مختارات ايزيس
ثقافتنا المصرية محافظة
وأكثر خوفا من التجديد
وصف المفكر والناقد المصري الدكتور جابر عصفور الثقافة المصرية بأنها "محافظة وأكثر خوفا من التجديد بالقياس إلى غيرها". وأرجع عصفور تخلف البحث العلمي الحر في مصر إلى "تدخل القوى المحافظة التي ترتدي مسوحا دينية خادعة، وتدخل قوى الاستبداد السياسي".
وقال عصفور في مقال بعنوان "ثقافتنا محافظة تزداد تخلفا" نشرته صحيفة "الأهرام" المصرية "لا تزال قضية المرأة إلى اليوم تتراجع عن الكثير من المكاسب التي حققتها بقوة الدفع الهائلة لثورة 1919 ثم ثورة 1952 إلى حد ما وها نحن، اليوم، ومع بدايات القرن الحادي والعشرين، نسمع عن المرأة العورة وعن ضرورة عودتها إلى المنزل، وتغطيتها بالنقاب".
وأشار عصفور إلى أن تدهور التعليم في مصر سببه "الإهمال المالي المتعمد للجامعة" وقال إن ذلك تسبب "في المزيد من نزيف العقول اللامعة التي اضطرها طلب المال إلى الصدأ في بلاد النفط وصحراواتها التي أضرت بالبحث العلمي ولم تدفع به إلا إلى الخلف".
وجاء في المقال "لقد تحولت الجامعات المصرية إلى مدارس ثانوية مكتظة الأعداد، لا تقدم إلا أسوأ أنواع التعليم العالي ووصل الأمر إلى ما وصل إليه من مأساة في كليات الفنون المعروفة للكثيرين، فضلا عن الجامعات الجديدة التي تحول أغلبها إلى سبل للتربح لا تطوير العلم".
واعتبر عصفور أن الأزمات الإقتصادية وسوء الأوضاع المعيشية في مصر ساعدت في انتشار العنف والدروشة في المجتمع، وكرست المزيد من نزعات التواكل التي غذاها الجهل.
وقال عصفور "وكانت النتيجة تخلف الذوق العام والخاص إلى درجة من التدني لم يسبق أن شاهدها المجتمع المصري من قبل، وشاع القبح الذي قضى على مظاهر الجمال، والقذارة التي حلت محل النظافة في الطرقات والميادين ومؤسسات النفع العام، بل أصبحت القذارة تجمع بين العقول المنحرفة والأحياء العشوائية التي أصبحت قنابل قابلة للانفجار في أي لحظة".
واختتم عصفور مقاله قائلا "من الطبيعي، والأمر كذلك، أن تغيب المعارك الكبرى في الحياة الثقافية، فتتحول إلى منابذات صغيرة، تنشغل بالصغائر والسفاسف وما أكثر الذين يتحدثون عن حق الاختلاف فإذا اختلفت معهم، كنت عدوا رجيما، تستحق الاستئصال .. وهذا طبيعي في ثقافة يتخللها العنف من كل جانب، ويهدد الإرهاب الديني فيها كل تفكير حر، وتتسلط الرقابة المباشرة وغير المباشرة على العقول المحرومة من حرية التفكير والإبداع
عن جريدة " آفاق " علي الانترنت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق