التظاهرة تنتقل بأفلامها في دورتها الثالثة
من باريس الى 19 اقليم في فرنسا
تعتبرتظاهرة " مغرب الافلام "MAGHREB DES FILMS التي تعقد حاليا في باريس ، وكانت انطلقت في الخامس من نوفمبر وستستمر حتي 16 منه، أحد التظاهرات السينمائية العربية المهمة،وهي المرة الثالثة التي تنصب في العاصمة الفرنسية خيمتها الكبري في قاعة سينما " ليه تروا لوكسمبورغ "في الحي اللاتيني باريس الدائرة 6 لتعرض تحتها عددا كبيرا من الأفلام و المحاور السينمائية المغاربية المتميزة
إذ تخصص محورا تعرض فيه مجموعة من الافلام المغاربية الجديدة روائية وتسجيلية وتلفزيونية ايضا، من ضمنها فيلم " الجامع " LA MOSQUEEللمخرج المغربي داود اولاد سياد، سنخصص له قراءة متفردة لاحقا،و نعتبره من أجمل وأبسط الافلام التي انجزها المخرج المغربي الموهوب الصاعد. وكان الفيلم عرض في مهرجان قرطاج السينمائي حديثا وفاز بجائزة التانيت الفضي ( الجائزة الثالثة ) كما عرض في مهرجاني سان سباستيان في اسبانيا ومونبلييه في فرنسا، وحضر داود الندوة التي اعقبت عرض فيلمه في القاعة المذكورة، وحكي للجمهور عن علاقته بالحياة والسينما وبازوليني والمغرب وهيتشكوك، و صفق الجمهور طويلا لفيلمه بعد العرض،وكما صفق، ضحك طويلا أيضا بسبب أحداثه اثناء العرض، واهتزت القاعة لضحكاته.كما تعرض التظاهرة أيضا فيلم " نهاية ديسمبر " للمخرج التونسي معز كمون وفيلم " السفر الاخير " للجزائري جامل عزيزي ،وغيرها من الافلام المغاربية الروائية الجديدة التي لم تعرض من قبل في فرنسا إضافة الى مجموعة من الافلام الوثائقية الجديدة ايضا، من ضمنها فيلم " عودة افريقيا "AFRICA IS BACK للجزائريين سالم براهيمي وشرجي خاروب ، وفيلم " الحرب السرية لجبهة التحرير الجزائرية في فرنسا " للمخرج الجزائري المتميز مالك بن اسماعيل وغيرها.
كما يكرم المهرجان الذي اهدي دورته الثالثة هذه للمفكر الجزائري محمد أركون الذي توفي في 14 سبتمبر الماضي، وعرض بالمناسبة بعض المشاهد الحوارية( 13 دقيقة ) التي حققها معه تلميذه رشيد بن زين وهو محاضر في جامعة اكس اون بروفانس،يكرم مخرجين بارزين هما المخرج الفرنسي من مواليد المغرب فيليب فوكون PHILIPPE FAUCONوتدور معظم موضوعات افلامه حول الهجرة العربية الى فرنسا كما في فيلمه الجميل " سامية "، وبعض القضايا التي تمس علاقة فرنسا ببلدان المغرب تاريخيا وسياسيا ،كما في فيلمه " الخيانة " LA TRAHISONالذي يناقش حرب التحرير الجزائرية ، وخيانة الجيش الفرنسي لبعض المتعاونين معه من " الحركي " من الجزائريين الذين خدموا في الجيش الفرنسي اثناء احتلال فرنسا للجزائر
وتعرض له التظاهرة مجموعة من افلامه الروائية و الوثائقية المتميزة، كما يعرض بمناسبة التكريم بعض مشاهد فيلمه الروائي الجديد بعنوان " إبن ضائع " UN FILS PERDUويناقش من خلاله مشاكل الجيل الجديد من ابناء المهاجرين الذين ولدوا وكبروا في فرنسا وعلاقتهم بالاسلام ، والمهم هنا ان افلام فيليب فوكون هذه التي شاهدناها وكتبنا عنها من قبل، وتلك التى لم نشاهدها بعد
تصنع له مكانا متميزا في المشهد السينمائي الفرنسي ، الغارق حتي شوشته في صنع افلام وجودية سيكولوجية تجارية مفبركةبالكوم، وتحكي عن مشاكل فردية شخصية لا علاقة لها البته بمشاكل و متناقضات المجتمعات الفرنسية المعاصرة
في حين تهتم افلام فوكون بطرح تساؤلات جوهرية على ذلك الواقع، وتحكي عن قضايا تخص وجوده وتاريخه ومستقبله و هويته، لذلك تظهر فيها شخصيات حقيقية من لحم ودم، وهي تتألم وتعاني من ظلم الواقع الفرنسي وجبروت النظام السياسي اليميني القائم وتوجهاته، وتبحث عن خلاص.كما تتميز معظم أفلامه بانها افلام ببطولة جماعية، ترصد وتراقب حركة الواقع والشخصيات ، من خلال علاقة الفرد بالاسرة الصغيرة الميكروكوزم، او الاسرة الاجتماعية الكبيرة وحركة المجتمع ككل..
وتكرم تظاهرة " مغرب الأفلام " أيضا المخرج السينمائي الجزائري المتميز مالك بن اسماعيل " MALEK BENSMAILمازالت الصين بعيدة " الذي يسير على سكة السينما الوثائقية - كما المخرج السوري الكبير عمر اميرالاي و المخرج اللبناني الكبير كذلك جان شمعون – و مالك كما هو معروف يكرس عمله وفنه لاخراج هذا النوع المتميز ،بافلام وثائقية طويلة تتجاوز مدة عرضها الساعتين أحيانا فلا تمل ولا تشبع من رؤيتها ونظرتها، بل تطلب المزيد.من ذلك فيلمه الوثائقي الرائع " اغترابات " ALIENATIONSالذي يحكي عن المجانين ورواد المصحات العقلية في الجزائر الذي حصد عشرات الجوائز في المهرجانات السينمائية العالمية وكتبنا عنه من قبل.
والجميل في تظاهرة " مغرب الافلام " التي تخصص قسما بعنوان " مدينة الجزائر في السينما " وقسما آخر بعنوان " السينما المغربية من التقاليد الى الحداثة " وتعرض فيهما العديد من الافلام الفرنسية والجزائرية والمغربية القديمة والجديدة ، كما تنظم حلقة نقاش نقدية وفكرية على مدار يومين ( 15 و 16 نوفمبر )للبحث في موضوع " صورة المغاربة في السينما في فرنسا في الفترة من 1930 والى 1970 " وتدعو له باحثين ونقاد وسينمائيين للمشاركة من امريكا وفرنسا وكندا
الجميل انها سوف تنتقل وللمرة الاولي في تاريخها الي اكثر من 19 اقليم فرنسي لتعرض في بعض قاعات " الفن والتجربة " المنتشرة هناك، ولن تقتصر على عرض افلام دورتها الثالثة هذه فقط في اقليم باريس. وتأتي هذه الخطوة أو القفزة الجديدة ، بعدما اكدت التظاهرة من خلال حضورها في المشهد السينمائي الفرنسي على تعاظم دورها بصفتها التظاهرة السينمائية العربية الوحيدة حاليا ، والمعنية بالكشف عن حيوية السينما المغاربية وتميزها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق