الجمعة، أبريل 24، 2015

سمير فريد يكتب في " مختارات سينما إيزيس " عن جوائز الدولة التقديرية التي لاتزال في القرن التاسع عشر.


مختارات سينما إيزيس

عن جوائز الدولة التقديرية التي لاتزال في القرن التاسع عشر

بقلم

 

سمير فريد
 


تذكر الزميل العزيز الناقد السينمائى محمد بدر الدين أن هذا العام 2015 هو عام مرور 50 سنة على نشر أول مقالاتى فى النقد السينمائى، وجعلنى أتذكر أهم شهادة تقدير حصلت عليها، وكانت من لويس عوض «1915-1990» فى منتصف السبعينيات عندما قال إن مقالاتى عن الأفلام فى جريدة «الجمهورية» تمثل مولد أدب جديد فى اللغة العربية هو أدب النقد السينمائى.

وقتها قلت للأستاذ والمعلم الكبير إننى أعبر عن هذا الأدب فى الصحف اليومية، ولكن هناك منابر أخرى تعبر عن ذلك الأدب أهمها النشرة الأسبوعية لنادى سينما القاهرة، وإن جيل الستينيات الذى أنتمى إليه سبقه جيل الرواد فى الخمسينيات، مثل أحمد الحضرى شيخ النقاد من دون منازع، وهاشم النحاس الذى يحتفل النقاد بعيد ميلاده الثمانين هذا العام، وأحمد راشد «1938-2006»، وفتحى فرج «1934-2001» وصبحى شفيق أطال الله عمره.

ومن المؤسف حقاً أن جوائز الدولة التقديرية لم تقدر حتى الآن أياً من نقاد السينما صناع ذلك الأدب الجديد، حسب قول لويس عوض، لا من جيل الخمسينيات ولا من جيل الستينيات، ورغم أنه الأدب الذى أضيف إلى الآداب فى القرن العشرين، أو قرن السينما، وهذا لا يقلل من قيمته بالطبع، وإنما يعنى أن هذه الجوائز لاتزال فى القرن التاسع عشر، ولم تعرف بعد أن القرن العشرين قد بدأ وانتهى، ونحن الآن فى نهاية العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين.

بل إن من جيل السبعينيات من يستحق الفوز بجائزة الدولة التقديرية، مثل أحمد يوسف الذى ترجم من 2009 إلى 2014 عشرة كتب من المراجع الكبرى عن السينما فى العالم، صدرت عن المركز القومى للترجمة فى سبعة آلاف و393 صفحة من القطع المتوسط، وإذا لم يقدر هذا الجهد العلمى الكبير، فما الذى يقدر. أغلب جوائز الدولة التقديرية بالدور على مجموعة محددة، وليست عن الدور، وأغلب هذه المجموعة فازت عن جدارة، ولكنهم ليسوا فقط من يستحقون التقدير، الفائزون هم من «يلمعون»، ولكن ليس كل ما يلمع ذهبا، وليس كل ما لا يلمع من الصفيح.

ولست أكتب هذا المقال طالباً ترشيحى، فالترشيح لا يطلب، ولا يسعدنى الفوز بجائزة لم يفز بها أحمد الحضرى أو هاشم النحاس أو صبحى شفيق، ويكذب من يقول إنه لا يسعد بالفوز، ولكنى لست حزيناً لعدم الفوز، وإنما لعدم تقدير النقد السينمائى فى مصر، وعدم احترام الدولة عموماً لفن السينما، والمتمثل أساساً فى عدم وجود متحف للسينما أو سينماتيك، فالسينما عند هذه الدولة وسيلة للدعاية السياسية، وإذا قام بها التليفزيون فلا أهمية لها، وملهى تحصل منه ضريبة الملاهى من شبابيك التذاكر نقداً صباح كل يوم، وتكفينى ميدالية مهرجان كان الذهبية التى حصلت عليها مرتين، وجائزة مهرجان دبى التقديرية، وجائزة مهرجان نيودلهى التقديرية، حتى وإن لم أتسلم قيمتها المالية حتى الآن!

المقال نقلا عن "المصري اليوم" 

ليست هناك تعليقات: