السبت، أكتوبر 28، 2017

وداعا أستاذنا محمد عبد الفتاح وقيمة كبيرة في حياتنا بقلم صلاح هاشم


الأستاذ محمد عبد الفتاح

وداعا لأستاذنا محمد عبد الفتاح وقيمة كبيرة في حياتنا..
بقلم
صلاح هاشم

حزنت كثيرا لوفاة الناقد والمؤرخ السينمائي المصري الكبير الاستاذ محمد عبد الفتاح ولن أنسى ابدا كيف كان دائما ما يقبل علي في كل مرة أزور فيها مصر،ويكتشف هو هذا الأمر بالمصادفة، فاراه يترك من معه ويسير في صحبته من تلاميذه واصدقائه الكثيرين، و يقبل علي، ويعانقني، لينطق وبكل وجدانه باعتزازه وحبه وتقديره واحترامه لشخصي ويجعلني أشعر وكأني ملاكا جميلا وقد هبط فجأة من حالق و " بشرة خير". وهو شعور لايمكن أن يصدر يقينا إلا من إنسان جميل ونبيل ومحترم في شخصه، ومن حبه العميق للناس، واحترامه للبشر..

 ولذا كنت كلما التقيت عم محمد المتفائل والمبتسم دوما، أشعر بأن وظيفة السينما الاساسية، كونها تقربنا أكثر من إنسانيتنا، قد تجسدت وتحققت في شخصه، ولا اريد أن اتطرق هنا الى أفضال عم محمد عبد الفتاح علي، فقد وجدته مرة اثناء وجودي في مهرجان القاهرة السينمائي ذات دورة يسأل ويبحث عني، ويطلب نسخة من فيلمي الوثائقي الطويل " البحث عن رفاعة الطهطاوي " انتاج 2008 لكي يعرضه في القاعات والمراكز التي يشرف عليها صندوق التنمية الثقافية، ثم اهتمامه دوما بعدما توثقت علاقتنا بمعرفة اخباري وأخبارأفلامي الوثائقية وتشجيعه لي على الاستمرار في اخراج أفلام من التراب- منخفضة التكاليف - لتحكي عن ذاكرة مصر وتاريخها والتوثيق لحياتنا..



كما لا انسى على الاطلاق لعم محمد عبد الفتاح حضوره الاحتفال بمرور 10 سنوات على إنشاء موقع  " سينما إيزيس " في قاعة ثروت عكاشة التابعة للمركز القومي للسينما في الهرم، وعرض فيلمي الوثائقي الطويل " وكأنهم كانوا سينمائيين . شهادات على سينما وعصر " الذي عرض بالمناسبة، واعجابه الكبير بالفيلم، وكنت حاولت في مداخلتي أثناء الاحتفالية ، أن أحكي عن الفيلم الذي صنعت والتأثيرات الكبيرة التي احدثتها السينما المصرية العريقة بأفلامها العظيمة في حياتنا ووجداننا،فاذا به يصرخ في إن يا صلاح ياهاشم إن فيلمك الرائع، يحكي ويخبر عن ذلك بنفسه، مش عايزين نسمع منك اي كلمة، لقد اسعدتنا جدا وامتعتنا بفيلمك،وبفنك، وبشهادات السينمائيين الكبار - د. صبحي شفيق والروائي بكر الشرقاوي ومدير التصوير الكبير د. رمسيس مرزوق العظيمة في الفيلم الذي أعتبره بمثابة " تحية " الى السينما المصرية العبقرية التي صنعتنا كما شاهدته وتمثلته، هكذا قال - وأضاف وهذا وحده يكفي..
 ومازالت كلماته هذه التي لن انساها ابدا ، وشهادته كناقد مؤرخ سينمائي كبيرعلى الفيلم، مازالت محفورة في أعماق دمي ووجداننا. بل اني كنت قد فكرت لثقتي الكبيرة فيه كمؤرخ وكاتب أمين ومحترم ومنظم جدا انه أفضل إنسان استطيع ان أودع عنده كل ماكتبت ودونت وأنجزت من كتب وقصص ومذكرات وأفلام وتسجيلات ،وائتمنه عليها، لكي يتصرف فيها - عند وفاتي- بمعرفته، وتكون موجودة لمن يبحث عنها أو يطلبها ، وكنت قررت أن احدثه في الأمر، ونتفاهم بشأنه عند حضوري الى مصر في شهر نوفمبر، ثم تفاجأت بخبر وفاته اليوم السبت فقط، فحزنت كثيرا جدا، لأن مصر فقدت بوفاة الأستاذ محمد عبد الفتاح مؤرخا وعالما كبيرا بالسينما المصرية، من استاذتنا النبلاء الثقاة الكبار، الذين فضلوا دوما أن يكونوا على الهامش، في الظل، لنتعلم منهم، ومن تواضعهم، وننهل من أصالتهم، ومصريتهم. وداعا عم محمد عبد الفتاح ، وداعا لقيمة كبيرة في حياتنا
صلاح هاشم






في الصورةمع أستاذنا محمد عبد الفتاح وبعض الحضور الكريم مثل صديقي وأخي الشاعر المصري الكبير زين العابدين فؤاد والصديق العزيز الأستاذ مجدي الشحري في احتفالية سينما إيزيس بمركز ثروت عكاشة يوم 15 اغسطس 2015

ليست هناك تعليقات: