كل الكتابات العظيمة التي نحاول أن نكتبها أو نترجمها
في مجلة " الفيلم "..
ورابعا : ان المجلة تعتمد فكرة المحاور وتخصص
في كل عدد ملفا أو محورا يناقش قضية من قضايا الواقع والسينما ، مثل قضية
العنف المطروحة في ملف خاص عن العنف في العدد الخامس من المجلة
وخامسا : تكرس مجلة " الفيلم " إدراكا منها لأهمية الصورة في عصرنا وفي كل
عدد من أعدادها ركنا لفن الفوتوغرافيا تعرّف فيه بأهم المصورين الأعلام من
أمثال الفرنسي روبير دوانيه، وتتابع من خلاله تطور فن الفوتوغرافيا في
العالم ، فالصورة الثابتة تشكل وحدة الفيلم ومن الصور الثابتة تطور فن
السينما..رسالة مجلة " الفيلم " التي لاشبهها اي شييء على مستوى المجلات
السينمائية في بلدنا ولايوجد لها أي نظير..أن تكون " بوصلة " على سكة ثقافة
السينما الفن..
وأرجو أن أكون وفقت في إجابتي هنا على سؤالك
وأرجو أن أكون وفقت في إجابتي هنا على سؤالك
صلاح هاشم مصطفى
مستشار تحرير مجلة الفيلم
كاتب وناقد سينمائي مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق