لقطة من فيلم الكسكسي بالسمك
نظرة خاصة
يكتبها صلاح هاشم
فوز ساحق لفيلم " الكسكسي بالسمك " لعبد اللطيف كشيش
في جوائز السيزار الفرنسية
بقلم صلاح هاشم
نظرة خاصة
يكتبها صلاح هاشم
فوز ساحق لفيلم " الكسكسي بالسمك " لعبد اللطيف كشيش
في جوائز السيزار الفرنسية
بقلم صلاح هاشم
كشف حفل السيزار " جوائز السينما الفرنسية الذي اقيم أمس بباريس عن فوز ساحق لفيلم المخرج الفرنسي من اصل عربي تونسي عبد اللطيف كشيش " كسكسي بالسمك " بعدة جوائز سيزار دفعة واحدة : جائزة أحسن فيلم وجائزة أحسن اخراج وجائزة أحسن ممثلة شابة واعدة، وهذه هي المرة الثانية التي يفوز فيها عبد اللطيف بمجموعة من جوائز السيزار ب " الكبشة " عن أحد افلامه، وكانت له سابقة مع فيلم " الهروب " ليسكيف، الذي ثبت اقدام كشيش كأحد أهم المخرجين الفرنسيين في الوقت الحاضر
من منطلق ان السينما او الافلام التي يصنع، ترتكز من ناحية علي افضل ما في تراث السينما الواقعية الفرنسية علي يد مخرجين مثل جان رينوار او موريس بيالا من اضافات، كما ترتكز من ناحية اخري علي تجربة عبد اللطيف السينمائية الكبيرة ومخزونها، فقد سبق له الاضطلاع ببطولة عدة افلام فرنسية من صنع بعض المخرجين الفرنسيين من اصل عربي، مثل " ليلة القدر " وشاي بالنعناع " كما احتفظ بدور البطولة في فيلم المخرج التونسي " بيزنس " لنوري بوزيد، ولاشك انه استفاد كثيرا من تجربته تلك مع ابرز واهم مخرج تونسي نوري بوزيد في السنوات العشرين الاخيرة، ومن ثم كان دخوله الي ساحة الاخراج وانجازه السينمائي الروائي الاول " خطأ فولتير " مسنودا علي تجارب وخبرات سينمائية سابقة في مشواره الاخراجي الفني
أهلته للفوز بفيلمه الأول ذاك " خطأ فولتير "علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان فينيسيا منذ سنوات، وهي ذات الجائزة التي فاز بها في العام الماضي في ذات المهرجان، بفيلمه الثالث " الكسكس بالسمك " ، ليصبح موضع فخر واعجاب نقاد السينما الفرنسية الآن، وهي تحاول الخروج من ازمتها، والتخلص من حلقة الافلام الذهنية المقيتة التي يدور فيها الرغي والآهات والكلام بالكوم، و المكرسة لمشاكل الفرد في المجتمع الاستهلاكي، من وحدة وعزلة وصراع وصراخ وتنافس، وتقدم " حالات " فردية نفسانية سيكولوجية محتاجة الي علاج اكلينيكي ، ولا بأس من فيلم أو فيلمين علي هذا النمط ضمن الافلام الروائية الجديدة التي يتاح للمخرجين الجدد في فرنسا ان يصنعوها بالعشرات بصيغة الفيلم الاول
لتصبح السينما الفرنسية والجديرة حقا بهذا الاسم اكثر انفتاحا علي مشاكل المجتمع الفرنسية الحقيقية الواقعية
ومن ضمنها وربما في مقدمتها مشكلة دمج ابناء المهاجرين من الجيل الثالث وتغيير تلك " الذهنية " الفرنسية وتخليصها من ازدواجيتها، فرنسا البيض وفرنسا الملونين من عرب وافارقة، واعتاقهاأو تحريرها من سياسات التمييز العنصري التي تنتهجها وتمارسها عيني عينك تجاههم
وكنت التقيت عبد اللطيف في مهرجان مونبلييه في العام الماضي، حين شاركت في عضوية لجنة تحكيم النقاد في المهرجان ، وشاهدت فيلمه بعد عرضه في المهرجان وقبل خروجه للعرض التجاري، ورشحته للفوز بعدة جوائز سيزار، وتحمست له حماسي المعتاد للافلام التي احبها وتدلف الي قلبي مباشرة مثل فيلم " في انتظار بازوليني " للمخرج المغربي داود اولاد سياد، الذي حصل علي جائزة أحسن فيلم في مهرجان القاهرة
وذكر لي عبد اللطيف كشيش انه قد تأثر ايضا في السينما التي يصنع بالسينما المصرية وافلامها، وافلام كذلك جملة من المخرجين العالميين، من ضمنهم الايطالي بازوليني، والفرنسي مارسيل بانيول " زوجة الخباز " ، والمصريين يوسف شاهين وبخاصة فيلمه الاثير " باب الحديد " ، كما تأثر بصلاح ابو سيف في " السقامات " ، و كنت شاهدت من قبل كل افلام عبد اللطيف تلك التي اخرجها وتلك التي مثل فيها واضطلع ببطولتها ، ولذلك فكرت وانا اكتب هذه الزاوية الآن بأن يكون موضوعها القادم سينما عبد اللطيف كشيش
صلاح هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق