الممثلة القديرة ليلى فوزي في فيلم الناصر صلاح الدين
مختارات سينما إيزيس
السينما فن والفن خيال وفيلم صلاح الدين لم يحرر القدس
بقلم سمير فريد ٢١/ ٤/ ٢٠١٤
بقلم سمير فريد ٢١/ ٤/ ٢٠١٤
عبرت
فى هذا العمود مثل كثيرين عن الإعجاب بهمة المهندس إبراهيم محلب عندما كان
وزيراً للإسكان، وعندما أصبح رئيساً لمجلس الوزراء تفاءلت كما تفاءل
كثيرون بأن تمتد تلك الهمة إلى كل الوزارات.. ولست أقصد بالهمة الخروج من
المكتب إلى مواقع العمل، وإنما مواجهة البيروقراطية المعوقة، فالمهم أن
يؤدى المسؤول واجباته ولو لم يغادر مكتبه.
وقد ازداد تفاؤلى برئيس مجلس الوزراء عندما استمعت إلى حديثه فى مفتتح اللقاء مع عدد من صناع ونقاد السينما أمس الأول، وكنت من بينهم، والذى استمر ساعتين، وذلك لمناقشة قرار الحكومة إيقاف عرض فيلم «حلاوة روح» إخراج سامح عبدالعزيز، والطلب من الرقابة أن تعيد النظر فيه، وبحضور وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب. عبر حديث المهندس محلب عن إدراك عميق للظروف الصعبة التى تعيشها مصر، والتى ربما لم يسبق لها مثيل فى تاريخها الحديث، وإيمانه بالقدرة على تجاوزها بالعمل الإخلاص والشفافية، كما عبر عن حبه وتأثره بالأفلام المصرية، وخاصة أفلام الأبيض والأسود، أو ما أصبح معروفا باسم سينما الزمن الجميل، وأكد أن حرية التعبير مكفولة، وتساءل بصدق: ولكن ما الفرق بين الإبداع والإسفاف وكان ردى من واقع فيلم مارجان ساترابى «دجاج بالبربوق» عندما سألت طالبة الفن الشابة أستاذها ما هو الفن، فأمسك الهواء بقبضته فلا يوجد تعريف شامل جامع مانع للفن، وما يعتبر إبداعاً من وجهة نظر ما قد يعتبر إسفافاً من وجهة نظر أخرى، وحتى بعض أدب نجيب محفوظ وصف بالإسفاف. وقلت إن المشكلة تكمن فى عبارة «السينما مرآة المجتمع» التى جاءت فى «رأى الأهرام» فى نفس يوم اللقاء، فالأفلام مثل كل أعمال الآداب والفنون لها تأثيرها بالطبع، ولكننا نبالغ فى هذا التأثير لأن مرآة المجتمع الحقيقية الشارع وصفحة الحوادث فى الصحف، وأساس الوعى السائد التعليم منذ الطفولة حتى الجامعة، وكلها وسائل الاتصال، وليس الفنون والآداب ومنها السينما. وقلت إن «الأهرام» فى نفس اليوم نشر تصريحاً منسوباً إلى المهندس محلب يقول فيه إن مسرحية «مدرسة المشاغبين» أفسدت التعليم فى مصر. وهذا الرأى لا يكون صحيحاً إلا إذا كان فيلم «صلاح الدين» قد حرر القدس، ولكن السينما، وكل الفنون ومنها فنون الأدب خيال، حتى إذا كانت من الاتجاه الواقعى. ومن المؤسف حقا أن ترتفع بعض الأصوات فى اللقاء تطالب بمنع فيلم «حلاوة روح»، بل وتعارض بيان اتحاد النقابات الفنية وغرفة صناعة السينما ولجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة ضد قرار وقف عرض الفيلم. وقد تم اختيار المدعوين بحيث تكون النتيجة «اختلف السينمائيون ما بين مؤيد ومعارض» ولكن الحرية سوف تنتصر. samirmfarid@hotmail.com عن جريدة المصري اليوم بتاريخ 21 فبراير 2014 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق