مختارات سينما إيزيس
عن القاهرة ..عاصمتي التي لم أعد أعرفها
بقلم
يسري حسين
خلال زيارتي للقاهرة عاصمتي ومدينتي التي لم أعد أعرفها بسبب تحولات ألغت
بريقها القديم وحلت بدلا منه مظاهر أخري تعكس تعثر حضاري وأعتقال داخل حجاب
ونقاب يكشف عن أضطراب في الرؤية وضباب يخيم على العقل.
وقد ترك الأغنياء القاهرة القديمة التي تربينا في شوارعها ومسارحها ومقاهيها ،وذهبوا إلى مناطق مغلقة ومحصنة تمنع أختلاطهم مع الفقراء والذين يعيشون في ظل تحرش ومدينة متجهمة متربة تحوطها القمامة من كل مكان.
وقد ترك الأغنياء القاهرة القديمة التي تربينا في شوارعها ومسارحها ومقاهيها ،وذهبوا إلى مناطق مغلقة ومحصنة تمنع أختلاطهم مع الفقراء والذين يعيشون في ظل تحرش ومدينة متجهمة متربة تحوطها القمامة من كل مكان.
تجولت وسط
المدينة وجلست على مقاهي التحرير والتوفيقية ،وتذكرت مقهي ( ايزافيتش) الذي
كان يقيم فيه الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ويكتب أشعاره. ويصف محمود
السعدني في كتاب له جلوس شعراء ورجال سياسة على المقهي الذي كان يملكه رجل
يوغسلافي معارض لتيتو ،حيث تعتقله السلطات المصرية كلما زار الرئيس
اليوغسلافي مصر.
خلال أيام الجامعة كنّا نذهب إلي هذا المقهي وبجانبه محل لبيع الفول والطعمية. أختفى( ايزافيتش) وجاء ( كانتاكي) وطعام بلا مذاق يتكالب عليه سكان القاهرة في ظل غياب المطاعم القديمة.
أختفت دور السينما التي ميزت العاصمة خلال العصر الملكي والجمهوري ،فالشعب الذي ينتخب الإخوان لا يذهب إلى السينما ويغلقها لتعارضها مع الإيمان الحقيقي،خاصة وأن السعودية ليست بها دور سينما ،والفتاوى هناك تحرمها ،لأنها محرضة على المفاسد ،بينما جيلنا تربى في دور السينما وحرضته على عشق الفن والغناء والجمال والثقافة ،بفضل نعيمة عاكف ورشدي أباظة وفريد الأطرش.
ذهبت إلى عماد الدين ،الذي تحول إلى خرابة بعد أن كان برودواي الشرق،وكنت قرأت عن مجده في كتاب لألفريد فرج يتحدث فيه عن الريحاني وصالات الغناء والرقص والمقاهي للفنانين والشعراء وأبو السعود الأبياري يكتب قصص لأسماعيل ياسين وفريد الأطرش.
وتوجهت لشارع الألفي الذي كان يضم صالات للفن والموسيقى والمطاعم الراقية مع سينما ( سان جيمس وركس) ومقهى( باريزيانا) الشهير.فوجدت أطلال تلك الأماكن التي أختفت وبثت البهجة في حياة المصريين.
في شارع الألفي زحفت محلات الفول والطعمية وطردت الأخرى التي تبيع البيض بالبسطرمة على الطريقة اليونانية طبقا ل ( جارو) اليوناني الذي كان يقيم في القاهرة.
توجهت إلى سوق التوفيقية فوجدته يلفظ أنفاسه الأخيرة،أتذكر محلات الجزارة الراقية والخواجة مخالي صاحب جزارة هاي لايف وبائع السمك الشهير عم زكي وبجواره محل يبيع الفراخ الطازجة مع محال الفاكهة والأصناف النادرة التي لا تراها غير في سوق التوفيقية.
وعندما كنت تسير وسط القاهرة تسمع الأغاني الجميلة المنطلقة من أجهزة الراديو. تلك الأغاني أختفت وأصبحت غير حاضرة مع تعفف من سماع الأغاني لأنها حرام،ففي السعودية لا يوجد غناء ولا موسيقى لأنهما من همس الشيطان.
كنت أذهب إلى إبي في سوق التوفيقية واجلس على مقعد أمام المحل وأذوب في كرنفال من البشر أغلبهم أجانب والمنطقة راقية تشم رائحة المانجو والتفاح وتسمع أصوات الباعة بغناءجميل للدعوة لشراء بضائع من الفاكهة والزهور.
زحف تجار قطع غيار السيارات على سوق التوفيقية،وبعد نظافة وشياكة في الملبس واللسان،تخترق أُذنك الإلفاظ البذيئة والعبارات المتحرشة بالنساء المحجبات خوفا من تحرش إو تراب وغبار.
وسط القاهرة الذي كان علامة على مدينة أوروبية متحررة وجميلة ،أصبحت قرية غارقة في قمامة وحجاب ونقاب أسود يسبب الفزع. كنت ترى في قلب القاهرة الخديوية سيدات مصريات أنيقات ،مع وجود محال راقية مثل ( شيكوريل وشملا) ،هذا عندما كانت القاهرة قطعة من أوروبا ،أما بعد أن أصبحت قطعة من أفغانستان تحولت إلى هذا القبح الذي خرج منه الإخوان والسلفيين ،أما في أيام النهضة الجميلة والبن البرازيلي ومقهى( روي) في سليمان باشا فخرج مصطفى النحاس وإحمد حسنين رئيس ديوان فاروق والعاشق لصوت أسمهان.
القاهرة الجميلة تراجعت إلى الوراء والفضل لأفواج من جهلة وأعداء النظافة والجمال أنصار القبح وكارهي الفن لذلك أظلمت المدينة العظيمة واختفت منها صالات الفن ودور السينما.
وبعد أن كانت قاهرة الجهل والظلام أصبحت معتمة بفضل دعاة الدين والدين منهم برآء ،لأنه جوهره أعمار الأرض بالعلم والتسامح ، وليس تخريبها بفتاوى التدمير التي يصدرها جهلاء من عينة الحويني وحسان وبرهامي.
خلال أيام الجامعة كنّا نذهب إلي هذا المقهي وبجانبه محل لبيع الفول والطعمية. أختفى( ايزافيتش) وجاء ( كانتاكي) وطعام بلا مذاق يتكالب عليه سكان القاهرة في ظل غياب المطاعم القديمة.
أختفت دور السينما التي ميزت العاصمة خلال العصر الملكي والجمهوري ،فالشعب الذي ينتخب الإخوان لا يذهب إلى السينما ويغلقها لتعارضها مع الإيمان الحقيقي،خاصة وأن السعودية ليست بها دور سينما ،والفتاوى هناك تحرمها ،لأنها محرضة على المفاسد ،بينما جيلنا تربى في دور السينما وحرضته على عشق الفن والغناء والجمال والثقافة ،بفضل نعيمة عاكف ورشدي أباظة وفريد الأطرش.
ذهبت إلى عماد الدين ،الذي تحول إلى خرابة بعد أن كان برودواي الشرق،وكنت قرأت عن مجده في كتاب لألفريد فرج يتحدث فيه عن الريحاني وصالات الغناء والرقص والمقاهي للفنانين والشعراء وأبو السعود الأبياري يكتب قصص لأسماعيل ياسين وفريد الأطرش.
وتوجهت لشارع الألفي الذي كان يضم صالات للفن والموسيقى والمطاعم الراقية مع سينما ( سان جيمس وركس) ومقهى( باريزيانا) الشهير.فوجدت أطلال تلك الأماكن التي أختفت وبثت البهجة في حياة المصريين.
في شارع الألفي زحفت محلات الفول والطعمية وطردت الأخرى التي تبيع البيض بالبسطرمة على الطريقة اليونانية طبقا ل ( جارو) اليوناني الذي كان يقيم في القاهرة.
توجهت إلى سوق التوفيقية فوجدته يلفظ أنفاسه الأخيرة،أتذكر محلات الجزارة الراقية والخواجة مخالي صاحب جزارة هاي لايف وبائع السمك الشهير عم زكي وبجواره محل يبيع الفراخ الطازجة مع محال الفاكهة والأصناف النادرة التي لا تراها غير في سوق التوفيقية.
وعندما كنت تسير وسط القاهرة تسمع الأغاني الجميلة المنطلقة من أجهزة الراديو. تلك الأغاني أختفت وأصبحت غير حاضرة مع تعفف من سماع الأغاني لأنها حرام،ففي السعودية لا يوجد غناء ولا موسيقى لأنهما من همس الشيطان.
كنت أذهب إلى إبي في سوق التوفيقية واجلس على مقعد أمام المحل وأذوب في كرنفال من البشر أغلبهم أجانب والمنطقة راقية تشم رائحة المانجو والتفاح وتسمع أصوات الباعة بغناءجميل للدعوة لشراء بضائع من الفاكهة والزهور.
زحف تجار قطع غيار السيارات على سوق التوفيقية،وبعد نظافة وشياكة في الملبس واللسان،تخترق أُذنك الإلفاظ البذيئة والعبارات المتحرشة بالنساء المحجبات خوفا من تحرش إو تراب وغبار.
وسط القاهرة الذي كان علامة على مدينة أوروبية متحررة وجميلة ،أصبحت قرية غارقة في قمامة وحجاب ونقاب أسود يسبب الفزع. كنت ترى في قلب القاهرة الخديوية سيدات مصريات أنيقات ،مع وجود محال راقية مثل ( شيكوريل وشملا) ،هذا عندما كانت القاهرة قطعة من أوروبا ،أما بعد أن أصبحت قطعة من أفغانستان تحولت إلى هذا القبح الذي خرج منه الإخوان والسلفيين ،أما في أيام النهضة الجميلة والبن البرازيلي ومقهى( روي) في سليمان باشا فخرج مصطفى النحاس وإحمد حسنين رئيس ديوان فاروق والعاشق لصوت أسمهان.
القاهرة الجميلة تراجعت إلى الوراء والفضل لأفواج من جهلة وأعداء النظافة والجمال أنصار القبح وكارهي الفن لذلك أظلمت المدينة العظيمة واختفت منها صالات الفن ودور السينما.
وبعد أن كانت قاهرة الجهل والظلام أصبحت معتمة بفضل دعاة الدين والدين منهم برآء ،لأنه جوهره أعمار الأرض بالعلم والتسامح ، وليس تخريبها بفتاوى التدمير التي يصدرها جهلاء من عينة الحويني وحسان وبرهامي.
يسري حسين
هناك تعليق واحد:
كلما قرأت كلمات الاستاذ يسرى حسين إشتد حنينى للزمن الجميل
حياك الله استاذنا الرائع
إرسال تعليق