photos: Marie Maudou
المواقع السينمائية على شبكة الانترنيت ....
ما لها وما عليها!
يوخنا دانيال – بغداد
تعجّ شبكة المعلومات العالمية بآلاف المواقع ( Websites ) والمدونات ( Bloggers ) المتخصصة بالسينما وأخبارها ونجومها وفنونها وكل ما يتعلق بشؤون وشجون صناعة السينما في جميع أنحاء العالم، وبمختلف اللغات الحية. وبالتأكيد فان أهم المواقع هي التي تكون باللغة الانكليزية، وربما غيرها من اللغات الأوروبية مثل الفرنسية والألمانية والايطالية والاسبانية، وحتى هذه الأخيرة تتضمن أقساماً او خيارات باللغة الانكليزية. لكن المواقع والمدونات باللغة العربية قليلة جدا بالمقارنة باللغات الأخرى، كما ان المواقع والمدونات المهمة والمفيدة منها لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة .... وأغلبها يتمركز في عواصم أوروبية.
يلاحظ الباحث والقاريء العادي ندرة المجلات والدوريات السينمائية بشكل عام باللغة العربية، في حين تتكاثر وتتناسل مثل هذه المطبوعات باللغات الانكليزية والفرنسية وغيرها من اللغات الحية. لقد أصبح من المتفق عليه ان الثقافة السينمائية أصبحت ضرورة لجميع المثقفين والفنانين في الوقت الحاضر، بالنظر لأهمية السينما في العالم أجمع كفن ووسيلة تواصل بين الشعوب والثقافات، اضافة الى دورها الدعائي والاعلامي. وبالنظر لهذا الفراغ الهائل، انبعثت المواقع الالكترونية السينمائية باللغة العربية لملاحقة التطورات والأحداث والمناسبات في السينما العربية والعالمية أيضا. وبينما تمتاز معظم المواقع السينمائية غير العربية بتخصصها عادة، كأن تهتم بالمهرجانات السينمائية او بالجوائز السينمائية او بأنواع معينة من الأفلام ( بوليسية، إثارة، رعب، سياسية ) او بنجوم ومشاهير او شركات انتاج او استوديوهات كبرى مثلاً ... فان المواقع والمدونات العربية تحاول أن تغطي معظم القضايا المهمة او التي تبدو مهمة في عالم السينما بالنسبة للسينمائيين والمشاهدين في العالم العربي.
وفي حين ان معظم المواقع السينمائية باللغات غير العربية تتبع مؤسسات قائمة كأن تكون مهرجانات او مجلات او شركات انتاج او غيرها ... فان المواقع والمدونات العربية المهمة هي شخصية او فردية في أغلب الأحوال، يشرف عليها نقاد سينمائيون متفانون وينفقون عليها من مالهم ووقتهم الخاص ... ولا تجد الدعم والمساندة ولا حتى الاعلانات والدعايات، مما يؤدي الى توقف او إغلاق بعضها جزئياً او كلياً أحياناً. وفي هذا المجال يجب ان نوضح : ان غياب المجلات والدوريات السينمائية او شحة المواقع الالكترونية، لا يعني أبدا ندرة او قلة الكتابات السينمائية في العالم العربي ... إذ قلما تخلو صحيفة او مجلة رصينة او موقع الكتروني منوع من مقالات في النقد والاعلام السينمائي، أسبوعياً على الأقل. الصحف العربية المهمة مثل الحياة والنهار والسفير والشرق الأوسط والأهرام والبيان والاتحاد والرأي وغيرها نجد فيها العديد من المقالات النقدية والمتابعات في السينما العربية والعالمية أيضا ... لكن حقيقة غياب المجلات لا يمكن إنكارها، والمواقع السينمائية العربية تحاول سدّ الفراغ.
عاشق السينما في السابق – ناهيك عن الباحث المتخصص – كان يجد صعوبات بسبب عدم توفر المجلات والصحف الأجنبية او عدم تمكنه من لغة أجنبية لغرض الوصول الى المعلومات السينمائية ... اضافة الى هيمنة المجلات الفنية "السطحية" التقليدية من لبنان ومصر على الخصوص، بتركيزها المزمن على الجوانب الشخصية والمثيرة والشائعات في حياة النجوم والفنانين. اليوم، تبدو شبكة المعلومات الدولية أكثر تنوعاً وغنىً وديمقراطيةً في توزيع ونشر المعلومات وايصال الأصوات الخافتة والمكبوتة في معظم جوانب الحياة، وعلى الأخص في الثقافة والفنون ... ومن بينها السينما والقضايا المتصلة بها وشؤون العاملين فيها بشكل عام.
مواقع سينمائية عربية مهمة
موقع سينماتيك حداد www.cinematechhaddad.com
وهو الموقع الشخصي للناقد البحريني الاستاذ حسن حداد، عاشق السينما الدؤوب والباحث عن أخبارها في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية المختلفة. من أهم معالم الموقع هي خدمة "كتبوا في السينما" : وهي توثيق شامل لأهم المقالات النقدية والعروض والمتابعات في كبريات الصحف العربية لأهم النقاد وكتّاب السينما العرب مثل سمير فريد، ابراهيم العريس، صلاح هاشم، محمد رضا، نديم جرجورة .... وغيرهم. وفي أحيان كثيرة، تتحول المقالات الى ملفات خاصة كبيرة عندما يجمعها موضوع مشترك مثل فلم معين ( آلام المسيح، عمارة يعقوبيان ... وغيرها ) او مهرجان ما ( القاهرة، كان، برلين ... وغيرها ). هذا الموقع الجميل تأسس في كانون الثاني/يناير عام 2004، وهو يقوم منذ ذلك الوقت بأرشفة وتوثيق معظم المقالات السينمائية في الصحف العربية الرئيسية في مختلف البلدان العربية. اضافة الى ذلك، هناك باب "خاص بسينماتيك" يكتب فيه العديد من نقاد السينما العرب في العالم العربي وأوروبا، وينشروا فيه مقالاتهم ومتابعاتهم عن الأفلام والمهرجانات حتى قبل ان ينشروها في الصحف المختلفة. كما يتضمن الموقع توثيقا كاملا لكتابات الاستاذ حسن حداد في الصحف والمجلات البحرينية المختلفة على مرّ السنوات منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي. اضافة الى أبواب متنوعة أخرى مثل "ملفات خاصة" و "مهرجان الصور" وخدمات وكتابات أخرى تراكمت خلال هذه السنوات من عمر الموقع. كما يفرد الموقع قسماً خاصاً لمجمل كتابات الناقد السينمائي البحريني الاستاذ "أمين صالح" ... وقسماً خاصاً لعروض الأفلام وبعض المقالات بقلم كاتب المقال تحت عنوان "بانوراما الأفلام". هذا، ويعتبر العديد من كبار نقاد السينما العرب مثل صلاح هاشم وسمير فريد ومحمد رضا موقع "سينماتيك" من أهم المواقع السينمائية العربية وأكثرها رصانة وجدية وغنىً بالمعلومات المتجددة للقارىء والباحث.
موقع سينما ايزيس ، www.cinemaisis.blogspot.com
وهي مجلة سينمائية الكترونية تعنى بفكر السينما المعاصرة وفنونها، مؤسسها ورئيس تحريرها الناقد السينمائي المصري المقيم في باريس الاستاذ صلاح هاشم مصطفى. وسيهتم هذا الموقع المتعدد اللغات والاهتمامات – عند تكامل إنشائه – بالسينما العربية والفرنسية والأوروبية والإفريقية والعالمية، ليعكس فكر السينما المعاصرة وفنونها وانجازاتها حول العالم. وللحق، فان الموقع يحمل بأمانة طابع الناقد صلاح هاشم "المتمرد" والخارج عن مؤسسة السينما القائمة في مصر او العالم.لقد وقف صلاح هاشم بمفرده بعيداً عن الجميع ... ولم يساهم في حملة التبجيل والتهليل الشاملة، "غير الموضوعية أحياناً"، بفلم عمارة يعقوبيان. لذا يحفل الموقع الذي انبثق في آب/أغسطس 2005 بمقالات نقدية عميقة "مضادة" للسينما العربية الراهنة في مصر، والسينما القائمة فقط على الإبهار والتقنيات والاثارة في هوليوود وغيرها من عواصم السينما، كما يحفل بمقالات تبجّل السينما التسجيلية والمستقلة والفقيرة والخارجة عن المألوف في مصر وكل مكان، بأقلام أهم النقاد في العالم العربي. يمتاز الموقع بغناه النظري وتغطياته الموسعة العميقة و"غير المهادنة" للمهرجانات التي يحضرها باستمرار "ناسك" السينما صلاح هاشم. كما يمتاز الموقع بخدماته الكثيرة وروابطه الالكترونية الواسعة بمختلف المؤسسات والمعاهد والجهات التي تعنى بالسينما في العالم. سينما ايزيس هي وفاء وتحية من مؤسس الموقع الى دار عرض "سينما ايزيس" في حي السيدة زينب، التي جذبت الطفل صلاح هاشم الى عالم السينما السحري منذ أربعين عام او يزيد.
موقع الفيل (موقع السينما العراقية) http://alfilfilm.blogspot.com
موقع ألكتروني او بالأحرى مدونة ألكترونية تعنى بشكل رئيسي بالسينما العراقية والسينمائيين العراقيين، المقيمين خارج العراق على الخصوص، ويحرّر الموقع – الذي تأسس في كانون الثاني/ يناير 2005– ويديره السينمائي والكاتب العراقي المقيم في فنلندا الاستاذ حسن بلاسم. يضم الموقع أقساماً مختلفة للسيناريو والتقنيات ويقدم عروضاً للكتب السينمائية الحديثة وروابط الكترونية متعددة مع مواقع سينمائية مهمة، كما يضمّ أرشيف الموقع مقالات دراسات سينمائية مترجمة لكبار النقّاد والمنظّرين السينمائيين العالميين، وهناك تركيز خاص على الصورة الفوتوغرافية بذاتها او باعتبارها جزءأً من الفلم السينمائي. يمكن اعتبار الموقع تجمّعا للسينمائيين العراقيين الخارجين عن مؤسسة السينما التقليدية او الحكومية في العراق، اضافة الى أصدقائهم من النقاد السينمائيين العرب الذين يساهمون في الكتابة للموقع. والحقيقة ان الموقع يكتسب أهميته من حقيقة كون السينما العراقية او السينمائيين العراقيين في "الداياسبورا" او الشتات يشكّلون الثقل الأكبر او المركزي في صناعة السينما العراقية منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بسبب هيمنة النظام الشمولي الذي احتكر صناعة السينما وسخّرها لأغراض الدعاية والاعلام الدكتاتوري، وكذلك بسبب الأوضاع غير الطبيعية التي يعيشها العراق حالياً من غياب للأمن والخدمات وشيوع الإرهاب والتطرّف الديني. الا ان موقع "الفيل" يعاني – وقت كتابة المقال، نهاية صيف 2006– من صعوبات تقنية وقانونية وربما من مشكلات، أدّت الى انتقاله وقتياً الى موقع القصة العراقية الالكتروني www.iraqstory.com على شبكة الانترنيت ضمن قسم الفلم.
موقع شريط www.shreet.com
من أحدث المواقع السينمائية العربية على شبكة المعلومات الدولية، يديره ويحرره من أمستردام الناقد السينمائي العربي الاستاذ محمد موسى، المتميز بملاحقاته النقدية لأحدث الأفلام وكتاباته في صحيفة الحياة وموقع ايلاف الالكتروني. يمتاز هذا الموقع بسهولة التعامل معه من قبل القاريء، إذ يتضمن 5 أبواب على الصفحة الرئيسية هي : الأخبار (السينمائية)، مراجعات الأفلام، مراجعات الـ DVD ، متابعات سينمائية، والسينما التسجيلية العربية. في الغالب يكتب الناقد محمد موسى مراجعات الأفلام السينمائية، الجديدة منها على الخصوص، بالاضافة الى مراجعات للأفلام التي تنزل الى الأسواق على أقراص الـ DVD. بينما يساهم النقّاد والسينمائيون العرب بكثافة في الكتابة الى باب متابعات سينمائية : عن النشاطات والفعاليات والمهرجانات والأحداث السينمائية المهمة في العالم العربي وخارجه، وكذلك الى باب السينما التسجيلية العربية الذي يختص بكل ما يتعلق بالسينما التسجيلية العربية؛ أفلامها وصنّاعها ومطبوعاتها وفعالياتها داخل العالم العربي وخارجه. ولأن الموقع لا يزال في بداياته، فهو يوجه دعوة مستمرة للكتّاب والسينمائيين العرب للمساهمة في أبوابه المختلفة. لقد لاحظنا ان الموقع، بالرغم من طابعه الأوروبي، لا يتوقف كثيراً في عروض الـ DVD عند الملحقات والقضايا الاضافية : مثل المشاهد المقطوعة وزوايا التصوير والنهايات المختلفة للفلم والألعاب الكترونية، والتي تعتبر عوامل ترويج اضافية للفلم على الـ DVD ، على عكس ما تفعل المجلات والمواقع الالكترونية السينمائية الأجنبية عادةً.
مواقع سينمائية عالمية مهمة
موقع ياهو موفيز YAHOO! MOVIES
من أهم المواقع السينمائية التي يسهل الوصول اليها ببساطة بمجرد الدخول الى محرك www.yahoo.com ، ثم الدخول مباشرة الى قسم الأفلام Movies . هنا توجد خدمات سريعة ومعلومات حديثة ومفيدة – وان كانت هذه المعلومات غير عميقة او غير متخصصة في معظم الأحيان. بالطبع نحن نتحدث هنا عن محرك البحث الشهير "ياهو" في قسم الأفلام ... إذ يشتمل في خدمة البحث Search على قاعدة معلومات واسعة عن معظم الأفلام، الأمريكية منها على الخصوص، وكذلك غير الأمريكية التي عرضت في الولايات المتحدة اذا عرفنا اسم الفلم المطلوب بالانكليزية مثلاً. كما يتضمّن معلومات تفصيلية ومتجددة باستمرار عن شباك التذاكر الاسبوعي الأمريكي، وهو لا يكتفي باعطاء أرقام العائدات اليومية او الاسبوعية فقط ... بل يعطي اسم الشركة المنتجة للفلم واسم الشركة الموزعة للفلم، وعدد الصالات التي يعرض فيها الفلم وعدد أسابيع العرض داخل الولايات المتحدة. كما يمكن الحصول على عرض سريع ومختصر لكل فلم جديد يرد اسمه في قوائم شباك التذاكر، اضافة الى صور ولقطات من الفلم، وأبطاله وصنّاعه من الكتّاب والمخرجين والمنتجين ومعلومات مفيدة عنهم وسيرهم وأعمالهم، وتقييمات نقدية سريعة ومختصرة للأفلام – لكنها على الأغلب سطحية ومختصرة.
وبصورة عامة، يمكن القول ان الموقع يجهّز الباحث بكل ما يحتاجه تقريباً لكتابة المقالات وعروض للأفلام الجديدة في الصحف اليومية والاسبوعية، ومتابعة عالم السينما الأمريكية والعالمية بشكل عام ... لكن من دون الدخول في التفاصيل او العمق النقدي. كما نجد في صفحات الموقع المختلفة اعلانات ومواعيد عرض وخدمة قطع التذاكر و"مقاطع او Clips" و " مقدمات او Trailers " للأفلام الجديدة، اضافة الى أخبار وشائعات حول الأفلام والنجوم والشركات والجوائز والمهرجانات السينمائية المختلفة. وللحق، فان خدمة "ياهو موفيز" تتطور باستمرار منذ سنوات، ويمكن حتى العثور فيها على مقالات رأي وتقييمات عميقة حول الأفلام أحياناً. وقد قرأت العديد من المقالات المهمة والممتعة في جريدة الفنون وغيرها من المطبوعات، وحتى في مجلات أجنبية أحياناً، مبنية كلياً على الأرقام والمعلومات والأخبار التي تقدمها خدمة ياهو موفيز المجانية.
موقع جوائز الأوسكار www.oscar.com
هذا هو الموقع الرسمي لجوائز الأوسكار الشهيرة، التي تقدمها سنوياً أكاديمية علوم وفنون السينما في أمريكا. هذا الموقع الذي يبدو "خاملاً" في الأوقات الاعتيادية، هو عبارة عن أرشيف كبير من المعلومات والصور والأخبار عن جوائز الأوسكار والفائزين بها من أفلام ونجوم ومخرجين وكتّاب وموسيقيين ومنتجين وفنيين وغيرهم ... عبر عشرات السنين من تاريخ او عمر جوائز الأوسكار التي تعود الى العقود الأولى من القرن العشرين. لكن الموقع ينشط كلما اقترب موعد توزيع جوائز الأوسكار في الأشهر الأولى من كل عام، بنشر الاخبار والشائعات عن المرشحين للجوائز من أفلام وأشخاص، ثم بنشر القائمة الرسمية للمرشحين ... والتي يصاحبها عادة ما يشبه الاستفتاء/المسابقة حول توقعات زوّار الموقع لنتائج جوائز الأوسكار لذلك العام. وأخيراً، نصل الى اليوم الموعود الذي يهزّ العالم هزّاً، فينشط الموقع في الأيام التالية للحفل بنشر نتائج الجوائز الرسمية والصور واللقطات الجميلة من الحفل لفاتنات ونجوم السينما العالميين. ولا غنى للباحث السينمائي عن العودة بشكل متكرر الى هذا الموقع، وخصوصا في الأسابيع التي تسبق وتلي توزيع الجوائز. كما يمكن الاستفادة من الموقع في الأوقات الأخرى لمراقبة التغيرات والميول والاتجاهات السائدة في السينما الأمريكية في أي عام من الأعوام.
من الجدير بالملاحظة، انه لا يوجد موقع رسمي لجوائز الكرة الأرضية الذهبية او الـ Golden Globes ، التي تقدمها رابطة المراسلين الأجانب في أمريكا، والتي تسبق جوائز الأوسكار زمنياً وتمهّد لها تقريباً ... ويكون بينهما توافق كبير في معظم الأحيان في الترشيحات والجوائز النهائية أيضاً. لكن يمكن الوصول الى أرشيف وأخبار وصور ومعلومات حول جوائز الغولدن غلوبز من خلال مواقع أخرى، أهمها قاعدة المعلومات السينمائية الدولية www.imdb.com/sections/Golden_Globes_USA التي تتضمّن معلومات سينمائية هائلة في جميع المجالات والموضوعات ومن جميع أنحاء العالم تقريباً. اضافة الى موقع الكتروني متخصص بالجوائز السينمائية يدعى www.film-awards-online.info/ الذي يقدم معلومات حديثة وأرشيفية عن مختلف الجوائز العالمية. والحقيقة، انه توجد حالياً مواقع ألكترونية خاصة لمعظم الجوائز السينمائية، سواء كانت مهمة او ثانوية، وهي جميعاً توفر أرشيفات وقواعد معلومات للباحث للمتخصص والشخص المهتم.
موقع المهرجانات السينمائية العالمية www.filmfestivals.net
واحد من أهم المواقع السينمائية للباحثين السينمائيين وعشاق السينما في العالم أجمع. لقد تزايد عدد المهرجانات السينمائية بشكل مذهل وانتشرت جغرافياً في أرجاء المعمورة ... حتى انها تحولت الى قطّاع اقتصادي وتجاري دولي راهن، وأصبحت متابعتها والتنسيق بين نشاطاتها ومواعيدها وعروضها أمراً معقداً أحياناً. وبعد ان كانت المهرجانات العالمية تقتصر على مدن أوروبية كبرى مثل كان وفينيسيا وبرلين وموسكو، هناك اليوم مهرجان أفلام روائية عالمي وآخر عربي في روتردام، ومهرجان أفلام تسجيلية عالمي في أمستردام ... في هولندا. وهناك مهرجانات في لندن وكليرمونت فيرون وكارلو فيفاري وباريس أيضاً. في الولايات المتحدة الأمريكية هناك العديد من المهرجانات مثل "سَنْ دانسْ" و "ترايبيكا"، وفي كندا هناك مهرجان تورونتو، ومهرجانات أخرى في الدول الآسيوية؛ في اليابان والهند وهونغ كونغ وتركيا وغيرها. وفي العالم العربي هناك مهرجانات القاهرة ودبي ومراكش وقرطاج ودمشق والاسكندرية والاسماعيلية وغيرها. وعادة ما يتبارى مدراء المهرجانات المختلفة في طرح تصوراتهم والدعاية والترويج لمهرجاناتهم قبل أشهر من انعقادها من خلال هذا الموقع المهم.
بالطبع، لكل مهرجان مهم وجادّ موقعه الالكتروني الخاص به، من خلاله يتواصل مع جمهوره ومع المشاركين به من نقّاد ونجوم وصنّاع سينما، ويتضمّن أرشيفه الخاص وانجازاته عبر السنين .... لكن موقع المهرجانات السينمائية العالمية يمتاز بأنه يشكّل "خارطة الطريق" للسينمائيين الشباب لعرض أفلامهم الأولى وتقديم تجاربهم المبكرة حول العالم، وفضاءاً للسينمائيين المستقلين حول العالم لايصال أصواتهم ورؤاهم. وعلى سبيل المثال، تمكنّ السينمائي العراقي الشاب عدي رشيد من عرض فلمه الروائي الأول في عدة مهرجانات في مدن أوروبية وآسيوية وعربية خلال عامين من انجاز فلمه، بفضل مراسلاته وعلاقاته واتصالاته المتعددة والمتنوعة. ان موقع المهرجانات العالمية يمكّن السينمائي والناقد من تنظيم مشاركاته وحضوره على مدى العام بأكمله. كما يمكّن الصحفي والباحث من الحصول على المعلومات الضرورية والنتائج والأخبار والصور اللازمة لعمله وبحوثه.
خاتمة
هذه أمثلة بارزة عن المواقع الالكترونية السينمائية العربية والعالمية. هناك مواقع سينمائية خاصة لمخرجين عرب مثل يوسف شاهين وقاسم حَوَل وآخرين، هناك مواقع خاصة لنجوم السينما الكبار في هوليوود والغرب، بعضها رسمية لها صلة بالنجم المعني، وبعضها يشرف عليه المعجبون فقط. كما ان معظم المجلات السينمائية العالمية الشهيرة مثل Entertainment Weekly، Empire، Total Film، Impact، Film Review .... وغيرها، لها مواقع الكترونية مذكورة على أغلفة هذه المجلات ... لكن بعض هذه المواقع لا تتيح الاستفادة الكاملة من الموقع الا للمشتركين بالمجلة الورقية او الموقع الالكتروني، كما ان هذه المواقع في الغالب لا تقدم أشياء مهمة او اضافات قوية او أسرار "مهمة"، لأنها في الأساس تحاول الترويج لمجلاتها الورقية وزيادة مبيعاتها ... لذلك يجب ان لا نتوقع منها تقديم الأشياء الثمينة والعميقة ببلاش!
نحن لا نزال نعيش بعيدين عن اليوم الذي سنحرق فيه الورق او نستغني عنه. اذ لا تزال المعرفة الانسانية الاساسية مكتوبة وموثّقة على الورق في الكتب والمجلات وغيرها من المطبوعات. صحيح ان النشر الالكتروني يتزايد يوم بعد يوم، ويدخل في مجالات وفضاءات جديدة، ويكتسب أرضيات وأسواق .... الا انه مطبوع بطابع السرعة والايجاز والاختزال والتسطيح والتعميم أحياناً، والبحث عن الأرباح المادية السريعة غير المكلفة. وللوصول الى العمق النقدي والفني والأفكار ووجهات النظر والأسرار ... لابد من العودة الى المطبوعات الورقية من كتب ودوريات متخصصة. وفي هذا المجال، نؤكد ان العالم العربي بحاجة الى أكثر من مجلة سينمائية متخصصة لسدّ الفراغ النظري والنقدي، لعرض مختلف السينمات العربية داخل وخارج العالم العربي، اضافة الى مواكبة السينما العالمية والأمريكية نقدياً واعلامياً وفنياً. ونذكّر هنا بالدور الذي لعبته مجلة "الفن السابع" المصرية الراقية شكلاً ومضموناً قبل سنوات قلائل في الحياة السينمائية العربية بين المختصين والمعجبين، والتي كانت تصدر بدعم وتمويل من النجم المثقف الاستاذ محمود حميدة ... وكيف توقّفت بسبب مشاكلها المادية والقانونية، ولم تمتد أية يدٍ رسمية او غير رسمية لمساعدتها على تجاوز محنتها!