لوحة من معرض " المغنى حياة الروح " للفنان المصري الكبير حلمي التوني الذي يفتتح يوم 20 فبرايرفي جاليري بيكاسو شارع أحمد حشمت بالزمالك
غياب المثقف الموسوعي وتأملات أخرى من وحي معرض الكتاب
بقلم
صلاح هاشم
يفتقد
جيل شباب الحاضر في مصر- هكذا فكرت وأنا أجوب في معرض الكتاب- يفتقد المثقف الموسوعي على خطى جدنا الأكبر رفاعة رافع
الطهطاوي صاحب " تخليص الابريز في تلخيص باريز "وقد حظى الجيل الذي انتمي اليه الذي أطلق عليه د.غالي شكري " جيل
الستينيات " في مصر، بعدد كبير من الاساتذة المثقفين الموسوعيين، الذين
تعلمنا منهم ، وأخذنا عنهم ، وتمثلناهم دوما ونحن نخطو أولى خطواتنا في الكتابة،
ونقل وتوصييل المعارف والخبرات الجديدة .من أمثال د.لويس عوض، فقد كان
شاعرا وروائيا وناقدا ومؤرخا، ود. صبحي شفيق المخرج والمترجم والناقد السينمائي، و
يحيى حقي ، ومحمد مندور ، ومحمود أمين العالم ، ود.عبد المحسن بدر ، ود.صقر خفاجة ،
وبهاء طاهر في البرنامج الثاني، ود.صبري حافظ،ود.فاطمة موسي، وكذلك د.مجدي وهبة
العظيم الذي كان يدرس لنا الشعر في قسم انجليزي في آداب القاهرة، ويضع في
ذات الوقت قاموسا في فن السينما، وكانت تلك الكوكبة من المثقفين والادباء
والكتاب الموسوعيين وغيرهم آنذاك، تقود الحركة الثقافية والفكرية في البلاد،
وتفتح لنا شباكا على كل ثقافات العالم لنعب وننهل منها، ونتواصل مع واقعنا
وزمننا وعصرنا.غير ان الخراب الثقافي الذي خلفته 30 سنة أو أكثر من حكم
مبارك، وغياب المشروع النهضوي القومي، وافتقادنا للقدوة في شخص الحاكم في
عهد مبارك، أوصلنا الى مانحن فيه الآن- من ضياع ودمار وحزن وتشتت. حيث تراهن
السلطة الآن فقط، ليس على "المثقف الموسوعي" الحر، الذي تهابه وتخشاه، وقد
كان ولم يعد، بل تراهن على " ثقافة الموظفين" ، وشاشات التليفزيون التعيسة، والاعلام الرسمي الموجه العقيم، ومسكنات الاغنيات السوقية التافهة التي نقصف بها في كل لحظة ، وتتغنى دوما بحب مصر. مصر بلدهم، مش بلدنا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق