الناقد السينمائي أمير العمري
وزير الثقافة المصري فاروق حسني
علي أبو شادي
مهرجان القاهرة السينمائي
من الموظفين إلى أنصاف النجوم
بقلم : أمير العمري
وزير الثقافة المصري يمارس هواياته المعروفة بالتجريب في مجال الثقافة المصرية طوال ما يقرب من 20 عاما.
فقد فاجأنا قبل 3 سنوات بتعيين الصحفي شريف الشوباشي الذي لم تعرف له أي اهتمامات سينمائية من قبل، رئيسا لما يعد المهرجان الأول للسينما في مصر أي مهرجان القاهرة السينمائي.
الشوباشي عين أولا وكيلا أول لوزارة الثقافة لشؤون العلاقات الخارجية، وهو جهاز مبتدع يدور نشاطه في دائرة رمادية بين المخابرات والثقافة والخارجية، والترجمة الحرفية لنشاطه هي "تشهيلات رسمية تستتر بالثقافة".
وقد دافع فاروق حسني طويلا عن قراره باختيار الشوباشي رئيسا للمهرجان رغم ما أثاره من اعتراضات الكثيرين. وقال الوزير (الذي يهيم بكلمة الفنان تلحق الصفة الوزارية!) إن من الضروري أن يكون رؤساء المهرجانات السينمائية في مصر من موظفي وزارته، ضمانا لتحملهم المسؤولية المباشرة الإدارية (أو الأمنية بالأحرى)!
وطبقا لهذا المنطق لم يجد الوزير – الفنان جدا- غير علي أبو شادي لإسناد رئاسة غير ذلك من المهرجانات السينمائية الأخرى التي تنظم في مصر: القومي والاسماعيلية، والإشراف على مهرجان الاسكندرية، بالإضافة إلى مسؤوليته في الرقابة على المصنفات الفنية وغير ذلك، فابو شادي موظف قديم أثبتت "تقاريره" القديمة منذ السبعينيات، فعاليتها، بل وأكدت ولاء كاتبها الذي كان في ذلك الوقت – أي قبل 30 عاما- يبحث لنفسه عن دور.
وضع أبو شادي داخل الوزارة وتأثيره في الرأي العام داخل مصر تكفل بوصفه باقتضاب، صحفي وموظف سابق لدى فاروق حسني شخصيا هو محمد عبد الواحد (الذي عمل 15 عاما مستشارا إعلاميا لفاروق حسني) عندما قال في كتابه ذائع الصيت "مثقفون تحت الطلب" إن المثقفين في مصر لا يعتبرون أبو شادي واحدا منهم بل يرونه موظفا إداريا وبالتالي لم يكن من الممكن تنظيم حملة لمساندته عندما استغنى الوزير عن خدماته في أوائل عام 2001 في ضوء أزمة الروايات الثلاث الشهيرة.
أما الشوباشي فقد ظل يكافح منفردا داخل "غابة" المهرجان مع أفراد "الحرس الحديدي القديم" وعلى رأسهم "السيدة الحديدية" التي وجدت نفسها في غفلة من الزمن مقربة من السيدة المقيمة عند رأس السلطة في البلاد.
وبعد أن كان الشوباشي قد وصل إلى الوزارة والمهرجان برضى "الست الكبيرة" عنه، وجد نفسه أيضا خارج الضوء بقرار منها إرضاء للحديدية التي بدأت مساعدة إدارية ثم قفزت بطموحاتها لتصبح نائبة رئيس مهرجان القاهرة السينمائي (وقوته الضاربة- ضد الثقافة بالطبع) ورئيسة مهرجان سينما الأطفال الدولي.
ولا يهم المستوى الثقافي والفكري أو الرؤية السينمائية التي تستند إليها السيدة الحديدية في سيطرتها على شلل المنتفعين من المهرجانين، بل الأهم هو في قدرتها على إرضاء "الكبار" بالافتتاحات اللامعة والأضواء الزائفة والحفلات الصاخبة التي تقام على هامش القاهرة السينمائي.
تستند "الحديدية" في ترسيخ نفوذها أيضا على مجموعة من العاملين داخل المهرجان من زمن الراحل سعد الدين وهبة (الذي كان قد استأثر لنفسه بالمهرجان، وقت أن كان رئيسا لما يسمى باتحاد الفنانين العرب، بعد أن انتزعه انتزاعا من "الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما" التي أسسته وأدارته طوال عهد رئيسها الاول كمال الملاخ.
هذه الجماعة تقاوم وتناضل ضد أي تغيير قد يكشف ضحالتها وتهافتها وانتهازيتها. ولا شك لدينا في أن الشوباشي – رغم ضآلة خبرته السينمائية- حاول إلى حد ما أن يدخل بعض التحديث ويضفي بعض "الثقافة" على بعض تظاهرات المهرجان، وأن ينفتح به على السينما الأوروبية والآسيوية، دون اهتمام كبير باستقدام النجوم.
وكانت تلك النقطة تحديدا مبرر اغتياله من داخل القصر، وانحياز الوزير (لا تنسى "الفنان" من فضلك) للحديدية على حسابه.
أما الجانب الآخر المضحك في الموضوع فهو أن الأخ فاروق حسني (على الطريقة الليبية الأثيرة) فكر ونجم كثيرا، وتأمل حوله طويلا، فتمخض جبله في النهاية لكي يلد فأرا.
فالوزير حول الدفة 180 درجة. فبعد أن كان يؤمن بالموظفين، أعلن كفره بهم وإيمانه الكبير بالفنانين العاملين في السينما، علما بأن هذه الظاهرة هي مصرية خالصة، فلم يعرف مهرجان كان مثلا – أشهر مهرجانات السينما في العالم- رئاسة نجوم السينما من الممثلين والممثلات، والأمر كذلك في فينيسيا وبرلين وموسكو وكارلو فيفاري وغير ذلك من المهرجانات التي تحترم نفسها.
فتنظيم المهرجانات السينمائية صناعة وثقافة وعلم وليس "همبكة وحداقة" حسب تعبير رشدي أباظة الشهير في الستينيات، في وصفه للسينما!
وبعد أن دار الوزير و"فاتح" – كما عرفنا من الأخبار المنشورة، أسماء نجوم مثل ليلى علوي ويسرا واسعاد يونس، ناشد الوزير عمر الشريف قبول أن يصبح رئيسا شرفيا للدورة القادمة فقط (التي اقتربت بشكل مرعب) حتى يمكن انقاذ ما يمكن انقاذه!
ويافرحتي: فعمر الشريف سيجلب لنا – كما يقول الوزير "الفنان" في تصريحاته المتعددة- النجوم العالميين بفضل اتصالاته وعلاقاته بهم. وهذا بالطبع تصور "برئ" يفترض أن العلاقات الشخصية كفيلة بأن تهزم المصالح!
وهو تصور شبيه بتصور الرئيس السادات الذي كان يؤمن بأنه إذا تكلم مع الرئيس كارتر "كلام فلاح لفلاح" – على حد تعبيره- فسوف يفهم كارتر على الفور ما يريد ويحققه له، فلا يمكن أن يخذل الفلاح فلاحا مثله.. أليس كذلك!
سنرى بالطبع أن الأمر ليس على هذا النحو من "البراءة"- حتى لا نستخدم كلمة أخرى قد يعتبرها بعض الثوريين السابقين المنتحرين في أحضان النظام (خروجا عن الأدب!).
فالحقيقة أن حضور النجوم يرتبط أصلا وأساسا – ليس بالزفة التي ستقام لهم على ضفاف النيل ولا بالسجادة الحمراء أمام قصر محمد علي ولا غير ذلك- بل بمستوى المهرجان وأهميته في فتح نافذة على السوق في الشرق الأوسط. وأساسا بالطبع، على سمعة السينما المصرية نفسها، وأهميتها على خريطة المنطقة التي يقام فيها المهرجان.
ان مهرجان دبي السينمائي الذي يضرب به الشوباشي المثل على التفوق بالمال، ويقول فاروق حسني إننا لن نتمكن من منافسته أبدا بسبب المال، لم يستطع في الدورة الماضية رغم انفاق ملايين الدولارات إلا جلب ممثل هوليوودي واحد (نصف مشهور) هو مايكل فريمان!
وفي الدورة القادمة سيحضر بطائرة خاصة وفرها له رعاة المهرجان – كما علمنا- جاك نيكلسون (بعد أن أفلس سينمائيا وخرج تقريبا من المنافسة في هوليوود) مقابل أن يقبض 100 ألف دولار (مقابل ساعتين من الظهور في حفل الافتتاح وربما حديث تليفزيوني يشكر فيه الشيوخ الذين وجهوا له الدعوة ودفعوا له أجره)!
اتساقا مع الفكرة الراسخة لدى فاروق حسني أي فكرة خصخصة الثقافة، أو تصوره الخاص بشأن ضرورة اشراك رجال الأعمال (الذين أصبحنا نخشى أن نطلق عليهم الرأسماليين المصريين!)، "نجح" الوزير في إقناع نجيب ساويرس بأن يصبح الراعي المالي للمهرجان.
وأتمنى أن يتكرم من يشرح لنا كيف يمكن أن يصبح رأسمالي يبحث عن الربح "راعيا ماليا" لمهرجان سينمائي لا يحقق ربحا له!
فهل من المتصور مثلا أن ينفق ساويرس عدة ملايين من الدولارات من جيبه الخاص إكراما لعيون وزير الثقافة، أو لكي يرد الجميل لمصر – على طريقة السادات أيضا، الذي قال للمهرب رشاد عثمان ذات يوم أمام كاميرات التليفزيون "خللي بالك من اسكندرية يارشاد"!؟
أما الأمر الآخر والأخير الذي أثار ضحك الجميع، داخل مصر (بل وخارجها حيث نكتب ما نكتبه من الخارج) فهو أن اختيار الوزير وقع أخيرا وبعد بحث طويل ومجهد، على الممثل عزت أبو عوف لكي يرأس مهرجان القاهرة السينمائي.
هذه هي المفاجأة الكبرى التي أعلن الوزير أنه سيفجرها في مؤتمر صحفي خاص، وقد فعل.
أما عزت أبو عوف – الممثل نصف المعروف (تلفزيونيا أساسا)- فلم يتم اختياره لمعرفة خاصة لديه بفن وصناعة المهرجانات السينمائية فقد اختير – حسب تصريحات الوزير- لأنه يتقن اللغات الأجنبية.
فهل هناك "نكتة" أكثر فظاظة من هذه النكتة الحراقة
سيكون من المنظقي بكل تأكيد أن يرد أحدهم بنكتة أخرى لا تقل "فظاظة" فيقول: ولماذا لا نسند رئاسة المهرجان إلى أحد خريجي كلية الألسن!
لن نزيد.. فالأيام القادمة وحدها ستتكفل بالإجابة على عشرات الأسئلة الحائرة المعلقة في الهواء.
فقد فاجأنا قبل 3 سنوات بتعيين الصحفي شريف الشوباشي الذي لم تعرف له أي اهتمامات سينمائية من قبل، رئيسا لما يعد المهرجان الأول للسينما في مصر أي مهرجان القاهرة السينمائي.
الشوباشي عين أولا وكيلا أول لوزارة الثقافة لشؤون العلاقات الخارجية، وهو جهاز مبتدع يدور نشاطه في دائرة رمادية بين المخابرات والثقافة والخارجية، والترجمة الحرفية لنشاطه هي "تشهيلات رسمية تستتر بالثقافة".
وقد دافع فاروق حسني طويلا عن قراره باختيار الشوباشي رئيسا للمهرجان رغم ما أثاره من اعتراضات الكثيرين. وقال الوزير (الذي يهيم بكلمة الفنان تلحق الصفة الوزارية!) إن من الضروري أن يكون رؤساء المهرجانات السينمائية في مصر من موظفي وزارته، ضمانا لتحملهم المسؤولية المباشرة الإدارية (أو الأمنية بالأحرى)!
وطبقا لهذا المنطق لم يجد الوزير – الفنان جدا- غير علي أبو شادي لإسناد رئاسة غير ذلك من المهرجانات السينمائية الأخرى التي تنظم في مصر: القومي والاسماعيلية، والإشراف على مهرجان الاسكندرية، بالإضافة إلى مسؤوليته في الرقابة على المصنفات الفنية وغير ذلك، فابو شادي موظف قديم أثبتت "تقاريره" القديمة منذ السبعينيات، فعاليتها، بل وأكدت ولاء كاتبها الذي كان في ذلك الوقت – أي قبل 30 عاما- يبحث لنفسه عن دور.
وضع أبو شادي داخل الوزارة وتأثيره في الرأي العام داخل مصر تكفل بوصفه باقتضاب، صحفي وموظف سابق لدى فاروق حسني شخصيا هو محمد عبد الواحد (الذي عمل 15 عاما مستشارا إعلاميا لفاروق حسني) عندما قال في كتابه ذائع الصيت "مثقفون تحت الطلب" إن المثقفين في مصر لا يعتبرون أبو شادي واحدا منهم بل يرونه موظفا إداريا وبالتالي لم يكن من الممكن تنظيم حملة لمساندته عندما استغنى الوزير عن خدماته في أوائل عام 2001 في ضوء أزمة الروايات الثلاث الشهيرة.
أما الشوباشي فقد ظل يكافح منفردا داخل "غابة" المهرجان مع أفراد "الحرس الحديدي القديم" وعلى رأسهم "السيدة الحديدية" التي وجدت نفسها في غفلة من الزمن مقربة من السيدة المقيمة عند رأس السلطة في البلاد.
وبعد أن كان الشوباشي قد وصل إلى الوزارة والمهرجان برضى "الست الكبيرة" عنه، وجد نفسه أيضا خارج الضوء بقرار منها إرضاء للحديدية التي بدأت مساعدة إدارية ثم قفزت بطموحاتها لتصبح نائبة رئيس مهرجان القاهرة السينمائي (وقوته الضاربة- ضد الثقافة بالطبع) ورئيسة مهرجان سينما الأطفال الدولي.
ولا يهم المستوى الثقافي والفكري أو الرؤية السينمائية التي تستند إليها السيدة الحديدية في سيطرتها على شلل المنتفعين من المهرجانين، بل الأهم هو في قدرتها على إرضاء "الكبار" بالافتتاحات اللامعة والأضواء الزائفة والحفلات الصاخبة التي تقام على هامش القاهرة السينمائي.
تستند "الحديدية" في ترسيخ نفوذها أيضا على مجموعة من العاملين داخل المهرجان من زمن الراحل سعد الدين وهبة (الذي كان قد استأثر لنفسه بالمهرجان، وقت أن كان رئيسا لما يسمى باتحاد الفنانين العرب، بعد أن انتزعه انتزاعا من "الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما" التي أسسته وأدارته طوال عهد رئيسها الاول كمال الملاخ.
هذه الجماعة تقاوم وتناضل ضد أي تغيير قد يكشف ضحالتها وتهافتها وانتهازيتها. ولا شك لدينا في أن الشوباشي – رغم ضآلة خبرته السينمائية- حاول إلى حد ما أن يدخل بعض التحديث ويضفي بعض "الثقافة" على بعض تظاهرات المهرجان، وأن ينفتح به على السينما الأوروبية والآسيوية، دون اهتمام كبير باستقدام النجوم.
وكانت تلك النقطة تحديدا مبرر اغتياله من داخل القصر، وانحياز الوزير (لا تنسى "الفنان" من فضلك) للحديدية على حسابه.
أما الجانب الآخر المضحك في الموضوع فهو أن الأخ فاروق حسني (على الطريقة الليبية الأثيرة) فكر ونجم كثيرا، وتأمل حوله طويلا، فتمخض جبله في النهاية لكي يلد فأرا.
فالوزير حول الدفة 180 درجة. فبعد أن كان يؤمن بالموظفين، أعلن كفره بهم وإيمانه الكبير بالفنانين العاملين في السينما، علما بأن هذه الظاهرة هي مصرية خالصة، فلم يعرف مهرجان كان مثلا – أشهر مهرجانات السينما في العالم- رئاسة نجوم السينما من الممثلين والممثلات، والأمر كذلك في فينيسيا وبرلين وموسكو وكارلو فيفاري وغير ذلك من المهرجانات التي تحترم نفسها.
فتنظيم المهرجانات السينمائية صناعة وثقافة وعلم وليس "همبكة وحداقة" حسب تعبير رشدي أباظة الشهير في الستينيات، في وصفه للسينما!
وبعد أن دار الوزير و"فاتح" – كما عرفنا من الأخبار المنشورة، أسماء نجوم مثل ليلى علوي ويسرا واسعاد يونس، ناشد الوزير عمر الشريف قبول أن يصبح رئيسا شرفيا للدورة القادمة فقط (التي اقتربت بشكل مرعب) حتى يمكن انقاذ ما يمكن انقاذه!
ويافرحتي: فعمر الشريف سيجلب لنا – كما يقول الوزير "الفنان" في تصريحاته المتعددة- النجوم العالميين بفضل اتصالاته وعلاقاته بهم. وهذا بالطبع تصور "برئ" يفترض أن العلاقات الشخصية كفيلة بأن تهزم المصالح!
وهو تصور شبيه بتصور الرئيس السادات الذي كان يؤمن بأنه إذا تكلم مع الرئيس كارتر "كلام فلاح لفلاح" – على حد تعبيره- فسوف يفهم كارتر على الفور ما يريد ويحققه له، فلا يمكن أن يخذل الفلاح فلاحا مثله.. أليس كذلك!
سنرى بالطبع أن الأمر ليس على هذا النحو من "البراءة"- حتى لا نستخدم كلمة أخرى قد يعتبرها بعض الثوريين السابقين المنتحرين في أحضان النظام (خروجا عن الأدب!).
فالحقيقة أن حضور النجوم يرتبط أصلا وأساسا – ليس بالزفة التي ستقام لهم على ضفاف النيل ولا بالسجادة الحمراء أمام قصر محمد علي ولا غير ذلك- بل بمستوى المهرجان وأهميته في فتح نافذة على السوق في الشرق الأوسط. وأساسا بالطبع، على سمعة السينما المصرية نفسها، وأهميتها على خريطة المنطقة التي يقام فيها المهرجان.
ان مهرجان دبي السينمائي الذي يضرب به الشوباشي المثل على التفوق بالمال، ويقول فاروق حسني إننا لن نتمكن من منافسته أبدا بسبب المال، لم يستطع في الدورة الماضية رغم انفاق ملايين الدولارات إلا جلب ممثل هوليوودي واحد (نصف مشهور) هو مايكل فريمان!
وفي الدورة القادمة سيحضر بطائرة خاصة وفرها له رعاة المهرجان – كما علمنا- جاك نيكلسون (بعد أن أفلس سينمائيا وخرج تقريبا من المنافسة في هوليوود) مقابل أن يقبض 100 ألف دولار (مقابل ساعتين من الظهور في حفل الافتتاح وربما حديث تليفزيوني يشكر فيه الشيوخ الذين وجهوا له الدعوة ودفعوا له أجره)!
اتساقا مع الفكرة الراسخة لدى فاروق حسني أي فكرة خصخصة الثقافة، أو تصوره الخاص بشأن ضرورة اشراك رجال الأعمال (الذين أصبحنا نخشى أن نطلق عليهم الرأسماليين المصريين!)، "نجح" الوزير في إقناع نجيب ساويرس بأن يصبح الراعي المالي للمهرجان.
وأتمنى أن يتكرم من يشرح لنا كيف يمكن أن يصبح رأسمالي يبحث عن الربح "راعيا ماليا" لمهرجان سينمائي لا يحقق ربحا له!
فهل من المتصور مثلا أن ينفق ساويرس عدة ملايين من الدولارات من جيبه الخاص إكراما لعيون وزير الثقافة، أو لكي يرد الجميل لمصر – على طريقة السادات أيضا، الذي قال للمهرب رشاد عثمان ذات يوم أمام كاميرات التليفزيون "خللي بالك من اسكندرية يارشاد"!؟
أما الأمر الآخر والأخير الذي أثار ضحك الجميع، داخل مصر (بل وخارجها حيث نكتب ما نكتبه من الخارج) فهو أن اختيار الوزير وقع أخيرا وبعد بحث طويل ومجهد، على الممثل عزت أبو عوف لكي يرأس مهرجان القاهرة السينمائي.
هذه هي المفاجأة الكبرى التي أعلن الوزير أنه سيفجرها في مؤتمر صحفي خاص، وقد فعل.
أما عزت أبو عوف – الممثل نصف المعروف (تلفزيونيا أساسا)- فلم يتم اختياره لمعرفة خاصة لديه بفن وصناعة المهرجانات السينمائية فقد اختير – حسب تصريحات الوزير- لأنه يتقن اللغات الأجنبية.
فهل هناك "نكتة" أكثر فظاظة من هذه النكتة الحراقة
سيكون من المنظقي بكل تأكيد أن يرد أحدهم بنكتة أخرى لا تقل "فظاظة" فيقول: ولماذا لا نسند رئاسة المهرجان إلى أحد خريجي كلية الألسن!
لن نزيد.. فالأيام القادمة وحدها ستتكفل بالإجابة على عشرات الأسئلة الحائرة المعلقة في الهواء.
أمير العمري
انظر الموقع الرسمي لسينما ايزيس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق