الثلاثاء، ديسمبر 19، 2017

جناكليس الأسكندرية : نحلم بمجتمع يحتضن الفن يتأثر به ويؤثر فيه بقلم إسلام عبد الوهاب في مختارات سينما إيزيس


مختارات
سينما إيزيس


إيزيس

***


الأسكندرية بعدسة صلا ح هاشم

صناعة مستقلة: " جناكليس " تاريخ مواز لمدينة الأسكندرية


كتب إسلام عبد الوهاب
اللحظة التى تتلمس فيها نهاية الأشياء، هى نفسها التى تبدأ فيها من جديد، بأحلام صغيرة، وآمال كبيرة. مجموعة من شباب المخرجين السكندريين شعروا بأن البحر صار لونه باهتاً، رأوا شوارع مدينتهم تتبدل، لاحظوا أن مجتمعهم يفقد عذوبته، استوقفهم أن يحملوا كاميراتهم دون أن يوثقوا اللحظات الأخيرة للإسكندرية الجميلة، وكان الحل «جناكليس»
«أسفل كنيسة العدرا، وأسفل البازارات والعمارات وأكشاك السجائر وبين الناس هناك، فاحت رائحة العنب المعتق، من مزرعة الخواجة اليونانى نيكولاى بيراكوس، والذى يناديه الناس جناكليس» هذا هو المشهد القديم الذى دار بذهن الشباب حين وصلوا الشقة التى سيبدأ فيها الحلم فى حى «جناكليس» بالإسكندرية
13 شاباً جلسوا فى الشقة الصغيرة فى عام 2010، حاملين على عاتقهم أن يدعموا فكرة التصوير فى الشارع السكندرى، وبتقنيات محدودة تتاح للجميع، وضعوا أجهزتهم «هارد وكاميرا وجهاز كمبيوتر» وقرروا أن يسجلوا تاريخاً موازياً لمدينة الإسكندرية.
«جناكليس للفنون البصرية» هذا هو اسم الاستوديو الذى اختاره الشباب، يقول عبدالله شركس، المدير التنفيذى للاستديو: الفكرة الأساسية هى عمل أرشيف فيديو ينقل الواقع السياسى والاجتماعى فى الإسكندرية، وجعل الأرشيف متاحاً لإعادة الاستخدام لصناع الأفلام أو العاملين على الإعلام البديل، بالإضافة لتوفير معدات تصوير وصوت وإضاءة متاحة للجميع، والتواصل مع صناع الأفلام لتسهيل عملية صناعة الفيلم.
بعد الثورة، الأمر فى «جناكليس» اختلف، إسكندرية جددت حيويتها، شهداءها سجلوا لها تاريخاً آخر، وظل مشروع «جناكليس» التوثيقى قائماً، يقول «شركس»: «جمعنا عدداً هائلاً من الفيديوهات التى تؤرخ للثورة فى الإسكندرية، ورفعناها على قناة اليوتيوب الخاصة بالاستديو، بغرض إعادة استخدامها من قبل الجميع».
حلم استديو «جناكليس» ليس التوثيق فقط بل صناعة الأفلام السكندرية، وبدأ أعضاء «جناكليس» فى دعم مجموعة من الأفلام لعدد من صناع الأفلام فى الإسكندرية، «نحلم بمجتمع مصرى يحتضن الفن، يتأثر به ويؤثر فيه».
عدد من أعضاء «جناكليس» لكن تبقى خمسة أفراد مؤمنين بالمشروع هم: «عبدالله شركس»، «أحمد إسماعيل»، و«بلال حسنى»، و«ريم الطيب»، و«عمرو الفقى»، واستطاع الخمسة أن يحصلوا على منحة تأسيس من مؤسسة «المورد الثقافية».
ستوديو «جناكليس» يفتتح رسمياً فى مقره الجديد فى محطة الرمل بالإسكندرية غداً الجمعة

عن جريدة " المصري اليوم "
بتاريخ 22 مايو 2013

ليست هناك تعليقات: