الخميس، أكتوبر 29، 2015

وعادوا الى مقاعدهم ! بقلم الأستاذ على جاد في : مختارات سينما إيزيس "

مختارات سينما إيزيس

باب مختارات سينما إيزيس نعيد فيه نشر المقالات والدراسات التي اعجبتنا في الصحف
 والدوريات المصرية والعربية ونقدر ونحترم ونتعاطف مع افكارها

وعادوا إلى مقاعدهم..!

بقلم

أ . على جاد

بين مدعي الوطنية المتصدرين المشهد السياسي وبين شباب فقد الأمل فى الإصلاح ومحاربة الفساد، ظهرت الوجوه نفسها التى مارست كل أنواع الفساد على الشعب فأفقرته وأمرضته وأورثته خيبة الأمل، لنجدهم بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية يتنافسون بأموالهم وعلاقاتهم المتغلغلة فى أجهزة الدولة إداريا وسياديا للحصول على مقاعدهم التى عادوا إليها بعد فترة نقاهة
لا أعرف لماذا قال قاضى (محاكمة القرن) جملته الشهيرة "عودوا الى مقاعدكم"، ليفسرها أغلب الشعب على أنها إطلاق سراح من كانوا سببا فى تخلف وخراب شعب، وعودة نظام اسقتطه ثورة راح فيها مئات الشهداء من الشباب وأكثر من 6467 مصابا- حسب احصائيات وزارة الصحة.. كان من الممكن أن يقول "تفضلوا بالجلوس" أو لا يقول هذه أو تلك، وكأن الجملة قيلت لتصبح تكئة لما سيحدث مستقبلا من عودة النظام وسيطرة رجال الحزب الوطنى، من سياسيين وإعلاميين ورجال أعمال وأصحاب رءوس أموال، على مفاصل الدولة من جديد وعلى رقاب الشعب.
وعادوا الى مقاعدهم وكنوزهم وقصورهم واستثماراتهم الحرام، وبدلا من أن نسترد أموال الدولة المنهوبة نجد عودة من سرقوها لاستكمال ما بدأوه وتعويض ما فاتهم فى دولة تئن من الفساد.. هى هى الوجوه المعروفة بالتلون والنفاق ومداهنة السلطة، مستغلين حاجة الدولة لرجال الأعمال والاستثمارات وشراء ولاء من بيدهم الأمر كوسيلة لاسترداد نفوذهم السياسي والمادي والسيطرة علي الدولة مرة أخرى.
 بالأرقام نجد ما يقرب من 170 فردا من رموز نظام مبارك علي مستوي المحافظات المختلفة فى قوائم المرشحين، منهم من اجتازوا المرحلة الأولي بالفعل، ونحو 163 مؤهلون للمنافسة في جولة الإعادة.. ومن الطبيعى أن يرى ويرصد الشباب هذا المشهد العبثى ومن الطبيعى أن يسأل: عن أي تغيير تتحدث الدولة التي أفسحت المجال للمال السياسي وشراء المقاعد البرلمانية بقانون الانتخابات الحالي.. وليس طبيعيا أن تسأل الدولة: لماذا غاب الشباب عن المشهد.
ففي الوقت الذي قلّت فيه أعداد الناخبين وعزوف الشباب، حضر نحو 40 ألف شاب في استاد مختار التتش، لاستقبال المدرب الجديد للقلعة الحمراء (بيسيرو)، وترك المشاركة في انتخابات المرحلة الاولى، لأنه لا يريد بيع صوته ولا يريد هذه الوجوه.. وكان الصوت الأعلي للمال السياسي وخبراء صناعة التكتلات والتنظيمات، وتجاهل المرشحون إعداد برامج مستندين إلى شراء الصوت بدلا من إقناعه بـ(كلام فاضى) لن يحققه أى مرشح رأى أنه دخل المجلس بـ(فلوسه) طمعا فى قطعة من (كحكة) المجلس و(السبوبات) التى تتم تحت القبة.. ونسى الناخب أن من يشتري صوتك اليوم سوف يبيعك غدا.

عن جريدة الأهرام بتاريخ 29 اكتوبر 2015

ليست هناك تعليقات: