السبت، مايو 31، 2014

اطلالة على مهرجان الاسماعيلية السينمائي 17 أفلامه ومسابقاته وفعالياته

الفنان مدير التصوير كمال عبد العزيز رئيس المركز القومي للسينما ورئيس مهرجان الاسماعيلية الدورة 17



يشارك فيلم " موج " لأحمد نور في مسابقته 
 
إطلالة على مهرجان الاسماعيلية السينمائي 17
 أفلامه ومسابقاته وفعالياته

تكريم المصري على الغزولي والسوري محمد ملص


القاهرة . سينما إيزيس

يشارك 46 فيلما في مهرجان الإسماعيلية الدولي السابع عشر للأفلام التسجيلية والقصيرة الذي يفتتح يوم 3 يونيو ويعرض فيلم «الميدان» الذي رشح لجائزة الأوسكار وأعمالا أخرى عن "الثورة المصرية"،  إضافة إلى أفلام عن نجوم كرة القدم،  تزامنا بالطبع مع انطلاقة بطولة كأس العالم.

وتتنافس أفلام المهرجان في أربعة أقسام هي: التسجيلي الطويل، والتسجيلي القصير، والروائي القصير، وأفلام الرسوم المتحركة. وينال مخرج أفضل فيلم في كل قسم ثلاثة آلاف دولار ، أما مخرج الفيلم الفائز بجائزة لجنة التحكيم فيحصل على 2000 دولار ، وتوجد جائزة للجمهور، يختارلها الجمهوربنفسه أحسن فيلم.

وأعلنت إدارة المهرجان في بيان صدر حديثا إن الدورة الجديدة التي ستفتتح الثلاثاء القادم تضم أفلاما تسجيلية عن الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني 2011 وأسقطت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 18 يوما.

وأضاف البيان أن من هذه الأعمال الفيلم المصري «موج» الذي يتنافس في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة حيث يقدم مخرجه أحمد نور "انعكاسا شخصيا لأحداث الثورة المصرية من خلال مدينة السويس التي اشتعلت الشرارة الأولى بها."

وفي بانوراما الفيلم التسجيلي المصري تعرض ثلاثة أفلام هي «الميدان» لجيهان نجيم. وكان الفيلم ضمن قائمة ترشيحات جوائز الأوسكار 2014 و«كروب» للمخرجين مروان عمارة ويوحنا دومكي و«25أريج - رائحة الثورة» للمخرجة والباحثة فيولا شفيق. وعرض الفيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي في فبراير شباط الماضي.

ويعرض المهرجان أيضا الفيلم المصري «مكان اسمه الوطن» للمخرج تامر عزت وذلك احتفاء بذكرى كاتبته السيناريست والقاصة المصرية نادين شمس التي توفيت في مارس اذار الماضي.

وقال البيان إنه سينظم قسما خاصا "احتفاء بأجواء مونديال كأس العالم لكرة القدم الذي سينطلق في البرازيل" في 12 يونيو  حيث تعرض ثلاثة أفلام عن "نجوم هذا العالم المثير" وهي «مارادونا بواسطة كوستوريتسا» للمخرج الصربي امير كوستوريتسا و«بوشكاش المجر» للمخرج توماش ألماشي و«الكولومبي الاثنان إسكوبار» للمخرجين جيف ومايكل زيمباليست.

والمهرجان سيفتتح بالجزء الثاني للفيلم التسجيلي الطويل «عن يهود مصر.. نهاية رحلة» للمصري أمير رمسيس، ويستمر ستة أيام.

وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية المخرجين المصريين وائل عمر وهالة لطفي والمنتجة الفرنسية ماريان ليري والمخرج اليوناني ديميتريس كوتسيبياكيس. أما رئيس اللجنة فهو المخرج السوري البارز محمد ملص الذي يكرمه المهرجان ويعرض فيلميه «المنام» و«فوق الرمل.. تحت الشمس»..

كما يكرم المهرجان شاعر السينما التسجيلية المصرية على الغزولي ويعرض له فيلمه الأثير " صيد العصاري "

 

الأربعاء، مايو 28، 2014

فيلم " بيات شتوي " لنوري بيلغ شيلان يكرس فن الصورة للتأمل الفلسفي بقلم صلاح هاشم





فيلم  " بيات شتوي " يكرس فن الفيلم ..الذي هو فن الصورة عن جدارة ..للتأمل الفلسفي الصوفي
 
فيلم " بيات شتوي" لنوري بيلغ شيلان: فولتير من تركيا يخطف سعفة كان الذهبية، وفرنسا تخرج من مولد سيدنا "كان " الولي بلاحمص

بقلم


صلاح هاشم
                                                                        
 
كان . فرنسا. من صلاح هاشم

أثار الاعلان عن النتائج الرسمية في مهرجان " كان " 67 العديد من رود الفعل الفرنسية الاعلامية الغاضبة المستنكرة والمستهجنة، وبخاصة بعد أن فاز مخرج تركي هو نوري بيلغ شيلان بأهم وأكبر جائزة في المهرجان، ألا وهي "جائزة السعفة الذهبية "، بفيلمه الروائي الطويل WINTER SLEEP" بيات شتوي" الذي يستغرق عرضه أكثرمن ثلاث ساعات.وهو من أقوى الأفلام سينمائيا وفكريا وفلسفيا وجماليا التي عرضها المهرجان،ويقترب من روح الأعمال الأدبية الكبري عند الانجليزي شكسبير أو الروسي تشيكوف..

بيات شتوي

 وكان أغلب النقاد في الدورة 67 رشحوه للحصول على السعفة ،ولم يكن ينافسه اي فيلم آخر في المسابقة للحصول عليها إلا فيلم بعنوان " تيرنر " TURNERعن الرسام الانجليزي تيرنر تدور أحداثه في القرن 18 من اخراج البريطاني المخضرم مايك لي الذي حصد به ممثله  جائزة أفضل ممثل في المهرجان ..
تيرنر

وكانت المفاجأة في حفل الاعلان عن الجوائز يوم السبت 14 مايوأن ألافلام الفرنسية التي شاركت في المسابقة وهي :  فيلم "سان لوران " لبرتراند بونيللو، وفيلم " يومان وليلة " للشقيقين البلجيكيين داردين الذي اضطلعت ببطولته الممثلة الفرنسية الجميلة ماريون كوتيار، وفيلم " البحث " لميشيل هاسانفيسيوس بطولة النجمة الفرنسية بيرينيس بيجو ( الحاصلة على جائزة افضل ممثلة في العام الماضي )، وفيلم" سحب سيلزماريا " لأوليفييه السايس الذي تالقت فيه الممثلة الفرنسية القديرة جولييت بينوش..
سان لوران

 ثم  فيلم " تمبوكتو " للموريتاني عبد الرحمن سيساكو وهو الفيلم الافريقي العربي الوحيد في مسابقة المهرجان الذي شاركت في تمويله جل المؤسسات السينمائية والمحطات التلفزيونية الفرنسية، لانه بكشفه عن ايديولوجية ونظام حكم الجماعات الجهادية الارهابية ، حين تحل في دولة افريقية، وماتفعله بأهلها من جلد وسجن وقتل وتعذيب..

 يتماشي مع سياساتها في تمويل مشروعات الافلام " الدعائية " التي تروج  للخط السياسي الرسمي الفرنسي، وبخاصة بعد التدخل الفرنسي العسكري حديثا في إحدي الدول الافريقية، لتخليص أهلها المسلمين الطيبين العزل من الجماعات الارهابية..


تمبوكتو

 لم تحصل أي من هذه الافلام الفرنسية على جوائز، وهكذا خرجت فرنسا التي كانت تطمع في الحصول على جائزة السعفة او الجائزة الكبرى باحد أفلامها، خرجت من مولد سيدنا " كان " الولي، ومن مسابقة احتفاليته السينمائية الدولية بلا حمص، ولم تحصد إلا جائزة لجنة التحكيم ( وزعت مناصفة ) أو بالأحرى على نصف جائزة ، لفيلم " وداعا للغة " لجان لوك جودار ( 84 سنة )، وجائزة  " الكاميرا الذهبية " ( ..الجائزة التي أنشأها جيل جاكوب رئيس المهرجان عام 1979 والتي يتنافس على الفوز بها كل الافلام الاولى لمخرجيها التي تشارك في جميع مسابقات المهرجان) حيث ذهبت الجائزة المذكورة هذه المرة الى فيلم " فتاة الحفل "PARTY GIRL الفيلم الفرنسي الأول بإخراج جماعي لماري آماشوكيلي وكلير بيرجر وصامويل تيس الذي عرض في حفل افتتاح قسم " نظرة خاصة " وشارك في مسابقتها. ولولا ان رئيسة لجنة تحكيم تلك الجائزة هي المخرجة الفرنسية نيكول جارسيا  كما يدعي البعض ،ماكان الفيلم حصل على تلك الجائزة..


              فرنسا تطعن في نزاهة كامبيون ولجنة التحكيم
جين كامبيون

في حين توزّعت جوائز المهرجان الرسمية التي أعلنتها المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون رئيسة لجنة التحكيم وصاحبة فيلم " البيانو الاثير " كالتالي :
جائزة " السعفة الذهبية " – فاز بها فيلم " بيات شتوي " WINTER SLEEP للتركي نوري بيلغ شيلان..
الجائزة الكبرى –  فيلم  " العجائب "LES MERVEILLES للايطالية آليس روهواشر..
جائزة أفضل إخراج – فيلم " فوكسكاتشر " FOCCATCHERأو " صائد الثعالب " للامريكي بينيت ميلر..
جائزة أفضل سيناريو- فيلم  " ليفيتان " للروسي اندريه زفيجنتسيف
 جائزة افضل ممثلة – ذهبت الى الممثلة الامريكية القديرة النجمة جوليان مور عن دورها في فيلم " خرائط الى النجوم " للمخرج الكندي العملاق دافيد كرونينبيرج.
جائزة افضل ممثل – ذهبت الى الممثل البريطاني العملاق تيموثي سبال عن دوره الرائع في فيلم " تيرنر" للبريطاني مايك لي وتقمصه سبال لشخصية الرسام تيرنر في الفيلم ..
جائزة لجنة التحكيم – وزعت مناصفة بين فيلم " وداعا للغة " لجان لوك جودار ( 84 سنة ) وفيلم " مومي"  للمخرج الكندي الشاب إكزافييه دولان ( 25 سنة )..
جائزة " الكاميرا الذهبية " – ذهبت لفيلم " فتاة الحفل " الفرنسي..
السعفة الذهبية للفيلم القصير – ذهبت لفيلم " ليدي " لسيمون ميسا سوتو من كولومبيا ..

وبسرعة كانت ردود الافعال الفرنسية على لسان العديد من النقاد والشخصيات السينمائية الفرنسية  مثل الناقد السينمائي الفرنسي هنري شابييه، كانت في أغلبها غاضبة ومستاءة جدا وترى أن نتائج لجنة جين كامبيون جاءت مجحفة في حق السينما الفرنسية وافلامها، واتهم البعض مخرجتنا كامبيون برغبتها في احراج فرنسا..

هذه الفرنسا التي ينصب احتفال  " كان " السينمائي من صنعها، على ارضها، ولايكون لها ولا لافلامها اي نصيب من جوائزه التي توزع في حضرة الست كامبيون ( المخرجة الوحيدة التي حصلت على سعفة كان الذهبية بفيلمها البديع " البيانو عام 1993 ) توزع على افلام تبعث على النوم وتدعو الى الاستغراق فيه ، مثل ذلك الفيلم التركي الطويل  " بيات شتوي " الذي منحته جين كامبيون سعفة كان الذهبية أرفع وأسمى جوائز المهرجان، ووقفت فرنسا كلها.. تتفرج ! .. ياللعار .


   " بيات شتوي"يبعث واحسرتاه على النوم
                             

 بل وبلغ الأمربالبعض من المتعصبين لكل ماهو فرنسي، وليذهب العالم كله الى الجحيم،الى اتهام جين كامبيون بالامبرياليةالانجلوساكسونية، بالعمالة،وانها تعمل لحساب سياسة استعمارية انجلوساكسونية تمنح جوائزها للافلام غير الناطقة باللغة الفرنسية أيا كانت، ومناهضة تماما لسياسات الفرانكوفونية الرشيدة..في حين أشاد البعض الآخر بعدالة الجوائز التي وزعت واستحقاقيتها ، فلم يكن معيار الحكم على الافلام عند  جين كامبيون نوعها أو جنسيتها، كما ارتأت ، بل فنيتها أو شموليتها الفنية ورؤيتها وضروريتها، وارتباطها أيضا بتطوير فن السينما من داخله ، وبكل اختراعات وابتكارات الفن المدهشة، ولذا استحق فيلم " بيات شتوي " سعفة كان الذهبية وعن جدارة، لأنه لم يأسرنا فقط  بسطوع وتوهج فنه، بل أسرنا أيضا بسبب التحدي الذي خاضه ونجح فيه الا وهو تحدي كيف تصنع فيلما من مشاهد حوارية ليس فيها إلا كلام، لكن كلام عن كلام كما يقولون يفرق، والمهم ليس في الكلام بل المهم في دلالاته وتأثيراته ، ضروريته وعضويته في صلب العمل السينمائي ونسيجه الفني ..
فيلم " بيات شتوي " أعجبني جدا وكان الفيلم الوحيد الذي رشحته للحصول على سعفة كان الذهبية ومن دون منازع ..
نوري بيلغ شيلان.. فولتير ؟

لماذا ؟ لأنه يكرس فن السينما الذي هو فن الصورة عن جدارة للتأمل الفلسفي، ويجعل من المخرج التركي شيلان  أشبه مايكون بـ" فولتير " تركي ، أي فيلسوف ينقب ويفتش عن أسرار الحياة والوجود ويسأل إن كانت الحياة تستحق أن تعاش، فلا شييء يحدث في الفيلم تقريبا ، بل مجرد حادثة تقع حين يقذف غلام زجاج سيارة صاحب فندق ويكسره..

ومن عند تلك اللحظة يبدأ الفيلم بالدخول الى حياة صاحب الفندق ذاك الذي يعيش مع زوجته التي تصغره سنا ، ومع شقيقته المطلقة التي تركت اسطنبول وحضرت لتقيم مع اخيها في الفندق الذي يديره ويحتشد الفيلم الذي يعرض أيضا للعلاقة بين الاثرياء والفقراء في تركيا ، والعلاقة بين السادة والعبيد، وبين المالك والمستأجر ، كما في مسرحية لتشيكوف..

يحتشد بالعديد من المشاهد الحوارية بين أبطاله، تجعلهم في وضع عمل كشف حساب لحيواتهم في كل لحظة، وهنا نكمن القيمة الاخلاقية والفكرية والفلسفية والجمالية للفيلم الذي  يستغرق عرضه اكثر من ثلاث ساعات ، ومع ذلك فإننا لانشعر بالضيق او الملل او التململ أثناء مشاهدته ..

وهوايضا بسبب هذا " الديالوج " أشبه مايكون  بحكاية من دون نهاية ، أو برواية بوليسية ، ومن هنا " حالة الترقب والانتظار "التي يخلقها الفيلم،وتجعلنا مأخوذين ومشاركين في حواراته الدائرة التي نستلذها ،ولانشبع منها ابدا ، اذا يحقق الفيلم من خلال حالة الترقب  هذه سلسلة من الانقلابات و المفاجآت غير المتوقعة كما في مشهد الصلح في الفيلم  حين يصل الغلام الى الفندق في صحبة عمه ليعتذر عن فعلته اي كسر زجاج سيارة بطل الفيلم وتعويضه عن خسارته، وحين يتقدم الغلام لكي يقبل يد صاحب الفندق اذا به يسقط مغشيا عليه ولانعرف ان كان مات أو ماذا ؟ كما يكرس نوري بيلغ شبلان في فيلمه للمنظر الطبيعي ويجعل الطقس يلعب دورا مهما في الفيلم ففي مثل ذاك طقس يدعو الى الاعتزال والوحدة ، تتوقد وتشتعل الرغبة في التأمل والهبوط من السطح الى الأعماق ، في الداخل ، من خلال الاستبطان الداخلي الصوفي الذاتي ، والتوغل عميقا في دروب الروح ..

صلاح هاشم مصطفى

صلاح هاشم في حضرة سيدنا " كان " الولي..

الأربعاء، مايو 21، 2014

فيلم " وداعا للغة " لجان لوك جودار : قصيدة بصرية رائعة و" شرنقة" للفن الاصيل بقلم صلاح هاشم




فيلم " وداعا للغة " لجان لوك جودار : "قصيدة" بصرية
 رائعة 
و " شرنقة"  للفن الأصيل

بقلم


صلاح هاشم مصطفى



كان . فرنسا. من صلاح هاشم مصطفى

عدت للتو من مشاهدة فيلم " وداعا للغة " ADIEU AU LANGAGE  للمفكر والمخرج السينمائي الكبير جان لوك جودار المشارك في مسابقة مهرجان " كان " 67 ، زحام هائل، وتدافع بالمناكب، وطوابير طويلة ، كأنك في مولد سيدنا الولي - جودار ، درويش السينما ، وصاحب طريقة بالفعل؟ . وقبل العرض استقبال حافل لطاقم الفيلم الفني، ثم وقوف للتصفيق لمدة خمس دقائق بعد الفيلم.. الذي أعتبره تحفة فنية، فهو قصيدة بصرية فلسفية ، تستولي عليك، بكل مايحشده المخرج الفيلسوف من تكوينات وتشكيلات - الجسم عند جودار هو مثل الخط في الكتابة ، او اللون في الرسم ، أو الورق في الشجر ، فلا توجد هناك حكاية بالمعني المفهوم في الفيلم، بل محاولة لإرساء مفاهيم CONCEPT، مثل ذلك المفهوم الذي ينعي به جودار الحياة الغربية ، فيقول في الفيلم ان البشر في تلك المجتمعات سوف يحتاجون مستقبلا - ونحن أيضا 'كمسخ وتقليد لتلك المجتمعات - الى مترجمين ، وقريبا جدا لانعدام التواصل ،وبعد ان فقدت الكلمات واللغة معانيها ، سوف يسير كل شخص مع مترجم ،لكي يترجم له الكلام الذي ينطقه بفمه ، وربما نحتاج الى كلاب كما في الفيلم، لتشرح لنا وتترجم ونفسر ، في عالم هو " الخواء " بعينه . فيلم جودار هو أقرب مايكون الى مقطوعة موسيقية من نوع "موسيقى الحجرة "، ويحتشد بالعديد من المفاجآت. و"داعا للغة" هو محاولة لخلق سينما جديدة، لا علاقة لها بالحكاية التقليدية التي تعودنا عليها ، بل بحكاية جديدة، مثل تلك الحكاية أو العلاقة التي يحكيها لنا جودار في فيلمه ، وهو يضعها داخل وفي حضن "الطبيعة " في موسم الصيف، وتبدو هنا الازهار والورود وتكاد أن تخرق - بنظام الابعاد الثلاثة- تخرق الشاشة ، وتداعب وجوهنا وتمسح عليها بلطف وحنان مثل ريشة ..


 ولاحظ أيضا كيف ينهل جودار لتكثيف المعني في " وداعا للغة " من الافلام الكلاسيكية القديمة بالابيض والاسود, فنشاهد في غرفة النوم بعض لقطات من فيلم " متروبولس " لفريتز لانج على شاشة كبيرة، كما لاحظت ايضا ان هذا الفيلم ، متصل بفيلم " موسيقانا " لجودار، وكأن " وداعا للغة " هو " مقطع " - أو بالاحري " فصل " من الجحيم في فيلم " موسيقانا " ، وقد ذكرتني الموسيقى في الفيلم ايضا بموسيقى فيلم " الاحتقار " للموسيقار الفرنسي دولارو ، وهي من النوع " المخدر " الذي يسكنك ويستحوذ على كل مشاعرك في التو : دلفنا في فيلم جودار " وداعا للغة " الى شرنقة جميلة من متعة الفن والتأمل الفلسفي الجمالي العميق ، ولن يستطيع أحد أن يخرجنا منها..
 المعلم الفيلسوف المخرج جان لوك جودار ترى هل يحصد بقصيدته البصرية " وداعا للغة" " سعفة " كان " 67 الذهبية،  ليتوج بها مسيرته السينمائية الفذة ؟
هذا هو جل طموحنا

 ..
المعلم الفيلسوف المخرج جان لوك جودار هل يحصد بقصيدته البصرية " وداعا للغة " سعفة " كان " الذهبية ليتوج بها مسيرته السينمائية الفذة ؟ جل طموحاتنا.

صلاح هاشم مصطفى