السبت، أبريل 30، 2016

نزهة الناقد : فقرة بعنوان لم أعد أقرأ ..ولن أحضر.." بقلم صلاح هاشم







 نزهة الناقد 

 فقرة بعنوان

 لم أعد اقرأ .. ولن أحضر " 

بقلم

  صلاح هاشم


أقول للعديد من الأصدقاء ولمن يعتقدون - وهم كثر - انهم يعرفونني وأنني صديقا لهم - جنس غريب مختلف - بأني لا أطلع للأسف الشديد على كتاباتهم، لأنني لا أشتري ولا اقرأ جرائد في مصر، وأعرف مايدور في بلدي من خلال الصحف والمجلات الاجنبية انجليزية وفرنسية ، يكفيني
.,
كما انني لا اقرأ الآن روايات بالعربية ، واقرأ روايات الكتاب الاجانب من خلال اعمالهم المترجمة الى الانجليزية والفرنسية ، وآخررواية قرأتها لباموق التركي الحاصل على نوبل ،وهي بعنوان " متحف البراءة " بترجمة انجليزية.ورواية لصديقي وحبيبي منذ فترة الدراسة في فترة الستينيات في الجامعة الروائي الكبير الراحل محمد ناجي
..
وأحب فقط وأفضل على الروايات القصص القصيرة، لتشيكوف وموباسان وبيرانديلو- تمتعني وتشجيني - واعتقد اني أجيد كتابتها ، وصدرت لي عام 76 مجموعة قصصية احتفى بها القراء والنقاد، مجموعة " الحصان الأبيض " التي صدرت في بداية السبعينيات على يد الصديق الكاتب الكبير والقاص عبده جبير عن دار الثقافة الجديدة في مصر ، وقد دفع من جيبه وتحمل نفقات اصدارها.ولم ادفع له مستحقاته ولحد الآن...
وكنت قبلها أنا " الحصان الشارد " من قلعة الكبش - قد غادرت مصر وحينا العريق في رحلة اوتوستوب لزيارة أوروبا ، مع بنت مصرية من بنات الطبقة الارستقراطية والاجانب الذين كنت ادرس معهم في قسم انجليزي ، وكنت أدرّس لها مادة الانجليزي في قسم تاريخ في آداب القاهرة في فترة الستينات، وهي الفترة التي كنت أنشر فيها قصص المجموعة في جريدة " المساء " عند عم عبد الفتاح الجمل الأب الروحي لجيل الستينيات بأكمله والمشرف على الصفحة الاخيرة في الجريدة ونشرت قصصي القصيرة أيضا في العديد من المجلات مثل مجلة روز اليوسف ومجلة سنابل بعدما لفيت القاهرة سيرا على الاقدام مع يحيى الطاهر عبد الله صديقي وكان وقتها في طليعة كتاب القصة القصيرة في مصر وصعلوكا كبيرا من المشاءين الكبار الذين خالطتهم قبل سفري وصاحبتهم في حياتي..
..وكنت تعرفت على هذه البنت الارستقراطية الجميلة التي تشبه الممثلة الامريكية الساحرة آفا جاردنر من خلال استاذتي في الجامعة د.قاطمة موسى وكانت تدرّس لنا مادة الرواية الانجليزية فقد كانت تقدمت اليها في مكتبها في قسم انجليزي في آداب القاهرة وطلبت منها ان كان وقت فاطمة موسى يسمح باعطائها درسا خصوصيا في مادة الانجليزي من ضمن المواد والمناهج المقررة، وكانت المادة تشمل كتابا يضم مجموعة قصص قصيرة بالانجليزية لأقطاب هذا الفن ومن ضمنهم الامريكي ارنست هيمنجواى.وكان الأمر غريبا ان تطلب هذه البنت درسا خصوصيا من استاذة في الجامعة ، ولابد انها كانت تتخيل أجرة الدرس وقادرة على دفعها، إذ كم ستطلب استاذة بحجم د.فاطمة موسى لو طلبت منها ووافقت على ان تمنحك درسا خصوصيا، وكم ستكون أجرتها في الساعة . عشرين جنيه في الساعة مثلا - يانهار ابيض ! - اي ما يعادل مرتب خريج الجامعة في ذلك الوقت، وكان مبلغا كبيرا جدا وقتها ؟ ..
اعتذرت د.فاطمة موسي للبنت الارستقراطية من قسم تاريخ ورشحت لها طالبا من ضمن طلبتها توسمت فيه القدرة وكان كما عرفته موهبة أدبية واعدة، ونوقشت بعض أعماله القصصية القصيرة في برنامج " مع الأدباء " الذي كان الناقد ابراهيم الصيرفي يقدمه عبر اذاعة البرنامج الثاني، ودعا لمناقشة مجموعته " الحصان الأبيض " ثلاثة أساتذة في النقد الأدبي من ضمنهم صبري حافظ ود.عبد الغفار مكاوي، فأشادوا بموهبته المتوهجة في فن الحكي وكتابة القصة القصيرة


فقد كان كما كتب د. غالي شكري في مابعد في مقدمته لكتاب " الوطن الآخر.سندباديات مع المهاجرين العرب في أوروبا" : " كان صلاح هاشم واحدا من هذا الجيل - جيل الستينيات - يكتب القصة القصيرة بإتقان وحرارة تجمع بين أصالة التراث القصصي في مصر الحديثة، ومعاصرة التجديد في الآداب الغربية التي كان يقرأها في الانكليزية، فهو أحد خريجي قسم اللغة الانكليزية بكلية الآداب، ولكن مايميز صلاح هاشم هو معايشته الحارة والغنية للتجربة الانسانية في يلاده، فلم يستغرقه الاغراب والتغريب، ولم يجنح الى الغموض أو التجريد، بل كان ذا صوت خاص فريد في التقاط الزوايا والشخصيات والمواقف والجزئيات والتفاصيل والدقائق الصغيرة في حياة الشعب الذي ينتمي إليه.. " ..
أعطتني د.فاطمة موسيى عنوان البنت الارستقراطية ورشحتني لها لاعطائها الدرس الخصوصي - ولم تكن هناك وقتها دروس خصوصية في الجامعة، ولم يكن أحد يجرؤ في الجامعة أن يتحدث وقتذاك عن قيام دروس خصوصية وربط العلم والدرسة الاكاديمية بالتجارة والمصلحة..، وربما كانت هذه أول مرة مع هذه البنت الارستقراطية..
وفرحت جدا وقبلت يد أستاذتي د.فاطمة موسى التي كنت أعتبرها أمي كما كنت اقبل يد أمي الحاجة سيدة من قلعة الكبش التي أنجبتني، وكانت فاطمة موسى صاحبة أفضال كثيرة علي سوف يأتي ذكرها في مابعد ، وشكرتها لأنها لم ترشح لها بعض زملائي في قسم انجليزي من الطلبة المتفوقين مثل محمود عياد مثلا، لكنها كانت تعرف انه ابن أسرة غنية جدا ويسكن في فيلا ولايحتاج الى مصروف جيب مثل ذلك الطالب الذي يقطع الطريق من عند هصبة الكبش صرة السيدة زينب حينا العريق مرورا بشارع السد والقصر العيني وكوبري الجامعة وتمثال نهضة مصر لمختار ولحد بوابة الجامعة سيرا على الأقدام معظم الوقت
...
يتبع ..

ليست هناك تعليقات: