بروميثيوس طليقا
السماء فوق كوبنهاجن
بقلم
صلاح هاشم
تري ما هو الموقع الذي تحتله الدانمرك، على خريطة السينما الاوروبية والعالمية ؟..السماء فوق كوبنهاجن
بقلم
صلاح هاشم
يجب أن أقرر أولا اني اعتبر الدانمرك التي توجهت اليها هذا الشهر في رحلة عمل لمدة عشرة ايام، هى من افضل الدول الاوروبية في معاملة المهاجرين الغرباء الذين يحضرون الى هنا من فلسطين ولبنان والعراق واريتريا والصين وغيرها ، ويشكلون جاليات وثقافات متعددة، ولذلك تعتبر الدنمرك كما عرفت من خلال صديقي العراقي الذي يعيش في المدينة منذ اكثر من عشرين سنة من افضل البلدان الاوروبية التي توفر للمهاجر اليها سبل حياة كريمة
وليس مثل عرب فرنسا الذين يعيشون في مدن الضواحي الفرنسية وعزلتها ،ويواجهون شر العنصرية البغيض كل يوم على رصيف الشارع،ويحاكم كل يوم إسلامهم في وسائل الاعلام الفرنسية. وليس مثل "غجر" فرنسا أيضا ،الذين اعتبرهم نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية، وليس جمهورية " أثرياء فرنسا " اعتبرهم حديثا وحدهم مسئولون عن كل موبقة أو سيئة او مخالفة او جريمة ترتكب في بلاد الغال .كما ان الشعب الدانمركي الذي عرفته وأحببته من مدة طويلة، ومنذ ان بدأت بالتحديد رحاتي للعبور من مصر الى الجانب الآخر ، لاستكشف بنفسي الحياة في العواصم الاوروبية والغربية التي كنت قرأت عنها حتى ذلك الوقت فقط في الكتب ، وكان علي أن أدخل في لحمها،وكان ذلك قبل عملي في الصحافة في باريس بفترة طويلة في فترة السبعينيات.
و كنت في الواقع التقيت فى رحلاتي، وقبل ان اصل الى الدانمرك ذاتها أناسا دنمركيين كثر، واعجبت بأدبهم ،واخلاقهم ، وانسانيتهم الجمة، وأظن أن من أول علاماتها احترام الآخر
وقد كان أول دنمركي التقيت به على سطح البخارة التي عبرت بي المتوسط من الاسكندرية الى اثينا في اليونان، في بداية السبعينيات،كان قضي شهر العسل مع زوجته في مصر، وفي طريق عودتهما الي اوروبا
وكانا أول من نبهاني الى أن هناك أكل على المركب، فقد كنت أحسب ان تذكرة السفر أون ديك " التي قطعتها لاتسمح لك بأكل ، مثل كل الخلق الذين قاطعين وحاجزين تذاكر بكابينة نوم، وقد تستغرب اذا قلت لك انهما من فرط شهامتهما ،عرضا علي أن أنام معهما في الكابينة، وكنت حجزت مكانا انام فيه بجوار محرك السفينة في احد الممرات الداخلية الدافئة القريبة من المحرك مع جماعة " الاون دك"on deck على السطح ووضعت كرتونة أنام عليها
ووجدتهما قد فرشا لي بالفعل كنبة في محاذاة باب الكابينة ، و كنا نسهر ثلاثتنا نتحدث بعدما قبلت عرضهما، وكانا يحكيان لي عن مفارقات رحلة شهر عسلهما في مصرونظل نضحك.و هكذا كان اول درس في الادب تعلمته في رحلتي علي يد دنمركيين ،في طريق عودتهما الى كوبنهاجن من مصر بعد قضاء رحلة " شهر عسل " هناك
وقد كانت الايام العشرالتي قضيها في العاصمة كوبنهاجن ،وعلى الرغم من العواصف والبرد، سلسلة من الذكريات التى ربطتني بهذا البلد الدنمرك وقبل زيارته الاولي له في ما بعد
ومن ضمنها ترجماتي للادب الدنمركي من الانجليزية الى العربية لمجلة اطفال كنت اشتغل بها أثناء دراستى في الجامعة، واكنت ترجم لها قصص قصيرة للانجليزي أوسكار وايلد والدنمركي هانس كريستيان اندرسن في فترة الستينيات
والاخير " اندرسن " الذي أعجبت بقصصه ، يعتبر عميد الأدب الدنمركي، و كانت أعماله أول مدخل لي الى ثقافة الدنمرك ومعرفتي بأدبها، وكان ذلك قبل ان أشاهد الاعمال السينمائية الدنمكركية في " السينماتيك الفرنسي " وأتعرف على تاريخ الدنمرك العريق في السينما ، من عند كارل دراير " جان دارك " و ordet في الاربيعينات ، وحتى " دوجما " لارس فون تراير وجماعته في وقتنا الراهن..
" يتبع "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق