الجمعة، سبتمبر 30، 2005

تهنئة من الناقد السينمائي المصري الكبير سمير فريد الي ايزيس


بعث الناقد السينمائي المصري الكبير سمير فريد برسالة تهنئة الي " ايزيس " يقول فيها
عزيزي صلاح تهنئة حارة على موقع "سينما إيزيس" والذي قرأته وأعجبني كثيراً. لا أرى ما يدعو للتفكير في مجلة مطبوعة, فهي لن تكون تحت المخدة, وإنما تحت الرقابة. أزعجتني قسوة الرد على ناجح حسن بقدر ما أسعدني رد فعله : أنظر كيف جعل الخلاف بداية صداقة مع من كان قاسياً عليه.كل ما أتمناه التدقيق في المعلومات على مواقع السينما العربية, ففي مقابل حرية الرأي من دون قيود ولا حدود, ليست هناك حرية في نشر معلومات غير محققة مائة في المائة بل إن المعلومات الخاطئة -كما تعلم- عدوان على الحرية.مع أطيب التمنيات
سمير فريد
وترحيب ب" سينما ايزيس " في الصحافة العربية
كتب الناقد السينمائي ناجح حسن في جريدة " الرأي " الاردنية – باب ثقافة وفنوان- بتاريخ الخميس الموافق 1 من سبتمبر 2005..كتب يقول :
(
سينما ايزيس) .. موقع الكتروني عن (الفن السابع)
عمان - ناجح حسن - ظلت المواقع الالكترونية العربية المخصصة للثقافة السينمائية هزيلة وتخلو من المعلومات الرصينة المواكبة لتيارات ومدارس السينما العالمية الجديدة الا ما ندر في المواقع التي تعد على اصابع اليد الواحدة, مقارنة مع عشرات المواقع الاخرى التي خصصها القائمون عليها للعلوم والمعرفة السينمائية مما جعلها تبدو ضئيلة الاهتمامات وسطحية المواضيع, وفقيرة الملفات والمعلومة الارشيفية ودون احاطة كافية بماهية النقد والبحث السينمائي والتأريخ له وفق منهجية متمكنة بحيث يشعر فيها المتصفح بالجدية والاحاطة باحدث نتاجات السينما العالمية وقاماتها الابداعية ليس على الصعيد الهوليوودي فحسب وانما للسينمات الاخرى في ارجاء المعمورة وعلى وجه الخصوص تلك السينما القادمة من بلدان العالم الثالث كما في قارات اسيا وافريقيا وبلدان اميركا اللاتينية, وفوق هذا كله تلك السينما التي تصنع بعيدا عن الاسس التجارية والتنافس على شباك التذاكر.من هنا يأتي توجه الزميل الناقد السينمائي المصري المقيم بباريس صلاح هاشم والذي بدأ يكتب النقد السينمائي منذ نهاية عقد الستينات من القرن الماضي ولا زال يتواصل بمثل هذا الحقل الابداعي في تأسيس موقع سينما ايزيس الالكتروني الخاص بالسينما على خلاف المواقع الاخرى بتضمينه توجهاته النقدية التي تجمع بين جماليات العمل الفيلمي وافكاره دون اهتمام بتلك الاعمال المبهرة والضخمة الانتاج على حساب المضامين والتي تنهض على الخدع السمعية البصرية والمؤثرات الكمبيوترية.اطلق صلاح هاشم الذي ترأس تحرير ذات يوم مجلة »الفيديو العربي« الصادرة بلندن موقعه الالكتروني كنافذة كمبيوترية على هيئة مجلة الكترونية
http://www.cinemaisis.blogspot.com/ يزمع قريبا اصدارها كمطبوعة دورية تعنى بفكر السينما المعاصرة واسسها.فهي عدا عن كونها مجلة متحررة من تلك التبعية لنماذج الفيلم التجاري المحلي او العالمي, فهي عين الناقد والمهتم على المهرجانات السينمائية العربية والعالمية والغنية بتنويعات الموقع مقالات نقدية ودراسات وحوارات وصور لافتة وذات اشارات لها قوة التعبير يسلط فيها الضوء على شخصيات ووثائق, واخر الاخبار والانطباعات.ويشتمل موقع »سينما ايزيس« على المعلومة السينمائية التي تنبع من ثقافة تحيط بجوانب المشهد الابداعي والمقالات التي يكتبها نقاد سينمائيون من سائر ارجاء الوطن العربي.




كتبت جريدة " ايلاف " بتاريخ الخميس 1 سبتمبر 2005 في باب " ثقافات. اخبار. " بعنوان سينما ايزيس وملون في الحرب " تقول..


مجلة سينمائية جديدة تعني بفكر السينما المعاصرة
الكاتب الصحفي والناقد السينمائي المصري صلاح هاشم، زميلنا في "ايلاف" والمقيم في باريس - فرنسا، اسس حديثا موقعا علي الانترنت لمجلة سينمائية جديدة " سينما ايزيس " .. تعني بفكر السينما المعاصرة.. وحركة نشر الكتاب السينمائي.. والتعريف بالنظريات والكتابات الجديدة في النقد, ..كما تنفتح المجلة الجديدة " سينما ايزيس " علي تيارات واتجاهات السينما المعاصرة، في المهرجانات العربية والعالمية، ويشارك في تحرير المجلة عدد كبير من النقاد والكتاب في مصر والعراق والمغرب و تونس وانجلترا وفرنسا والمانيا وامريكا و غيرها، وسوف تصدر المجلة كمطبوعة شهرية في مابعد. وتؤسس "سينما ايزيس" حاليا لعدة مشروعات موازية،بهدف نشر الثقافة السينمائية الجادة، التي توظف السينما كأداة تفكير في مشاكل الواقع، وتناقضات مجتمعاتنا الانسانية، وتعلي من قيمة العمل الفني السينمائي، كتعبير عن ثقافة وهوية. وتنحاز المجلة الجديدة الي سينما الواقع، التي تبحث - روائية وتسجيلية وتحريكية، او مزيج من هذا كله- تبحث في وجوه البشر والناس، وتختلط بهم علي الرصيف، وتتأمل حياتهم, وتحكي عن همومهم واحلامهم، كي تدفع باتجاه حفر سكة جديدة، لسينمات وافلام الديجيتال الحرة المستقلة، التي سوف تصنعها اجيال اليوم والغد، بعيدا عن تيار السينما المصرية التجاري المهيمن، بعدما انحط بالفن السينمائي في مصر الي الحضيض، حتي صارت افلامها مسخا. كما سوف تشارك " سينما ايزيس " في تنظيم بعض المهرجانات السينمائية العربية، من خلال " تظاهرات سينمائية موازية " مثل تظاهرة " سينما كازاخستان "، مستفيدة من موقع حضورها في باريس، واتصالها المباشربالسينمات الفرنسية والعالمية، وتؤسس المجلة لعدة تظاهرات سيمائية مماثلة، للتعريف بالسينما العربية في فرنسا والعالم.. والجدير بالذكر ان محرر ومؤسس "سينما ايزيس" الكاتب والناقد السينمائي صلاح هاشم ، الذي يكتب بانتظام في " ايلاف "، شارك في العديد من لجان تحكيم المهرجانات السينمائية العالمية، وهو مندوب وممثل مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي في فرنسا منذ عام 1989، ويقوم باختيار الافلام الفرنسية التي تعرض في المهرجان كل سنة، و له عدة كتب مهمة في السينما مثل "السينما العربية خارج الحدود" الصادر عن المركز القومي للسينما في مصر 1999, ويصدر له في مصر قريبا كتابان " قاموس الرقابة علي السينما في العالم.أفلام ممنوعة " و " فيلم وراء فيلم. سينما هذا الزمان " وعتوات موقع المجلة الجديدة هو
http://www.cinemaisis.blogspot.com/ وقد انضمت المجلة التي قوبلت بحفاوة الي دليل المواقع السينمائية في موقع " الفيل " للسينما العراقية وموقع " سينماتيك " في البحرين..

أبونا: حوار مع شيخ النقاد السينمائيين د.صبحي شفيق


تنشر مجلة " ايزيس " - تحت التأسيس - قريبا حوارا مع شيخ النقاد السينمائيين والاب الروحي للمجلة د.صبحي شفيق الذي التقته " ايزيس " هذه المرة في بر مصر العامرة بالخلق، وهو يركض من مهرجان الاسماعيلية السينمائي، الي مهرجان المسرح التجريبي، وبينهما يقعد في بيته، لكي يتابع عن قرب شاشات التلفزيون في العالم، ويحكي عن جديدها، ويتواصل بكتاباته مع لغة الصورة، بنت عصرنا، مفسرا وشارحا ومعلقا، بموسوعية فذة، تضعه من جديد علي قمة النقد السينمائي العربي، ليكون، وكما كان دوما، استاذا لاجيال عديدة من كتاب ونقاد السينما في مصر والعالم العربي. وفي الحوار الذي تنشره " ايزيس " قريبا يضع مخرج " تلاقي " صيغة جديدة لمجابهة المخطط السينمائي الامريكي، وهيمنته علي اسواق توزيع الفيلم في العالم ويحدد استراتيجية عالمية لكل سينمات القارات الثلاث والعالم الثالث لمقاومة غزو الصور الامريكي الكاسح

الخميس، سبتمبر 29، 2005

شريط صوت.السينما والموسيقي والجاز

لوي آرمسترونج سفير حضارة موسيقي الجاز في العالم

المحور تحت التأسيس

دراسة : المشهد العام للنقد السينمائي العربي بين الامس واليوم بقلم أمير العمري

امير العمري

لقطة من فيلم " الفلاح الفصيح " للمخرج المصري الكبير الراحل شادي عبد السلام



مر اليوم عشر سنوات على الدراسة التي قدمتها في مهرجان تطوان السينمائي (عام 1995) تحت عنوان "النقد السينمائي في الصحافة العربية".
وإذا كان المطلوب مني اليوم المقارنة بين ما سبق أن تطرقت له فيما يتعلق بحالة النقد السينمائي في الصحافة العربية قبل نحو عقد مضى، وبين ما صار إليه المشهد العربي للنقد السينمائي اليوم، فما هي إلا مهمة عسيرة حقا إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الخريطة الحالية للنقد السينمائي العربي قد تعقدت وازدادت تشابكا وتداخلا مع ظهور عشرات المطبوعات الأخرى في المشرق والمغرب، وظهور برامج تليفزيونية جديدة تتخذ من السينما موضوعا لها، ومهرجانات تقام في مدن وبلدان كثيرة في عالمنا العربي ربما لم تكن تكترث في الماضي بالسنيما.

وبداية، يتعين علينا الاعتراف بأن دعاوى تحريم السينما بالشكل الجامد الصارخ الذي كان سائدا في الثمانينيات والتسعينيات (وهو ما عرضنا له تفصيلا في البحث الذي قدم هنا قبل عشر سنوات) – قد خفت كثيرا في الوقت الحالي، كما تلاشت أو كادت تلك النظرة المتشككة إلى السينما وإلى صناعة الأفلام الروائية بوجه خاص، التي كانت تعتبرها من المحرمات، بعد تنامي دور الوسائل السمعية البصرية وتكنولوجيا المعلومات في المجتمعات العربية بدرجة كبيرة خلال الحقبة الأخيرة، مما دفع الكثيرين إلى مراجعة مواقفهم إزاء الفن السينمائي.
من جهة أخرى، تعرض الكثير من المفاهيم السائدة في المنظومة الفكرية العربية التقليدية إلى هزات عديدة في أعقاب أحداث سبتمبر 2001 وما أعقبها من انهيار نظام طالبان في أفغانستان، بتكوينه الجامد المعادي للفنون الحديثة بوجه عام، وللسينما بوجه خاص، وبروز تيارات وجماعات طالبانية ترفع السلاح في وجه مؤسسة الدولة في عدد من البلدان العربية التي كانت مؤسساتها الرسمية تسعى - في الماضي - استرضاء تلك التيارات والجماعات وتقوية شوكتها حتى يمكنها التصدي لتيار اليسا، وهو "سيناريو" مشابه إلى حد كبير- للسيناريو الذي يتعلق بالولايات المتحدة نفسها.
إلا أن ما تحقق من تقدم فرضه فيما بعد - تلاحق الأحداث السياسية، لم يقض تماما على الاتجاهات الفكرية التي ظلت تهاجم السينما وتحرم عرض الأفلام داخل قاعات عامة مظلمة، خصوصا إذا كانت تجمع بين الرجال والنساء – وربما الشياطين والجان أيضا!
والملاحظ أن العزوف التقليدي عند عدد كبير من المشتغلين بالفكر السياسي والاجتماعي في بلادنا عن التصدي لنقد السينما في الماضي، ناظرين إليها كنوع أدنى من الفنون – أدنى من نظرتهم إلى الأدب والشعر مثلا – قد تراجع إلى حد كبير منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، الذي جعل من المتاح حاليا وبسهولة، اقتناء الأفلام على الاسطوانات المدمجة (DVD)، وتحميل الأفلام أو مشاهدتها على أجهزة الكومبيوتر المنزلي، بل وتشييد عدد كبير من دور العرض السينمائي الجديدة المتعددة القاعات في بعض الدول العربية، بمواصفات متقدمة وشروط جيدة للمشاهدة، بعيدة عن أنماط دور العرض القديمة المتهالكة التي يقتصر ارتيادها عادة على الشريحة الأدنى اجتماعيا، الأمر الذي شجع قطاعا من أبناء الطبقة الوسطى على العودة إلى دور السينما، وإن كان الجانب السلبي لهذا التوجه الجديد قد تجسد بوضوح في ظهور وانتشار نوع جديد من السينما الاستهلاكية السريعة المصنوعة خصيصا لهذا الجمهور الذي يرتبط أيضا بالوجبات السريعة التي تنتشر محلاتها ومنافذ بيعها عادة في نفس المجمعات التي تضم دور العرض الجديدة. ولكن هذا موضوع آخر.
هذا التوسع النسبي الكمي، سواء في دور العرض أو في المهرجانات السينمائية الدولية والمحلية وفي البرامج التليفزيونية التي تبثها القنوات الأرضية والفضائية، وتخصيصها مساحات للحديث عن "الظاهرة" السينمائية، يجعل المشهد العام في النقد السينمائي العربي يختلف - من السطح على الأقل- عما رصدناه في دراستنا السابقة.
حقا لا تزال أهم دولة عربية (نفطية) تحظر إنشاء دور عرض سينمائي رغم تمويلها لعدد كبير من المحطات التلفزيونية الفضائية التي تعرض مئات الأفلام السينمائية العربية والأجنبية.

منطلقات إسلامية
إلا أن الحصار الذي كان مضروبا حول السينما كمنتج فني حديث، تراجع كما تراجعت، إلى حد كبير، فتاوى تحريم السينما وتحريم الفن عموما في ضوء الهجوم النظري العلماني المضاد الأخير في مواجهة تمدد الدعاوى السلفية الرجعية المغرقة في انغلاقها، بل وقد أصبح حتى عدد من المواقع الإسلامية ذات التوجهات الإسلامية على شبكة الانترنت- من تمويل تيارات معينة داخل جماعة الإخوان المسلمين – تخصص قسما للنقد السينمائي، وإن كان تناولها للأفلام ينطلق - في معظم الأحيان- من وجهة نظر أخلاقية تدور حول الحلال والحرام.

على سبيل المثال يختتم عبد الجليل الشرنوبي مقاله المنشور في موقع "إسلام أون لاين" عن فيلم "بحب السيما" بقوله:
"بحب السيما" شريط جديد يضاف إلى العديد من العلب التي تحوي مشاهد صادمة أو جملاً مثيرة للجدل أو إسقاطات تجافي الواقع، وكانت كلها تكرس في النهاية لـ"تابوه" جديد يعطي لنفسه حق الطرح والنقد والسخرية والازدراء بدون أن يراجعه أحد وإلا تحول إلى رجعي ومتخلف وضد الإبداع وظلامي..
"وبناء على هذا أعترف بأنني ظلامي لا أقبل السخرية من دور العبادة حتى وإن كانت بها سقطات بشرية.. ومتخلف؛ لأنني ضد ظهور امرأة تستحم أو تمارس الجنس على شاشة السينما.. ورجعي لأن هناك قواعد وأعرافًا وقيمًا نبت على أرضها مجتمعنا، ويجب ألا تسقط لحساب الرؤى الفنية.. وأخيرًا "بحب السينما.. لكنني أكره سقطاتها".
وعن الفيلم نفسه الذي أثار أكبر ضجة نقدية شهدتها الصحافة المصرية خلال العام الماضي، يكتب ممدوح الشيخ في "إسلام أون لاين" أيضا:
"إن المصارحة شرط موضوعي لبناء علاقة صحيحة، والمنطق الزئبقي في السينما والفكر على السواء هو المشكلة الأخطر وليس غضب متدينين متطرفين أو اللجوء للتقاضي في مواجهة أعمال إبداعية؛ فالفيلم عمل تبشيري بدين وضعي هو الربوبية، وهو لا يعادي الكنسية فحسب؛ بل يعادي فكرة الدين السماوي. وما دام القانون يسمح باللجوء للتقاضي فلا مبرر للغمز واللمز بحق من يستخدمون هذه الوسيلة؛ لأن هذا نوع من التفتيش في الضمائر، وإلا فإن ازدهار الثقافة "الزئبقية" سيؤدي حتما لازدهار مقابل للثقافة البوليسية".
ورغم ذلك يتخذ هذا الموقع – موقفا متقدما نسبيا من الافتاء بتحريم السينما، هنا يكتب علاء عبد العزيز قائلا:
"مقابل هذه المكانة والأهمية التي تتبوأها السينما نجد أن كثيرًا -أو بعضًا على الأقل- من المفتين يصمون السينما بكونها حرامًا شرعًا، وبشكل مطلق دون تكلف الخوض في تفصيلاتها، ويأتي الإطلاق في إطار رؤية محصورة في حدود "السلوك الفردي": من العمل فيها، والذهاب إليها، والجو المحيط بالحضور، ونحو ذلك.
"وما يؤخذ على أصحاب هذه الرؤية / الحكم أن وعيها بالسينما سطحي لا يكاد يفرق مثلاً بين الأفلام التسجيلية أو الروائية أو حتى التعليمية، فضلاً عن أن انحصار زاوية نظر ذلك المفتي الذي يبني حكمه بالتحريم المطلق بناء على هاجس "الفتن" (اختلاط، عورات...) لا يسمح له بإدراك المعاني السابقة في تأثير السينما، فضلاً عن إمكانية التفكير بكيفية "الإفادة" منها كأداة لمقارعة "الباطل" على الأقل من وجهة نظره. بل إن ذلك التعميم التبسيطي المخل من شأنه أن يورط ذلك المفتي بتحريم الأفلام التسجيلية مثلاً كالتي تقدم صورة عن أحوال وعيشة المسلمين في أيٍّ من بلدان العالم، وكذلك الأفلام التعليمية. بل يمكن التساؤل بإلحاح إزاء مثل تلك الفتاوى (لبعضهم): كيف يكون الحال إزاء أفلام المقاومة في الشيشان (كسلسلة أفلام جحيم الروس) أو في فلسطين أو في العراق؟" ..وللمقال بقية

اصدارات : قراءة في كتاب " تخليص الابريز في سينما باريز" بقلم ناجح حسن


كتاب السينما الفرنسية.تخليص الابريز في سينما باريز
عمان - ناجح حسن - يتضمن الإصدار الجديد للناقد والباحث السينمائي المصري صلاح هاشم باقة من الموضوعات والقضايا السينمائية المتعلقة بالسينما الفرنسية ومراحل تطورها كان المؤلف تابعها بحكم إقامته الطويلة في فرنسا , وأيضا لما صارت تشكله السينما الفرنسية اليوم كواحدة من ابرز الإبداعات العالمية , فقد أفرزت خلال العقود الماضية العديد من المدارس والتيارات السينمائية المغايرة لانتاجات السينما السائدة وغدت أداة تفكير في مشاكل العصر والمتناقضات السياسية والاجتماعية والجمالية0يوزع صلاح هاشم الذي سبق وان شارك في الكثير من لجان التحكيم بالمهرجانات السينمائية العربية والدولية عناوين مؤلفه على ستة فصول متنوعة الاهتمامات ففي الفصل الأول المعنون السينما الفرنسية:تعريف أولي يناقش صعوبة إيجاد تعريف محدد للمصطلح ويختصره بأنها تلك السينما التي يصنعها المخرج/المؤلف وليس المنتج كما في السينما الهوليودية ,وهي التي تجعلنا نرى صورة لتفاصيل الحياة الفرنسية وحضورها الثقافي والفني والتاريخي والسياسي ونتعرف على شخصياتها وهويتها وأحزانها وهمومها وهي من خلال ذلك كله طرح رؤية فكرية وفنية لصناع افلامها0يتوقف الكتاب الصادر عن العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة المصرية بفصله الثاني على مختارات من الأفلام الفرنسية التي حققها مخرجوها في فترات متباينة وحاكت موضوعاتها مفاهيم ذاتية وإنسانية تمسك بتوهج الحياة واستكشافها لجوهر تحولاتها في مصائر أبطالها 0 ومن بين تلك الأفلام يقرأ المؤلف أعمال مثل:»في نخب حبنا« لموريس بيالا ,»موجة جديدة« لجان لوك غودار,»عاشت الحياة« لكلود لولوش, »امرأة الجوار« لفرنسوا تروفو, »بعيدا« لأندريه تشينيه,»سنغال الصغيرة« لرشيد بوشارب , »الكراهية« لماتيو كاوفيتس وفيلم »مصير أميلي بولان المدهش « لبيير جونو كي وجميعها أعمال شكلت قامات فنية نضرة واجهت بجرأة مشكلات الواقع وحلقت بتفصيلات الهامش ونبشت بتماسك فني مبتكر لحظات سينمائية اخاذة0وتناول الفصل الثالث شخصيات وأعلام السينما الفرنسية: المخرج بول جريمو وزملاؤه :جاك دومي, فرنسوا تروفو , كوستا غافراس ,إضافة إلى جان متري احد ابرز النقاد والمؤرخين في السينما الفرنسية 0ويبحث مطولا بإنجازاتهم وإصرارهم العنيد على تحقيق رؤاهم وأفكارهم وتطلعاتهم الإنسانية العميقة, وانفتاحهم على هموم محيطهم الاجتماعي بعيدا عن توجهات السوق واللعب على غرائز المشاهدين0وحمل الفصل الرابع قراءة متأنية للظواهر السينمائية التي يعيشها المشهد السينمائي في فرنسا مثل : السينماتيك أو دار الأفلام ,وتكريم يوسف شاهين ,وخروج الفيلم الفلسطيني »يد إلهية« وسوى ذلك من محطات الثقافة السينمائية وأدبياتها بغية الإطلاع على تجارب العالم السمعية البصرية كما في إقامة تظاهرة متحف اللوفر للتعريف بفكر السينما المعاصرة والتعريف بسينما البريطاني الفرد هتشكوك وسينما الحقيقة0ويتتبع المؤلف بالفصلين الأخيرين تلك المهرجانات السينمائية المتخصصة التي تقام طوال العام في فرنسا ,وما تحمله من نتاجات السينما العربية التي تأخذ مكانتها على قدم المساواة مع أفلام عالمية وتظفر بالعديد من الجوائز ومناسبات الاحتفاء والتكريم0كتاب »السينما الفرنسية:تخليص الإبريز في سينما باريز« إطلالة أخرى على سينما مختلفة بقلم ناقد يمتلك رؤيته النقدية المفعمة بالخبرة والدراية والمتابعة النشيطة لتيارات ومدارس سينمائية عالمية تفيد عشاق هذا النوع من الإبداع من شأنها أن تحفز المهتم على تنمية وتطوير ذائقته السينمائية وتأخذه بابتكاراتها الجديدة وتجارب صناعها إلى مدى ابعد في الاستفادة من خلال التواصل المعرفي والإنساني مع الفن السابع
عن جريدة " الرأي " الاردنية. باب ثقافة. بتاريخ السبت 24 سبتمبر 2005.