الخميس، مارس 22، 2018

باريس - تكساس ، باريس - القاهرة بقلم صلاح هاشم في نزهة الناقد


نزهة الناقد


فقرة بعنوان

باريس تكساس، باريس- القاهرة
ليس دعوة لمشاهدة فيلم باريس تكساس للمخرج الألماني فيم فندرز


بقلم

الحصان الشارد .صلاح هاشم




فكرت وأنا أصور الفيلم أن أجمع تأملاتي في السينما وحياة التشرد بين باريس والقاهرة وتحت بوابات العالم، وأن أودعها فيلما وثائقيا طويلا بعنوان " باريس تكساس- باريس - القاهرة " لأحكي فيها عن حياة شاعر ومخرج سينمائي ألماني استطاع أن يجمع كل حبه للفن والابداع والتطور والتجديد، ويودعه في أفلام روائية ووثائقية عبقرية، ومن ضمنها فيلمه الأثير" باريس تكساس" الذي حصل على جائزة السعفة الذهبية في دورة من دورات مهرجان كان سيد المهرجانات السينمائية في العالم
وقلت وأنا أتخيل الحديث عنه فيم فندرز في فيلمي ،انه حول الفيلم الى قطعة موسيقية من نوع البلوز، وهو نوع من الغناء، متفرع ومنبثق من شجرة موسيقى الجاز، وجعلها تحكي عن الأسى الأزرق الذي صار يطوف في حياتنا مثل سحابة وبحساسية تقنية سينمائية عالية وراقية
لكن عندما خرجنا من عرض " باريس - تكساس " ،لم نكن نشعرإلا بأن رغبتنا في الحياة صارت أكبر من أي يأس، وأكثر من أي ضياع، وأقوى من أي ظلم وقع أو سيقع علينا

وظيفة السينما إشتهاء الحياة أكثر


ترى تساءلت وقتها : هل وظيفة السينما أن تجعلنا نشتهي الحياة أكثر ؟

هل وظيفة السينما أن تكرس كل أعمالها لخدمة هذا " الحلم " الانساني النبيل ؟

لكن ما اشد صعوبة، تعب وكد، تحقيقأمنياتنا الإنسانية النبيلة، في عالم يتحكم فيه
الأوغاد والتجار الحقراء والساسة وباعة الوهم

في أي زمان نحن نعيش الآن.؟
والكل..
الاعلام والناس وقد اقترب الأمر حتى صار يطال الأهل والأقرباء والأحباب. واخشى أن يطال الأصدقاء قريبا ايضا و ياللرعب ! )
صار يزداد بوحداته الانسانية المشتتة المبعثرة سوءا وعنفا وظلما واستهلاكا ودموية
ويأخذ منا وقتا طويلا في التفكيران كانت " حياة الكذب هذه، أية حياة ،وفي أي مكان، باريس - تكساس أو باريس- القاهرة،
أو حتى حياة يسهل فيها الكذب والخداع والاحتيال على البشر مثل تلك الحياة التي نحياها معكم
جديرة حقابأن تعاش،وبكل تلك الفضائل التي يدافع عنها البشر وفلاسفة التنوير والمشردين الكبار..
يتساءل معي المصور والمخرج الشاعر مخرج اأفلام الطرق ( باريس - تكساس ) والمسافات الطويلة الألماني فيم فندرز وهو أقرب في معالجاته السينمائية الى روح وسرد المتصوفة العرب وحكايات الزن اليابانية، مثل ابن عمه الامريكي جيم شامروش، الذي استطاع في فيلمه الأخير أن يحول مدينة الى قصيدة ،ويجعل من سائق حافلة شاعرا
هل هناك اي الآن في تلك الحياة التي نحياها في عصر التطور التكنولوجي- لخلق العوالم الافتراضية- الساحق، أية " مصداقية " ياترى لأي شييء
ويضيف : كلا للأسف .ان الفوتوغرافيا المعاصرة صارت بفضل اختراعات وأساليب الاحتيال المدهشة، غير قادرة على أن تقنعنا، وفقدت مصداقيتها، لأنك تستطيع أن تتلاعب بأية صورة الآن، حتى صرنا نتساءل في كل مرة تعرض علينا الصور إن كانت صور واقعية، أو صور مفبركة، للاحتيال علينا، وخداعنا، والتلاعب بعقولنا
الزيف الآن- حقا - صار للأسف ..سمة من سمات عصرنا الراهن
. . .
إيه..

عجبكم الفيلم ؟


صلاح هاشم

ليست هناك تعليقات: