السبت، مايو 18، 2019

كان السينمائي 72 يعرض لـ " بؤساء " هوجو الجدد في ضواحي العزلة ويعلن عن " نبؤة " بقلم صلاح هاشم



كان السينمائي 72 يعرض لـ " بؤساء " هوجو الجدد في ضواحي العزلة ويعلن عن " نبؤة "



بقلم
صلاح هاشم



سينما
مهرجان " كان " السينمائي  72

ترى هل يفوز " بؤساء " هوجو الجدد في ضواحي العزلة بسعفة " كان " 72 الذهبية ؟
مهرجان " كان " يفجر " ومنذ انطلاقة دورته 72  "قنابل" فنية ، مثيرة للنقاش والحوار والجدل، ويصعد الى القمة..

كان يوظف النجوم لخدمة سينما المولف والدفاع عن حرية التعبير في العالم


لاشك أن السعفة الذهبية  - هكذا فكرت، وأنا أخطو الى أرضية مهرجان "كان " السينمائي الذي إنطلق الثلاثاء الموافق 14 ويستمر حتى الخامس والعشرين من مايو ، لن تذهب هذه المرة يقينا، الى فيلم ما في مسابقة  الدورة   72 " الجبارة " عن استحقاق وجدارة، التي تضم هذا الكم الكبير من الأفلام الرائعة – أو هكذا تبدو لنا على الورق-  تضم أكثر من عشرين فيلما متميزا، من صنع كبار المخرجين المشاهير في العالم، من أمثال البريطاني كين لوش، والأمريكي ترانس مالك، والأسباني بدرو المودوفار، والفرنسي عبد اللطيف كشيش وغيرهم، مع مجموعة كبيرة من المواهب السينمائية الجديدة الصاعدة ،والقادمة من أنحاء العالم، مثل المخرجة الافريقية السنغالية الشابة ماتي ديوب التي تشارك هنا بفيلمها الأول " اتلانتيك " "  الذي يمثل قارة افريقيا في المسابقة الرسمية للدورة 72..
بل ستذهب  " السعفة الذهبية " الى، وتكون من من نصيب، المهرجان ذاته ، مهرجان " كان " السينمائي، سيد المهرجانات السينمائية في العالم، وبكل اشتغالات وإبداعات الفن الملهمة، حيث ينظر مهرجان كان الينا في دورته 72 الجبارة المتميزة من عليائه، من على القمة،وليس نحن الذين ننظر اليه من على السفح..
نحن الذين وفدوا الى المهرجان من كل حدب وصوب لمشاهدة أفلامه القادمة من أنحاء العالم، في صحبة أكثر من 6 آلاف صحفي ومصور، حضروا معنا لتغطية أعمال وأحداث المهرجان، في دورة استثائية بإمتياز، على كافة المستويات، ،حققت للمهرجان، وحتى قبل أن نصل الى أرض الملعب ،على شاطييء الكروازيت، أرضه ونخيله، وفي مساحة لاتتجاوز 500 مترا، صعوده الى القمة ، وتربعه عن استحقاق وجدارة، وبخاصة  في الدورة 72،على عرش المهرجانات السينمائية الكبري في أنحاء العالم، ومبروك لكان سعفته الذهبية المستحقة عن الدورة 72 ، التي جعلتنا ومنذ انطلاقة المهرجان..

 نركض في جميع الاتجاهات ،لملاحقة ومتابعة أفلامه، ولانجد حتي أي وقت كي نشرب أو نأكل ، نكتب، أوحتى  ننام ، بعد مشاهدة تلك الباقة الرائعة التي تتضمنها قائمة الاختيار الرسمي في الدورة 72  وتضم أكثر من 60 فيلما جديدا ولم تعرض من قبل من أنحاء العالم، ومختارة بإتقان وعناية، من ضمن أكثر من 1500 فيلم وصلت الى إدارة المهرجان، للمشاركة في الدورة 72 الجديدة..


وعد الخطيب توثق بكاميرتها لدمار حلب

فيلم "من أجل سما" السوري أقوي فيلم سياسي في المهرجان
  
عرض المهرجان ومنذ انطلاقته يوم 14 مايو، مجموعة كبييرة من الأفلام في جميع أقسام المهرجان،لعل أبرزها سياسيا وعربيا وعالميا – خارج المسلبقة الرسمية للدورة 72 – ومن وجهة نظرنا، الفيلم الوثائقي السوري من " أجل سما"  اخراج السورية وعد الخطيب، والبريطاني إدوارد واتس ..



الذي يوثق لحصار وقصف مدينة حلب السورية، ولفترة تزيد على 5 شهور،وبشاعة  ودمار الحرب، التي مازالت مشتعلة في البلاد،ويكون ويروح ضحيتها الأطفال قبل الكبار، مثل "سما "الطفلة إبنة المخرجة وعد الخطيب ،التي ولدت في أتون الحرب، ويكاد الفيلم، الذي يصدمنا بقوة مشاهده وواقعيتها، ويحرك فينا مشاعرنا، والعالم كله ينظر، ولايحرك ساكنا، يكاد أن يكون "صرخة" ضد دمار ورعب الحرب، إن يارب إرحم..


لقطات من فيلم " من أجل سما " لوعد الخطيب من سوريا

**

من يفوز في المسابقة الرسمية  بسعفة " كان " الذهبية ؟







كما عرض المهرجان ومنذ انطلاقته  يوم 14 مايوفي إطار المسابقة الرسمية للدورة 72 الحالية 7 أفلام متميزة هي : فيلم " الموتى لايموتون " للأمريكي جيم جامروش، الذي عرض في حفل افتتاح المهرجان، وفيلم  " البؤساء " – العمل الأول- للمخرج الفرنسي لادجي لي، وفيلم " باكورو"  للمخرجين كليبر ماندونسا فيلهو، و جوليانو دورنيل من البرازيل ، وفيلم " اتلانتيك " لماتي ديوب من السنغال، وفيلم " عفوا لقد افتقدناكم " للمخرج البريطاني الكبير كين لوش ،وفيلم " ألم ومجد" للمخرج الأسباني الكبير بدرو المودوفار، وفيلم " جو الصغير " للمخرجة النمساوية جيسكا هوسنر..



 ونرشح من ضمنها للفوز بسعفة مهرجان " كان" الذهبية، ويكاد يكون أقواها فكريا وسينمائيا، واقربها الى الكمال الفني، فيلم " ألم ومجد "PAIN AND-  GLORY - للأسباني بدرو المودوفار، ويحكي فيه عن طفولته، ومسيرته السينمائية الكبيرة،وهو أقرب ما يكون الى أفلام السيرة الذاتية الذاتية والاعترافات ..
ويتسامق الفيلم البديع، ليس فقط بالأسرار الشخصية للمخرج الأسباني الكبير التي يكشف عنها في عمله السينمائي الكبير المتميز،، بل يتسامق أيضا، بما فيه من سينما – حضارة السلواك الكبرى- كما أحب أن أسميها ، والقيم  الكبيرة القيمة، التي يكرس لها الفيلم الجميل ، ولعلها أهمها قيمة العلم ،والتربية ، والدرس والتعليم ، ونقل المعارف الجديدة، وقيمة "عشق السينما" في اكتشاف العالم..وأعماقنا، ومخاوفنا..



 فيلم المودوفار هو " تحفة " سينمائية بإمتياز، توظف السينما، كأداة للتفكير في مشاكل وتناقضات مجتمعاتنا الانسانية،وتجعلنا كما في فيلم المودوفار البديع، نتصالح مع أنفسنا، والعالم ،وننجح كما فعل المودوفار في فيلمه، نروض  ذلك " الوحش " الذي يسكننا..


كما نرشح أيضا بعد فيلم " ألم ومجد " مباشرة ، الفيلم الفرنسي " البؤساء " -  LES MISERABLES - للفرنسي لادجي لي- العمل الأول لمخرجه، وهو مرشح أيضا من هذا المنظور، كعمل أول، للحصول على" الكاميرا الذهبية "في ثاني مسابقة رسمية للمهرجان، الا وهي مسابقة الكاميرا الذهبية، وهي مخصصة لكل الأعمال الأولى المشاركة في جميع أقسام و تظاهرات المهرجان..



ويحكي الفيلم عن " بؤساء "هوجو الجدد، من  سكان الضواحي من المهاجرين العرب والأفارقة ، الذين  يسكنون جيتوهات وضواحي العزلة  والغربة والفقرالموحشة ، على هامش المدن الفرنسية الكبرى، ويجعلنا نتعرف على شبابها الباحث عن عمل، وأطفالها الضائعين، وهيمنة عصابات المجرمين، وتجار المخدرات، والجماعات الدينية الارهابية المتطرفة مثل جماعة الإخوان المسلمين، هيمنها وسيطرتها نفسيا وسياسيا واجتماعيا على تلك الضواحي..
 مثل ضاحية " فيرماي" التي يعرض لها الفيلم ، وهي ذات الضاحية التي حكي عنها وعن أهلها ، وتقع فيها أحداث رواية " البؤساء" الشهيرة ، لكاتب فرنسا العظيم فيكتور هوجو ..

فمازالت تلك الأحياء، كما يكشف لنا لادجي لي في فيلمه  " الملاكم " الصادم البوليس السياسي المثير، الصاعد بتوتره ، وتواتر أحداثه، تعيش بعيدة جدا عن فرنسا الوجاهة، والحضارة،والتقدم ، والثراء

 في أحياء العاصمة السياحية ، مثل الشانزليزيه والحي الاتيني والكونكورد ،وضواحي الغنى الفاحش في ضاحية " نوي" في باريس التي تسكنها الطبقات العليا من البرجوازية الفرنسية في العاصمة الفرنسية..

و"بؤساء" اليوم الجدد، في تلك الأحياء، من المعدمين الهامشيين الفقراء، المنسيين المظلومين،  مازالوا هم نفس " البؤساء " الفقراء التي حكي عنهم فيكتور في روايته، ولم تتغير أوضاعهم منذ القرن 19،ومازالوا يتعرضون اليوم على يد الشرطة الفرنسية ، بعد مرور 100 سنة وأكثر، لأبشع أنواع القمع و والظلم، والتمييز العنصري الفرنسي البغيض..
ويشير المخرج في فيلمه الى أن حربا دموية ما ستنشب لامحالة، بين قوات الشرطة،وبين أطفال الحي الأبرياء الضائعين، معلنة عن " ثورة الضواحي " الجديدة في فرنسا – في أعقاب إحتجاجات أصحاب السترات الصفراء-  بزعامة أبناء وأطفال المهاجرين العرب والأفارقة، التي ستهتز لها قريبا جدا بلاد الغال..

ليجعل من فيلمه كله " نبؤة " لأجيال المستقبل ..

صلاح هاشم



ليست هناك تعليقات: