لقطة من فيلم توني إيردمان
" لسنا كلابا " : بشر في مهرجان " كان " 69
يطالبون فقط بمعاملة إنسانية أفضل
بقلم
صلاح هاشم
في مهرجان " كان " السينمائي 69
هاهو مهرجان " كان السينمائي الدورة 69 يركض بسرعة ونحن نركض هنا معه وبحر السينما يحتوينا و نحن نتابع عروض أفلام المسابقة الرسمية،إذ تحتدم المنافسة بينها على الفوز بالجائزة الأرفع والأسمى في المهرجان أعني جائزة " السعفة الذهبية..
فمنها ما يجعلنا نضحك ، أونكاد نستلقي على أقفيتنا و نموت من الضحك مثل فيلم " توني إردمان " للمخرجة الالمانية مارين آده ، الذي هزنا بإنسانيته الجمة ، ومفاجآته، ونكاته وقفشاته، و حولنا نحن الكبار الى أطفال يتطلعون في عجب ودهشة الى عروض من عروض السيرك الساحرة ، او نمرة ضاحكة من نمر المهرجين التمثيلية، مثل نمرة السيرعلى حبل مشدود وعلى كتفه قرد لشارلي شابلن مثلا في فيلم " السيرك "
وفي الفيلم سنجد مدرس موسيقى خرج على المعاش، ويجسد شخصية أب تشبه كثيرا شخصية الصعلوك شارلي شابلن ، وقدرته الفذة رغم ضعفه الإنساني على الخروج من أعتى المآزق.. وهاهي القاعة تبحر مع الفيلم الذي تستغرقنا أحداثه، وإذا بقاعة العرض في المهرجان الكبير وبخاصة في العرض الصحفي المخصص للصحفيين في السابعة مساء يوم عرض الفيلم ..
تتحول الى شلال هادر من الضحك وأقرب مايكون الى " زلزال" جعلنا نغفر للفيلم الطويل جدا الذي يستغرق عرضه حوالي 3 ساعات طوله وكل سوءاته، ونصفق له طويلا، ونرشحه مع معظم النقاد في الدورة 69 للحصول على سعفة كان الذهبية
تتحول الى شلال هادر من الضحك وأقرب مايكون الى " زلزال" جعلنا نغفر للفيلم الطويل جدا الذي يستغرق عرضه حوالي 3 ساعات طوله وكل سوءاته، ونصفق له طويلا، ونرشحه مع معظم النقاد في الدورة 69 للحصول على سعفة كان الذهبية
ويحكي الفيلم عن محاولة أب إنقاذ إبنته من براثن الوحش الكبير الممثل بالنظام الحياتي أو أسلوب الحياة في إطار الرأسمالية الجديدة التي تلتهم حياة الناس كما الشياطين من أكلة لحوم البشر في لوحة من لوحات الرسام الفنان الهولندي العظيم جيروم بوش
ذلك النظام القائم على العبودية وطاعة رؤساء العمل والامتثال لهم ، والذي نجح في أن يجعل العمل ليس مرتبطا بمكان يمكن مغادرته بعد الانتهاء من العمل كما كان سابقا
بل جعل العمل، وبخاصة في إطار الانظمة الاحتكارية العالمية الكبرى كابوسا مرعبا يصطحبنا في كل أوقات النهار والليل - بحيث يستطيع رب العمل أن يطلبك في أي وقت ومن أي مكان فينكد عليك عيشتك ويقطع عليك استمتاعك بحياتك - يناقش الفيلم في العمق على خلفية أحداثه عدة مفاهيم وأفكار ومشاكل فلسفية مرتبطة بمعاني "السعادة " و "العمل" و "العلاقة بين الأجيال" ومفهوم " الإنسانية "
ويكشف عن غربة الإنسان المعاصر في حياته رغم التشدق الفارغ بالحرية والديمقراطية والمساواة وغيرها من الشعارات التي فقدت معانيها بمرور الوقت وسعى الرأسمالية الجديدة الى المزيد من الكسب على حساب طرد وفصل العمال وتسريحهم وتشريد أسرهم
ونجح هكذا في أن يجعل العمل في وقتنا الراهن شكلا من اشكال العبودية، وعرضا مستمرا من عروض.. مسرح اللامعقول
ولذلك لاعجب في إطار ظروف " العمل " الجديدة تلك، أن يصرخ دانيال بطل فيلم " أنا دانيال بليك " للمخرج البريطاني الكبير كين لوش - يشارك للمرة 13 بفيلم في المسابقة الرسمية ، وسبق له فوزه بجائزة السعفة الذهبية في دورة سابقة للمهرجان - لسنا كلابا..
ثم يروح يكتب على الجدران بالقرب من مكتب العمل عريضة إتهام للبرالية الجديدة وبيروقراطية حكومة دافيد كاميرون الحالية..
( ..يتبع . )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق