الروائي المصري عاطف يوسف
ملصق فيلم البحث عن رفاعة لصلاح هاشم
صلاح هاشم والبحث عن رفاعة في رواية لعاطف يوسف
خبر : صدر حديثا كتاب "رفاعه الطهطاوي في باريس" وهو الجزء الثالث من ثلاثيه (السيمفونيه الخالده) للكاتب عاطف يوسف عن دار سندباد للنشر والتوزيع، ولوحه الغلاف للفنان احمد طه. وقدم الناشر الكتاب بكلمه جاء فيها
عاد رفاعه الطهطاوي من باريس الي عالمه العربي، حيث الظلام المخيم وكان هو القناه الاولي التي تسرب منها شيءٌ من شعاع التنوير الي عالم شديد الظلمه، والاهم في كل ما فعله الطهطاوي انه كان يمارس التنوير عن وعي تام بالدور الذي يقوم به، او يجب عليه ان يقوم به؛ لقد كانت رحلته من الازهر (الشريف)، قلعه التقليد العتيقه، الي مدينه النور، ليست مجرد تحوّل في المكان، وانما تحول في الوعي، والاهم - واكرر هنا - انه كان واعيًا بهذا التحول.
قَدرُنا اننا لا بد ان نطرح التنوير، وخطاب مساءله التنوير في آن، خطاب الحداثه، وخطاب ما بعد الحداثه؛ لاننا لسنا في السياق الراهن - الثقافي والتاريخي - الذي يحكم اوروبا وامريكا؛ فناخذ بخطاب ما بعد الحداثه، كما اننا لسنا في سياق القرن الثامن عشر تمامًا؛ حتي ناخذ بخطاب التنوير، دونما توقف عند المرحله التي يعيشها الغرب ثقافيًا، ليس شرطًا ان يكون الانتكاس عوده الي الحاله التقليديه، او ما قبل التنويريه.
وانما قد يتاتي في صوره التحول الي خطاب نقيض، خطاب يتنكر للبعد الانساني الذي يُشكل الهيكل العام لخطاب التنوير وقد يجمع المنتكس بين هذا الخطاب اللانساني، وبين الحاله التقليديه؛ لان الخطاب التقليدي الرائج في العالم الاسلامي اليوم هو خطاب مضاد للانسان
صلاح هاشم والبحث عن رفاعة في رواية لعاطف يوسف
خبر : صدر حديثا كتاب "رفاعه الطهطاوي في باريس" وهو الجزء الثالث من ثلاثيه (السيمفونيه الخالده) للكاتب عاطف يوسف عن دار سندباد للنشر والتوزيع، ولوحه الغلاف للفنان احمد طه. وقدم الناشر الكتاب بكلمه جاء فيها
عاد رفاعه الطهطاوي من باريس الي عالمه العربي، حيث الظلام المخيم وكان هو القناه الاولي التي تسرب منها شيءٌ من شعاع التنوير الي عالم شديد الظلمه، والاهم في كل ما فعله الطهطاوي انه كان يمارس التنوير عن وعي تام بالدور الذي يقوم به، او يجب عليه ان يقوم به؛ لقد كانت رحلته من الازهر (الشريف)، قلعه التقليد العتيقه، الي مدينه النور، ليست مجرد تحوّل في المكان، وانما تحول في الوعي، والاهم - واكرر هنا - انه كان واعيًا بهذا التحول.
قَدرُنا اننا لا بد ان نطرح التنوير، وخطاب مساءله التنوير في آن، خطاب الحداثه، وخطاب ما بعد الحداثه؛ لاننا لسنا في السياق الراهن - الثقافي والتاريخي - الذي يحكم اوروبا وامريكا؛ فناخذ بخطاب ما بعد الحداثه، كما اننا لسنا في سياق القرن الثامن عشر تمامًا؛ حتي ناخذ بخطاب التنوير، دونما توقف عند المرحله التي يعيشها الغرب ثقافيًا، ليس شرطًا ان يكون الانتكاس عوده الي الحاله التقليديه، او ما قبل التنويريه.
وانما قد يتاتي في صوره التحول الي خطاب نقيض، خطاب يتنكر للبعد الانساني الذي يُشكل الهيكل العام لخطاب التنوير وقد يجمع المنتكس بين هذا الخطاب اللانساني، وبين الحاله التقليديه؛ لان الخطاب التقليدي الرائج في العالم الاسلامي اليوم هو خطاب مضاد للانسان
.
عاطف يوسف ولد بالاسكندريه عام 1943، ودرس في كليه التجاره جامعه الاسكندريه عام 1968، ثم هاجر الي فرنسا عام1972 ودرس الاقتصاد بجامعه السربون، ثم عمل في وزاره الثقافه الفرنسيه.
من اعماله: روايه "الجدع"، وقصص "الآنسه شروق"، وروايه "العربجي"، وثلاثيه "السيمفونيه الخالده"، والجزء الاول: "توفيق الحكيم في باريس"، والجزء الثاني "طه حسين في باريس"، والجزء الثالث "رفاعه الطهطاوي في باريس
".
عاطف يوسف ولد بالاسكندريه عام 1943، ودرس في كليه التجاره جامعه الاسكندريه عام 1968، ثم هاجر الي فرنسا عام1972 ودرس الاقتصاد بجامعه السربون، ثم عمل في وزاره الثقافه الفرنسيه.
من اعماله: روايه "الجدع"، وقصص "الآنسه شروق"، وروايه "العربجي"، وثلاثيه "السيمفونيه الخالده"، والجزء الاول: "توفيق الحكيم في باريس"، والجزء الثاني "طه حسين في باريس"، والجزء الثالث "رفاعه الطهطاوي في باريس
".
الفصل
التاسع
من رواية " رفاعة الطهطاوي في باريس " لعاطف يوسف
من رواية " رفاعة الطهطاوي في باريس " لعاطف يوسف
رفاعة والتنوير
رغم تكتم رفاعة على مشروعه
التنويرى عن رفاق البعثة خوفاً من الوشاية لصاحب النعم، فيقطع المعونة عنه، بل
يقطع رقبته إن طال الأمر, كتب مشروعه فيما كان يعتقد أنه كتاب مبين وعلم به من علم
من حوار أجراه مع الرفاق ــ رغم تكتمه ــ وكانت ثورتهم ضده لأن فيه الخروج عن
ناموس القوم. حذف ما حذف من الديوان النفيس وخاصة ما كتبه عن الجغرافية ومدار
الأرض حول الشمس والحريات والحاكم والحكومة. إلا أن صديقه فى الرؤيا عاطف يوسف
أشار عليه بأن لا ينزعج؛ لأن هناك من سيكمل ما أخفيته إن لم يكن بعد عودتك إلى
مصر، أو بعد مئات السنين لأن مصر لن تنضب ولن تجدب وسيظهر فن جديد غير الكتابة
والطباعة وهو فن السينما وهو فن ساحر يخلب الألباب، وسيظهر بعد قرون من اليوم ويأتي
مثقف يحمل راية الحرية والتنوير ويذهب فى البحث عن رفاعة خلال فيلم تسجيلى كتبت
أنا عنه آنذك فى كازيطة اسكندرية الثغر المحروس:
من رفاعة إلى صلاح هاشم:
أطلق الشيخ رفاعة العالم الأزهري في مطلع القرن التاسع عشر صيحة الفزع
قائلاً: إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها، ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها ,
غرس الشيخ رفاعة بذرته الأولى عندما تحدث في رحلته «تخليص الإبريز في تلخيص باريس»
عن الدستور الفرنسي، أو «الشرطة» كما يسميه، وعن الحقوق الطبيعية، وعن العدل، وعن
مناخ الحريات في باريس، وبخاصة حرية الصحافة والنشر، وعندما أكّد واعيًا، هادفًا
أنه قرأ مؤلفات جان جاك روسو، ولاسيما «العقد الاجتماعي»، وكذلك «روح الشــرائع»
لمونتسكيو، وأولى عناية لمؤلفات جان جاك بورلماكي، وفولتير, لماذا لم تنجح حركات
التنوير العربية في مختلف مراحلها التاريخية في إرساء أسس الدولة المدنية، وبقيت
النظرية بعيدة عن التطبيق منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى مطلع القرن الحادي
والعشرين؟ ولماذا بقي جل حاملي لواء الفكر التنويري العربي - منذ عصر الشيخ رفاعة
حتى اليوم - يركضون وراء الركب السلطاني، ويسبّحون أناء الليل وأطراف النهار بحمد
«وليِّ» النعم، كما اعتاد أن يطلق الطهطاوي على حاكم مصر إلى أن جاء مثقف مصرى
يحمل فيلم البحث عن رفاعة الطهطاوى فى أوائل القرن الواحد والعشرون!
إن إشكالية علاقة المثقف بالسلطة في المجتمع العربي الإسلامي مرتبطة - وثيق
الارتباط - بتاريخ تيارات الفكر الإسلامي، وهي إشكالية مطروحة اليوم. نجد لمسألة
علاقة المثقف بالسلطة صدى في كثير من المجتمعات، وبخاصة في المجتمعات التي سيطرت
عليها بالأمس - أو تسيطر عليها اليوم - نظم استبدادية، وقد اكتسبتْ خطورة ذات شأن
في البلدان الغربية منذ عصر التنوير، لاسيما في القرنين التاسع عشر والعشرين،
ولايزال الجدل قائمًا في صفوف النخبة المثقفة الأوربية حول قضية محورية وشائكة،
تتمثل في محاولة الإجابة عن السؤال التالي: كيف استطاعت نظم استبدادية قامعة
اشتهرت بمجازرها ضد الشعوب مثل النازية، والفاشية، والستالينية بالأمس، والصهيونية
والسورية اليوم، أن تجد في صفوف «المثقفين» من يؤيّدها، ويحاول تبرير سياستها
فكريًا باسم شعارات مختلفة؟
هل فقد الأمل فى بصيص من نور يحمله المثقف المصرى؟ لا لم نفقد الأمل! بل
نجد أن ذلك البصيص من النور قادم من مثقف مصرى عاش استبداد السلطة المصرية وعاش
الحرية الفرنسية هو المخرج والفنان
والمثقف المصرى صلاح هاشم بتقديمه فيلم تسجيلى عن رفاعة الطهطاوى راكباً القطار
إلى بلده بحثاً عنه؛ ليعيد عليه ما صرخ به يوما: إن بلادنا لا بد أن تتغير
أحوالها، ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها!
وطرح المثقف المصرى صلاح هاشم على رفاعة سؤالاً محورياً نفهمه من سياق
العمل السينمائى الأول بعد قرنين على رحيل رفاعة, لماذا لم تنجح حركات التنوير
العربية في مختلف مراحلها التاريخية في إرساء أسس الدولة المدنية؟ وما أشدنا اليوم
من أى وقت مضى إليك وإلى صلاح هاشم!.
وأشار عاطف يوسف عليه بأن يحتفظ بالأجزاء التى محاها من الديوان النفيس
واحتفظ بها مع نعيمة تارة وناقشها مع السيد جومار تارة أخرى، وها هى أضعها أمامكم
كما كتبها الشيخ رفاعة الذى لم يكن لعقله حد حتى ولو كان القرآن الكريم:
يزعج
السؤال المؤمن بالله العلى العظيم, أى سؤال, لأنه ليس هناك جواب عقلى! وبالتالى
وأد العقل كما وأدت اناث قريش والسؤال إذاً: (ما معنى وأد العقل؟)
الوأد هو الدفن حياً، والدفن حياً يعنى الخنق، والخنق هو اعتصار
الحلق حتى الموت. وإذا كان الحلق هو الذى تخرج منه حروف الهجاء عند النطق. فمعنى
ذلك أن الخنق هو خنق النطق. وإذا كان لفظ «منطق» مشتق من لفظ «نطق»، فالخنق إذن
إبطال المنطق .. ومعنى ذلك أن ثمة تماثلاً بين الخنق وإبطال المنطق.
والسؤال إذن: (ماذا نخنق لكى يتحقق إبطال العقل؟)
نخنق البرهان. أى نخنق العملية الذهنية التى نقوم بها للتدليل على
صحة فكرة أو فسادها. وقد تم خنق البرهان على يد ابن الصلاح الشهرزورى الذى كان
يعتبر ــ فى القرن السابع الهجرى ــ من أكبر أئمة الحديث .. أفتى فقال: «وأما
المنطق فهو مدخل الفلسفة، ومدخل الشر.. شر، وما يزعمه المنطقى للمنطق من أمر
البرهان فقد أغنى الله عنه كل صحيح الذهن.. ومَنْ زعم أنه يشتغل مع نفسه بالمنطق
والفلسفة لفائدة يزعمها فقد خدعه الشيطان ومكر به ".
والسؤال بعد ذلك: إذا كان
الاشتغال بالبرهان زندقة فبماذا نشتغل؟
نشتغل بألفاظ تغنينا عن البرهان وهى على النحو الآتى:
مؤامرة وخيانة وعمالة. ومعنى هذه الألفاظ الثلاثة أنك إذا دخلت فى
حلبة الحوار من أجل إقناع محاورك وعجزت عن إقناعه فأنت إزاء أحد أمرين: إما أن
تعلن عجزك وتحاول بعد ذلك أن تكون على وعى بضرورة إصلاح هذا العجز، وإما أن تقنع
بأنك من مُلاّك الحقيقة المطلقة وأن محاورك متآمر، أو خائن أو عميل فى حده الأدنى،
أو أنه زنديق وكافر وملحد فى حده الأقصى، وتأسيساً على ذلك تم وأد التنوير. إلا أن
رفاعة تنبه إلى أن الخوض فى هذا المضمار سيكون وابلاً عليه وعل أستاذه حسن العطار،
بل منع جومار من السفر إلى مصر، فعاد وكتب فى الديوان النفيس: "إن حكماء
باريز لهم فى العلوم الحكمية حشوات ضلالية مخالفة لسائر الكتب الدينية. من ثم فمن
يُرد الخوض فى لغة الفرنسوية المشتملة على شىء من الفلسفة عليه أن يتمكن من الكتاب
والسنة وإلا ضاع يقينه". وخوفاً من الحاكم والسطان والقائد والأمير والرئيس
يقول ذلك وقد ترجم مدة إقامته فى فرنسا اثنى عشر كتاباً أو شذرة، وقرأ
روح القوانين لمونتسكيو وعقد التآنس والاجتماع الإنسانى لروسو، ومعجم الفلسفة
لفولتير، وكل هذا يعنى أن رفاعة وهو ينقل ثقافة التنوير فى فرنسا فى
القرن الثامن عشر، كان يدعو فى الوقت نفسه إلى عدم تمثل هذه الثقافة. أضف إلى ذلك
أن مخطوطة كتاب «تخليص الإبريز» كان بها فقرات حذفها هو بنفسه .. من هذه الفقرات
فقرة تتحدث عن إثبات علماء الإفرنج لدوران الأرض حول الشمس، وكان مكانها فى
المقالة السادسة فى آخر التعريف بالجغرافيا الفلكية.
والسؤال بعد ذلك يأتي على النحو الآتى:
ماذا يعنى تحذير رفاعة الطهطاوى من قراءة أفكار التنوير وحذفه
لنظرية دوران الأرض؟
يعنى أنه من الأفضل
إبطال إعمال العقل فى الفلسفة وفى العلم، ويشير إلى هذا المعنى رجل من القرون
التالية هو زكى نجيب محمود فى كتابه «تجديد الفكر العربى»، يقول: «إن السماء قد
أمرتْ وعلى الأرض أن تطيع، وأن الخالق قد خطط وعلى المخلوق أن يقنع، وأنه إذا ما
تعارضت الآخرة والدنيا كانت الآخرة أحق بالاختيار، فالعلاقة بين الطرفين ليست
بالأخذ والعطاء، بل هى علاقة الحاكم والمحكوم، والحاكم مطلق السلطان، يلزم عن هذا
حقيقة ثانية هى أن قوانين الأشياء والظواهر فى الطبيعة قد تطرد أو لا تطرد بحسب ما
يشاء لها الحاكم السماوى المطلق، وإذا كانت هذه هى الصورة الكونية فلابد أن تكون
كذلك هى الصورة لحياة الإنسان فى مجتمعه، فلصاحب السلطان أن يريد وعلى الناس أن
يطيعوا.
وبعد قرنين من الزمان
يزداد هذا المعنى وضوحاً مع حركة الإخوان المسلمين التي تستند في تأسيسها إلى فكر
ابن تيمية «1263 – 1330» الذى يؤثر السمع على العقل ويكفر من يستعين بالعقل فى فهم
النص الدينى.
هذا هو ما فعلناه بالتنوير، ولم
نتقدم خطوة واحدة من الديوان النفيس الى هذا الكتاب الماثل بين يديك, إلا وأد
العقل وليس إعمال العقل.
وفى محاورة عاطف يوسف يوسف لرفاعة
عن التعليم وما يرنو إليه جاء: "إذا سلمنا بأن نظامنا التعليمى القائم على
ثقافة الحفظ والتلقين, والمستند إلى مبدأ أن لكل سؤال جواباً واحداً صحيحاً, مسئول
إلى حد بعيد عن تأسيس وتنمية العقل المتعصب الذى يفرز الإرهاب ويمارسه فى شتى صوره
فى المجتمع, فإن السؤال الذى يطرح نفسه هو: ما البديل؟ والجواب هو: تأسيس العقل
المبدع المفتوح. أى نقيض العقل المتعصب ” الدوجماطيقى ” أحادى الرؤية والمتعاطى
للتكفيرانطلاقاً من اعتقاد راسخ بأنه " يمتلك الحقيقة المطلقة "
وتسائل
كل منهم والسؤال الآن: ما المقصود بالعقل المبدع؟ وللجواب عن هذا السؤال يلزم
أولاً تحديد معنى الإبداع. إن المفهوم الشائع عن الإبداع أنه مرتبط بالفنون
والآداب, والسينما والمسرح والغناء والرقص والفنون التشكيلية والرواية والشعر. أما
فى مجال التعليم وهو مايهمنا فى محاورتنا لرفاعة
الآن فقد تناول الإبداع عدد من إخصائيى علم النفس التربوي منهم من لم
تعرفهم أنت يا رفاعة من أبرزهم جلفورد وتورنس وسيبرمان وهدسون وترستون، ولنا على
تعريفات هؤلاء للإبداع ملحوظتان :
الملحوظة الأولى: أن تعريفهم للإبداع ينص على
الجدة ولكنه لا ينص على تغيير الواقع.
والملحوظة الثانية: أنهم تناولوا الإبداع فى
إطار الذكاء, ولكنهم فوجئوا وهم يمارسون اختبارات الإبداع والذكاء أن الذى يحصل
على نسبة مئوية مرتفعة فى اختبارات الإبداع يحصل على نسبة منخفضة فى اختبارات
الذكاء, ومن ثم فالعلاقة عكسية بين الإبداع والذكاء بمعنى أن المبدع ليس ذكياً, أى
أن المبدع غبى, وهذة مفارقة نشأت من المحافظة على مفهوم الذكاء مع مفهوم الإبداع.
وأقدم اليك يا رفاعة عالماً او فيلسوفاً مصرياً
جاء فى القرن العشرين يدعى (مراد وهبة) عرّف الأبداع بأنه هو قدرة العقل على تكوين
علاقات جديدة من أجل تغيير الواقع. وما علينا إلا أن نطرح السؤال التالى: كيف
يتحول تعريف مراد وهبة للإبداع إلى أهداف تعليمية؟ الإبداع هو قدرة العقل على
تكوين علاقات جديدة من أجل تغيير الواقع ... وسأل رفاعة والسؤال إذن: كيف يتحول
تعريف مراد وهبة للإبداع إلى أهداف تعليمية ؟
الإبداع فى تعريف مراد وهبة لا ينشأ من
المعلومات ولكن من تحويل المعلومات إلى معرفة تغير الواقع, وهذا يحدث من خلال
الكشف عن إشكاليات فى المعلومات وفى الواقع, أى بالكشف عن تناقضات يتم رفعها
بأسلوب غير تقليدى من خلال الفكر الناقد أى بتوظيف هذا الفكر فى اختبار صحة الفروض
بطريقة منطقية (المنطق الجدلى). وهذا يتطلب التركيز على المعرفة كعملية وليس كمنتج
لأن هذا يضع المعلومات فى سياقها التاريخ الثقافى وذلك بإبراز التناقضات
الاجتماعية والثقافية .. فمن خلال ذلك يتذوق الطلاب إبداع الآخرين ومن ثم يستطيعون
اكتشاف إمكاناتهم الإبداعية وتنميتها من خلال الممارسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق