الخميس، نوفمبر 24، 2016

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 38 ماذا حقق ؟ ( 1 من 2 ) بقلم صلاح هاشم

لقطة من فيلم " حرام الجسد " لخالد الحجرالذي عرض في قسم السينما المصرية الجديدة
لقطة من فيلم " جمهورية ناصر " الذي عرض في قسم بانوراما دولية

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
 في دورته 38 ماذا حقق ؟
( 1 من 2 )

بقلم
صلاح هاشم


حقق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثامنة والثلاثين الكثير على الرغم من الظروف السياسيةوالاقتصادية والاجتماعية العصيبة التي تمر بها مصر في حربها ضد " الارهاب" والفكر السلفي الوهابي الفاشي والمؤمرات الداخلية والخارجية التي تحاك في الخفاء لإسقاط الدولة المصرية، وزعزعة استقرارها وأمنها..

 د.ماجدة واصف رئيسة المهرجان

وأستطاع المهرجان بالقليل من المال المتوفر لميزانيته، وذلك بعد أن أحجم رجال الأعمال المصريين التجارعن دعمه ومساندته، أن يحقق دورة إستثنائية ناجحة بإدارة الناقدة  د. ماجدة واصف رئيسة المهرجان والمدير الفني للمهرجان الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله..
دورة هادئة بلا جعجعة ولاصخب،غابت عنها إستعراضات النجوم وأنصاف النجوم، وباتت مكرسة فقط لخدمة السينما – الفن السابع – وعشاقها، وليس المطلوب من أي مهرجان سينمائي أن يكون مهرجانا سياحيا استعراضيا لجذب نجوم السينما وتسليط الضوء على استعراضاتهم وهم يعبرون السجادة الحمراء وأن توظف فعالياته لتلميعهم والحديث عن حياتهم الشخصية وبثها مباشرة  أثناء حفلي الافتتاح والختام على شاشات التلفزيون الرسمية وغير الرسمية..
 بل المطلوب من أي مهرجان سينمائي حقيقي، وكما تحقق بالفعل خلال تلك الدورة 38 الاستثنائية، تطوير معرفتنا بالعالم من حولنا من خلال  " مرآة السينما "،وتطوير وعينا أو لا وعينا بوظيفة السينما الأساسية كونها أساسا " أداة للتفكير في مشاكل ومتناقضات مجتمعاتنا الانسانية " كما يقول المخرج  والمفكرالفرنسي الكبير  جان لوك جودار..وتطوير " ذائقة " سينمائية مصرية جديدة ، تفهم و تعي إنجازات وإضافات السينما العالمية، وهي تنقب وتفتش عن من سوف يصنع من بين المواهب السينمائية سينما الغد.. ويبهرنا ويدهشنا بسحرها..
واعتقد من هذا المنظور أن الدورة 38 حققت الأهاف " السينمائية " وليس " السياحية المظهرية الاستعراضية " المرجوة منها، فقد نصبت شاشاتها داخل دار الأوبرا المصرية، وفي بعض صالات العرض مثل " كريم " و " الأوديون " في وسط  المدينة، حتى تتيح للجمهور المصري فرصة مشاهدة أكثر من 204 فيلم  جلبها له المهرجان من أنحاء العالم..
 ونجحت في أن تربط الجمهور المصري، ليس بركب السينما العالمية، وإستحضار أهم وأبرز أفلامها التي عرضت في أشهر المهرجانات العالمية مثل " كان " في فرنسا و" فينيسيا " في إيطاليا و " برلين " في ألمانيا ومن ضمنها فيلم " توني إيردمان " الذي شاهدناه في "كان " 69 في العرض المخصص للنقاد والصحفيين وإعتبرناه " تحفة " سينمائية باهرة تستحق " السعفة الذهبية "..
بل لقد استجابت إدارة المهرجان أيضا لبعض مقترحاتنا وحسنا فعلت في تنظيم قسم خاص لعرض أفلام " السينما المصرية الجديدة " ،حيث أن الكثير من النقاد المصريين والعرب والأجانب الذين يعيشون في الخارج لاتتاح لهم فرصة مشاهدة تلك الأفلام، ومن الأهمية بمكان عند دعوتهم لمهرجان القاهرة السينمائي وزيارة بلدنا، أن تتاح لهم فرصة التعرف أيضا على سينما البلد الذي يحطون فيه،و فرصةأن يكتبوا أيضا عنها ،عند عودتهم الى بلادهم، ومن هنا يمكن القول بأن المهرجان يساهم أيضا وبشكل غير مباشر وفج في الدعاية للسياحة وزيارة بلدنا  وحضارة مصر العريقة من خلال السينما..
 وأبرز دليل على ذلك هذا " الفضول الكبير" والشغف اللذيذ اللذين لاحظتهما عند بعض الضيوف العرب و الأجانب الذين التقيتهم في المهرجان من فرنسا والهند وبولندا والصين والمغرب  الذين سعدوا جدا معي بمشاهدة بعض الأفلام المصرية التي عرضت في تلك التظاهرة ومن ضمنها فيلم " نوارة " البديع حقا للمخرجة المصرية المتألقة هالة خليل الذي أعجبت به كثيرا وأعتبره من أهم الأفلام المصرية الواقعية وأنضجها التي أنجزت خلال السنوات الخمس الأخيرة، من حيث هو " سينما خالصة " ولايهم هنا تصنيف الفيلم ووضعه أو بالأحرى سجنه في خانة الأفلام التي صنعت عن ثورة 25 يناير 2011 ..حيث أن الأفلام لاتقيم من من خلال معالجتها لموضوع معين أو " ثيمة محددة، بل تقيم بحسب مافيها أولا وثانيا وثالثا من حيت مافيها من سينما ويستحوذ في التو على كل مشاعرك..
كما أن قسم " السينما المصرية الجديدة " عزز من قيمة الدورة 38 ليس فقط كـ " شاشة " لعرض الأفلام فحسب بل كساحة أيضا و "فوروم " لللقاء بين النقاد والسينمائيين والمبدعين  من مصر وأنحاء العالم،ووسع من دوائر التفاعل والنقاش والحوار المثمر البناء في مابينهم ، والذي يصب في النهاية، في خانة تطوير السينما المصرية في بلدنا وخروجنا من عزلتنا وانفتاحنا على العالم، وقد انشغلت خلال فترة انعقاد المهرجان ولوقت كبير في الرد على تساؤلات النقاد والصحفيين الأجانب بخصوص السينما المصرية الجديدة
 ...
( يتبع )

صلاح هاشم






ليست هناك تعليقات: