عمان - ناجح حسن - يتضمن كتاب " السينما الفرنسية ، تخليص الابريز في سينما باريز " للناقد والباحث السينمائي المصري صلاح هاشم باقة من الموضوعات والقضايا السينمائية المتعلقة بالسينما الفرنسية ومراحل تطورها كان المؤلف تابعها بحكم إقامته الطويلة في فرنسا , وأيضا لما صارت تشكله السينما الفرنسية اليوم كواحدة من ابرز الإبداعات العالمية , فقد أفرزت خلال العقود الماضية العديد من المدارس والتيارات السينمائية  المغايرة لانتاجات السينما السائدة وغدت أداة تفكير في مشاكل العصر والمتناقضات السياسية والاجتماعية والجمالية0
يوزع صلاح هاشم الذي سبق وان شارك في الكثير من لجان التحكيم بالمهرجانات السينمائية  العربية والدولية عناوين مؤلفه على ستة فصول متنوعة الاهتمامات ففي الفصل الأول المعنون السينما الفرنسية:تعريف أولي  يناقش صعوبة إيجاد تعريف محدد للمصطلح ويختصره بأنها تلك السينما التي يصنعها المخرج/المؤلف وليس المنتج كما في السينما الهوليودية ,وهي التي تجعلنا نرى صورة لتفاصيل الحياة الفرنسية وحضورها الثقافي والفني والتاريخي والسياسي ونتعرف على شخصياتها وهويتها وأحزانها وهمومها وهي من خلال ذلك كله طرح رؤية فكرية وفنية لصناع افلامها..


يتوقف الكتاب الصادر عن العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة المصرية بفصله الثاني على مختارات من الأفلام الفرنسية التي حققها مخرجوها في فترات متباينة وحاكت موضوعاتها مفاهيم ذاتية وإنسانية تمسك بتوهج الحياة واستكشافها لجوهر تحولاتها في مصائر أبطالها 0 ومن بين تلك الأفلام يقرأ المؤلف أعمال مثل:»في نخب حبنا« لموريس بيالا ,»موجة جديدة« لجان لوك غودار,»عاشت الحياة« لكلود لولوش, »امرأة الجوار« لفرنسوا تروفو, »بعيدا« لأندريه تشينيه,»سنغال الصغيرة« لرشيد بوشارب , »الكراهية« لماتيو كاوفيتس وفيلم  »مصير أميلي بولان المدهش « لبيير جونو كي وجميعها أعمال شكلت قامات فنية  نضرة واجهت بجرأة مشكلات الواقع وحلقت بتفصيلات الهامش ونبشت بتماسك فني مبتكر لحظات سينمائية اخاذة..
وتناول الفصل الثالث شخصيات وأعلام السينما الفرنسية: المخرج بول جريمو وزملاؤه :جاك دومي, فرنسوا تروفو , كوستا غافراس ,إضافة إلى جان متري احد ابرز النقاد والمؤرخين في السينما الفرنسية 0ويبحث مطولا بإنجازاتهم وإصرارهم العنيد على تحقيق رؤاهم وأفكارهم وتطلعاتهم الإنسانية العميقة, وانفتاحهم على هموم محيطهم الاجتماعي  بعيدا عن توجهات السوق واللعب على غرائز المشاهدين..
وحمل الفصل الرابع قراءة متأنية للظواهر السينمائية التي يعيشها المشهد السينمائي في فرنسا مثل : السينماتيك أو دار الأفلام ,وتكريم يوسف شاهين ,وخروج الفيلم الفلسطيني »يد إلهية« وسوى ذلك من محطات الثقافة السينمائية وأدبياتها بغية الإطلاع على تجارب العالم السمعية البصرية كما في إقامة تظاهرة متحف اللوفر للتعريف بفكر السينما المعاصرة والتعريف بسينما البريطاني الفرد هتشكوك وسينما الحقيقة..ويتتبع المؤلف بالفصلين الأخيرين تلك المهرجانات السينمائية المتخصصة التي تقام طوال العام في فرنسا ,وما تحمله من نتاجات السينما العربية التي تأخذ مكانتها على قدم المساواة مع أفلام عالمية وتظفر بالعديد من الجوائز ومناسبات الاحتفاء والتكريم..كتاب »السينما الفرنسية:تخليص الإبريز في سينما باريز« إطلالة أخرى على سينما مختلفة بقلم ناقد يمتلك رؤيته النقدية المفعمة بالخبرة والدراية والمتابعة النشيطة لتيارات ومدارس سينمائية عالمية تفيد عشاق هذا النوع من الإبداع  من شأنها أن تحفز المهتم على تنمية وتطوير ذائقته السينمائية وتأخذه بابتكاراتها الجديدة وتجارب صناعها إلى مدى ابعد في الاستفادة من خلال التواصل المعرفي والإنساني مع الفن السابع.

عن جريدة الرأي الأردنية