السبت، مارس 30، 2019

فرنسا تودع مخرجة " السعادة" وأيقونة " الموجة الجديدة " الجنوبية آنياس فاردا بقلم صلاح هاشم



فرنسا تودع مخرجة "السعادة" وأيقونة "الموجة الجديدة"
الجنوبية آنياس فاردا

بقلم
صلاح هاشم

لقطة من فيلم لابوانت كورت ١٩٥٤ لآنياس فاردا 


ودعت فرنسا بقلب حزين مع جميع عشاق فن السينما في العالم يوم الجمعة الموافق ٢٧ مارس المخرجة الفرنسية العالمية الكبيرة آنياس فاردا، التي توفيت في باريس عن ٩٠ سنة، والتي حققت شهرتها خارج حدود وطنها، من خلال مجموعة كبيرة من الأفلام الروائية مثل فيلمها " السعادة"، والأفلام الوثائقية مثل فيلمها " وجوه وقرى " وغيرها، التي ساهمت بقدر كبير في تطوير حضارة السلوك الكبرى- السينما – كما أحب آن أسميها، في العالم..

وكانت آنياس فاردا – التي بدأت حياتها المهنية كمصورة فوتوغرافية- حصلت بأفلامها من النوعين على العديد من الجوائز، مثل الأوسكار في هوليوود،والسعفة الذهبية في مهرجان " كان " فرنسا٫ وحاضرت عن أفلامها ، كيف كانت تصنع ومنهجها في الاخراج السينمائي، في آنحاء العالم٫ حتى صارت " أيقونة " من أيقونات الإخراج وسينما المؤلف في عصرنا.

 وكانت فاردا ومنذ عام ١٩٥٤ تعتبر رائدة من رواد السينما في فرنسا فقد فتحت بفيلمها الروائي الطويل الأول " لابوانت كورت "-على إسم الحي الذي نشآت فيه في مدينة ست الفرنسية في آعماق الجنوب الفرنسي تحت الشمس الافريقية، وعلي بعد خطوات، من الشاطيء المتوسطي الكبير..

فتحت الباب آمام مخرجي الموجة الجديدة في فرنسا، من آمثال فرانسوا تروفو وجان لوك جودار وإيريك رومير ووغيرهم لصناعة سينما أخرى " مغايرة" غير" سينما الجودة " البرجوازية التقليدية المحفلطة، التي كانت تصنع داخل الاستوديوهات ، ويتحكم فيها كاتب السيناريو، الذي كان يعتبرآنذاك مخرج الفيلم..

خرجت فاردا الجنوبية بالسينما الفرنسية، وبأفلامها، الى الحياة والبحر والنور٫ لتصنع آفلاما عن السعادة، والحنين والألم والأمل علي الرصيف، وتزرعها في قلب الحياة٫ ولتقربنا من خلال تلك الآفلام، من النوعين، الروائي والوثائقي، حتي وهي تحكي عن الموت، كما في فيلمها الروائي الطويل الأثير " كليو من ٥ الي ٧ مساء " تقربنا أكثر، وكما في كل آفلام السينما العظيمة، من إنسانيتنا ..
وداعا آنياس فاردا

صلاح هاشم- في باريس

الثلاثاء، مارس 26، 2019

على أبواب مهرجان الاسماعيلية الدولي 21 للأفلام الوثائقية بقلم نجلاء عبد الفتاح


يعقد في الفترة من 10 الى 16 إبريل 2019


مهرجان الاسماعيلية الدولي للأفلام الوثائقية
 الدورة 21

القاهرة . سينما إيزيس. نجلاء عبد الفتاح

كشفت إدارة مهرجان الاسماعيلية الدولي للأفلام الوثائقية  الدورة 21 برئاسة د.خالد عبد الجليل وإدارة الناقد عصام زكريا عن أفيش  الدورة 21 التي تقام في مدينة الاسماعيلية في الفترة من 10 الى 16 ابريل والمهداة الى المخرجة المصرية الكبيرة الراحلة عطيات الابنودي، وسيتم الاعلان خلال أيام عن فعاليات وأفلام وعروض الدورة الجديدة 21 في مؤتمر صحفي..

الأحد، مارس 24، 2019

مهرجان سينما الواقع 41 في باريس يوزع جوائزه بقلم صلاح هاشم



مهرجان سينما الواقع 41 في باريس يوزع جوائزه



بقلم
صلاح هاشم


قامت لجان تحكيم "مهرجان سينما الواقع"المهرجان الدولي للسينما الوثائقية الذي عقد دورته الجديدة 41 في مركز جورج بومبيدو في باريس في الفترة من 15 الى 24 مارس، قامت بتوزيع جوائزها الرسمية كالتالي :

الجائزة الكبرى: ذهبت لفيلم " تحركات جبل قريب "
MOVEMENTS OF A  NEARBY MOUNTAIN
جائزة مؤسسة سكامSCAM : حصل عليها فيلم " جانب التاريخ "
THE SIDE OF HISTORY
جائزة لوريدان إيفانز: وزعت مناصفة بين فيلم " حمادة " وفيلم " نانفينوفي "
HAMADA-NOFINOFY

وسوف نتوقف عند أهم لحظات الدورة 41 في مهرجان سينما الواقع أو " كان السينما الوثائقية " قريبا

تكريم المخرج الأمريكي كيفن جيروم ايفرسون في الدور 41 



الاثنين، مارس 18، 2019

صلاح هاشم يكتب أوراق من مهرجان سينما الواقع 41 في باريس




أيام في مهرجان سينما الواقع41 
في باريس




CINEMA DU REEL FESTIVAL 41

" كان " السينما الوائقية في العالم يكرم المخرج الوثائقي الأمريكي الكبير كيفن جيروم افرسون الذي يوثق للطبقة العاملة في أمريكا وحياة الشعب الافرو أمريكي في فيلم وثائقي بعنوان " بارك لين " يسلغرق عرضه 8 ساعات ويعرض بشكل متواصل في قاعة خاصة في مركز جورج بومبيدو " بوبورغ "، ولن تمل ابدا من مشاهدته.



صلاح هاشم يكتب قريباعن افرسون وأفلامه في " أوراق من مهرجان سينما الواقع 41 ويشرح لماذا تتراجع أفلام السينما الوثائقية " المعتقلة التي هي سينما سياسية بالدرجة الأولى في مناخات الاستبداد والديكتاتورية وقمع الحريات..





صلاح هاشم في صحبة افرسون في مهرجان سينما الواقع 41 في باريس

باريس تستعد لاسنقبال فرعون الذهبي بقلم صلاح هاشم في جريدة القاهرة. صلاح هاشم يكتب للقاهرة من باريس



صلاح هاشم يكتب من باريس لجريدة " القاهرة "




باريس تستعد لاستقبال فرعون الذهبي.


 اقرأ المقال في العدد الجديد من جريدة " القاهرة " الاسبوعية.
 رئيس التحريرعماد غزالي.

العدد الاسبوعي الجديد " الممتاز " كالعادة، متوافر حاليا في الأسواق..

السبت، مارس 16، 2019

موعد مع روائع الفن الفرعوني وحضارة وادي النيل في باريس بقلم صلاح هاشم

القناع الذهبي لتوت عنخ آمون

موعد مع روائع الفن الفرعوني
وحضارة وادي النيل
 في باريس

بقلم

صلاح هاشم



ينتظر الجمهور الفرنسي الكبيربشوق وشغف كبيرين،إنطلاقة أبرز حدث ثقافي فرنسي في الاسبوع الأول من فصل الربيع،مع إفتتاح معرض" توت عنخ آمون. كنز فرعون " TOUTANKHAMON-le TRESOR du PHARAONيوم السبت 23 مارس في قاعة لافيليت الكبرى بباريس،الذي يستمر حتى 15 سبتمبر2019، ويعرض أكثر من 150 قطعة أصلية من بين الآثار والتحف والكنوز التي تم العثور عليها في مقبرة الملك توت عنخ آمون، ومن ضمنها 50 قطعة تسافر أول مرة خارج مصر لتشارك في المعرض الجديد  وهو ثالث معرض يقام لتوت عنخ آمون في العاصمة الفرنسية..

 حيث اقيم أول معرض لفرعون مصر الصغير الذي اعتلى عرش مصر سنة 1354 ق. م وهو في سن العاشرة في " القصر الصغير " لو بوتي باليه على مقربة من شارع الشانزليزيه الشهير عام 1967واستقطب اليه أكثرمن 1200000 زائر، كما اقيم له معرض عام 2012 بعنوان " توت عنخ آمون ومقبرته وكنوزه " في منتزه المعارض ببوابة فارساي في باريس،سمح للجمهور من خلال اعادة إنشاءوتركيب المقبرة الأصلية، إكتشافها من جديد..

في حين يسمح المعرض الجديد من جهة بإكتشاف مجموعة كبيرة من القطع ضمن مجموعة القطع الروائع الخاصة بتوت عنخ آمون التي تنتمي الى" المتحف المصري الكبير" الذي يجري انشائه حاليا وتبلغ مساحته 490000 متر مربع ويفتتح عام 2022 ومن ضمنها الخمسون قطعة المذكورة,,

 كما يسمح ايضا بتمويل أو المشاركة في تمويل عملية بناء" المتحف المصري الكبير"المنتظر أن يكون أكبر متحف في قارة افريقيا ويعرض أكثر من 100000 قطعة أثرية، من خلال ايرادات المعرض الجديد في باريس..

هذا المعرض الذي تكمن قيمته الأساسية، من وجهة نظر بعض الاثريين ونقاد الفن الفرنسيين، في أنه سوف يمثل في نسخته الحديثة، إطلالة جديدة طازجة ومبتكرة ،على الفن الفرعوني، وحضارة قدماء المصريين، من خلال تلك الآثار و المجموعة الجنائزية لتوت عنخ آمون وعددها 2099 قطعة التي وجدت في أول مقبرة ملكيةلفرعون من الدولة الحديثة، لم تمسسها يد انسان، من نابشي القبور..

 وكان شامبوليون، الذي فك شفرة العلامات الهيروغليفية اللغة المصرية القديمة، كان عندما زار معبد الكرنك لأول مرة عام 1828 كتب قائلا:

 " نحن في أوروبا مجرد أقزام، فلم يتمكن أي شعب قديم أو حديث من إنتاج فن معماري بهذه المقاييس المهيبة السامية،وبهذا القدر من الضخامة والعظمة، بقدر مافعل المصريون القدماء، وليست هناك أية حضارة أخرى، يمكن أن تتفوق على الحضارة المصرية ،في مايتعلق بالقدرة على إنتاج أثار معمارية بهذه الضخامة، وفي نفس الوقت إنتاج قطع فنية على قدر كبير من ضآلة الحجم. إن الشعب الذي نجح في بناء معبد الكرنك والاهرامات، هو الشعب نفسه ،الذي نجح في صنع تمثالا صغيرامن العاج لفتاة صغيرةبدقة مذهلة،وحفر نقوش وكتابات هيروغليفية دقيقة، على قطع ضئيلة الحجم جدا من الأحجار الكريمة. ليست هناك أية حضارة اخرى تركت كل هذا القدر من WONDERS العجائب التي تنتمي للإنسانية جمعاء .."..

باريس . صلاح هاشم





الأربعاء، مارس 13، 2019

ناهد صلاح تحاور نبيل عيوش في قناة الغد


ناهد صلاح تحاور نبيل عيوش في قناة الغد


                                   المخرج المغربي نبيل عيوش :

 نعيش في مجتمعات تؤمن بالمحرمات أكثر من الأمل
## مهرجان القاهرة السينمائي منحني أول جائزة ويسرا رقصت على فيلمي

صرح المخرج المغربي، المثير للجدل، نبيل عيوش: أن المجتمع العربي شُيد على المحرم والممنوع، أكثر مما هو قائم على الحلم والأمل، فمجتمعاتنا مبنية على ما لا تستطيع قوله أو فعله، بينما السينما تتحدث وتعرض ولها وجهة نظر"، جاء ذلك في إطار حواره مع الناقدة السينمائية ناهد صلاح ضمن لقائهما في برنامج "منع من التداول" الذي عُرض على قناة الغد، من إنتاج ميديا فيجن، في حلقة تناولت فيلمه الروائي الأول "مكتوب"، بداية مساره كمخرج له خصوصيته خارج المألوف في السينما المغربية، وفي هذا الإطار دارت الحلقة حول مشوار عيوش السينمائي كمخرج إشكالي يدور سجالاً كبيراً حول تجربته، لدرجة المناداة بمنع بعض أفلامه كما حدث مع فيلمه الشهير "الزين اللي فيك، وهو ما قال عنه عيوش في هذه الحلقة: المنع هو طريقة أخرى للعرض، فمثلا منع الزين اللي فيك أدى إلى انتشاره أكثر في كل مكان بالعالم، وكنت أتمنى أن يحدث ذلك لمؤهلاته الفنية.
فيما اختص عيوش فيلمه الأول "مكتوب" بذكرى خاصة ربطته بمهرجان القاهرة السينمائي، حيث حصل على جائزة نجيب محفوظ لأحسن فيلم عمل أول، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأحسن فيلم عربى، حين قال: أحتفظ بذكرى مؤثرة جداً لمهرجان القاهرة في العام 1998، حين شاركت بفيلم مكتوب، لأنه أول إخراج لي، وكانت أيضاً أول مرة أسافر للخارج مع هذا الفيلم، وقابلت كثيراً من الفنانين الرائعين وحصلت على استقبال من الجمهور المصري غير عادي تماماً، لن أنسى أبداً هذا الاحتفال، وذهبت مع زوجتي حينذاك، والممثل محمد مفتاح الذي مثل في الفيلم والذي سلمته الفنانة يسرا الجائزة ورقصت معه على أحد مشاهد الفيلم، كانت لحظة مؤثرة للغاية، سُجلت في مسيرتي كمخرج.
أما عن فيلمه "كل ما تريده لولا" الممنوع في مصر، فقال:" هو فيلم عن النساء وعن الرقص الشرقي، عن الجمال والفن المتوارث من أكثر من ألف عام، كانت صدمة كبيرة لي سحبه من مهرجان الاسكندرية بعد الموافقة عليه، لكنه عرض بعد عدة أشهر في المهرجان الوطني للفيلم المغربي بطنجة، وكان رئيس لجنة التحكيم ناقداً مصرياً كبيراً وأعطاه الجائزة الكبرى، وهذا يعزز النظرية القائلة:" بشر يفكرون وبشر لا يفكرون في كل مكان".
يذكر أن نبيل عيوش المولود في أبريل 1969، لديه نحو ثماني أفلام روائية طويلة، غير الوثائقية والقصيرة، إضافة إلى أنه منتج وكاتب سينمائي.


الاثنين، مارس 11، 2019

صلاح هاشم يكتب عن السترات الصفراء وكيروساوا في مهرجان سينما الواقع 41 في باريس وسينما الزنوج المقاومة بانغام الجاز في جريدة القاهرة


صلاح هاشم يكتب من باريس لجريدة القاهرة




صلاح هاشم


اقرأ لصلاح هاشم في العدد الجديد الممتاز من جريدة " القاهرة " والمتوافر حاليا..
انطلاقة مهرجان سينما الواقع 41 في باريس. السترات الصفراء وكيروساوا
 في كان " السينما الوثائقية ". صفحة 1.
ملف خاص عن " سينما الزنوج المقاومة بأنغام الجاز " صفحة 13.

سارع  باقتناء نسختك من العدد الجديد الممتاز من جريدة " القاهرة " قبل أن ينفذ من الأسواق

السبت، مارس 09، 2019

طفولة إيزيس بقلم صلاح هاشم فقرة من كتاب " تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس. سيرة كاتب " .قيد الطبع






طفولة إيزيس

بقلم
صلاح هاشم


فقرة من كتاب " تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس. سيرة كاتب "
 لصلاح هاشم.
قيد الطبع


طفولة إيزيس


عندما تكون لك ذات الطفولة التي منحت، والتي تملأ نفسها بالحياة في كل لحظة، لن يكون هناك ماهو أكثر سعادة، وفي كل وقت، من أن تتأمل من شرفة دارك هذه السماء الممتدة الى نهاية ، وأن تسافر مع السحب الراحلة.. 

الجمعة، مارس 08، 2019

أحلم بهند، وأنت كيف تمضي أنت ؟ بقلم صلاح هاشم . فقرة جديدة في نزهة الناقد الحصان الشارد

نزهة الناقد 
شاشة باريس 2019



أحلم بهند، وأنت كيف تمضي أنت ؟
بقلم
صلاح هاشم



ظيفة السينما أن تطور من فن السينما ذاته بكل اختراعات الفن المدهشة، وهي تقف ضد الظلم. وظيفة السينما أن تجعلنا نحلم بـ " هند " أخرى، في ما وراء التلال، أكثر حبا وعدالة وتسامحا. وظيفة السينما إختراع النظرة. وأنت ، كيف تمضي أنت ؟

صلاح هاشم

انطلاقة مهرجان " سينما الواقع " 41 في باريس بقلم صلاح هاشم

شاشة باريس 2019


مهرجان "سينما الواقع" 41 في باريس

يعرض لمظاهرات" أصحاب السترات الصفراء" السياسية
في فرنسا، ويكشف كيف كان المخرج الياباني الكبير
 أكيرا كيروساوا يصنع أفلامه؟


بقلم
 صلاح هاشم
 salahashem@yahoo.com


مهرجان سينما الواقع CINEMA DU REEL الذي يعقد دورته 41 الجديدة في باريس في الفترة من 15 الى 24 مارس هو أحد أهم  مهرجانات الفيلم الوثائقي في العالم إن لم يكن أهمها على الاطلاق،وذلك من واقع متابعاتنا، ومنذ زمن ، لمهرجانات هذ النوع، مثل مهرجان أوبرهاوزن في ألمانيا، ومهرجان القارات الثلاث في نانت فرنسا، والاسماعيلية في مصر، وغيرها..
 غير أن الذي يميز مهرجان " سينما الواقع " عن بقية مهرجانات الفيلم الوثائقي في العالم ،هو أنه يكتسب أهميته أولا من موقعه، حيث يعقد ومنذ تأسيسه في مركز جورج بومبيدو الثقافي " بوبورغ " BEAUBOURGفي قلب باريس .هذا المركز الذي صار الآن أهم "مزار" ثقافي سياحي أكثر من متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية، وأصبح يستقطب إليه، بسبب من معماره الفني الخرافي الفذ ومعارضه ومهرجاناته الفنية، الملايين من الزوار والسياح وأهل المدينة..



المهرجان يعرض لحركة وانتفاضة أصحاب السترات الصفراء الشعبية في فرنسا

بالاضافة الى أن الأفلام الوثائقية المختارة للعرض في مهرجان سينما الواقع كما تقول لنا كاترين بيزيرن CATHERINE BIZERN المدير الفني الجديد للمهرجان، لاتخضع لشروط أو مقاييس معينة، من ناحية طول الفيلم، ومدة عرضه، فليس المهم فيها أن يكون الفيلم طويلا أو قصيرا، بل المهم أن يكون فيها سينما أولا، و "رؤية"، وموقف من العالم، أزماته ومشاكله، وتناقضاته وحروبه، وقضايا عصرنا الكبرى كما في فيلم وثائقي جديد عن مظاهرات أصحاب السترات الصفراء التي تنظم كل يوم سبت، و تدخل شهرها الرابع، يعرض في الدورة 41..


    الجبهة الشعبية في السينما

لذلك فالافلام التي يتم اختيارها للعرض كل سنة في أقسام المهرجان ومسابقاته، تكون أقرب الى نوع " سينما المؤلف "CINEMA D AUTEUR  كما في أفلام المخرج الهولندي الكبير جوريس إيفانز، أو المخرجة الفرنسية الكبيرة أنياس فاردا التي تكاد أن تكون قد كرست كل أفلامها وعبر مسيرتها السينمائية الطويلة لهذا النوع، وكما في أفلام السينما الروائية التي تسمح للمخرج صانع الفيلم، بأن تكون له الحرية المطلقة في صنع فيلمه، من دون تدخل من قبل منتج الفيلم،أو مؤسسات الرقابة والحظر والمنع. كما في أفلام المخرجين الكبار من أمثال جان لوك جودار في سويسرا و كين لوش في إنجلترا، ولارس فون تراير في الدانمرك، وغيرهم..

وتتوزع أعمال المهرجان في دورته 41 التي تعرض أكثر من 150 فيلما جديدا في الفترة من 15 الى 24 مارس على عدة محاور، من ضمنها محور المسابقة الدولية، و القسم الفرنسي ومحور" أول نافذة " FIRST WINDOW لعرض انتاجات أفلام المدارس والمعاهد السينمائية ، و إكتشاف مواهب " جيل جديد" من صنّاع السينما الوثائقية في العالم..

لقطة من فيلم لكيفن جيروم
كيفن صور الزنوج والطبقة العاملة في أفلامه

 ومحور " صناعة السينما " MAKING CINEMA " الذي يعرض لتطور فكر وأساليب صناعة الفيلم في العالم عند كبار المخرجين، كما فيلم " أ. ك " للمخرج الفرنسي كريس ماركر، الذي يكشف عن الطريقة التي كان المخرج الياباني الكبير أكيرا كيروساوا يصنع بها أفلامه، وأسلوبه في الاخراج..
كما تم استحداث محور جديد في الدورة 41 بعنوان " الجبهة، أو الجبهات الشعبية " يعرض للافلام الوثائقية السياسية التي تصور نضالات الشعوب،ويركز على قوة الصورة وتأثيراتهاالهائلة،  في تقدم أو تخلف عالمنا المعاصر ..
وينظم المهرجان في دورته 41 احتفالية استعادية RETROSPECTIVEللمخرج الأمريكي الكبيركيفن جيروم افرسونKEVIN JEROME EVERSON، تعرض مجموعة كبيرة من أفلامه التي تصوربشكل خاص حياة الزنوج والطبقة العاملة في أمريكا..



باريس. صلاح هاشم 

الأحد، مارس 03، 2019

فيلم " حتى الحضانة " وكشف حصاد السينما الفرنسية في عام بقلم صلاح هاشم



فيلم " حتى الحضانة " 
وكشف حصاد السينما الفرنسية في عام
بقلم


صلاح هاشم



 وزعت السينماالفرنسية جوائزها يوم الجمعة الموافق 22 فبراير في حفل " السيزار " السنوي الكبير 44، وهوعلى غرار حفل "الأوسكار" في هوليوود، للكشف عن أفضل حصاد العام 2018 في السينما الفرنسية..  وعلى العكس من كافة التوقعات،خرجت الأفلام الكوميدية من نوع " فيل جوودFEEL GOOD  "مثل الفيلم الفرنسي " الحمام الكبير"للترويح عن الجمهوروالتخفيف عنه،في محاولة لنشر"التفاؤل" بين الناس، في أجواء اليأس والاحباط والسخط العام ومظاهرات" أصحاب السترات الصفراء" التي مازالت تجتاح فرنسا..  خرجت هذه الأفلام الكوميدية وأغلبها تافه وسخيف من مولد السيزار بلا حمص، و بدون جوائز يعتد بها

 بعدما كان أغلب أهل صناعة السينما الفرنسية، أكثر من 3 الآف عضو في أكاديمية السيزار المذكورة، قد صوتوا لصالح الأفلام الفرنسية" الواقعية" التي تكشف عن تناقضات المجتمع الفرنسي، وهموم الناس..

  مثل قضية " الضرب و العنف" الذي مازال يمارس على النساء في بلد متحضر مثل فرنسا، وتروح ضحيته زوجة كل ثلاث دقائق ! وقضية "التحرش الجنسي" بالنساء والأطفال، حيث يتعرض طفل من كل خمسة أطفال في فرنسا للتحرش الجنسي ويقع ضحية له ،ومآسي "المنازعات الزوجية"التي تصل الىالمحاكم، و يروح ضحيتها الأطفال كما في فيلم " حتى الحضانة "JUSQUA LA GARDE اخراج إكزافييه لو جراند، وهو العمل الأول لمخرجه، الحاصل على جائزة سيزار أحسن فيلم لعام 2018 ويتسامق من بين كل الأفلام الحاصلة على جوائز في الدورة 44 بفنه وبما فيه من أداء تمثيلي رائع لليا دروكر ، ولذا لم يكن غريبا أن تحصل بطلة الفيلم الممثلة الفرنسية ليا دروكرعلى جائزة سيزار أحسن ممثلة أيضا في الدورة 44 التي ترأستها الممثلة الانجليزية القديرة كريستين سكوت توماس، ووزعت جوائزها كالتالي..

 جائزة سيزار أحسن اخراج ذهبت للمخرج الفرنسي الكبير جاك أوديار عن فيلم " اخوان وأخوات" من اخراجه، وحصل ذات الفيلم على جوائز أحسن تصوير، وأحسن صوت، وسيزارأحسن ديكور أيضا
 جائزة أحسن سيناريو أصلي ذهبت لفيلم " حتى الحضانة ".
  جائزة أحسن ممثل فاز بها الممثل الفرنسي الكس لوتز عن دوره في فيلم " جي ".
   جائزة سيزارالعمل الأول ذهبت للمخرج الفرنسي جان برنارد مارلان عن فيلم " شهرزاد"بطولة مجموعة من الممثلين من غيرالمحترفين
 فيلم شهرزاد يحكي عن مجتمعات الهامشيين والعنف و الدعارة والجريمة المنظمة في مدينة مارسيليا، وحصل بطل الفيلم الشاب ديلان روبرت على سيزار أحسن ممثل شاب، وحصلت بطلته كينزا فورتاس على سيزار أحسن ممثلة شابة.
 كما منحت اكاديمية السيزار جائزة شرفية للممثل الامريكي الكبير روبرت ردفورد عن مجمل أعماله.
 يذكر أن الدورة الـ44 اقيمت على شرف المطرب والملحن والممثل الفرنسي  الكبير شارل ازنافور وحضرها الممثل الكبير روبرت ردفور، ومنحت جائزة سيزار أحسن فيلم أجنبي للفيلم الياباني " مسألة عائلية" الفائز بسعفة  مهرجان " كان " الذهبية " في دورة المهرجان 71 واشرف على تقديم الحفل الممثل الفرنسي من أصل جزائري كاد مراد..

فيلم " حتى الحضانة " الفرنسي لاكزافييه لو جراند الفائز بسيزار أحسن فيلم الذي شارك في مهرجان فينيسيا الأخير، وحصل عى جائزة الأسد الفضي
 يحكي عن نزاع بين زوجين للفوز بحضانة الابن وهو فتي في الثاني عشرة من عمر,,

 ومن أول مشهد في الفيلم حيث يجتمع الزوجان، وكل واحد منهما في صحبة محاميه أمام القاضي، تسرد علينا تفاصيل النزاع، وتاريخ العلاقة الزوجية، فالزوجة تريد حضانة الأبن بعدما خبرت عنف الأب المسئول عن الحراسة في شركةـ ذلك العنف الدموي الذي قلب حياة الأسرة وحولها الى جحيم بقسوته وجنونه..

 وتطلب محامية الزوجة قبل أن تؤؤل حضانة الفتي لأبيه، أن يعالج الأب أولا في مصحة عقلية لأنه مريض بالفعل ،ويكون تحت العلاج، لكن القاضية في المشهد الأول الطويل والمكثف نسبيا في الفيلم، تسمح فقط للأب بحضانة الفتى الصغير يوما واحدا في الاسبوع..

 وفي المشاهد التالية نري الأب يصطحب ابنه الى بيت جدته وأسرة الأب، ويضغط الأب على الإبن، ليعرف موقع سكن زوجته الجديد، وفي ليلة الاحتفال بعيد ميلاد ابنته الكبرى، يتسلل الأب الزوج الى مكان الحفل، من دون دعوة، و يكتشف ان زوجته تقف في الخارج مع صديق لها، فيظن أنه عشيقها،ويقرر أن ينتقم من زوجته أبشع انتقام..

 وعندما ينتهي الحفل، وتعود الزوجة الى بيتها ،وتأخذ ابنها في حضنها لتنام، اذا بهما يسمعان طرقا على باب الشقة من الخارج، واذا بصوت الأب الزوج يناديها إن افتحي الباب يامريم ..
فيلم " حتى الحضانة " هو فيلم اجتماعي واقعي، من ناحية المضمون، وكلاسيكي من ناحية الأسلوب، و يسير على وتيرة هادئة، في المشاهد الأولي في الفيلم، لكنه يصل ويتسامق بفنه، وعنفه، عند نقطة الذروة،
 وبالتحديد في حفل عيد الميلاد،و بتوتر متصاعد، مرعب ومخيف، يصل الىأعلى مستويات الفيلم البوليسي، كما في فيلم " نفووس معقدة " لمعلم أفلام الرعب الانجليزي ألفريد هيتشكوك،لكي ينفجر الفيلم في النهاية، مثل قنبلة في وجهك، في المشهد الأخير ، الذي وأنا أكتب الآن، لم اتخلص بعد من وقعه،وصدمته..

وكأن سقف الغرفة قد سقط فجأة فوق رأسي، ورأس تلك السيدة العجوز التي تعيش وحدها في الشقة المقابلة،وكادت من فرط الرعب، والخوف ، وهي تشهد من فتحة الباب الموارب الزوج المجنون،  وهو يصرخ إن افتحي الباب يامريم، كادت أن تفقد وعيها..
فيلم "حتى الحضانة " لإكزافييه لو جراند لم يخطف جائزة سيزار أحسن فيلم فرنسي لعام  2018 بل استحقها عن جدارة، وكان من الطبيعي، أن تنال بطلته جائزة سيزار أحسن ممثلة،  بذلك الاداء الرائع، الذي جعلنا ننحني اعجابا لها، ولن ننسى لها ابدا "مشهد الحمام" الأخير في الفيلم.,

  


باريس. صلاح هاشم