السبت، مايو 05، 2012

نداء الى جيش مصر في مختارات إيزيس

مختارات سينما إيزيس

مختارات سينما إيزيس


سمير فريد

 يكتب
نداء الى جيش مصر
 لإنقاذ شعب مصر



قام الجيش مع الإخوان بثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢، واختلفا فى عهد عبدالناصر، ثم اتفقا فى عهد السادات ثم تبادلا الاتفاق والاختلاف فى عهد مبارك، وقام الشعب بثورة ٢٥ يناير عام ٢٠١١ مطالباً بالحرية وإسقاط نظام مبارك، ولكن مبارك أسقط الدستور وكلف الجيش بإدارة شؤون البلاد وتولى مهام رئيس الجمهورية بدلاً من رئيس المحكمة الدستورية، الذى كان عليه أن يتولى الرئاسة إلى حين انتخاب رئيس جديد خلال ٦٠ يوماً حسب الدستور.
إسقاط مبارك للدستور كان يتطلب وضع دستور جديد، يكون أساس دولة جديدة تلبى مطلب الشعب فى الحرية، ولكن ما حدث كان على النقيض تماماً، وأصبحت مصر فى فوضى عارمة على كل المستويات، وأصبح عدد من قتلوا بعد الثورة أكبر من عددهم فى أحداث الثورة. ولأن البشر أهم من كل الأفكار السياسية، ولأن الجيش يحمى الشعب فى الداخل والخارج، فقد أصبحت المهمة الأساسية لجيش مصر اليوم إنقاذ المصريين من الفوضى والحياة فى خطر، من خطر عبور الشارع حيث أصبح السير عكس الاتجاه من الأمور العادية، إلى خطر القتل العشوائى فى المظاهرات والاعتصامات دون معرفة القاتل، وخطر الموت فى طوابير البنزين والغاز والخبز، وأصبحت مصر مثل الغابة فى عصور ما قبل التاريخ.
لقد أزاحت الثورة الغطاء عن حقيقة أن النظام السابق أضعف الدولة بإضعاف القانون، وبدلاً من تقوية الدولة بعد الثورة والإعلاء من شأن القانون، تم القضاء على الدولة والقانون تماماً، وسواء حدث ذلك عمداً أم عجزاً فالنتيجة واحدة. ولو سألت أى مصرى عادى الآن ماذا يريد لقال إنه يريد الأمن، ولا يهمه فى قليل أو كثير لا الدستور القديم أو الجديد، ولا حل أو عدم حل البرلمان ولا انتخابات رئاسية أو غير رئاسية، ولا أحزاب يمينية أو يسارية، مدنية أو دينية.
الشعب المصرى يريد أن يستمر على قيد الحياة، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالقوة المسلحة، ولا توجد قوة مسلحة أكبر من قوة الجيش، وإذا كانت هناك قوى سياسية تملك سلاحاً، فلا يفل السلاح إلا السلاح، ولا سبيل إلى إنقاذ شعب مصر من الهلاك فى الحرب الأهلية المستمرة منذ سنة ويزيد إلا بإعلان الأحكام العرفية وحل البرلمان والأحزاب ومنع المظاهرات والاعتصامات والإضرابات وتشكيل حكومة فنيين من دون أى توجهات سياسية، ومد المرحلة الانتقالية عدة سنوات حتى يكون الانتقال من دولة فاشلة إلى دولة ناجحة: الحياة تحت الحكم العسكرى المباشر أفضل من الموت عبثاً.

عن جريدة
المصري اليوم
بتاريخ 5 مايو 2012


ليست هناك تعليقات: