الخميس، أغسطس 17، 2017

صلاح هاشم يكتب عن جان شمعون في جريدة القاهرة. رحيل رائد السينما الوثائقية اللبنانية



صلاح هاشم يكتب عن جان شمعون في جريدة القاهرة


جان شمعون


رحيل
رائد السينما الوثائقية اللبنانية 




توفي يوم الأربعاء 9 اغسطس المخرج اللبناني الكبير جان شمعون زوج المخرجة  الفلسطينية مي المصري، وأحد مؤسسي السينما اللبنانية الجديدة مع برهان علوية ومارون بغدادي 
وكان شمعون -من مواليد 1944 - تخصص في اخراج الأفلام الوثائقية - لم يخرج إلا فيلما روائيا طويلا واحدا هو فيلم " طيف المدينة "- حقق مجموعة كبيرة من الأفلام التي وثقت لذاكرة وتاريخ لبنان والمقاومة الفلسطينية  ولاتقدر في رأيي بثمن 
وقد عرفت جان شمعون صديقا وزميلا عزيزا واخا محبا – ويالكرمه،وتهكماته، ولطفه وقهقهاته العفوية المدوية  - ومثقفا لبنانيا ثوريا أصيلا، وتصادقنا خلال فترة دراسته في قسم السينما بجامعة باريس الثامنة - المعروفة بإسم " فانسان " وذلك عندما التحقت انا ايضا  للدراسة بالقسم في اواخر السبعينيات 
كما كان جان يسكن في البيت اللبناني في المدينة الجامعية ، وكنت أعمل أنذاك في " مسرح المدينة " تياتر دولا سيتيه"  - مديرا لخشبة المسرح - واقيم في البيت الفيتنامي آنذاك فترة الثمانينيات،  ولذا كنا نلتقي كثيرا في ساحة أو ساحات المدينة الجامعية سكن الطلاب في مدينة النور باريس 
وعندما تخرج  جان شمعون في القسم ، واخرج فيلمه الوثائقي الطويل " تل الزعتر " وشرع يعرض افلامه في المهرجانات السينمائية الدولية التي بدأت اغطيها واحضرها -  ومنذا ان بدأت اعمل واكتب في مجلة "الوطن العربي" الاسبوعية اللبنانية التي كانت تصدر من باريس في اوائل الثمانينيات - مثل مهرجان قرطاج 
كنت اكتب عن افلامه التي تحقق في رأيي وظيفة السينما الاساسية ،واعجب بها كثيرا ، لا لأنها من صنع صديق لبناني وسينمائي زميل أعرفه واقدره 



بل لاتصالها دوما بالذاكرة- وبخاصة ذاكرة الحرب في لبنان والمقاومة الفلسطينية والتاريخ ،واقترابها كثيرا من هموم الواقع وحياة الناس وتناقضات مجتمعاتنا الانسانية .. 
وقد كانت سينما جان شمعون- ومن ضمنها فيلمه " أطفال الحرب في لبنان " الذي حققه مع زوجته المخرجة الفلسطينية مي المصري-  وكما تمثلتها، تعتبر نموذجا باهرا لتلك " السينما الانسانية " الاساسية - مع الحرية وضد الظلم - التي تقف في خندق الفقراء  البسطاء  وضحايا الحرب والظلم والاحتلال، وهي تشمخ  بنضالاتهم وكرامتهم 
ولذا كان جان  شمعون يستحق لقب رائد " السينما الوثائقية اللبنانية " - هكذا كان يحب ان يطلق عليها .. " وثائقية "  وهو يستهجن استخدام كلمة "تسجيلية"  كتوصيف لها، ويلعن بعض النقاد العرب، الذين روجوا هكذا  لتسميتها بالتسجيلية - وعن جدارة .. 
ان سينما  المخرج اللبناني الكبير  جان شمعون - أعني أفلامه - تمثل لوحدها " مدرسة " في الفيلم الوثائقي، وفي علاقة فن السينما بالتاريخ والذاكرة، وينبغي في رأيي ان تدرس نماذجها ومناهجها لاجيال السينما الجديدة من المواهب السينمائية الصاعدة  ليس فقط في لبنان، بل في كل  أنحاءالوطن العربي 



باريس- من صلاح هاشم 


العدد متوافر حاليا . سارع بإقتناء نسختك من الآن وقبل أن ينفذ من الأسواق


ليست هناك تعليقات: