السبت، مارس 27، 2010

سينما الواقع و حرية المبدع السينمائي بقلم صلاح هاشم

لقطات من الافلام المشاركة في الدورة 32 من مهرجان سينما الواقع " سينما دو ريال " في باريس. مركز جورج بومبيدو



ملصق الدورة 32 لمهرجان " سينما الواقع " في باريس في الفترة من 18 الي 30 مارس 2010



سينما الواقع

و" حرية " المبدع السينمائي في افريقيا


تكريم المخرج السنغالي سامبا فليكس نداي


في الدورة 32 من مهرجان " سينما الواقع " في باريس





بقلم صلاح هاشم



مهرجان سينما الواقع " سينما دوريال" في باريس الذي يقام في مركز جورج بومبيدو " بوبورغ " الدورة 32 في الفترة من 18 الي 30 مارس والمخصص للسينما الوثائقية ، هو أحد أهم وابرز المهرجانات السينمائية الدولية لا في فرنسا وحدها بل في العالم ، وقد نوهنا باهميته من قبل منذ زمن ، و كتبنا عن فعالياته وافلامه ، فهو يهتم بالسينما الحقيقية "النوع الوثائقي " ، المهضوم حقها و المظلومة في بلادنا ،لانها تعد في رأينا ا" قصي ممارسة مطلقة لحرية المبدع السينمائي بعيدا عن اية قيود او ضغوطات " تمارس عليه من قبل المؤسسات و الادارات والمراكز التابعة للسلطة التي تترصد " حرية " المبدع السينمائي الفنان ، وبخاصة في الدول الاستبدادية المتخلفة في بلدان العالم الثالث وتقف لها بالمرصاد والاعتقال و القمع والحبس ، وتعمل علي كبتها و اخراس الالسنة
انها السينما التي تعود بالفن السينمائي الي اصله وفصله ،اي الي سينما الاخوين لوميير ( التأريخ والتحديق في والامساك بالواقع، تاريخه وتحولاته، تناقضاته وذاكرته، لتكون أداة في فهم الواقع و داة تأمل وتفكير في مشاكله في مقابل سينما جورج ميلييس، (سينما صناعة وصياغة الخيال وتشكيله )التي مهدت لظهور السينما التجارية
وسنعود الي ذلك بافاضة واستفاضة لاحقا ، فلقد احببت الآن فقط ، ان اشير الي ذلك المهرجان والدعوة الي مشاهدة بعض افلامه ، حيث ينظم الي جانب العديد من المحاور والتكريمات المهمة مسابقتين : مسابقة دولية مخصصة للافلام غير الفرنسية القادمة من انحاء العالم ، ومسابقة بين الافلام الفرنسية الوثائقية ، و تعرض افلام المهرجان بالاضافة الي الندوات في مركز جورج بومبيدو طول النهار ، حيث تشغل افلام التظاهرة شاشات المركز الكبيرة والصغيرة ، و تنقل اليها عبر ثيماتها و موضوعاتها وانشغالاتها هموم و مشاغل عصرنا ، تغيراته وتحولاته ، وتكشف عن "رؤية " المبدع السينمائي تجاه ما يحدث في عالمنا من صراعات و أزمات،
كما تقدم و تطرح نموذجا باهرا لـ "ممارسات حرية التعبير في العالم " وأشكال السينما المستقلة على تعددها و تنوعها ، و لا يهم هنا كما نوهنا طول وعرض الفيلم ، المهم كيف هي احوال البشر فيه/ مم تتألم يا تري و لم تعاني وهل هي حقا جد سعيدة في مناخات التلوث و الحروب والاستغلال البشع للانسان في مكل مكان، ام انها تتأسي حقا لقدرها ، و تسعي الي نقطة ضوء تخرج بها من عتمة نفق الحياة المظلم في تلك المدن العربيدة ، و هي تبحث عن خلاص و مخلص
كما احببت ايضا ان اكتب هذه الكلمة لدعوتكم اليوم السبت 27 مارس على الساعة السابعة مساء الي حضور تكريم المخرج السنغالي الراحل سامبا فليكس نداي الذي توفي في العام الماضي ، تكريمه في الدورة 32
فقد كان احد ابرز المخرجين السنغاليين والافارقة في مجال السينما الوثائقية ، و كنا درسنا السينما معا في قسم السينما والدراسات السمعية البصرية في جامعة فانسان باريس 8 ايام مجدها وعزها في فترة الثمانينيات ( كان يدرس معنا آنذاك المخرج اللبناني جان شمعون وكان متقدما عنا بسنة في القسم )اي منذ اكثر من ثلاثين عاما ، و كان يدرس لنا في تلك الفترة مجموعة من ابرز النقاد والكتاب والمخرجين السينمائيين ، وكانوا وقتها يحررون مجلة " كاييه دو سينما " او " كراسات السينما الشهيرة " ويكتبون في النقد السينمائي ايضا ، ومن ضمنهم المخرج الفرنسي سيرج لو بيرون ، وقد شجعونا علي الانحياز الي هذا النوع الوثائقي سينما الواقع ،(فانجزت خلال فترة الدراسة فيلمي الوثائقي الاول " كلام العيون " دوبل باند ، وعرضته في الجامعة ، وكان من ضمن الحاضرين المرحوم علي الشوباشي الصحفي المصري الكبير و د. ماجدة واصف و مجموعة كبيرة من العرب و المصريين وسامبا فليكس زميلي في القسم و، كان سامبا كلما التقينا ، يذكرني بكلام العيون ، علي الرغم من اني اتجهت بعدالتخرج للعمل في الصحافة) ونبهونا الي اهميته كممارسة مطلقة لحرية المبدع السينمائي الفنان
و كان سامبا فليكس الذي عاش في باريس لفترة بعد تخرجنا في القسم ، كرس جل حياته في ما بعد لاخراج هذا النوع الوثائقي من الافلام ، ليحكي عن احوال ومشاغل و هموم بلده و، يصنع افلاما مستقلة ومتوهجة بالحياة عن السنغال من التراب، و قد كتب مرة مقالا يلخص فيه تجربته كمخرج سنغالي صاعد ،و مشكلة الجيل الذي ينتمي اليه علي سكة سينما واقعية ، مع مخرجين سنغاليين مخضرمين اختاروا سكة السينما الروائية مثل المخرج السنغالي الافريقي الراحل الكبير سمبان عثمان ، و نشر المقال في كتالوج احدي دورات مهرجان سينما الواقع ، و قد تسمح الظروف بترجمته قريبا
و كنت علمت فقط بوفاة سامبا فليكس بالامس فقط من صديق مشترك ، هو المخرج ومدير التصوير الانجليزي بيتر شابيل ، وكان يجهز نفسه للسفر في اليوم التالي من لندن الي باريس لحضور تكريم صديقنا المخرج الراحل سامبا فليكس في المهرجان الذي يعرض له ثلاثة افلام وثائقية في الساعة السابعة مساء اليوم في سينما 1 في المركز، و سوف تكون هناك ندوة لمناقشة اعمال وانجازات سامبا على مستوي السينما الوثائقية الافريقية بحضور مجموعة من اصدقائه و تلاميذه و من شاركوه مغامرة سينما الواقع في السنغال
ولنا وقفة مع اعمال وافلام المهرجان في عدد مقبل

ليست هناك تعليقات: