الثلاثاء، أغسطس 08، 2006

بينالي الفيلم العربي في باريس: مرآة لفساد الانظمة وخدمة لمآرب خدم السلطة

امير العمري
البينالي مرآة لفساد الانظمة

بينالي الفيلم العربي في باريس

مرآة لفساد الأنظمة وخدمة لمآرب خدم السلطة

بقلم : أمير العمري

في باريس مهرجان للسينما العربية ينعقد كل سنتين ويطلق على نفسه "البينالي". هذا شئ جيد في حد ذاته أليس كذلك؟

هذا المهرجان يجمع أفلاما "ناطقة بالعربية" من مشرق العالم العربي ومغربه، من تسجيلية وروائية قصيرة وطويلة بل وأفلام تصور على شرائط الفيديو أيضا.
المهرجان تنظمه مؤسسة "معهد العالم العربي" التي تأسست بتمويل مشترك من الحكومة الفرنسية والحكومات العربية "لخدمة الثقافة العربية" كما قيل في بيان تأسيسه
أما حقيقة الأمر فهي أن "المعهد" (وبالمناسبة هذا الإسم يطلقه ضباط المخابرات الإسرائيلية على "الموساد"!) مؤسسة فرانكفونية تستخدم أموال حكومات النفط وحكومات الماء العربية، لكي تخدم أساسا وفي المقام الأول، أهداف وتوجهات السياسة الاستعمارية الفرنسية في الهيمنة على عالم عربي تسود فيه الثقافة الأنجلوفونية
وقد لا يكون هناك أيضا بأس في ذلك، فمن حق المخابرات الفرنسية أن تعمل على توجيه الثقافات والسياسات وأن تسعى إلى ربط المثقف العربي (والسينمائي العربي) بسياساتها الثقافية بدعوى أنها "أم الحريات" و"قلعة صيانة الفكر"، عاصمتها هي "عاصمة النور"، كل من يدخلها من المثقفين المضطهدين فهو آمن. أما المخابرات العربية فهي مشغولة في زمن "ما بعد الهزائم" في أجواء أخرى تخلط التجسس بالفرفشة بالهمبكة، واهو كله مكسب
هذه هي على الأقل المقولات التي تتردد منذ سنوات طويلة في كتابات المثقفين والمتثاقفين العرب حتى أصبحت مدخلا لعدد كبير من الأسئلة الممجوجة المكررة المملة التي ترددها عادة مذيعات برامج التجهيل في قنوات التليفزيون العربية المعروفة بالبرامج الثقافية، والثقافة منها براء
ونعود إلى مهرجان السينما العربية الذي بدأ كنشاط خاص بمبادرة من مجموعة يقل عدد أفرادها عن عدد أصابع اليد الواحدة في العاصمة الفرنسية، يتقدمهم المرحوم غسان عبد الخالق الذي كان عاشقا حقيقيا للسينما قبل أن يكون ناقدا وكاتبا واعلاميا
وبعد أن نجح غسان عبد الخالق في تأسيس واقامة مهرجان يستقطب محبي السينما والباحثين عن فرص حقيقية لإنتاج أفلامهم الأولى وأبناء الجالية العربية المهاجرة الذين يريدون التعرف على الأفلام التي تنتج في بلادهم ويلتقون بالسينمائيين من أوطانهم ويحاورنهم، شاء العقل التآمري اقتناص الفرصة عندما تلوح
وقد لاحت الفرصة عندما تأسس معهد العالم العربي وتأسس فيه قسم للسينما. هنا جاء دور صحفية كانت تكتب في مجلة يمولها السعوديون في باريس كتابات لا يعرف القارئ ما إذا كانت قد كتبت بلغة غربية حقا أم ترجمت ترجمة رديئة ركيكة مهشمة من الفرنسية إلى العربية
هذه الصحفية التي أرادت اقتناص الفرصة للسعي إلى العمل في خدمة المعهد باعت المشروع كما لو كان من بنات أفكارها، ونجحت عن طريق استخدام "الكارت" التاريخي لابنة الأقلية الدينية القادمة من مصر لدى الفرنسيين، فحصلت بالتالي على الوظيفة وعلى تولي ادارة المهرجان
لكن الصحفية التي يتفق كثيرون على أنها لم تنجح في إثبات نفسها كناقدة يؤخذ كلامها على محمل الجد، نجحت باستخدام علاقات ترتبط بالمنفعة على طريقة "شيلني واشيلك"، في شراء رضا وتعاون رؤساء الأجهزة السينمائية في الدول العربية وعلى رأسها مصر المعروفة بفساد كل أجهزة الدولة فيها (لا أستثني منها أحدا- مع الاعتذار لمظفر النواب!) بالإضافة بالطبع لرضا وتعاون وتسهيلات وتشهيلات غير ذلك من "الأجهزة" التي لا يمكن أن يخرج فيلم أو سينمائي من البلاد إلا بأمرها وإذنها وموافقتها، وبعد قبض المعلوم أيضا
وبعد أن كانت ادعاءات المهرجان الباريسي الذي يقام في حضن الثقافة الفرنسية الرفيعة على احدى ضفتي نهر السين، أنه "موضوعي، ومحايد، ولا يحابي ولا ينحاز".. إلخ استطاعت مديرته "اللولبية الشطورة اللهلوبة" أن تحوله ببساطة، ربما من وراء ظهر الفرنسيين أو بعلمهم، إلى مهرجان على شاكلة ما يقام في بلادنا العربية من مهرجانات تقوم على الكوسة والبامية والملوخية متعدش- على رأي نجيب سرور في قصيدته الشهيرة المعروفة تأدبا بـ "الأميات
فهي تستقدم ما تشاء من أفلام، حسب المصالح بالطبع، وتضع في الافتتاح والختام - ليس ما يليق وما يستلزمه الطابع الثقافي للمؤسسة التي تقيم الحدث- بل ما يخدم توجهات ومصالح حفنة من الأفراد "ذوي النفوذ" الذين يكمنهم تقديم خدمات لا غنى عنها
ولا نعرف هنا بالضبط طبيعة ونوعية هذه الخدمات: هل هي خاصة أم عامة، لمصلحة شخصية أم لمصلحة المعهد كؤسسة، إلا أن الأمر ملتبس وفي حاجة إلى التوضيح من جانب اصحاب الشأن القائمين على أمر المعهد وفي مقدمتهم رئيسه الفرنسي
مطلوب من هؤلاء الإجابة عن أسئلة من النوع التالي
أولا: هل اختيار فيلم تجاري متهافت مثل فيلم "حليم" لشريف عرفة بإجماع كل النقاد حتى نقاد "البينالي" الذين تصر الست الدكتورة المديرة على دعوتهم في كل الدورات، يخدم هدف المهرجان والمعهد الذي يقيمه؟
ثانيا: هل لعب حقيقة أن الفيلم من إنتاج شركة يملكها ويرأسها ويديرها عماد الدين أديب المقرب من الرئاسة وقائد الحملة الدعائية التليفزيونية لإعادة انتخاب السيد الكبير قوي، لعب دورا في هذا الاختيار، أم كان الاختيار كما يقال لنا "لوجه الفن والثقافة"
ثالثا: هل كان وقف الناقد المحترف الذي تم التعاقد معه لتقديم الفيلم وإدارة الندوة التي تعقب عرضه في آخر لحظة وبعد أن أمسك بالميكروفون بالفعل في يده – كما علمنا تفصيلا- واستبداله بمندوب ترويج أفلام لدى المهرجانات الدولية يعمل لحساب الشركة المنتجة للفيلم وبناء على طلبها – وتكليفه بتقديم الفيلم ومناقشته، هل كان هذا التصرف متسقا مع الالتزام بالهدف الثقافي للمهرجان الذي بلغ ستة عشر عاما من عمره
رابعا : هل منح كل جوائز المهرجان الرئيسية للفيلم الروائي لفيلم "عمارة يعقوبيان" الذي فشل حتى في الحصول على جائزة واحدة في مهرجان آخر أقيم في روتردام، كان مجرد "مصادفة سعيدة" أم عملا مخططا بالاتفاق مع السيدة "اللهلوبة" التي تلعب بالبيضة والحجر؟
خامسا : هل يعرف السيد رئيس المعهد كل هذه الأشياء، أم أن السيدة "اللهلوبة الشطورة" التي حولت حياة كل العاملين في المعهد من العرب حتى خارج قسم السينما الذي تديره إلى جحيم بسبب الغيرة والأحقاد والرغبة في الهيمنة والخوف من المنافسة – ولدينا في هذا قصص موثقة وشهادات مكتوبة- هل يعرف رئيس المعهد ما حدث من تجاوزات في الدورة الأخيرة للمهرجان، وهل هو مطلع على أساليب الحرب الضروس التي تشنها "الشطورة" على منافيسيها المتخيلين من تفاصيل يندى لها الجبين، أم أنها أقنعته بأنها "واصلة" مع أصحاب النفوذ وأساطين الأجهزة في مصر وغيرها
هذه كلها تساؤلات، نحن في انتظار الحصول على إجابة عنها من السادة القائمين على "المعهد". ولن يتسنى الإجابة عنها إلا بعد التحقيق فيما هو منسوب من اتهامات، أصبحت اليوم "حديث المدينة" من باريس إلى ميت ابو الكوم وبالعكس
امير العمري
انظر المقال علي موقع شبكة السينما العربية أيضا
انظر سينما ايزيس

الاثنين، أغسطس 07، 2006

ابعاد الناقد صلاح هاشم عن ادارة ندوة عمارة يعقوبيان

دردمات..مرثية عراقية

جوائز «بينالي السينما العربية» في باريس غداً

تستمر المنافسة حامية في الأقسام السينمائية الأربعة، ضمن مهرجان السينما العربية في باريس في معهد العالم العربي، المؤسسة التابعة للجامعة العربية، بغض النظر عن أن نتائج القسم الأول من المسابقة محسوم سلفاً لفيلم «عمارة يعقوبيان»، إلا إذا حدثت معجزة تغيّر في ما أتفق عليه، أو في حال تأثرت اللجنة المنظمة بما نشرته «البيان» منذ يومين حول هذا الأمر، وعادت إلى نزاهة مطلوبة لذاتها في فضاء الفن السابع.
على أي حال، سوف توزع مساء غد الجوائز على فئات المسابقة الأربع، وتظهر مصداقية لجنتي التحكيم على حقيقتها، خصوصاً نتائج مسابقة الروائي الطويل، كونها الجائزة الكبرى في المهرجان. لا شيء يبشر بحصول معجزات خصوصاً وأن الناقد السينمائي صلاح هاشم قد أبعد عن إدارة الندوة حول فيلم «عمارة يعقوبيان»، لسبب وضيع، تمحور حول أن الناقد هاشم لم يكتب «مبخراً» للفيلم، بل اختصر رأيه النقدي بعنوان دقيق عن العمل، قال فيه: «عمارة يعقوبيان» مسلسل من 30 حلقة أنجز بساعتين، أي «أن روح الدراما التلفزيونية طاغية على فنياته وتقنياته أكثر من الصيغة السينمائية.
وحاز فيلم «زوزو» على إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء من ضمن مسابقة أفضل روائي طويل. أخرج العمل جوزيف فارس اللبناني المهاجر إلى السويد والعائد إلى الوطن متلمساً حنايا الذاكرة الفائضة بلحظات عارمة بشغفها الإنساني، لعائلة كانت تعيش بسعادة، إلى أن وقعت الحرب وأدت إلى موت الأب والأم وبقاء الابن الوحيد الذي يحلم بالهجرة إلى جده وجدته في البلاد البعيدة الهانئة.
دردمات .. مرثية عراقية
«دردمات» باللهجة العراقية المحلية تعني همسات أو وشوشات، أرادها المخرج سعد سلمان عنواناً لفيلمه الجديد، الذي عرض خارج المهرجان لأمر مجهول يتعلق بسياسة إدارة المهرجان، الذي لا يتسع لعمل ذي قيمة نوعية، كفيلم سلمان، الذي يجمع في «دردماته» عناصر كثيرة متضادة ومتحاورة ومتجاورة ومتناقضة في آن.
ولا يوارب بطرحها بصدق هو من شروط أي فن يسعى للتعبير عن الحياة بشفافية حقيقية. يحكي الفيلم قصة من ثلاثة أبعاد، عن ثلاث شخصيات منشطرة على ذاتها، وتؤلف حالها وسط أحوال عامة، منشطرة أيضاً ومتشظية تارة بالأفعال وتارة أخرى بأسئلة يطرحها المخرج ببساطة: أين مدرستي؟ ماذا حل ببيتي؟ أين أنا؟ من أنا... الخ.
أسئلة عدة يطرحها غائب عن بلده لأكثر من ربع قرن. وهي أسئلة لا تنتظر إجابة، أي ان السؤال عبارة عن صرخة ولا تقصد ان تدوي، ولا ان تفعل العكس، فقط التعبير هنا ينشد الى هذا المستوى من عدمية الكلام ويحوله الى شبح يبحث عن ظله في عتمة السجون حيث الجلاد لا يمثل أداة بقدر ما يمثل طموحا ويسعى لان يكون حاكما ظالما، اذ ان العدالة لا يطبقها الا السجين الذي يمثله هنا الأستاذ زهير المعتقل منذ سنوات طويلة ويقع في النهاية في ورطة البقاء مع سجان واحد بعد «سقوط النظام» يسعى لان يستثمر المعتقل في ان يبادله بمصالحه او في ان يمارس عليه لعبة الجلاد المباشر للمرة الأخيرة.
قصة «دردمات» ليست قصة تقليدية او عادية ولا تهدف الى الافصاح بقدر ما تسعى الى التعبير بأسلوب تقني وفني لهما خصوصيتهما ويحققان حالات متوائمة بين الشكل والمعنى افتقدت لها الكثير من اعمال السينما العربية التي تتسم معظمها بعدم استقلالها الفني في استنباط اشكالها بهذا المعنى عمل سعد سلمان من دون مرجعية، وحقق فيلما مستقلا بمستوياته كافة يؤسس مع افلام عربية أخرى لسينما عربية خاصة ومستقلة، وتحمل هويتها وطابعها بالمنحى الثقافي وليس بالمنحى السياسي، ولذلك نجح «دردمات» في أن يكون على لائحة ذاكرة السينما العربية كعلامة فارقة في خصوصيتها وفي إنسانيتها بشكل شامل.
ويستخدم المخرج سعد سليمان اتجاهات مختلفة في تصنيع فيلمه. ولا يتورع أن يدمج بين مستويات تقنية مسرحية وسينمائية، ولا في سينوغرافيا مسرحية كاملة تتألف من فصلين، الأول: تحت الأرض في الأقبية، والثاني: فوق الأرض وفي الخراب.
من دون أن يوقع قسماً على آخر، هذا ينتصب وحده وعلى علاقة بالآخر، والعكس صحيح أيضاً، تضيق وتتسع، وتتوالى من دون تكرار، وبلا مجانيات عاطفية تعود عليها الكثير من مخرجي السينما العربية. والملفت في عمل المخرج سعد سلمان قدرته على تقديم كوادره ضمن سياق العمل العام وكلوحة تحمل اكتمالها كمشروع بصري متفرد. وهذا يحيل مشاهد «دردمات» إلى صيغة «تشكيلية» متوازنة الألوان، ومضيفة للإضاءة وظيفة اختراع اللون من جديد، وتأليفه للسرد من دون الوقوع في فخ المواقف السياسية وهذا لا يعني أن الفيلم حيادي، ولكنه أيضاً ليس فيلماً عقائدياً، أو أنه لم يتورط بموقف أحادي لو حصل لحرم الكادر من تنوعه وغناه الفريدين.
وقال الناقد السينمائي كمال رمزي عن الفيلم بعد عرضه أمس بأنه مرثية حقيقية من المخرج سعد سليمان لوطنه العراق، ويمكن الإضافة عليه بأنه يرثي الوطن الضائع بين جلادين، والذات التائهة بين عالمين، أحدهما هو السجن والمعتقل، والآخر هو الهجرة من زخم المكان إلى جحيم الضفة الأخرى. «دردمات» صورة عربية تعاقد فيها المغني مع الأسلوب، والتضاد مع الذي يمكن أن يحدث ومع ما حدث بالفعل.
فضيحة عن العشق والهوى
يعلن التقديم عن مخرجه فيلم «عن العشق والهوى» كاملة أبو ذكرى بصفتها قدمت ثلاثة أفلام روائية قصيرة هي: «شيء ما حدث» و«قطار الساعة ستة»، و«نظرة إلى السماء»، ثم قدمت فيلماً تسجيلياً بعنوان «فلسطين في مصر»، وفيلمين روائيين طويلين هما «سنة أولى نصب»، و«ملك وكتابة» المعروض هنا من ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة.
اختارته لجنة الاختيار على ما يبدو للتدليل على نوع من السينما المريضة، اليائسة، التي تفتقد لأي مستوى من الخيال الإبداعي. فهذا الشريط عبارة عن فرحة لم يخض مثلها سوى معظم من يدعون أنهم صنّاع الفن «الفيديو كليب»، كتب السيناريو تامر حبيب المجهول تماماً في عالم الفن السابع. وأبطاله من النجوم الشباب أمثال أحمد السقا، ومنة شلبي، ومنى زكي، الذين سقطوا في هم الانتشار التجاري، فعملوا في فيلم من مستوى متدنٍ، ضيئل في إمكانياته وفي رؤى صاحبته كاملة أبوذكرى، التي لن يكتب لها أن تكون من أصحاب أي شيء يذكر في عالم صناعة السينما. فعملها يستحق الإهمال لأنه في الأصل تجاري وهابط وهامشي
باريس ـ حسين قطايا
عن جريدة " البيان " الصادرة في دبي بتاريخ السبت 5 اغسطس 2006

انظر

الأحد، أغسطس 06، 2006

أخبار ايزيس. كيف تصنع فيلما بميزانية صغيرة وأخبار أخري

السينمائي الليبي محمد مخلوف

ورشة سينمائية في القاهرة

كيف تصنع فيلما بميزانية ضئيلة ؟
القاهرة.ايزيس

تقيم مؤسسة "الشاشة العربية المستقلة " بإدارة السينمائي الليبي: محمد مخلوف ورشة سينمائية لمتذوقي وعشاق الفن السابع , لمدة يوم كامل , في مدينة القاهرة.
يشارك في إدارة الورشة كل من :
* عماد ارنيست ,مخرج وكاتب سيناريو
* إيناس سيف , مخرجة ومونتيرة
* محمد عبد الرؤوف , مدير تصوير
وسوف يتحدث مجموعة من المخرجين الشباب عن تجاربهم في الإنتاج المستقل , ومنهم : محمود سليمان, و شريف البنداري ومخرج الرسوم المتحركة السوري اكرم اغا.
كما سوف تعرض خلال الورشة مجموعة من الأفلام المستقلة القصيرة وهي :
· " القفص " تسجيلي , إخراج : محمد مخلوف .
· " الدربوكه "روائي , إخراج : عمر خالد .
· " صباح الفل "روائي , إخراج : شريف البنداري
· " حكر ابودومة " تسجيلي , إخراج : إيناس سيف .
· " انتباه " رسوم متحركة , إخراج : اكرم اغا.
وجدير بالذكر أن السينمائيين المشرفين علي الندوة تطوعوا لإدارتها وإقامتها بدون أي مقابل مادي , مؤكدين علي رغبتهم في نقل خبراتهم لخدمة الجيل الجديد من عشاق السينما دون مقابل.
* عنوان الورشة : " كيف تصنع فيلما بميزانية ضئيلة "
· تاريخ الورشة : الساعة 2بعد الظهر إلى الساعة 8 مساء ,
السبت 12 أغسطس.
* لمزيد من المعلومات , الرجاء الكتابة إلى مدير الورشة علي البريد الإلكتروني :
arabscreen@yahoo.com
انظر

السبت، أغسطس 05، 2006

اشارات وتنبيهات ايزيس. مظاهرة مذبحة قانا في شوارع مصر



مظاهرات مذبحة قانا في شوارع مصر
انظر جريدة الوعي المصري
انظر ايضا
و

الجسر. بقلم صلاح هاشم


الجسر
قال المذيع
اسرائيل
قطعت كل الجسور
مع تصاعد الغزو في لبنان
بنفسي رأيت الجسر المشيد علي الحدود منهارا
فقعد الليل فوق قلبي
ولم اعد قادرا
علي التنفس
بعيني رأيت المذابح
شلالات من الدم أريقت
اسرائيل قطعت كل الجسور
قعد الليل فوق قلبي من جديد
ولم أعد قادرا يا الهي علي التنفس
صلاح هاشم

الجمعة، أغسطس 04، 2006

قصيدة الي لبنان .. لأسامة خليل





قصيدة الي لبنان
بقلم أسامة خليل
أرسل الباحث أسامة خليل الي ايزيس هذه القصيدة المكتوبة بالفرنسية والمهداة الي لبنان

الخميس، أغسطس 03، 2006

اشارات وتنبيهات : دردمات..خارج جدران الانظمة العربية


لبنان الشهيد


اشارات وتنبيهات ايزيس
درد مات.. خارج جدران الانظمة العربية
ايزيس.باريس
انتهي مهرجان السينما العربية في باريس بحصول فيلم " عمارة يعقوبيان " كما كان متوقعا علي كل الجوائز ، غير أن الحدث الاهم والابرز هنا خارج جدران الانظمة العربية حيث كانت تجري وقائع المهرجان في بدروم المعهد هو حفل العرض الخاص الذي نظمته ايزيس يوم الاربعاء 26 يوليو لفيلم " دردمات " للمخرج العراقي سعد سلمان في قاعة سينما " ايماج دايور " في الحي الخامس واشتمل علي عرضين للفيلم في الرابعة والسادسة والنصف بعد الظهر، بحضور جمهور وعدد كبير من النقاد والصحفيين الذين كانوا في باريس لتغطية مهرجان عمارة يعقوبيان، وأعجبوا جميعا ب " دردمات " وأشادوا به وهنأوا مخرجه ، ومن ضمنهم الناقد السينمائي المصري الكبير كمال رمزي الذي اعجبه الفيلم كثيرا واعتبره مرثية الي العراق الوطن ، وكذلك الكاتب الصحافي اللبناني حسين قطايا المشرف علي صفحة السينما في جريدة " البيان " بدبي، والناقدة المصرية عواطف صادق من جريدة الاهرام، والشاعر المصري حسن عقل، والناقد الادبي الكبير الاستاذ صبري حافظ استاذ الادب العربي في جامعة لندن. وكان الكاتب والناقد السينمائي المصري صلاح هاشم المشرف علي التظاهرة قدم للعرض الاول بكلمة عن مشروع ايزيس السينمائي حيث كانت هذه هي المرة الاولي التي تخرج فيها ايزيس من علي شاشة الانترنت كمجلة، لكي تتواصل مع الجمهور علي رصيف السينما في باريس، وتكشف من خلال دردمات عن السينما التي تسعي الي تأصيلها ، لخلق صورة تشبهنا . صورة فريدة من نوعها ضد السائد المبتذل والسينما التجارية التي عفي عليها الزمن

الثلاثاء، أغسطس 01، 2006

دردمات مرثية عراقية بقلم حسين قطايا




دردمات .. مرثية عراقية
بقلم حسين قطايا

دردمات» باللهجة العراقية المحلية تعني همسات أو وشوشات، أرادها المخرج سعد سلمان عنواناً لفيلمه الجديد، الذي عرض خارج مهرجان السينما العربية في باريس لأمر مجهول يتعلق بسياسة إدارة المهرجان، الذي لا يتسع لعمل ذي قيمة نوعية، كفيلم سلمان، الذي يجمع في «دردماته» عناصر كثيرة متضادة ومتحاورة ومتجاورة ومتناقضة في آن.
ولا يوارب بطرحها بصدق هو من شروط أي فن يسعى للتعبير عن الحياة بشفافية حقيقية. يحكي الفيلم قصة من ثلاثة أبعاد، عن ثلاث شخصيات منشطرة على ذاتها، وتؤلف حالها وسط أحوال عامة، منشطرة أيضاً ومتشظية تارة بالأفعال وتارة أخرى بأسئلة يطرحها المخرج ببساطة: أين مدرستي؟ ماذا حل ببيتي؟ أين أنا؟ من أنا... الخ.
أسئلة عدة يطرحها غائب عن بلده لأكثر من ربع قرن. وهي أسئلة لا تنتظر إجابة، أي ان السؤال عبارة عن صرخة ولا تقصد ان تدوي، ولا ان تفعل العكس، فقط التعبير هنا ينشد الى هذا المستوى من عدمية الكلام ويحوله الى شبح يبحث عن ظله في عتمة السجون حيث الجلاد لا يمثل أداة بقدر ما يمثل طموحا ويسعى لان يكون حاكما ظالما، اذ ان العدالة لا يطبقها الا السجين الذي يمثله هنا الأستاذ زهير المعتقل منذ سنوات طويلة ويقع في النهاية في ورطة البقاء مع سجان واحد بعد «سقوط النظام» يسعى لان يستثمر المعتقل في ان يبادله بمصالحه او في ان يمارس عليه لعبة الجلاد المباشر للمرة الأخيرة.
قصة «دردمات» ليست قصة تقليدية او عادية ولا تهدف الى الافصاح بقدر ما تسعى الى التعبير بأسلوب تقني وفني لهما خصوصيتهما ويحققان حالات متوائمة بين الشكل والمعنى افتقدت لها الكثير من اعمال السينما العربية التي تتسم معظمها بعدم استقلالها الفني في استنباط اشكالها بهذا المعنى عمل سعد سلمان من دون مرجعية، وحقق فيلما مستقلا بمستوياته كافة يؤسس مع افلام عربية أخرى لسينما عربية خاصة ومستقلة، وتحمل هويتها وطابعها بالمنحى الثقافي وليس بالمنحى السياسي، ولذلك نجح «دردمات» في أن يكون على لائحة ذاكرة السينما العربية كعلامة فارقة في خصوصيتها وفي إنسانيتها بشكل شامل.
ويستخدم المخرج سعد سليمان اتجاهات مختلفة في تصنيع فيلمه. ولا يتورع أن يدمج بين مستويات تقنية مسرحية وسينمائية، ولا في سينوغرافيا مسرحية كاملة تتألف من فصلين، الأول: تحت الأرض في الأقبية، والثاني: فوق الأرض وفي الخراب.
من دون أن يوقع قسماً على آخر، هذا ينتصب وحده وعلى علاقة بالآخر، والعكس صحيح أيضاً، تضيق وتتسع، وتتوالى من دون تكرار، وبلا مجانيات عاطفية تعود عليها الكثير من مخرجي السينما العربية. والملفت في عمل المخرج سعد سلمان قدرته على تقديم كوادره ضمن سياق العمل العام وكلوحة تحمل اكتمالها كمشروع بصري متفرد. وهذا يحيل مشاهد «دردمات» إلى صيغة «تشكيلية» متوازنة الألوان، ومضيفة للإضاءة وظيفة اختراع اللون من جديد، وتأليفه للسرد من دون الوقوع في فخ المواقف السياسية وهذا لا يعني أن الفيلم حيادي، ولكنه أيضاً ليس فيلماً عقائدياً، أو أنه لم يتورط بموقف أحادي لو حصل لحرم الكادر من تنوعه وغناه الفريدين.
وقال الناقد السينمائي كمال رمزي عن الفيلم بعد عرضه أمس بأنه مرثية حقيقية من المخرج سعد سليمان لوطنه العراق، ويمكن الإضافة عليه بأنه يرثي الوطن الضائع بين جلادين، والذات التائهة بين عالمين، أحدهما هو السجن والمعتقل، والآخر هو الهجرة من زخم المكان إلى
جحيم الضفة الأخرى. «دردمات» صورة عربية تعاقد فيها المغني مع الأسلوب، والتضاد مع الذي يمكن أن يحدث ومع ما حدث بالفعل
عن جريدة البيان. دبي
انظر الموقع الرسمي لسينما ايزيس

السبت، يوليو 15، 2006

مهرجان الاسكندرية 22 يشهد انتعاشة. بقلم سمير مجلي




مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي 21 يشهد انتعاشة
علي يد الرئيسة الجديدة الناقدة ايريس نظمي
باريس.كتب سمير مجلي
سوف يشهد مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي 21 الذي تقام دورته القادمة في الفترة من 5 الي 22 سبتمبر انتعاشة مالية وفنية، تعيد اليه ألقه القديم، فقد حصل المهرجان علي دعم مالي كبير من الحكومة المصرية، سوف يساعد علي انجاز عدة مشروعات سينمائية فنية جديدة، من ضمنها عودة " بانوراما السينما المصرية " التي تتنافس فيها مجموعة كبيرة من الافلام المصرية الجديدة علي جوائز، وبحضور نجومها ومخرجيها، ليلتقوا بجمهور الاسكندرية في حضن النسيم علي البحر. ذلك الجمهور، الذي يطمح المهرجان برئاسة جديدة للناقدة السينمائية المعروفة المخضرمة ايريس نظمي، الناقدة السينمائية لمجلة "آخر ساعة "العريقة، يطمح الي اجتذابه والتواصل معه من خلال " احتفالية فرح" بالسينما
احتفالية تعكس توهج الحياة في مصر ،بمواهب فنانيها ومبدعيها، من المخرجين والممثلين.. وعشاق السينما الفن
حتفالية تجعله يقينا يتواصل من جديد مع جمهور الثغر الجميل، وتحوله بقوة وسحر السينما، كي يصبح لائقا بقامة وسمعة وشهرة مدينة الاسكندرية العريقة
الاسكندرية باب البحر، التي تندلق فيه أفلام الحياة ، في حواري المنشية وكوم الدكة وسيدي ابو العباس وقايتباي، لتجعلها أجمل المدن الساحلية المتوسطية قاطبة، والرئة التي تتنفس بها مصرنسيم الحياة وهي تدندن لحنا لسيد درويش عند المنارة، وربما لم تعرف مدينة متوسطية اعلي وأسمي قيم التعايش والتسامح، بين جميع الجاليات من مختلف الاعراق والجنسيات والديانات ، كما عرفتها الاسكندرية
هنا انطلقت السينما لاول مرة في مصر، وشهدت المدينة عروض الافلام الاولي للوميير، وكانت الاسكندرية مهدا من خلال افلام الرائد المخرج محمد بيومي، لتأسيس صناعة سينما في مصر، وكان من الطبيعي أن يكون لهذه المدينة مهرجانها، الذي يحتفل بها وبتاريخها، حاضرها وذاكرتها، وينفتح من علي أرض الاسكندرية، علي أفلام الدنيا كلها ، وفي ماوراء حدود المتوسط الكبير
تريد الناقدة السينمائية الرئيسة الجديدة للمهرجان ايريس نظمي ، ان تعيد للمهرجان ألقه القديم وبهجته، وتوهجه كاحتفالية بالناس والافلام والبحر، والقيم الفنية والانسانية الاصيلة . للخروج بالسينما من عزلتنا، وتقوقعنا علي أنفسنا
وتدعو الجميع مخرجين ونجوم وممثلين وجمهور الي المشاركة في الاحتفال القادم
ومن ضمن مشروعات المهرجان الاخري، تقديم عروض سينمائية في الهواء الطلق، بحضور النجوم ،أسوة بعروض احتفالية " سينما البلاج " في مهرجان "كان " السينمائي العالمي، التي تعرض فيها الافلام السينمائية علي الشاطيء وكذلك عروض مهرجان لوكارنو.سويسرا السينمائية الليلية في اكبر ميدان في لوكارنو
وعلمت ايزيس ان مجموعة من الافلام الفرنسية الجديدة المتميزة، التي لم تعرض من قبل في مصر، سوف تشارك في الدورة 21 القادمة، من ضمنها فيلم " شاهدت مقتل بن بركة " ، الذي يعرض لقضية الاغتيال السياسي ، علي نحو ما حدث للمناضل العربي المغربي بن بركة، ومايحدث الآن مازال من عمليات اغتيال مستمرة لقيادات وزعماء المقاومة في العالم، وقد دعت ايريس نظمي مخرجه الناقد السينمائي والاستاذ الجامعي الفرنسي سيرج لو بيرون، للمشاركة في لجنة تحكيم مسابقة المهرجان الرسمية، وقد يعرض الفيلم في حفل الافتتاح
وستتابع ايزيس اعمال وافلام مهرجان الاسكندرية برسالة يومية من المهرجان في الفترة من 5 الي 10 سبتمبر 2006
سمير مجلي
انظر الموقع الرسمي لايزيس

الأربعاء، يوليو 12، 2006

مهرجان القاهرة السينمائي: من الموظفين ألي أنصاف النجوم بقلم أمير العمري



الناقد السينمائي أمير العمري

وزير الثقافة المصري فاروق حسني
علي أبو شادي







مهرجان القاهرة السينمائي
من الموظفين إلى أنصاف النجوم
بقلم : أمير العمري
وزير الثقافة المصري يمارس هواياته المعروفة بالتجريب في مجال الثقافة المصرية طوال ما يقرب من 20 عاما.
فقد فاجأنا قبل 3 سنوات بتعيين الصحفي شريف الشوباشي الذي لم تعرف له أي اهتمامات سينمائية من قبل، رئيسا لما يعد المهرجان الأول للسينما في مصر أي مهرجان القاهرة السينمائي.
الشوباشي عين أولا وكيلا أول لوزارة الثقافة لشؤون العلاقات الخارجية، وهو جهاز مبتدع يدور نشاطه في دائرة رمادية بين المخابرات والثقافة والخارجية، والترجمة الحرفية لنشاطه هي "تشهيلات رسمية تستتر بالثقافة".
وقد دافع فاروق حسني طويلا عن قراره باختيار الشوباشي رئيسا للمهرجان رغم ما أثاره من اعتراضات الكثيرين. وقال الوزير (الذي يهيم بكلمة الفنان تلحق الصفة الوزارية!) إن من الضروري أن يكون رؤساء المهرجانات السينمائية في مصر من موظفي وزارته، ضمانا لتحملهم المسؤولية المباشرة الإدارية (أو الأمنية بالأحرى)!
وطبقا لهذا المنطق لم يجد الوزير – الفنان جدا- غير علي أبو شادي لإسناد رئاسة غير ذلك من المهرجانات السينمائية الأخرى التي تنظم في مصر: القومي والاسماعيلية، والإشراف على مهرجان الاسكندرية، بالإضافة إلى مسؤوليته في الرقابة على المصنفات الفنية وغير ذلك، فابو شادي موظف قديم أثبتت "تقاريره" القديمة منذ السبعينيات، فعاليتها، بل وأكدت ولاء كاتبها الذي كان في ذلك الوقت – أي قبل 30 عاما- يبحث لنفسه عن دور.
وضع أبو شادي داخل الوزارة وتأثيره في الرأي العام داخل مصر تكفل بوصفه باقتضاب، صحفي وموظف سابق لدى فاروق حسني شخصيا هو محمد عبد الواحد (الذي عمل 15 عاما مستشارا إعلاميا لفاروق حسني) عندما قال في كتابه ذائع الصيت "مثقفون تحت الطلب" إن المثقفين في مصر لا يعتبرون أبو شادي واحدا منهم بل يرونه موظفا إداريا وبالتالي لم يكن من الممكن تنظيم حملة لمساندته عندما استغنى الوزير عن خدماته في أوائل عام 2001 في ضوء أزمة الروايات الثلاث الشهيرة.
أما الشوباشي فقد ظل يكافح منفردا داخل "غابة" المهرجان مع أفراد "الحرس الحديدي القديم" وعلى رأسهم "السيدة الحديدية" التي وجدت نفسها في غفلة من الزمن مقربة من السيدة المقيمة عند رأس السلطة في البلاد.
وبعد أن كان الشوباشي قد وصل إلى الوزارة والمهرجان برضى "الست الكبيرة" عنه، وجد نفسه أيضا خارج الضوء بقرار منها إرضاء للحديدية التي بدأت مساعدة إدارية ثم قفزت بطموحاتها لتصبح نائبة رئيس مهرجان القاهرة السينمائي (وقوته الضاربة- ضد الثقافة بالطبع) ورئيسة مهرجان سينما الأطفال الدولي.
ولا يهم المستوى الثقافي والفكري أو الرؤية السينمائية التي تستند إليها السيدة الحديدية في سيطرتها على شلل المنتفعين من المهرجانين، بل الأهم هو في قدرتها على إرضاء "الكبار" بالافتتاحات اللامعة والأضواء الزائفة والحفلات الصاخبة التي تقام على هامش القاهرة السينمائي.
تستند "الحديدية" في ترسيخ نفوذها أيضا على مجموعة من العاملين داخل المهرجان من زمن الراحل سعد الدين وهبة (الذي كان قد استأثر لنفسه بالمهرجان، وقت أن كان رئيسا لما يسمى باتحاد الفنانين العرب، بعد أن انتزعه انتزاعا من "الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما" التي أسسته وأدارته طوال عهد رئيسها الاول كمال الملاخ.
هذه الجماعة تقاوم وتناضل ضد أي تغيير قد يكشف ضحالتها وتهافتها وانتهازيتها. ولا شك لدينا في أن الشوباشي – رغم ضآلة خبرته السينمائية- حاول إلى حد ما أن يدخل بعض التحديث ويضفي بعض "الثقافة" على بعض تظاهرات المهرجان، وأن ينفتح به على السينما الأوروبية والآسيوية، دون اهتمام كبير باستقدام النجوم.
وكانت تلك النقطة تحديدا مبرر اغتياله من داخل القصر، وانحياز الوزير (لا تنسى "الفنان" من فضلك) للحديدية على حسابه.
أما الجانب الآخر المضحك في الموضوع فهو أن الأخ فاروق حسني (على الطريقة الليبية الأثيرة) فكر ونجم كثيرا، وتأمل حوله طويلا، فتمخض جبله في النهاية لكي يلد فأرا.
فالوزير حول الدفة 180 درجة. فبعد أن كان يؤمن بالموظفين، أعلن كفره بهم وإيمانه الكبير بالفنانين العاملين في السينما، علما بأن هذه الظاهرة هي مصرية خالصة، فلم يعرف مهرجان كان مثلا – أشهر مهرجانات السينما في العالم- رئاسة نجوم السينما من الممثلين والممثلات، والأمر كذلك في فينيسيا وبرلين وموسكو وكارلو فيفاري وغير ذلك من المهرجانات التي تحترم نفسها.
فتنظيم المهرجانات السينمائية صناعة وثقافة وعلم وليس "همبكة وحداقة" حسب تعبير رشدي أباظة الشهير في الستينيات، في وصفه للسينما!
وبعد أن دار الوزير و"فاتح" – كما عرفنا من الأخبار المنشورة، أسماء نجوم مثل ليلى علوي ويسرا واسعاد يونس، ناشد الوزير عمر الشريف قبول أن يصبح رئيسا شرفيا للدورة القادمة فقط (التي اقتربت بشكل مرعب) حتى يمكن انقاذ ما يمكن انقاذه!
ويافرحتي: فعمر الشريف سيجلب لنا – كما يقول الوزير "الفنان" في تصريحاته المتعددة- النجوم العالميين بفضل اتصالاته وعلاقاته بهم. وهذا بالطبع تصور "برئ" يفترض أن العلاقات الشخصية كفيلة بأن تهزم المصالح!
وهو تصور شبيه بتصور الرئيس السادات الذي كان يؤمن بأنه إذا تكلم مع الرئيس كارتر "كلام فلاح لفلاح" – على حد تعبيره- فسوف يفهم كارتر على الفور ما يريد ويحققه له، فلا يمكن أن يخذل الفلاح فلاحا مثله.. أليس كذلك!
سنرى بالطبع أن الأمر ليس على هذا النحو من "البراءة"- حتى لا نستخدم كلمة أخرى قد يعتبرها بعض الثوريين السابقين المنتحرين في أحضان النظام (خروجا عن الأدب!).
فالحقيقة أن حضور النجوم يرتبط أصلا وأساسا – ليس بالزفة التي ستقام لهم على ضفاف النيل ولا بالسجادة الحمراء أمام قصر محمد علي ولا غير ذلك- بل بمستوى المهرجان وأهميته في فتح نافذة على السوق في الشرق الأوسط. وأساسا بالطبع، على سمعة السينما المصرية نفسها، وأهميتها على خريطة المنطقة التي يقام فيها المهرجان.
ان مهرجان دبي السينمائي الذي يضرب به الشوباشي المثل على التفوق بالمال، ويقول فاروق حسني إننا لن نتمكن من منافسته أبدا بسبب المال، لم يستطع في الدورة الماضية رغم انفاق ملايين الدولارات إلا جلب ممثل هوليوودي واحد (نصف مشهور) هو مايكل فريمان!
وفي الدورة القادمة سيحضر بطائرة خاصة وفرها له رعاة المهرجان – كما علمنا- جاك نيكلسون (بعد أن أفلس سينمائيا وخرج تقريبا من المنافسة في هوليوود) مقابل أن يقبض 100 ألف دولار (مقابل ساعتين من الظهور في حفل الافتتاح وربما حديث تليفزيوني يشكر فيه الشيوخ الذين وجهوا له الدعوة ودفعوا له أجره)!
اتساقا مع الفكرة الراسخة لدى فاروق حسني أي فكرة خصخصة الثقافة، أو تصوره الخاص بشأن ضرورة اشراك رجال الأعمال (الذين أصبحنا نخشى أن نطلق عليهم الرأسماليين المصريين!)، "نجح" الوزير في إقناع نجيب ساويرس بأن يصبح الراعي المالي للمهرجان.
وأتمنى أن يتكرم من يشرح لنا كيف يمكن أن يصبح رأسمالي يبحث عن الربح "راعيا ماليا" لمهرجان سينمائي لا يحقق ربحا له!
فهل من المتصور مثلا أن ينفق ساويرس عدة ملايين من الدولارات من جيبه الخاص إكراما لعيون وزير الثقافة، أو لكي يرد الجميل لمصر – على طريقة السادات أيضا، الذي قال للمهرب رشاد عثمان ذات يوم أمام كاميرات التليفزيون "خللي بالك من اسكندرية يارشاد"!؟
أما الأمر الآخر والأخير الذي أثار ضحك الجميع، داخل مصر (بل وخارجها حيث نكتب ما نكتبه من الخارج) فهو أن اختيار الوزير وقع أخيرا وبعد بحث طويل ومجهد، على الممثل عزت أبو عوف لكي يرأس مهرجان القاهرة السينمائي.
هذه هي المفاجأة الكبرى التي أعلن الوزير أنه سيفجرها في مؤتمر صحفي خاص، وقد فعل.
أما عزت أبو عوف – الممثل نصف المعروف (تلفزيونيا أساسا)- فلم يتم اختياره لمعرفة خاصة لديه بفن وصناعة المهرجانات السينمائية فقد اختير – حسب تصريحات الوزير- لأنه يتقن اللغات الأجنبية.
فهل هناك "نكتة" أكثر فظاظة من هذه النكتة الحراقة
سيكون من المنظقي بكل تأكيد أن يرد أحدهم بنكتة أخرى لا تقل "فظاظة" فيقول: ولماذا لا نسند رئاسة المهرجان إلى أحد خريجي كلية الألسن!
لن نزيد.. فالأيام القادمة وحدها ستتكفل بالإجابة على عشرات الأسئلة الحائرة المعلقة في الهواء.
أمير العمري
انظر الموقع الرسمي لسينما ايزيس