الخميس، مارس 15، 2012

مختارات إيزيس / سمير فريد يكتب عن الثورة السورية

لوحة غلاف سينما إيزيس من تصميم الفنان اللبناني سامي لمع

مختارات إيزيس


سمير فريد يكتب

عن الثورة السورية

بعد مرور عام على انطلاقتها



تمر اليوم سنة كاملة على بدء ثورة الشعب السورى العظيمة ضد ديكتاتورية الأسد «الأب ووريثه» التى استمرت أربعة عقود.

وكما أدى الحكم باسم الدين المسيحى إلى ما أدى إليه فى أوروبا منذ خمسة قرون، أدى الحكم باسم الدين الإسلامى إلى ما أدى إليه فى إيران ثم فى أفغانستان والسودان والصومال، وكلها دول تتمزق وتعانى شعوبها أشد المعاناة، وأدى نظام الجمهورية الوراثية فى سوريا إلى المذبحة التى تدور على أراضيها منذ سنة كاملة وحتى الآن، وقد كان من الممكن أن يحدث هذا فى مصر لولا ثورة 25 يناير، التى أنهت توريث مبارك الحكم لابنه جمال.

عندما ورث الأسد الابن الحكم عن أبيه أعلن أنه يختلف وسوف يحقق الديمقراطية، فيما أطلق عليه ربيع دمشق منذ عشر سنوات. قلنا إنه توريث، فقالوا هذه ظروفنا، وإذا صدق سيكون هناك دستور جديد ويرحل بعد مدة أو مدتين، المهم أن يفتح باب الحرية، ولكن تبين أن النظام لم يتغير، وكما ارتكب الأب مذبحة عام 1982، ارتكب الابن مذبحة عام 2012، والفرق أن المذبحة الأولى جرت فى عصر ما قبل الثورة التكنولوجية، وتم التعتيم عليها، أما المذبحة الثانية فتذاع على الهواء مباشرة فى كل أنحاء الأرض، وهى أكبر جريمة ترتكب ضد الإنسانية منذ حرب البوسنة مطلع التسعينيات من القرن الميلادى الماضى، فى مواجهة أعظم ثورات سوريا فى كل تاريخها.

كان المخطط أن يشهد العقد الأول من القرن الجديد توريث الحكم فى العراق، واليمن وليبيا ومصر، بعد أن تم التوريث فى سوريا، ولكن بدأ الربيع العربى فى تونس، مع بداية العقد الثانى عام 2010، ثم وصل إلى ذروته عام 2011، وفشل المخطط، وإن ظل الوريث فى سوريا يقاوم ويسفك المزيد من الدماء حتى اليوم.

وبينما استيقظ الضمير العالمى المتمثل فى الأمم المتحدة إزاء جريمة البوسنة، ولو متأخراً، وأوقفها، فإنه لايزال نائماً وغارقاً فى الحسابات السياسية إزاء الجريمة التى ترتكب فى سوريا، كما تغرق النظم الحاكمة فى العالم العربى فى الحسابات السياسية بدورها، حتى مصر بعد الثورة، وتقف موقف المتفرج الصامت أو الزاعق بمجرد الكلام، ولا تريد حتى الاعتراف بالمجلس الوطنى الذى أفرزته الثورة، ومساندته سياسياً، وهو مجلس وطنى بحق، ويقوده مثقف سورى كبير له سمعته الدولية المرموقة، هو برهان غليون، الذى يذكرنى بقائد ثورة التشيك، فاكلاف هافيل، أو ربما لا يعترفون به، لأن غليون لا يرتدى عمامة دينية ولا قبعة عسكرية.

طال الوقت أم قصر، سوف تنتصر الثورة فى سوريا ويحصد الشعب ثمار تضحياته من أجل الحرية.

samirmfarid@hotmail.com


عن جريدة المصري اليوم بتاريخ 14 مارس 2012

ليست هناك تعليقات: