الثلاثاء، أغسطس 01، 2017

وداعا جان مورو . كان يكفي فقط أن تسير في فيلم لتجعلك تحبها في التو بقلم صلاح هاشم




وداعا جان مورو


" سارة برنار " السينما الفرنسية

كان يكفي فقط أن تسير في فيلم لتجعلك تحبها في التو
بقلم
صلاح هاشم
salahashem@yahoo.com

لم تكن جان مورو التي غيرت عنوانها بالأمس ورحلت عن 89 سنة وكرست لها جريدة ليبراسيون الفرنسية اليومية غلافها لعددها الصادر اليوم الأول من اغسطس وعدة صفحات داخل العدد مجرد ممثلة فرنسية ،مثلت اكثر من 130 فيلما في حياتها، وشمخت بادوارها في افلام عمالقة الاخراج في العالم من امثال الاسباني لوي بونويل " او الايطالي مايكل انجلو انطونيوني " الليل " او الفرنسي فرانسوا تروفو " جول وجيم " و" العروس ترتدي الحداد" وكانت قبل ان تكون ممثلة في السينما ممثلة مسرحية جبارة تحت ادارة جان فيلار مؤسس المسرح الشعبي في فرنسا
بل كانت جان مورو ايضا مخرجة سينمائية ومغنية ومناضلة في الدفاع عن حرية المرأة في فرنسا- وقعت بيانا لفتيات الليل يفضح سياسات الشرطة الفرنسية القمعية تجاههن - ، وكانت قبل اي شييء آخر كما يقول عنها فرانسوا تروفو في "معزوفة السينما الفرنسية " كانت " لحنها الانثوي الفريد " الذي جعلها صورة طبق الأصل لـ FEMME FATALE - لافام فاتال - معبودة الرجال مثل جريتا جاربو ولورين باكال وريتا هيوارث وآفا جاردنر،أي المرأة الفاتنة " صورة لـ "حواء " الأصلية " جسدا وروحا التي يتمناها كل الرجال، ليس فقط لفطنتها، وذكائها وتمثيلها بل لحضورها الانثوي الطاغي الاثير
 وذلك الغموض الذي تنطوي عليه شخصيتها،و قد كان يكفي فقك كما يقول المخرج الايطالي الكبير انطونيوني بعد ان شاهدها في فيلم " مصعد الى المقصلة " للمخرج الفرنسي الكبير لوي مال أن تسير جان مورو في الفيلم لتجعلك تحبها في التو
لكن ماذا عن هذا الفيلم " مصعد الى المقصلة " الذي حقق لجان مورو شهرتها كممثلة عالمية، وجعل طابور طويل من المخرجين الكبار في العالم من امثال انطونيوني " المغامرة " واورسون ويلز " المواطن كين " وفرانسوا تروفو " 400 ضربة " وروجيه فاديم " خلق الله المرأة " وغيرهم يتمنون ان تظهر جان مورو وتسير فقط في افلامهم ؟، ولماذا يعتبر " مصعد الى المقصلة " من انتاج 1957 بمثابة " فاتحة " أو مدخلا مهما للموجة الفرنسية الجديدة في السينما على سكة صنع سينما فرنسية جديدة ومغايرة، بفضل تلك الممثلة جان مورو التي وضعت السينما الفرنسية ( شابرول وتروفو وجان لوك جودار الخ )على الرصيف
وكان الفيلم في شموليته الفنية قصيدة حب وعشق مهداة من مخرج كبير الى ممثلة موهوبة وصاعدة
لم تكن جان مورو مجرد " سارة برنار " السينما الفرنسية بل كانت كما ارتأيتها وتمثلتها في كل افلامها وجها مضيئا ووضاحا لـ " حداثة " السينما المعاصرة ، و قد كانت جان مورو تحب دوما ان تساند المشروعات السينمائية الجديدة مثل مشروع فيلم جديد او مهرجان سينمائي جديد ، وتراهن دوما على، وتتضامن مع " المستقبل " كما كانت تلك الأم في فيلم " الأم "- مادري- للمخرج الايطالي الكبير- ناني موريتي 
كانت تفكر قبل موتها فقط في الغد  
 لن ندع - بعد ان رحلت جان مورو عنا - لن ندع لهذا الغد الآن ان يهرب من بين ايدينا

صلاح هاشم
كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس

ليست هناك تعليقات: