الأربعاء، ديسمبر 28، 2016

سنة جد تعيسة فلتذهب عنا بقلم صلاح هاشم في " نزهة الناقد . تأملات في سينما وعصر

نزهة الناقد : تأملات في سينما وعصر

2016
 سنة جد تعيسة فلتذهب عنا

بقلم
صلاح هاشم


  ..سنة جد تعيسة.. فلتذهب عنا 

سنة تعيسة في بلد محافظ  وخرابة " محلك سر " ومنافق وبكل هذا القصف الهراء طوال النهار إن باحبك يابلدي ، ياعظيمة يا مصر، وفيها حاجة حلوة، ولا احد يدلنا عليها فين ؟ ولا يتحرك.. أو يتقدم اى الأمام
 

وصحافة زبالة - للعجائز فقط والترويج للهراء العام - واعلام رسمي هو الدعارة والتجارة بعينها، والشرمطة والكذب ، ولن تجد فيه اي شييء " نظيف " بالمرة، لا هواء نقي، ولا أكل سليم، ولا ماء شرب صالح للشرب ،ولا دواء لمريض بلا صحة ولا تعليم
 وشرط الحياة أن تكون هناك رعاية لصحة المواطن في بلد كله مرضى نفسيا وجسديا وبكل الآمال والطموحات والكبت الجنسي المرعب والأحلام المجهضة
 

اترككم في رعاية ضمائركم في صحبة سنة جديدة 2017 ستكون أكثر سوادا وتعاسة وألم كما تقول لي عرّافة، بفعل دخان عادم طازج للموت، وخارج لتوه من محركات السيارات التي مازلتم تحلمون بركوبها، واقتنائها  في حمي الاستهلاك والشره الحيواني التي تجتاح البلد، وقد احتلته السيارات عن آخره ولم يعد فيه موضع لقدم
 قدم عاقل واحد يفكر في البقاء ولو لحظة، في ما كان " جنة " الله في أرضها، ثم انتهى في حلق وجيوب أنصاف الكتاب والصحفيين والمعلمين ،وأشباه الموظفين والأطباء التجار،لذين نهبوه  وخلصوا على كل مقدراته، ليصبح " خرابة " من آثار الانفتاح الساداتي

سنة جد تعيسة، دعوها تذهب عنا الى غير رجعة، في بلد لن تهتم حكومته ابدا بأمرك، ولن تفقد اي شييء اذا تركته بالمرة

 يستحق يقينا ان ترحل عنه الى غير رجعة
 ودعواتكم فقط - في بلد مثل هذا - بالشفاء العاجل ، لطفل مصري مريض، إسمه نعيم

صلاح هاشم
الحصان الشارد
كاتب ومفكر سينمائي مصري مقيم في باريس. فرنسا


الثلاثاء، ديسمبر 27، 2016

سوزان.. أغنية عاشت . وداعا ليونارد كوهين بقلم صلاح هاشم

الشاعر ليونارد كوهين توفي عن عمر يناهز 82 عاما

سوزان : أغنية عاشت
وداعا ليونارد كوهين




بقلم


صلاح هاشم


"سوزان" أغنية وقصيدة للشاعر الكندي الراحل ليونارد كوهين، أغنية عاشت من زمن الستينيات العظيم. زمن الشعر والحب، والصعلكة المنتجة، والتمرد والثورة في العالم، وقد كانت بمثابة " أيقونة " لذلك الجيل الذي عاش فيه أجمل أيامه، وقد كنت واحدا من أبناء هذا الجيل الذي عشق الأغنية ،وتغنى بها،بل ولقد كانت لي أنا الحصان الشارد اثناء صعلكتي وتجوالي تحت بوابات العالم 
 " سوزان "  جديدة، وفي كل مرفأ، لأنه حتى أكثر الأرواح أجنحة، ياحبيبتي، لاتستطيع أن تنجو من حاجة الجسد

صلاح هاشم


قصيدة
سوزان 
 تأليف الشاعر والمغني الكندي الكبير
 ليونارد كوهين
توفي في 10 نوفمبر 2016 عن عمر يناهز 82 عاما
ترجمها بتصرف:صلاح هاشم


سوف تأخذك سوزان
 الى بيتها بجوار النهر

حيث يمكنك أن تسمع صوت القوارب 
وهي تبحر عن قرب

و أن تقضي الليلة بجوارها

وأنت تعرف أنها سوزان نصف مجنونة

وأن ذلك الأمر
 هو وحده
 الذي يدعوك الى البقاء هناك بجوارها

 وهي تطعمك ثمار البرتقال والشاي

التي سافرت من الصين 
لكي تحط عندها

وعندما تفكر في أن تقول لها

انه ليس لديك اي شييء

ولاتستطيع ان تمنحها 
أي هدية

سوف تجعلك سوزان 
تعرف ماتفكرهي فيه

وتدع النهر وحده
 يجيبك

بأنك كنت دوما حبيبها

فتود أن ترحل في التو
 مع سوزان

ترحل معها كما لو كنت كفيفا

وأنت تعرف أنها تثق بك

لأنك لمست جسدها الكامل

بعقلك


كان يسوع بحارا

عندما سار فوق الماء

وقضى وقتا طويلا
 وهو يتأمل ويراقب
 من داخل برج خشبي منفرد

وعندما عرف على وجه اليقين

ان الغرقى يستطيعون رؤيته

صاح : سوف يكون كل الرجال بحارة

الى أن يحررهم البحر.

لكنه هو ذاته كان مكسورا

ومنبوذا، وأشبه مايكون
 بالبشر

حتي قبل أن ان تنفتح السماوات

وسقط غريقا في بحر
 حكمتك

مثل صخرة
 وتريد أن تصحبه في رحلته

وتسافر معه مثل العميان

وتفكر انك سوف تثق فيه

لأنه بحكمته

قد لمس
 جسدك الكامل




سوف تأخذك سوزان

من يدك

وتسحبك الى النهر

وهي ترتدي فستانا مرقعا
 من خيش وخرق

مؤسسة خيرية

والشمش تشرق 
مثل العسل

على سيدة المرفأ

وهي تعلمك

أين تنظر في ركام الفضلات
 والزهور

فهناك أبطال
 في  رحم الطحالب

وهناك أطفال
 في رحم الصباح


يتشوقون 
الى الحب

وللحب ينحازون
 والى الأبد

في ما تقف سوزان 
وهي تحمل المرآة

فترغب في أن ترحل معها

وأن تصطحبها في رحلتها

مثل أعمى

وأنت تعلم انها يقينا
 سوف تجدك

لأنك لمست جسدها الكامل

بحكمتك .


ليونارد كوهين

 ترجمة  : صلاح هاشم





قصيدة  2

 بعنوان

 " رسالة "


من كتاب

" قصائد وأغان " للشاعر الكندي 
والمغني الكبير الراحل ليونارد كوهين .


ترجمها عن الانجليزية صلاح هاشم ..





لايهمني يقينا أن أعرف

 كيف قتلتي عائلتك

فهذا الأمر

 لايعني لي أي شييء بالمرة

طالما كان فمك

يتحرك عبر كل جسدي



أعرف كل أحلامك

 بمدنها المنهارة

 وجيادها الراكضة

 وشمسها المقتربة

ولياليها التي لا تنتهي ابدا

لكن كل هذه الأشياء

 لاتعني لي اي شييء بالمرة

بجوار وأمام جسدك



اعرف ان حربا مشتعلة في الخارج

وانك تصدرين اوامر بحرق الأطفال

وقطع رقاب الجنرالات

غير ان الدم

 لايعني لي اي شييء بالمرة

لأنه لايمس لحمك



لايصدمني

 تذوق الدم

 فوق شفتيك

طالما كانت ذراعاي

  تنمو في شعرك

--

لاتظني اني لم افهم ماحدث

بعد ان ذبحوا  قوات الجيش

وضربوا المومسات

 بالسيف

اكتب هذه الرسالة اليك

لكي  أسطو

على كل ممتلكاتك

فلا يتبقى لك اي شييء

 بالمرة

حين تجدين راسي تساقط

مع رؤؤس الجنرالات

 من على  عتبة بابك

لقد كنت أتوقع كل هذه الأشياء

 قبل  حدوثها

وأردت أن أكتب اليك هذه الرسالة

لأقول لك

أن الأمر لايعني لي

أي شييء بالمرة



ليونار كوهين
ترجمة : صلاح هاشم

الأحد، ديسمبر 25، 2016

برج ايفل في احتفالات الكريسماس في باريس كاميرا صلاح هاشم تدشن لسينما الارتجال




كل عام وانتم بخير 

وهابي كريسماس
Happy Christmas
Greetings from Paris

عيد ميلاد مجيد من سينما إيزيس في نزهة باريس من عند ساحة التروكاديرو  شرفة باريس الكبيرة المطلة على برج إيفل ايقونة مدينة النور وثقافة التنوير  والعلم والحرية

sign
 

توقيع
 أحفاد رفاعة
CINEMAISIS 

الجمعة، ديسمبر 23، 2016

لا وقت للحزن، آكلك منين يابطة تحت أعتاب النخيل في فيلم يسري نصر الله بقلم صلاح هاشم


فيلم " الماء والخضرة والوجه الحسن " ليسري نصر الله
يخرج للعرض التجاري في فرنسا


لا وقت للحزن.آكلك منين يابطة تحت أعتاب النخيل ؟

عن  "جنة" مصر الحقيقية وقدسيتها



بقلم

صلاح هاشم

 فيلم " الماء والخضرة والوجه الحسن " للمخرج المصري يسري نصر الله ، هو من أجمل الأفلام التي صنعها ولحد الآن، بعد سلسلة من الافلام السيئة الكئيبة الباردة "المفبركة "التي تمتليء بالكثير من الادعاء التي حققها من قبل، ولم نتوقف عندها كثيرا، فلم تهزنا، وكانت تنقصها جميعها حرارة أو نفس أو نبض الحياة الحقيقة في بلدنا مصر،او على أقل تقدير محاولة الاقتراب منها،وليس كما ترتسم فقط في خياله، والنهل من جذوتها

 ولذا كانت أفلامه تلك ، تمنحنا الانطباع بأن المخرج المصري والمثقف " السينمائي " الكبير، ليس لديه مايقوله، كما في فيلمه " بعد المعركة " الذي ذبحنا باصطناعيته، عندما عرض في مهرجان " كان " السينمائي 
وأنه المخرج  " الفرانكوفوني" القح ، أبعد في برجه الطبقي العاجي من أن يكون قريبا من، أو يعرف عن حياة الناس في مصر، إلا مايستطيع فقط ، ان يطل عليه من عليائه في لقطة " بلونجيه - من أعلى " من سطح البرج العادي الذي يسكنه في مصر


كما ان شهرة يسري نصر الله التي اكتسبها كمخرج، من خلال عمله كمساعد لمخرجنا الكبير الراحل يوسف شاهين، لم تكن تعني أو تفرض، او تستدعي بالضرورة ان يصبح مخرجا، أو أن يتوقف أحدهم عند أفلامه، لأنها تستحق الكتابة عنها
 حيث ان كل تجاربه السينمائية التي اخرجها، وقبل هذا الفيلم،لم نفهمها، أو أنا بالتحديد لم افهمها،واعتقد انه هو ايضا قد حققها وانجزها ، وهو لايعرف ماذا يريد أن يقوله بها،  أو من خلالها بالضبط ، وياله من " ترف "  فكري عقيم حقا، بل واتحدي ان يكون هو ذاته قد فهم منها اي شييء، او حتى يأمل بأن يتبقى منها اي شييء بالمرة، فكما ظهرت تلك افلام  أو " تجارب سينمائية غير مكتملة " ليسري نصر الله  ،بلا حياة ولا نفس ولا روح، وبلا قضية،  كما اختفت.. وتلاشت تماما بالمرة من ذاكرتنا
،
 وأنا لا اعرف مثلا أن احدا يريد أن يشاهد من جديد - في ما يطلق عليه " إستعادة "- اي فيلم من افلام المخرج الفرانكوفوني الكبير يسري نصر الله

هل يعرف أحدكم ؟ 

 فيلم " الماء والخضرة والوجه الحسن" ليسري نصر الله المخرج المصري القح الذي خرج للعرض التجاري في فرنسا ، هو فيلم مصري جميل ومباشر وبسيط وبلا ادعاء ، وهي أول مرة اشاهد فيها فيلما ليسري ويعجبني، ويكشف فيه نصر الله وربما لأول مرة 
عن تلك الاشياء المصرية  "الاصيلة " التي أهملها في كل افلامه في حياة المصريين ولم ينهل منها : حب المصريين أصلا للحياة الآن وعشقهم للطبيعة والضحك والأكل والشمس، واللحم بكافة أشكاله
 لحم البط و لحم المحشي ولحم الرقاق ولحم الكفتة، وكذلك لحم النهود والارداف والشفاه، و "حسية" المصريين " الهيدونية " الابيقورية الباخوسية، المحبة للحق والخير والجمال، وآكلك منين يابطة
فليس هناك في مصر أجمل من الاحتفال بتلك القبلات المختلسة المسروقة تحت أعتاب النخيل، أوالغطس في صدر حبيب، وقدسيتها

فيلم " الماء والخضرة والوجه الحسن " ليسري نصر الله يصور  " جنة  " مصر الحقيقية، من خلال الاحتفال بهدايا وعطايا الحياة الآن في اللحظة
 وهو فيلم "  سياسي " بالدرجة الأولى، لأنه في شموليته الفنية، ومهما كانت سقطاته" أو " عيوبه " الفنية "يقف في خندق الحب والحرية والجمال ويكشف عن طبيعة المصريين
في  الاحتفال ببهجة الحياة الآن - الجنة الحقيقية - ضد قيم الكراهية والتعصب  والعنف والارهاب التي تروج لها الجماعات السلفية الفاشية البيوريتانية التطهرية المنافقة، وتريد ان تجعلها بقوة السلاح والعنف والقتل منهاجا لحياتنا 

صلاح هاشم
..
( يتبع .. )

سمير فريد البنّاء الكبير بقلم صلاح هاشم في مختارات سينما إيزيس

مختارات سينما إيزيس
زاوية ننشر فيها مايعجبنا من مقالات ودراسات

رؤية

سمير فريد البنّاء الكبير

بقلم
صلاح هاشم

سمير فريد الأول من على اليسار في الصورة مع صلاح هاشم الأول من على اليمين


الصديق العزيز الناقد الكبير سمير فريد
  
 اقرأ لك منذ  بداية الستينيات عندما بدأ الأستاذ عمنا الكبير عبد الفتاح الجمل يفتح صفحات جريدة المساء لجيل الستينيات من الأدباء والنقاد والشعراء وبدأ ينشر قصصنا القصيرة ودراساتنا وترجماتنا، ولم أكن وقتها أكتب في النقد السينمائي مثلك بل كنت أكتب القصة القصيرة  " الحصان الأبيض " وأحد أبرز كتاب  هذا النوع الأدبي من الأدباء الشبان الصاعدين الواعدين الذين يتنبأ لهم بمستقبل باهر من ضمن مجموعة كبيرة  من نجوم القصة القصيرة
 تضم ابراهيم اصلان وجمال الغيطاني ومحمد ابراهيم مبروك ومحمد يوسف القعيد وغيرهم وقد كتب هذا الكلام في تقييم أعمالنا  نقادنا الكبار من أمثال بهاء طاهر وعبد الرحمن ابو عوف ود.صبري حافظ،
 كما كنت اتابع مقالاتك في نشرة نادي سينما القاهرة العظيم وتعرفت اخيرا عليك عندما بدأت ومنذ عام 1982 اغطي مهرجان " كان " السينمائي لمجلة " الوطن العربي " الاسبوعية التي كانت تصدر من باريس آنذاك
 واذا بك حين التقيتك وللمرة الأولي تستقبلني مرحبا وتقول لي أهلا بابن قلعة الكبش- حينا العريق في السيدة زينب -  لقد اعجبت كثيرا جدا بكتابك " الوطن الآخر ، سندباديات مع المهاجرين العرب في شوارع أوروبا وأمريكا  الخلفية " واذا بي أكتشف انك تتابع ايضا كتاباتي ومقالاتي وترجماتي وتحقيقاتي منذ زمن، وعلى الرغم من اختلافنا في مايتعلق بتقييم الافلام كنت دائما احترم كل ماتكتب واتعرف من خلاله على فلسفتك الخاصة ورؤيتك الفريدة وأعتبر انك احد رموز النقد السينمائي الجاد المسئول في بلدنا 
ومن البناءين الكبار الذين شيدوا له مكانة وقيمة وصرحا، على خطى جدنا الأكبر رفاعة رافع الطهطاوي في التعليم، ونجيب محفوظ في الرواية، ومحمد مندور في النقد الأدبي، وقد تعلمت منك حكمتك العظيمة : أن يتوخى المرء الدقة في كل كل مايكتب، 
ولا انسى ابدا اني تشرفت بحضورك في عروض معظم الأفلام الوثائقية التي صنعتها، من التراب، 
وكان آخرها فيلم " أول خطوة " عن ثورة 25 ينير ومشاركتك في الندوة التي عقدت بعد العرض لمناقشة الفيلم..و كنت عندما تركت رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي  كتبت كيف تترك بعد ان خلقت لنا  من خلال المهرجان أندلسا جديدة
والآن وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلادك
 ادعو لك بالشفاء العاجل
 وبعودة جديد لتكملة بناء  صرح النقد الشامخ الذي أنشأته بكتاباتك وأكثر من اربعين كتابا في السينما تنطق جميعها بحضور بنّاء كبير

كل التقدير لشخصك ولانسانيتك ولصرحك وخالص محبتي

صلاح هاشم

عن جريدة " القاهرة " العدد 856 الصادر بتاريخ 13 ديسمبر 2016



الأربعاء، ديسمبر 21، 2016

نداء لوزير الثقافة من الناقد سامي حلمي



مختارات سينما إيزيس



نداء لوزير الثقافة من الناقد سامي حلمي


انقذوا مهرجان القاهرة السينمائي.. واختاروا قيادات تليق به

في اطار ردود الفعل علي دورة مهرجان القاهرة الأخيرة والتي أقيمت من 15 وحتي 24 نوفمبر الماضي.. وصلنا هذا التعليق من الناقد السينمائي سامي حلمي أحد كبار المهتمين بالسينما في الاسكندرية وهو باحث ومؤرخ له العديد من الدراسات التي قدمها بمفرده أو مع صديق عمره الناقد الراحل ابراهيم الدسوقي.

يقول سامي حلمي: أجمع الكثير من السينمائيين الذين تابعوا مهرجان القاهرة السينمائي. أن الدورة الأخيرة تراجعت بالمهرجان خطوات كبيرة الي الخلف. وأن الادارة الحالية مسئولة عن هذا التراجع لأن النوايا وحدها لا تحقق النجاحات بل الرؤية والسعي والعمل الجاد هو الذي يحقق ذلك.

وأضاف: عندما كان الفنان فاروق حسني وزيرا للثقافة كان الراحل سعد الدين وهبة علي رأس مهرجان القاهرة. واستطاع أن يضع المهرجان في مكانة مرموقة علي الساحة الدولية وسط المهرجانات الكبري. وبعد رحيله ساند فاروق حسني بقوة المهرجان تحت رئاسة حسين فهمي وشريف الشوباشي وعزت أبو عوف مع ادارة السيدة القديرة سهير عبدالقادر وظل المهرجان محافظا علي نجاحه وتألقه.

ويقول سامي حلمي: ثم نأتي الي الدورة 36 التي أقيمت عام 2014 برئاسة الناقد الكبير سمير فريد. الذي خلق منظومة ادارية جديدة للمهرجان وأضاف اليه بحكم خبرته وثقافته برامج حديثة أوجدت روحا جديدة مثل برنامج "آفاق السينما العربية" الذي تقيمه نقابة السينمائيين وبرنامج "أسبوع النقاد" وتقيمه جمعية نقاد السينما المصريين. وحتي معهد السينما جعله يقيم برنامج "سينما الغد" لأفلام الطلبة. لقد عادت الثقافة السينمائية للمهرجان وقدم سمير فريد دورة ناجحة ومختلفة عدا حفل الافتتاح الذي نظمته وزارة السياحة.. ولكن للأسف ظهر المتربصون الذين يصطادون في الماء العكر ودفعوا الرجل للاستقالة حفاظا علي تاريخه وهو ا أزعجنا كثيرا. ثم كانت المفاجأة باسناد رئاسة المهرجان لسيدة جاءت من خارج كل التوقعات وهي بعيدة تماما عن مواصفات تمكنها من قيادة مهرجان بحجم مهرجان القاهرة واستمرت لدورة أخري هذا العام وسط دهشة الجميع لتضع المهرجان في موقف لا يحسد عليه ولولا البرامج التي استحدثها سمير فريد ما كان المهرجان يليق باسم مصر!

ويوجه سامي حلمي نداءاً لوزير الثقافة ويقول: "انقذوا مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وعليكم الاستعانة بالخبرات السابقة التي استطاعت تحقيق دورات ناجحة ووضع قيادات تليق بمهرجان علينا جميعا العمل في المحافظة علي مكانته الدولية


عن جريدة الجمهورية بتاريخ الأربعاء 21 ديسمبر 2017 .